منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قصيدة النثر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=448)
-   -   الرصيف موطني (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=5044)

خيري حمدان 19 / 06 / 2008 35 : 02 PM

الرصيف موطني
 
كلّ هذا البوح المترامي عند العتبات وتحت النوافذ،
تأتي الحياة على مهل
تكاد تلامس حدود الفناء وشيء ما يصرخ في حضوري لا تغيب!
أبحث اليوم عن لساني
أتوق للهرج دون رقيب يعدّ الكلمات ويقيّم مدى استعداد هذا الفؤاد للنبض
هذا الفؤاد!
أسلخ ثوبي وجلدي وأمضي مكرهاً نحو تخوم الشرق،
أخبروني بالله عليكم هل مضى المغول؟
هل حضر ألكسندر المقدوني بكلّ عنفوانه ونزع حالة الغرام عن
بغداد؟
هل نسينا الحارات العتيقة في القدس ونكهة القهوة الشقراء
تقدّمها الصبية بحياء في فناء البيت؟
الرصيف يجلس فوق ركبتي
يمسح عن وجهي آيات التعب والغربة
واللجوء نحو عنفوان المحيط واللآلئ تضيء في عينيّ
حفيدي
وأبكي وأبكي وأبكي دون مقدّمات
عند الرصيف الذي احتضنني أبكي
وأعانق هواجسي الليلة حين يختفي القمر.
هل تتقنين قراءة الشفاه المتشقّقة
والأرواح الحائرة في مدارات القبور المفتوحة
تنتظر زوّارها الأبديين؟
ذاب السكّر في جوفي
وضعت قميصي فوق المرايا لعلّي أنسى .. أتناسى
أبديّة الوصل وتبقى القبلة معلّقة عند لحظة الاشتعال.
هكذا ينفجر القلب راقصاً وملهوفاً
ليبارك زعانف البوح المترامي تحت أضواء الشوارع في حيّنا.
من هنا مرّ قطار الأقدار
فتارة أبدو صبيّاً أطلّ من أحد شرفاته
ثمّ أشيخ.
يبيضّ شعري وتنهار قامتي
ولا أقوى على ملامسة تعرّجات جسدك
وتضاريس اللقاء بعد غياب.
أنهمر كالمطر فوق وسادتك
أتواصل مع أحلامك قبل أن تغمضي عينيك
أسرق حبّة لوز من كرمك ..
أبلّلها برحيق ورودك اليانعة.
هذه قامتي تتطاول
والرصيف الممتدّ عبر شراييني
فاجلسي الى جواري نحصي قبائل العشّاق المنساقين
الى مصائرهم قبل أن تقفل الدكانين كنائزها والحنين.
والحنين يقصف أفرعي ..
في كلّ مكانٍ أنا
أمضغ ما تبقّى من وليمة أقامها السلطان على شرف
عذريتك.
فدعيني أتوه بين جواهرك الأخرى.
ليس للسلطان هنا سلطة
يجهل الوصول الى تلالك وحصونك المنيعة.
كنوزٌ تصعب على المفاتيح المسحورة
منذ أن انتحر التاريخ عند حدود مدائن العبّاس والرشيد.
هل تقبلين النوم معي فوق الرصيف
لعلّنا نحصي الأرواح التائهة
في خضم النهار.
والليل يدثّرني بأقمارٍ تضيء متاهات العشق.
كلّ هذا البوح يا حبيبتي يليق بالكسل المترامي عند
خدّيك والشامة والعنبر والزنجبيل
يغزو فقاعات الغياب.
لا تعذريني ...
فأنا لا أرغب أن أكون متطهّراً في دفاتر
خطاياك
ولتكن فضيلتي اليوم أنّي ختمت كتبك وألواحك
بآخر خطاياك.


سلوى حماد 23 / 06 / 2008 26 : 11 PM

رد: الرصيف موطني
 
الأخ العزيز خيري حمدان،

الرصيف هو موطن كل من خلعته الأقدار من جذوره لتزرعه في شتات الدنيا ، نعم الرصيف هو الموطن الحقيقي لنا،
طالما اننا خارج حدود الروح المتشبثة بجذورنا سنشعر دوماً بأننا على الرصيف
لن نشعر بالدفء حتى لو احاطتنا كل الجدران ولو ظللتنا اسقف من مرمر ورخام

ارى الحنين ينساب من أحرفك يبلل ارواحنا ويسقينا جرعات من الأهات على وطن هناك ، نتخيله، تسكن رائحة رياحينه خياشيم الذاكرة

ماذا عساني ان اخبرك يا خيري
رحل المغول وجاء مغول اكثر همجية ،
اما عن القدس فلا تسل
يسلخونها كل يوم من هويتها العربية
وبغداد ، بكت كثيراً
وجاؤا الغجر واخذوها سبية
لا تسل يا عزيزي لا تسل
فقد صرنا لغزاة الأرض مطية
فليكن الرصيف لنا موطناً
والعنوان هو القضية

كلماتك اثارت شجوني، نقلتني ما بين القدس وبغداد وكلاهما سبيتان على مشهد ومرأى من كل العالم فارتجلت هذه الكلمات.

دمت مبدعاً ،

سلوى حماد

صبحي البشيتي 23 / 06 / 2008 43 : 11 PM

رد: الرصيف موطني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان (المشاركة 17350)



أسلخ ثوبي وجلدي وأمضي مكرهاً نحو تخوم الشرق،


أخبروني بالله عليكم هل مضى المغول؟


هل حضر ألكسندر المقدوني بكلّ عنفوانه ونزع حالة الغرام عن


بغداد؟


هل نسينا الحارات العتيقة في القدس ونكهة القهوة الشقراء


تقدّمها الصبية بحياء في فناء البيت؟
اخي قهوتك الشقراء على حسابي



الرصيف يجلس فوق ركبتي


يمسح عن وجهي آيات التعب والغربة


واللجوء نحو عنفوان المحيط واللآلئ تضيء في عينيّ


حفيدي


وأبكي وأبكي وأبكي دون مقدّمات


عند الرصيف الذي احتضنني أبكي


وأعانق هواجسي الليلة حين يختفي القمر.



هل تتقنين قراءة الشفاه المتشقّقة


والأرواح الحائرة في مدارات القبور المفتوحة


تنتظر زوّارها الأبديين؟


ذاب السكّر في جوفي


وضعت قميصي فوق المرايا لعلّي أنسى .. أتناسى


أبديّة الوصل وتبقى القبلة معلّقة عند لحظة الاشتعال.


هكذا ينفجر القلب راقصاً وملهوفاً


ليبارك زعانف البوح المترامي تحت أضواء الشوارع في حيّنا.



من هنا مرّ قطار الأقدار
قطار الاقدار مثل قطار الزمن لا يقف على اية محطة


فتارة أبدو صبيّاً أطلّ من أحد شرفاته


ثمّ أشيخ.


يبيضّ شعري وتنهار قامتي


ولا أقوى على ملامسة تعرّجات جسدك


وتضاريس اللقاء بعد غياب.


أنهمر كالمطر فوق وسادتك


أتواصل مع أحلامك قبل أن تغمضي عينيك


أسرق حبّة لوز من كرمك ..


أبلّلها برحيق ورودك اليانعة.


هذه قامتي تتطاول


والرصيف الممتدّ عبر شراييني


فاجلسي الى جواري نحصي قبائل العشّاق المنساقين


الى مصائرهم قبل أن تقفل الدكانين كنائزها والحنين.

يا لهذا الرصيف الممتد من الشريان الى الشريان تعبير جميل



والحنين يقصف أفرعي ..


في كلّ مكانٍ أنا


أمضغ ما تبقّى من وليمة أقامها السلطان على شرف


عذريتك.


فدعيني أتوه بين جواهرك الأخرى.


ليس للسلطان هنا سلطة


يجهل الوصول الى تلالك وحصونك المنيعة.


كنوزٌ تصعب على المفاتيح المسحورة


منذ أن انتحر التاريخ عند حدود مدائن العبّاس والرشيد.


هل تقبلين النوم معي فوق الرصيف


لعلّنا نحصي الأرواح التائهة


في خضم النهار.


والليل يدثّرني بأقمارٍ تضيء متاهات العشق.



كلّ هذا البوح يا حبيبتي يليق بالكسل المترامي عند


خدّيك والشامة والعنبر والزنجبيل


يغزو فقاعات الغياب.


لا تعذريني ...


فأنا لا أرغب أن أكون متطهّراً في دفاتر


خطاياك


ولتكن فضيلتي اليوم أنّي ختمت كتبك وألواحك


بآخر خطاياك.


كلمات معبرة جميلة واخبرك ان القدس بخير رغم كل ما مر بها من ازمات فان القدس مثل شجرة الزيون .

خيري حمدان 24 / 06 / 2008 22 : 11 PM

رد: الرصيف موطني
 
المبدعة العزيزة سلوى حمّاد
[frame="5 98"]

ويبقى الرصيف ذو مذاق خاصّ ومميّز.
هناك لا يقدر أحد على القذف بي الى الشارع لأني هناك حيث لا شيء يمنع الهواء وتبقى الحريّة متمردّة
أشكرك على إضافتك الرائعة والتي تركت بصمة رقيقة على نصّي
أمّا تقييمك فأعتزّ به. دمت بخير أيتّها الشاعرة الرقيقة
[/frame]

خيري حمدان 24 / 06 / 2008 25 : 11 PM

رد: الرصيف موطني
 
[frame="5 98"]

العزيز صبحي البشيتي
لقد تجوّلت مطوّلاً في كلمة من هذا النصّ، وكانت إشاراتك معبّرة وتعني الكثير.
تعني تذوّقك للشعر والأدب وهذا أمرٌ يليق بقلمك الأنيق المبدع.
دمت بخير
[/frame]


الساعة الآن 31 : 06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية