![]() |
إيليا أبو ماضي.عصر الرشيد
عصر الرشيد كم بين طيّات القرون الخاليةhttp://tbn0.google.com/images?q=tbn:...s/baghdad1.jpgعظة لأبناء الدهور الآتية عبر اللّيالي كاللّيالي جمّة*********لكنّما النزر القلوب الواعية الدّهر يفنينا و نحسب أنّه*******يفني بنا أيّامه و لياليه فاذا مشى فينا الفناء فراعنا*******خلق الخيال لنا الحياة الثانية إنّ الحياة قصيدة ، أبياتها********أعمارنا ، و الموت فيها القافية كم تعشق الدنيا و تنكر صدّها*******أنسيت أنّ الخلف طبع الغانية ؟ و تودّ لو يبقى عليك نعيمها*******أجهلت أن عيك ردّ العارية ؟ خلذ الغرور بما لديك فإنّما********دنياك زائلة و نفسك فانية إنّ الألى وطئت نعالهم السّهى******و طئت جباههم نعال الماشية لو أنّ حيّا خالد فوق الثّرى*******ما مات " هارون " و زال " معاوية " أو كان عزّ دائما ما أصبحت******" بغداد " في عدد الطلول البالية أخنت عليها النائبات، فدروها*******خرب تعاودها الرياح السّافية يأوى إليها البوم غير مروّع**********من كلّ نعّاب أحمّ الخافيه نزل القضاء فما حماها سورها***********ولطالما ردّ الجيوش الغازية و اجتاح مجتاح العروش ملوكها********فكأنهم أعجاز نخل خاوية أين القصور الشاهقات و أهلها*******باد الجميع ، فما لهم من باقية درست معالمها و غيّرها البلى*********و لقد ترى حلل المحاسن كاسية أيّام لا دوح المعارف ذابل*******ذاو ، و لا دور الصّناعة خالية أيّام لا لغة " الكتاب " غريبة*******فيها و لا همم الأعارب وانية أيّام كان العلم يغبط أهله*********أهل الثراء ، ذوو البرود الضافية أيّام كان لكلّ حسن شاعر*******كلف به و لكلّ شعر راويه أيّام " دجلة " مطمئن هاديء********جذلان يهزأ بالبحور الطامية " النيل " خادمه الأمين ، و عبده*************" نهر الفرات " و كلّ عين " جارية " تهوى الكواكب أنّها حصباؤه*******أو أنّها شجر عليه حانيه و تودّ كلّ سحابة مرّت به******لو أنّه سحب عليها هامية و ترى الغزاله طيفها عند الضحى******في سطحه فتبيت عطشى راوية أيّام كان الشرق مرهوب اللوا******يكسو الجلال سهوله و روابيه أيّام تحسدها العواصم مثلما******حسد العواطل أختهنّ الحالية و لطالما كانت تعزّ بعزّها****" مصر " و يحمي ذكرها " أنطاكيه " *** أيّام " هارون " يدير شؤونها*********يا عصر هارون " عليك سلاميه ملك أدال من الجهالة علمه******و أذلّ صارمه الملوك العاتيه ومشت تطوّف في البلاد هباته*******تغشى حواضرها و تغشى البادية ملأ البلاد عوارفا و معارفا******و الأرض عدلا و النفوس رفاهيه فتحضّر البادون في أيّامه********و استأنست حتّى الوحوش الضارية و تسربلت " بغداد " ثوب مهابة*****ليست تراه أو " تراه " ثانيه هاتيك أيّام تلاشت مثلما تمحو********من الرقّ الحروف الماحية لم يبق إلاّ ذكرها يا حسنها******ذكرى تهشّ لها العظام الباليه لو أنّ هذا الدهر سفر كنت يا*****عصر الحضارة متنه و الحاشية عصر لئن جاء البشير بعودة*****فلأخلعنّ على البشير شبابيه !.. إيه " أبا المأمون " ذكرك آبد**********في الأرض مثل الشامخات الراسيه باق على مرّ العصور بقاءها*******و كذاك ذكر ذوي النفوس السامية إن لم يكن لك من مثال بيننا********فلأنّ روحك كلّ حين دانيه هي في الخمائل زهرة فيّاحة*********هي في الكواكب شمسها المتلالية إنّي لأعجب كيف متّ و في الورى**********حيّ و كيف طوتك هذي الطاوية ومن الزمان يهدّ ما شيّدته**********ويح الزمان أما تهيّب بانيه ؟ تشكو إليك اليوم نفسي شجوها******فلأنت مفزع كلّ نفس شاكية أتراك تعلم أنّ دارك بدّلت*******من صوت " إسحق " بصوت النّاعية ؟ أتراك تعلم أنّ ما أثلته********قد ضيّعته الأنفس المتلاهية ؟ يا ويح هذا الشرق بعدك إنّه************للضعف بات على شفير الهاوية ما كان يقنع بالنجوم وسائدا******و اليوم يقنع أهله بالعافية ! مسترسلون إلى الذهول كأنّما************سحروا أو اصطرعوا ببنت الخابية مستسلمون إلى القضاء كأنّما********أخذوا و لمّا يؤخذوا بالغاشية المجد إدراك النفيس ، و عندهم***********ما المجد إلاّ شادن أو شادية يهوى الحياة الناس طوع نفوسهم*************و هم يريدون الحياة كما هيه صغرت نفوسهم فبات عزيزهم*******يخشى الجبان كما يخاف الطاغية حملوا المغارم ساكتين كأنّما*******كبرت على أحناكهم لا الناهية لم تسمع الدنيا بقوم قبلهم*********ماتوا و ما برحوا الديار الفانية الله لو حرصوا على أمجادهم*********فلتلك عنوان الشعوب الراقية ملك " العلوج " أمورهم و متاعهم***********حتّى سوامهم و حتّى الآنية وا خجلة العربيّ من أجداده*********صارت عبيدهم الطغاة موالية !.. أبني الغطارفة الجبابرة الألى*********و طئوا " اللّوار " و دوّخوا " إسبانية " من حولكم و أمامكم تاريخهم*******فاستخبروه فذاك أصدق راويه قادوا الجيوش فكلّ سهل ضيّق*********ورموا المعاقل فهي أرض داحيه و سطوا فأسقطت العروش ملوكها***********رعبا و أجفلت الصروح العالية و مشوا على هام النجوم فلم تزل*********في اللّيل من وجل تحدّق ساهية وردت خيولهم المجرّة شزّبا************و الشهب من حول المجرّة صادية أعطاهم صرف الزمان زمامه*********أمنوا و ما أمن الزمان دواهيه لا أستفزّكم لمثل فتوحهم لكن*******إلى حفظ البقايا الباقية أتذلّ آناف الملوك جدودكم*********و تسومكم خسفا رعاة الماشية ؟ كم تصبرون على الهوان كأنّكم**********في غبطة و الذّلّ نار حامية يا للرجال ! أما علمتم أنّكم*********إن لم تثوروا ، أمّة متلاشية ؟ " دار السّلام " تحيّة من شاعر******حسدت مدامعه عليك قوافية فأراق ماء شؤونه و لو أنّه***********في الغاديات أراق ماء الغادية لو كان مجدك مستردا بالبكا**********قطرت محاجره الدماء القانية فعليك تذهب كلّ نفس حسرة************و لمثل خطبك تستعار الباكية |
الساعة الآن 19 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية