![]() |
هل ستقوم الدولة الفلسطينية؟
[frame="13 90"][align=justify]
هل ستقوم الدولة الفلسطينية؟ لم أجد محللا واحدا للأوضاع السياسية القائمة، يتوقع قيام دولة فلسطينية مستقلة في نهاية عام 2008 الحالي، المراقبون يستندون في تحليلاتهم على الوقائع الماثلة أمام أعين الجميع، والى الرغبة المتأصلة في التوجه الصهيوني العام،بعدم قيام مثل هذه الدولة كخيار استراتيجي، لان قيامها يستلزم التخلي عن الأراضي المحتلة عام 67 بما فيها مدينة القدس الشريف التي ستكون عاصمة الدولة. المراقبون للأوضاع يجدون في سلوكيات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ما يشير بوضوح إلى تمسكهم بالأرض المحتلة، ولا نية لدى أي من هذه الحكومات يمينها ويسارها بالتنازل عن أراضي الضفة الغربية، فالفكر الصهيوني المستمد من العقيدة التلمودية المتعصبة تعتبر ارض فلسطين كلها أرض إسرائيل،أرض الميعاد الإلهي،حتى الحكومات الأقل تطرفا، وتحت الضغط الدولي، كانت وما زالت تتحجج بثقل مواقف المتطرفين من الأحزاب والحركات التي تشاركهم الائتلاف، أو تلك خارج الحكومة، المتربصين بهدف الإطاحة بها، في حال تقديم أية تنازلات، وبذلك هم يستفيدون من هذه الحجج الواهية التي تعودنا على سماعها، في ابتزاز الطرف الآخر لينهشوا منه ما يستطيعون إلى الحد الأقصى، وفي الوقت نفسه اذا اضطروا إلى تقديم تنازلات،فلا تكون إلا في الحد الأدنى وليست ذات قيمة، لا تسمن ولا تغني من جوع. الاستيطان المستمر وزيادة حجم المستوطنات القائمة، وكذلك الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين ومصادرتها أو وضعها تحت تصرف الجيش بحجة الدواعي الأمنية، أو وضع اليد عليها من قبل ما يسمونه إدارة أملاك العدو، أو حارس أملاك الغائبين أو لغرض إقامة محميات طبيعية أو للمنفعة العامة وإقامة جدار العزل العنصري، هي في مجموعها خطوات مدروسة بعناية، ضمن مخطط شمولي لتفريغ الحل المنشود من أي مضمون ! السؤال المطروح هو أين المنطق السليم الذي من شأنه قيام دولة مستقلة،مزروعة بهذا الكم الكبير من المستوطنات اليهودية، ومسلوخ منها نصف مساحتها أو أكثر، أو مقطعة أوصالها بدون ترابط جغرافي !هل لأحد أن يتصور شكل تلك الدولة ؟وهل لها مثيل في تاريخ أو جغرافيا كوكب الأرض منذ الخليقة؟ أم هل المطلوب أن تكون سابقة لا مثيل لها ؟؟! ولا يتوقع المراقبون التوصل لأية حلول تلبي الحد الأدنى من طموح الفلسطينيين، وهكذا فحكومة إسرائيل كعادتها تراهن على عامل الوقت والتسويف وخلق الأعذار، حتى لو اقتضت المصلحة، عزل رئيس الحكومة، كما هو مخطط لأولمرت في هذه الآونة،أو حتى افتعال معارك مع أطراف عربية، للتملص من أية تفاهمات تمت بينه وبين أبو مازن، أو أية وعود أعطيت لواشنطن،والحديث الدائر في الأوساط الاسرائيلية هذه الأيام يشير إلى قرب استقالة أولمرت، وعن تعيين وزيرة الخارجية تسيبي لفني خلفا له، ثم إجراء انتخابات مبكرة، وتشكيل حكومة جديدة، واللعب المكشوف على كل الأسباب والعوامل التي ستتجاوز عام 2008 الحالي دون التوصل للاتفاق الذي وعد به الرئيس بوش، بقيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، قبل مغادرته البيت الأبيض، وهذا هو بيت القصيد الصهيوني. محمد الشواهين/ عن صحيفة الرأي الاردنية 28/5/2008 [/align][/frame] |
الساعة الآن 14 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية