منتديات نور الأدب - رسالة إلى الشاعرة حبيبة الصوفي

[mark=#99FF66]
صديقتي وسيدة الشعر الجميل
كل التحية والتقدير
يصعب أن أمر أحيانا هنا وهناك فلا أجد شعرك يزين فضاء وزمان الإبداع .. فالشعر يا حبيبة كان بك وما زال .. من يستطيع أن يسطر حرفا إلا وتلك القصائد النابضة ، قصائدك ، في ذهنه وعقله وروحه .. دواوينك يا سيدة الشعر تنده دائما على بقيتها .. والوفاء كل الوفاء أيتها المبدعة الرائعة ألا نقرأ دفاتر الشعر إلا وقصائدك في كل السطور حاضرة بروعتها ..
حبيبة
تعرفين أيتها الغالية أن الشعر في جوع دائم إلى الرائع من الكلمات بعد أن تعب القراء من فوضى الشعر الذي أغرق الصحف والمنتديات بقصائد لا طعم لها ولا رائحة ، قصائد تشبه الفواكه البلاستيكية ، فهي منظر قد يغري ، لكن حين تقتربين لا تجدين شيئا .. وهذا ما جعل القراء بحاجة إلى شاعرة فذة مثل حبيبة الصوفي ، تكتب فيخضرّ الحرف ويغتسل بضوء الشمس .. أتعرفين : ما زلت أقرأ شعرك فأدهش وأصفق لكل حرف .. وتعرفين يا حبيبة أنني لا أعجب إلا بما يتجاوز الممكن ليكون سحرا حلالا طيبا .. قصائدك تحقق معادلة الطبع والغزارة والانسياب والجمال والإدهاش وروعة اختيار الموضوع .. غيرك يحقق جزءا وينسى أجزاء ، بينما تدقين باب الشعر بثقة لتنفتح كل الأبواب دفعة واحدة ، قائلة : لبيك حبيبة يا سيدة الشعر الجميل ..
حبيبة
هل هو تقصير مني ألا أتابع شعرك الطازج الجديد ؟؟.. صدقيني هذا ما ارجوه ، رغم أنه يوقعني في مأزق لوم الذات ، إذ من غير الممكن بالنسبة لي أن يصدر الجديد لشاعرة مثل حبيبة الصوفي ولا أكون المسارع لضمّ كل حرف قارئا نهما .. وسأهمس في أذنك أيتها الشاعرة الرائعة : قلة من الشعراء حسدتهم على قصائد أربكتني وجعلتني اقفز طربا ، ربما خمسة شعراء ، منهم نزار قباني ومحمود درويش وحبيبة الصوفي .. ولن أقول أكثر فيكفيك أن تجعلي شاعرا مثلي يغار ويرقص مع قصائدك .. ويكفيك أنني أتمنى في كثير من الأحيان أن آخذ ديوانك لأظل اقرأ وأقرأ داعيا الله أن يرزقني الكفاية في كل شيء ، والقناعة في كل شيء ، إلا في قراءة الشعر الجميل ، فأنا ادعوه سبحانه أن يجعلني نهما لا يشبع ، ومجنونا لا يعقل .. وهل هناك أروع وأجمل من جنون الشعر والجوع للجميل منه .. فهل من الغرابة في شيء أن أمد اليد لسيدة الشعر طالبا قصيدة وقصيدة وقصيدة ، داعيا أن تكتبي وتكتبي كي يسعد القراء بروعة الشعر ؟؟..
حبيبة
سنوات مرت يا حبيبة .. كنت مع حرفك الأول ، وديوانك الأول ، وعرفتك منذ ذلك الحين شاعرة كبيرة رائعة .. وكان عطاؤك فيما بعد برهانا على أن شاعرة مثلك يمكنها أن تعلو وتعلو في فضاء لا يحد .. وكنت دائما في خشية أن تنزل قصائدك لتشرب مما تشرب منه قصائد الآخرين .. كنت أخشى لأن شعرك رقيق حساس شديد التأثير والتأثر .. وأكبر جريمة لمثل شعرك أن يتأثر أو يجاري الأدنى .. دعوت دائما يا حبيبة ، حين كانت المعارضات بينك وبين شعراء وشاعرات تروح وتجيء أن يدخل على الخط من هو اقل إبداعا منك ، وما أكثر ذلك ، فيضيع شيء من ملامح قصيدتك تماشيا مع الآخرين .. وكنت تثبتين دائما أن ظني ليس في محله .. فقصائدك رغم الشفافية العالية ، تحلق سابقة قصائد الجميع ، فكنت احمد الله واشكره ، وأتمنى أن أسيج كل قصيدة من قصائدك بالقلب والشريان خوفا عليها ..
حبيبة
بي جوع ، وأظن كل قارئ للشعر الجميل مثلي ،لشعر حبيبة الصوفي ، لقصائدها الفذة الرائعة المحلقة .. فأطلقي أجنحة قصائدك ، كي نتخلص من القصائد البلاستيكية.. نحن بحاجة لحرف ينبض بالحياة ، وقصائدك تحقق ذلك بأروع صورة.. فهل سننتظر طويلا ؟؟..
[/mark]