منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الإعجاز القرآني بكافة فروعه (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=26)
-   -   الخنس الجوار الكنس الغواصات..! (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=4764)

حويسم 09 / 06 / 2008 00 : 12 AM

الخنس الجوار الكنس الغواصات..!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تردد بعض العلماء أن تكون المصنوعات (المراكب) التي ظهرت في زماننا من خلق الله متجاهلين قوله تبارك وتعالى: [ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
] صدق الله العظيم

ومن المخلوقات(المصنوعات) التي لا يعلمها الأولون"الغواصات"


« بسم الله الرحمن الرحيم * والنازعات غرقا * والناشطات نشطا * والسابحات سبحا * فالسابقات سبقا * فالمدبرات أمرا »
فسر الأولون رضي الله عنهم هذه الفواتح بمخلوقات عديدة ( الملائكة ، الموت النجوم القسي في القتال ، السفن ، الخيل في سبيل الله ) قال الحافظ ابن كثير:
« ولم يقطع ابن جرير بالمراد في شيء من ذلك إلاّ أنه حكى في المدبرات أمرا | أنها الملائكة ولا أثبت ولا نفي »(1)
والواقع أن الفواتح المعروضة تحدثت عن موصوف واحد قد جمع من صفات الكائنات المذكورة من فواتح "المرسلات" وقد تجلى ذلك في قول نسب إلى الإمام علي رضي الله عنه ؛ أورده الحافظ ابن كثير عند تفسير قول الله تعالى « فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس » (2) فيه: « أنه ضمن الأسفل الأعلى والأعلى الأسفل »
وقد ذكر ابن حجر هذا القول لكنه بمعنى آخر « عن إبراهيم النخعي قال: | إنهم يكذبون على عليّ وهذا كما يقولون: |إن عليّا قال | لو أن رجلا وقع من فوق بيت على رجل فمات الأعلى ضمن الأسفل » (3)
بهذا القول الكريم يكون الإمام على رضي الله عنه قد أرشدنا إلى سر فزيائي تكون قد انطلقت منه القاعدة العامة في الغوص والطفو بالغواصات البحرية ؛ هذه السفن التي لم تكن موجودة زمن الصحابة رضوان الله عنهم ؛ وكما هو معلوم أن هذه المصناعات تعمل بمنسوب المياه التي يجب أن تكون بداخل خزاناتها الخاصة بذلك

عملية الغوص:
تنزع المياه إلى جوفها فتخنس بسرعة وتنطلق نحو الأسفل وتتوقف عن الغوص بتوقف عملية النزع أي تتوقف عن الغوص نحو الأسفل عندما تتوقف عن ابتلاع الماء
عملية الطفو:
تقيئ الماء الذي ابتلعت فتنطلق نحو الأعلى وبقدر ما تفرغ خزاناتها تنشط حتى تنتهي إلى سطح الماء أي عندما ينخفض منسوب الماء تنشط نحو السطح
على هذا تعين أن تكون الغواصات البحرية هي: ( الخنس الجوار الكنس ) وهي
ـ( النازعات غرقا )ـ بجميع أحوالها وذلك لأن ـ( الناشطات )ـ وما بعدها من صفات ـ( النازعات )ـ ولأن الفاء في
ـ( السابقات )ـ وفي ـ( المدبرات )ـ قد أفادت ترتيب الصفات في هذه المصنوعات .
وعلى هذا يكون ما تقدم ذكره في بيان ـ( الخنس الجوار الكنس )ـ قد بين وأن المراد بقول الله تعالى: « والنازعات غرقا * والناشطات نشطا * والسابحات سبحا » هي الغواصات البحرية بكل صفاتها وأحوالها وأفعالها
أما قوله تعالى: ـ( فالسابقات سبقا )ـ فإن السبق المطلق ناتج عن السبح المطلق أي قوله تعالى:
ـ( والسابحات سبحا )ـ وذلك أن الغواصات التي نتحدث عنها تسبح فوق الماء وتحت الماء وفي جميع الاتجاهات ؛ فتسبق غيرها
أولا: بــــــــالرؤية المطلقة في البحر
ثانيا:ا بمرونة حركاتها العديدة والسريعة !

وأما قوله عز وجل: ـ( فالمدبرات أمرا )ـ: فقد أضيف إليها التدبير لأن الأمر واقع بها ولو أن كل ما يحدث بواسطتها كائن بإذن الله تعالى ثم إنه لم يعد يخفى على عامة الناس في زماننا أن الغواصة البحرية مجرد آلـــة تدمير وقتال وقلما تسخر في منافع المخلوقات ويؤيد ذلك قوله تعالى: « يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة * قلوب يومئذ واجفة * أبصارها خاشعة » ويفسر الآيات المذكورة حديث رواه الإمام أحمد عن أبي الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قـال: « قال الرسول عليه الصلاة والسلام: | جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه | فقال رجل: يا رسول الله ! أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك ؟ | فقال : | إذا يكفيك الله ما أهمك من دنياك واخرتك » (4)
أما قوله تعالى: « يقولون إنا لمردودون في الحافرة * إذ كنا عظاما نخرة * قالوا إذا تلك كرة خاسرة * فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة »
فهو حكاية عن أقوال أصحاب هذه الغواصات وكناية عن امانيهم بعودتهم في خفة سالمين في الحافرة (5) مهما كانت كرتهم خاسرة ، ولكن الساهرة (6) بالمرصاد ! فتقذفهم بصاروخ مضاد ! فتهلكهم مثلما هلكت ثمود وعاد ! أو كما هلك فرعون ذي الأوتاد ! وصدق الله العظيم حيث قال: « سيهزم الجمع ويولون الدبر * بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر »

من لطائف سورة النازعات
من لطائف هذه السورة العظيمة أنه لما جاء في فواتحها ذكر التي تغوص في البحار أشارت الآيات التي أعقبتها إلى الدمار الشامل والموت الجماعي بالغرق فذكرت قصة موسى عليه السلام مع الطاغوت فرعون عليه لعنة الله وأما باقي السورة فقد أشارت فيه إلى المفاعلات النووية التي لا يمكننا مشاهدة ما في جوفها ورؤية نواتها إلا بواسطة الموجة الكهرومغنطيسية التي هي الطامة الكبرى أي دابة الارض كما أشارت خواتم السورة إلى أيامنا هذه وأن بعد حدوث الأمر المذكور فيها والمصرح به في حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والله يكون قد جاء فيما نحن من ذكره والله ورسوله أعلم.
---------------------------


1- انظر ( تفسير ابن كثير ) ( 7/205 )
2- ( الخنس ) : ( تخنس في مجراها ترجع ) ( تكنس ) : ( تستتر كما تكنس الضباء) أنظر« صحيح البخاري » كتاب التفسير ( 6/80 )
3- أنظر « فتح الباري ـ صحيح البخاري »( 8/694 ) كتاب التفسير ، أنظر « تفسير ابن كثير » ( 7/228 )
4- ( تفسير ابن كثير ) (7/205 ) ومسند الامام احمد
5- 6- ( الحافرة ): و ( الساهرة ) من أسماء السفن الحربية الموجودة في زماننا ـ ومنها الحفار ـ وتسميتها بذلك راجع إلى اختصاصها وإلى نوع المهمام التي تدبرها.

أم أنس 31 / 07 / 2008 40 : 04 PM

رد: الخنس الجوار الكنس الغواصات..!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشكرك بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

حويسم 07 / 08 / 2008 14 : 02 PM

رد: الخنس الجوار الكنس الغواصات..!
 
مرور كريم اخت ام انس
لكي جزيل الشكر..
نسأل الله العافية سيما في زمن هذه المصنوعات التي قلما تستعمل في منافع الناس.!


الساعة الآن 51 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية