![]() |
الحل الجذري للقضية الفلسطينية
الحل الجذري للقضية الفلسطينية
إمكانية حل السلطة وآفاق النضال التحرري الشعبي بقلم : يوسف محمد بن ناصر كاتب و باحث من المغرب إن القضية الفلسطينية أصبحت مأزقا إنسانيا وعربيا، يشهد يوميا على اختلال العدالة الانسانية وعدم وضوح قيم التحرر والنضال و التضامن لدا هذا الكائن، كما تبرز هذه القضية كذلك انفصاما في ميزان تقييم الازمات من طرف الموسسات العالمية المهتمة طبعا بمثل هذه المسائل.. ففشل الموسسات الدولية في الخروج بالصراع العربي الاسرائيلي الى مرحلة تنضج فيه الافكار تقارب أوجه الحل وإمكانياته ـ لدليل على أن هذه الموسسات غير قادرة على حسم مشاكل الانسان المعاصر والتي تنفجر بين الفينة والأخرى هنا وهنالك بل هو دليل على فقدان هذه الموسسات للمصداقية والمشروعية. ومما زاد الأمر تعقدا للمسألة الفلسطينية الصراع الدامي الدائر بين منظمات تدعي – ولها ذلك- أنها ممثلة شرائح اجتماعية وفكرية فلسطينية، انبثقت منها وعنها لتدافع لها عن طموحاتها في التحرر والاستقلال والكرامة، وتدفع ثمنا لذلك الغالي والنفيس، وتقدمهم دماء الشهداء والمناضلين لكل حين من أجل تحقيق تلك المطالب والطموحات، ذلك الصراع الجائع و الخائن لأنه وبكل بساطة وقع [في وقت غير ملائم وبين أفراد لا يعقل أن يصلوا بالأمر إلى هذه النهاية وفي مكان غير المكان المناسب وفي وسط شعب المناضلين]، في زمان ومكان غير ملائمين و بين أطراف لا يعقل أن يصل بهم الامر إلى وضعية لا تحتمل وهي وضعية شاذة بالنظر الى الزمان والمكان و الأرض والشعب. لقد ضعفت خيارات الوحدة وكرست التفرقة، وضاق مجال الاختلاف والاجتهاد في الفضاء الفلسطيني مما يعني بالضرورة أن الصراع والذي هو طريق لتصفية الاستعمار الإسرائيلي أصبح شيئا هامشيا للأسف، ومن المعلوم أن من يغلق عليه باب الخيارات ويضيق باب الاختلاف والاجتهاد وباب المناورة خاصة في مثل هذه الظروف يفقد معه مفتاح المشروعية ويحسم الصراع لغير مصلحته بالقوة أو بدونها، لانه في الاخير فاقد لقيمة وجوده و لهدف انشائه فأغلب الحركات التحررية الفلسطينية اليوم قد انحرفت بتصوراتها وبمواقفها وبأعمالها لطريق لا هوية لها ولا نهاية؛ غير نهاية الدم وموت حلم الوحدة والدولة، ولتسقط كل القيم الفلسطينية المشتركة. فخيار التقاتل الداخلي يعطي فرصة وحيدة وفريدة للكيان الغاصب لتوجيه ضرباته القاتلة إلى الصدر الفلسطيني وليس فقط للأشخاص المناضلين، و لكن أيضا لكل القيم المشتركة التي تأسس عليها المجتمع من كرامة وتضامن وتآخي .. بل وتنقلب هذه القيم من عناصر قوة وتوحيد الى عناصر تعزز الشك و الريبة والانفصام و النفاق الاجتماعي والسياسي و الفكري والنضالي، ومن دخل هذا الدرب الضيق فقد كتب عليه التيه والشقاوة و المأساة. إن منطلقات التحرر التي عملت حركات التحرير الفلسطينية بشتى عناصرها لم تكن يوما من الايام تقتضي الوصول الى مثل هذه النتائج المحزنة، بل لم يتصور أحد أن يصل الامر الى مثل هذا المأزق المحزن، فلابد إذن من التوقف والوقوف حالا، وجميع الفصائل هي معنية مباشرة بذلك، ومن أجل خلق جو يضمن مراجعة مواقف الجميع بجدية ومسؤولية، لان الظرفية تستلزم إبداع مسارات جديدة وخلق منطلقات أخرى، ربما تستطيع بها القوى الفلسطينية معالجة الانحرافات التي وقعت، وتقييم الوضعية الحالية، ولما لا التاسيس من جديد لمنطلقات متجددة، ليس فقط للخروج من الازمة ولكن ايضا لاعطى حركية للافكار النضالية والتحررية . ومن جهة أخرى فاستفحال التقاتل والانقسام الداخلي، وفشل المفاوضات البينية الداخلية، و بين السلطة والكيان الغاصب، لدافع اساسي وحجة قوية للسلطة الفلسطينية أن تتأكد من أن مساراتها لانجاز شيء للشعب الفلسطيني والدفع بعملية السلام، الان معدومة أو تكاد تنعدم، وان تلك المنطلقات التي تنادي بها الى الان قد استكملت دورتها في الحياة كما يستكمل أي فكر أو كائن دورته الحياتية، والصحيح أن ننعتها بالفاشلة، واظنه لم يبق لها الا ان تعلن بنفسها عن وفاة ما كان يسمى بالسلطة الفلسطينية، وتسلم زمام الامور والمبادرة مرة أخرى ومن جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية، لان السلطة الفلسطينية في النهاية ليست سوى تجربة نضالية، وليست حلا جذريا لما كان يحلم به كل انسان عربي أو فلسطيني أوحتى مناضل تحرري عالمي، إن السلطة الفلسطينية ما كانت يوما حلا نهائيا بل ما خرجت للوجود إلا لتكون تجربة في سياق عالمي ومحلي، فقد كانت حلا ظرفيا.. إن الدعوة والعمل على انشاء دولة فلسطينية لها كامل الحقوق و المقومات لتستمرفي ظروف الاحتلال ليس الا نداء في واد وحلما مشوها سيتحول بقدرة قادر الى كابوس مولم، وهوالان في واقع تجربة السلطة الفلسطينية ما هو إلا كوميديا عربية مستمر على أساس واهم وواهن، وتعيش على حزن والم الشعب الأبي، فالأزمة الحالية التي تتخبط فيها فصائل المقاومة، وكذلك أفراد الشعب يجعل الجميع يتأكدون يوما بعد يوم بأن الأمر قد انحرف عن واقعه ولزم مع ذلك التنقيب عن خيارات جديدة. الحل الجذري الذي يشبه الدواء العلقم للصراع الفلسطيني- الفلسطيني والصراع العربي/ الإسرائيلي،لا أظنه يكون أكثر من بدأ تجربة مقاومة شعبية جديدة وفق تصور جديد، بعيدا عن الجامات السلطة وحساباتها الخاسرة.. ثم إن التوافق الداخلي ضروري للمقاومة واستمرارها، والصراع الفصائلي في فلسطين لم يكن شيئا حديث العهد بل حدث نتيجة تراكم تاريخي وايديولوجي واجتماعي، ومراجعة هذه العناصر لن يكون بالامر السهل و لابد له من ثمن، وللخروج من المأزق وجب اعلان سقوط السلطة الفلسطينية، ليتسلم الشعب السلطة مرة أخرى ولو عن طريق منظمة التحرير الفلسطينية، وربما بها يتجدد نفس المقاومة من جديد وتتوضح خيارات اخرى ويتاسس جيل جديد قادر على التفاهم والمفاوضة والانسجام مع خياراته ومقدساته الوطنية والتحررية . |
رد: الحل الجذري للقضية الفلسطينية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي نزهة أتفق مع الكاتب في بعض ما جاء في المقال ولكن أختلف معه في أنه لم يعطي حركة فتح وحماس حقهما في الدور النضالي الذي خاضاه ضد الإحتلال على الرغم من التجاوزات التي حدثت وخاصة في هذه الفترة. القضية الفلسطينية قضية شائكة ومعقدة وخاصة بعد دخول المفاوضات على الخط وتدخل جهات كثيرة الآن كأطراف من أجل الحل إضافة إلى ما استجد من الخلافات الفلسطينية الفلسطينية والتي لن ولم يقبلها أي فلسطيني حر وشريف. القضية بدأت بتواطؤ الكثير من الجهات والدول ثم رفع الشعب الفلسطيني راية المقاومة ولكن للأسف دخلنا في متاهة الخلافات والمفاوضات لنشوه الوجه الحقيقي للمقاومة والتي ستبقى ناصعة بإذن الله. تحياتي |
الساعة الآن 58 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية