![]() |
التطور العاطفي عند الطفل
د. صبحي البشيتي : دكتوراة في علم النفس التطور العاطفي التطور العاطفي عند الااطفال: تساعد البيئة المُحِبَّة الحانية على بناء وصلات خلايا المخ التي تشجع الاستقرار العاطفي، بينما يؤدي التعرض المتكرر للقلق والضغوط والنفسانية إلى بناء وصلات بين خلايا المخ تقوى مشاعر الخوف والعدوانية. ومن المهم، للمساعدة على بناء الاستقرار العاطفي للأطفال، الاستجابة السريعة، والمحبة بدفء، خاصة عندما يبكون - فالبكاء أحد أشكال التعبير عند الأطفال، والأهم هو تفادي الاستجابة المتكررة لتصرفات الأطفال بإحباط ونفاد صبر. مراحل التطور العاطفي 1- تطور الثقة الأساسية (من الولادة وحتى 18 شهرا): تتطور في هذه المرحلة الأولية من التطور العاطفي الثقة الأساسية بالبيئة (أو تفقد الثقة). يعتمد التطور الناجح للثقة على الرعاية المتواصلة للأم، والتي تلبي المتطلبات العاطفية، والفسيولوجية للوليد. توجد نظريات عديدة، ولكن لا توجد أجوبة شافية تتعلق بصفات الأم، ولكن من المهم نشوء رابطة قوية بين الوالدة والطفل، ويجب الحفاظ على هذه الرابطة حتى يطور الطفل الثقة الأساسية بالعالم. والواقع أن النمو الجسدي للطفل يمكن أن يعاق بدرجة كبيرة إذا لم تتم تلبية حاجات الطفل العاطفية من قبل الأم. حيث يوجد مرض يدعى متلازمة الحرمان الأمي (نسبة إلى الأم) وهذه المتلازمة مميزة جدا، حيث يفشل الوليد في كسب الوزن حيث يعاق نموه الجسمي والعاطفي، فيبدو الطفل المصاب أصغر من سنه الحقيقي بكثير. برغم أن الآلية الدقيقة لحدوث هذا المرض غير واضحة تماما ولكن تلعب الهرمونات الدور البارز في حدوثها. على كل فإن عدم وجود الدعم الأمي الذي لا يتظاهر جسديا، يتظاهر بشكل واضح في نقص الثقة الأساسية، وهذا ما يحدث في الأسر المنحلة المتفككة أو عند الأطفال الذين يتركهم آباؤهم ليعيشوا في بيوت للتربية. 2- تطور الاستقلال (18 شهرا حتى 3 سنوات): في هذه المرحلة من التطور العاطفي ينتقل الطفل من الاعتماد الكلي على الأم ليطور شخصيته المستقلة أو ذاتيته حيث يصارع الطفل حتى يعمل على تنفيذ اختياره الحر في الحياة، ولذلك ندعو أطفال هذه المرحلة بالأطفال الفظيعين Terrible Two's. يختلف الطفل بين كونه شيطانا صغيرا يقول لا لكل شيء يطلبه منه والداه ليصر على تطبيق رأيه هو، وبين كونه ملاكا صغيرا يعتمد على أبويه كلية، ولذلك يجب على الأبوين في هذه المرحلة حماية الطفل من أي عواقب خطيرة لسلوك غير مقبول، مع منحه فرصة لتطوير سلوكه المستقل، وذلك حتى يطور ثقته بالمحيط. إن فشل الطفل في تطوير استقلاله يؤدي لتطوير شك الطفل في مقدرته بنفسه، وثقته بمقدراته، ثم ثقته بالآخرين، وبالتالي شعور الطفل بالخجل والنقص. المقدرة في استقلال مقدرات الطفل الذاتية الجسمية هي جزء مهم في هذه المرحلة، مثل استغناء الطفل عن الحفاظات، لأن تبليل الطفل لثيابه في هذه المرحلة يسبب له الخجل. كما تتطور وتتبلور لدى طفل هذه المرحلة الصفات الشخصية من الحب والكره، والتعاون والأنانية، والحرية في التعبير مع الإحساس بالوعي الذاتي. ولكن عندما يشعر الطفل بأي موقف مهدد في هذه المرحلة فإنه يطلب المساعدة من أي أحد ويصبح غير قابل للفصل عنها. 3- تطور المبادرة (3 - 6 سنوات): يستمر طفل هذه المرحلة في تطوير استقلالية أكبر مع نشاط أكبر، حيث نلمس فعالية جسدية مع حركة وفضول شديدين، مع تساؤلات كثيرة وكلام متتابع يجب أن يكون هدف الآباء والمعلمين في هذه المرحلة هو توجيه هذه النشاطات باتجاه مهارات قابلة للتدبير، وترتيب الأشياء بحيث يرى الطفل نجاحه في هذه المهارات عندما يحاول إنجازها، ومنعه من السلوك في مهارات تؤدي لفشله، يجب أن نعلم أن الطفل في هذه المرحلة قابل، ما يعاكس الشعور بالمبادرة هو الشعور بالذنب وهذا الشعور بالذنب ينتج من الأهداف التي يضعها الطفل في مخيلته ولكن لم يصل لها، أو من خلال أعمال بدأ بها ولكن لم يكملها، أومن خلال توبيخ لتصرف قام به من قبل شخص يحترمه (النموذج). |
الساعة الآن 56 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية