![]() |
ادب الاطفال في اسرائيل
[frame="13 95"] [align=justify]
ادب الاطفال في اسرائيل بقلم:الأسير في سجن نفحة الكاتب ميسرة ابو حمدية من مدينة الخليل في بدايات الاعتقال كنت أفتش بين الكتب في مكتبة السجن عن كتب مدرسية لمدارس اليهود عن المواد التعليمية التي يتلقاها الطلبة اليهود في مدارسهم ولكني لم أجد من يهتم بمثل هذه المواضيع فبدأت البحث في الصحف والمجلات ووجدت كتابا واحدا عن أدب الأطفال عند اليهود للدكتورة سناء عبد اللطيف وهي مصرية الجنسية حيث قدمت رسالة الدكتورة في موضوع الأدب العبري في تنشئة أطفال اليهود, وقدمت الدكتورة سناء أطروحتها عام 1995. يستعرض الكتاب بداية اثر الأدب على الأطفال وتنشئتهم وعلى دور هذا الأدب في صياغة شخصية الفرد منذ الصغر،ولكني وبعد اطلاعي على هذا الكتاب وجدت أن موضوع أدب الأطفال يحتاج إلى تعمق وبحث اكبر وأكثر مما في أطروحة الدكتورة سناء. ويجب بدايةً التطرق إلى منهاج التعليم عند اليهود فوجدت أن المجتمع اليهودي يحوي على قيادات دينية كثيرة وقيادات صهيونية دينية وتيارات صهيونية علمانية وتيارات علمانية يهودية، أي فقط يهود بالانتساب دون أن يعرفوا عن اليهودية أي شيء. أما المدارس فهي المدارس الحكومية و المدارس الدينية والمدارس الداخلية وهذه فقط لمحة بسيطة عنهم. الحريدم, وهم الأصوليين اليهود وهذه الفئة تعارض الصهيونية أي أنها ترى تعارضا بين الدين اليهودي وبين القومية السياسية. التيار الحسيدي، وهؤلاء يحملون فكر الراب كوك, ويوفر للشباب أجوبة مقنعة وسهلة في القضايا الساخنة التي تسبب الإرباك والتشكيك. المدرسة الدينية التقليدية (ألَيشليفاه ), تعليم التوراة فقط ولا مكان للعلوم الدنيوية أي أن تعليم التوراة فرض ديني. المدرسة الدينية الحديثة, تقوم بتنويع التخصصات المهنية والزراعية. هذه مقدمة من أجل لتفريق بين المدارس الدينية والمدارس الحكومية، والتي تعتبر الأكثر انتشارا, ويقوم بوضع مناهج الأطفال أساتذة متخصصين في علم النفس ونذكر منهم على سبيل المثال البروفسور درنئيل بار طال وهو رئيس علم النفس السياسي في جامعة تل أبيب حيث وضع تصور لتأثير المناهج مع مواقف الطلبة اليهود من العرب ومن السلام معهم من خلال تحليل الواقع الإسرائيلي و وضع تصورا سلبيا عن العرب من خلال أبحاثه التي ينشرها على الطلبة في الجامعة ومن خلال كتاباته التي انتشرت في أواسط المجتمع الإسرائيلي, وكان من نتائج أبحاثه على أن الأطفال اليهود ومنذ سن الثانية والنصف يبدأ لديه تكوين تصور سلبي عن العرب لمجرد كونهم عرب ويتم ترسيخ هذا الوعي بالصورة والصوت والرسم وهو يعتقد أن الأطفال بعدها تنتزع منهم البراءة الساذجة اتجاه العربي ويبقى العربي في تصورهم مفردة ملذاتها كل ما هو شرير وسيء ويقول هذا الكاتب أن المدارس الدينية حتى وبعد اتفاقات اسلوا لم تغير من المناهج وبقيت متمسكة بالماضي من دون أدنى تغيير من وقائع عملية السلام ويقول أن عملية السلام بقيت خارج حدود المدرسة وخارج الوعي لدى هؤلاء الأطفال بل أنهم عندما يشيرون إلى عملية السلام يعتبرونها انحراف عن مسار التاريخ الحافل بالحروب أي انه لاجدوى من تغير المنهاج والحديث عن السلام كأساس يجب أن يستمر بل هو فصل قصير غير قابل للصمود, ومن هذه الكتب التي تصور العرب بطريقة سلبية كتاب(طريق الكلمات) للصف الرابع, حيث أن صاحب الأرض حناوي كان ضحية التحريض ضده، لأنه يؤجر الأرض لليهود وأن العرب طلبوا منه أن يتبرع من نقوده تكفيرا عن علاقته باليهود لكنه رفض، فتم قتله. هذه القصص التي تدرس في كتب التاريخ تصور العرب جشعين وقتله وفي كتاب مختارات إسرائيل الجديدة أيضا للصف الرابع يتحدث في سرد تاريخي قصصي عن وقائع تل حي يقول الكاتب: بحر من العداء والقتلة بدو هائجون مثل الطيور المفترسة الجائحة خداعون ومراوغون أصدقاء وخونه. لم تغير ولم تحذف وزارة التربية والتعليم في إسرائيل أي من الفصول التحريضية ضد العرب الفلسطينيين، ولا حتى عدلت منها بعد اتفاقات السلام ويمتد ترسيخ الحقد والكراهية بين الأطفال اليهود في الكتب القصصية، والتي لها تأثير كبير ليس مع الصغار فقط، ولكن أيضا على الكبار، حيث أن هذه القصص موجهة للأطفال وتبقى راسخة ومزروعة في ذاكرتهم ووعيهم ويتم تنشئتهم على أيدلوجية الحقد والكره واحتقار كل العرب والهزأ من العادات والتقاليد واللباس وطريقة المشي. يقول الكاتب الإسرائيلي اورئيل أوفك عن سلسلة قصص الأطفال للمؤلف يغئال موسي زون تحت مجموعة قصص حسيمبا وهي من أكثر الكتب الشعبية التي يستهويها القراء الصغار بين اليهود، بل ولا تكاد تخلو مكتبة من هذه القصص ولا بيت، و حيث للإنسان العربي حضورا بارزا في قصص حسيمبا، حوت هذه القصص في سطورها صراع عنصري بغيض ضد الشخصية العربية وقد بدا صدور هذه السلسة من القصص عام 1950 وان ما ترتب عن هذه القصص مما تحمله في طياتها من مفهوم عنصري يتبناه الجيل الذي يتحكم في مختلف مؤسسات الدولة الاسرائلية وعلى سبيل المثال، هذا مقطع من هذه القصص تحت عنوان حسيمبا في اسر الجيش العربي هذه هي لحظاتنا الأخيرة لن نستسلم للأسر، الموت أفضل من أن تصبح عبدا . يكثر التركيز في التعبئة بين المناهج المدرسية في المدارس الدينية الراديكالية، أو الأصوليين الراديكاليون، وهؤلاء أصحاب فكرة شمولية ويتبنون مواقف سياسية متطرفة ويعتبرون هذه الأفكار جزء من منظومة شاملة من العقائد وأنماط الحياة المستمدة من التقاليد الدينية وموجهة بواسطتها. عند قدوم المهاجرين الجدد، تقوم مؤسسة استيعاب المهاجرين بمتابعة استقبلاهم حتى إيجاد سكن وبيت، وطبعا أول خطوة يقومون بها تعليمهم اللغة العبرية فالمهاجرين القادمين من البلاد العربية يتم التعامل معهم بطريقة تختلف عن القادمين من أوروبا أمريكا ولذلك فان أول تعليمات يقومون بتوجيهها الى القادمين من البلدان العريقة… أولا، التخلي عن كل التقاليد والثقافة العربية والشرقية، وان الثقافة العربية والتفافة الشرقية هي ثقافة بدائية ولا يسمح بل ويمنع تداولها داخل البيت و داخل المؤسسة, و في العمل فقط يتم التعامل حسب التربية والثقافة الأوروبية. وتبدأ عملية التربية من جديد ويتم التثقيف من خلال الكتب الخاصة بتعليم العبرية للمهاجرين الجدد، وأحد هذه الكتب كنت أتعلم به اللغة العبرية، أصدرته وزارة التربية والتعليم العالي عام 1998، وعندما شرع في كتابة قصص الأطفال اعتمد المؤلف موسي زون على مجموعة من كتب الأطفال التي كان يتداولها الألمان في بداية القرن العشرين والتي قام بتأليفها الكاتب النازي المعروف كارل ماي . وان عبارة الموت افضل من أن تصبح عبدا منقولة حرفيا من إحدى قصص كارل, وما كان يتم كتابته في قصص كارل ماي عن الهندي الأحمر يضع موسي زون مكانه اسم العربي، ويتم عرضه ليس كانسان من لحم ودم بل أي شئ وكما تقول الآية ليس علينا في الأميين سبيل فالعربي هو ليس إنسان هو أي شئ غير الإنسان ، أما صورة البطل التي يعرضها كارل ماي والتي يضع مكانها في قصصه وسلسلة حسيمبا موسينزيون، فهي صورة اليهودي البطل المتفوق السوبرمان، أي الإنسان المتفوق على بني البشر وقصص كارل ماي التي نقل عنها الكاتب الإسرائيلي موسينزيون حازت على شرعية رسمية وكان الألمان يرسلون هذه القصص إلى الجنود على جبهة القتال لقراءتها ومن هذه الكتب التي ألفها كارل ماي وتم نقلها إلى اللغة العبرية التالي: الرئيس الهندي الأحمر ترجمة م ،ز وولف ويسكي عام 1942 الى العبرية ,و لصوص الصحراء وترجمتها ا.ه عقيبا عام 1848, ويد الانفجار وترجمتها ي. هيرشبرغ 1952, الغرب المتوحش وترجمها جترسي 1953, وقصة فينو وترجمها توج مان وكذلك قصة أولاد شوهان وترجمها عودي فيشار عام 1968 ولقد ترجم أكثر من 30من كتب وقصص كارل ماي إلى اللغة العبرية وهذه القصص تفوح منها رائحة العنصرية، فيصف الإنسان الأبيض المتفوق بكل الخصائص فوق البشرية وقد حازت في سنوات العشرينات والثلاثينات على شرعية رسمية من الحكومة الألمانية في ذلك الوقت لإرسالها إلى الجنود في جبهات القتال. أما القصص الأخرى والتي استأثرت باهتمام الكتاب الاسرائليين فهي قصص طرازان ولنسمع ما كتب في هذه القصص من احتقار لكل ما هو غير ابيض وكيف كان يُعامل الهندي الأحمر ذو البشرة السوداء أو البشرة الملونة حيث يتم تكرار هذه المشاهد كثيرا يقول: جر صاحب البشرة السوداء نحو غصن شجرة مرتفع وعلقه عليه ثم نزل إلى غصن واطئ وغرز في قلب الرجل الأسود نصل سكين الصيد التي بحوزته ويتابع فيقول في مشهد أخر: ظلت حربة طرازان منغرزة في قلب عدوه ولهذا حارب السفيه وساعدته قوته الشديدة وسرعته المدهشة في التغلب على عدوين أخريين إن طرازان لم يصادف في حياته في مثل هذه الوحشية وهنا المفارقة أي أن طرازان يقتل هؤلاء الناس العزل والذين لم يعتدوا على احد بل ويفخر انه غرز الحربة في صدر أحدهم ثم يتابع في وصف هؤلاء الهنود قساة القلب متعطشين للمعارك. هكذا تتم تعبئة الأطفال من خلال هذا الأدب الذي يدعوا إلى العنف والقتل والاستهتار بحياة البشر. ويقول الكاتب الإسرائيلي يغال موسين زون مؤلف قصص حسيمبا ان ما دفعه الى تأليف قصص واختراع شخصية حسيمبا هو شخصية طرازان وقصص كارل ماي ويطبقها في كتبه بأسماء أخرى تتلاءم مع المنطقة من حيث الأسماء مثل قصة حسيمبا في غزة (1970) ويقوم الكاتب بتقريب الأسماء من خلال كتابة أسماء مسئولين في المؤسسات الأمنية والعسكرية الاسرائلية لتقريب الصورة للطفل الإسرائيلي, صورة بطولات الجيش, فالقوات الخاصة سلسلة قصص حسيمبا خلقت موجة جديدة في أدب الأطفال عند اليهود فخلال هذه السلسلة اظهروا أبطال يهود أمثال بارون زيفي القائد الشجاع مع قدرات وسلاح يهودي ومحتالين يهود ويقول موسين زون: كتبت حسيمبا مع غريزة المغامرة المتأصلة فينا جميعا وخصوصا لدى الأولاد يصعب ان نجد ولدا لا يتماثل مع فتيان في مقتبل عمره ينفذون أعمال عادة ما يكون تنفيذها من نصيب البالغين منسجمة تماما مع قدر كبير من الخيال والدقة في تطبيقها وفي قيمها المهمة مثل الصداقة والتضحية وحب الوطن فهو يصور كيف يتعاركون مع من هم اشد منهم باسا وعنفا ولكنهم ينتصرون عليهم وفي مقاطع أخرى من القصص يبدي أهمية التعاون فيما بين الرفاق واختيار اللحظة المناسبة للتدخل من اجل إحراز الانتصار ويعطي صورة ان هذا الانتصار حصل بفضل الجميع فلكل واحد دوره اي انهم يتعلمون العمل كفريق كرة القدم والكل يتعاون على تمرير الكرة إلى الشخص المناسب لتمرير الهدف واخطر ما يمكن أن تتبعه في هذه القصص هو الموقف من الإنسان العربي هذا موقف يتربى عليه كل يهودي منذ الصغر ويكبر معه وفي استطلاع أجراه البرفسفور أدير كوهين حول كيفية تولد الموقف العنصري من الإنسان العربي وقد أجرى الاستطلاع على صفوف الرابع والخامس والسادس في حيفا وكان الاستطلاع حول انعكاس شخصية العربي في أدب الأطفال العبري ، صدر هذا الاستطلاع عام 1985، شارك في الاستطلاع 520 طالب حيث طلب منهم ان يكتبوا في خمسة مواضيع: 1. التداعيات التي تثيرها سماع كلمة عربي . 2. كتابة قصة أو وصف قصير أو موضوع إنشاء حول لقاء مع العربي. 3. تلخيص كتاب قراءة وينطوي على وصف للعربي وشرح مؤثرات عليهم. 4. محاولة شرح أسباب النزاع مع العرب. 5. المجاهرة بآرائهم فيما إذا كان السلام ممكن وفيما إذا كان ممكن قيام حياة صادقة مع العرب وكانت حصيلة الاستطلاع: 1. الخوف من العربي بشكل مذهل أكثر من 75% قالوا أن العربي خاطف أولاد قاتل مجرم و أشياء كذلك. 2.أجاب 80% ان العربي يعيش في الصحراء, صانع الخبز, رائحته كريهة. 3. العرب لهم شعر اخضر, العرب لهم ذيل. 4. 90% تنكروا لحق العرب في البلاد وانه يجب قتل العرب أو شنقهم او ترحيلهم. 5. العرب يريدون قتلنا وطردنا من البلاد وقذفنا في البحر. 6. مفهوم السلام هو ان يكون العرب تحت السيادة الإسرائيلية وكانت تلاحظ أن الأجوبة حول الأسئلة الخمسة المطروحة على الشكل التالي: حول كلمة عربي فهي تعني مجرم, وسخ, نتن, راعي بقر, مختطف, لص, غريب, فلاح, عامل بناء, خنزير, عدو, مخبول, جلده غامق, يجب ان نقتل العرب ونجلسهم على كرسي كهربائي وان نشنقهم. أما ما يتم تعليمه للأطفال عن اليهود أي حياتهم وحياة أجداهم الآن فهو أنهم ملاحقون على مر التاريخ وهم ضحية, وعندما سئلوا لماذا, أجاب استطلاع كوهين لان لهم أي لليهود مميزات وقدرات تفوق شعوب الأرض كلها فان التطور الذي حصل على صعيد الصناعة والزراعة يحمل مسؤوليتها اليهودي ويقول إلي بار ناف: اليهودي متهم من قبل اليمين بأنه جرثومة انقلابية و عميل لليسار و يتهمه اليسار بأنه عميل للرأسمالية واليمين واليسار يتهمونه بنه يسعى للسيطرة على العالم هذه الأفكار التي تعكس حالة الاستعلاء على البشر من انتاج هذه الثقافة متئصلة في العقلية فلم يكن اختيار قصص كارل ماي عفوية بل من اجل تنشئة جيل من المقاتلين اليهود الاسبارطيين ولإضفاء صبغة أشكينازيه على الدولة الاسرائيلية وهذا ما يبينه سامي شلوم شطريت في كتابه الثورة الاشكينازيه و يناقش فيه الكاتب مفهوم الدولة الاشكينازيه التي أرادها هيرتزل وأصل حلم هيرتزل وان حلمه حول الدولة الاشكينازية قد تحقق و أن علينا ان نبني هناك في الشرق الاوسط صور اوروبي واقي ضد أسيا يكون بمثابة موقع دفاعي للحضارة ضد البربرية ففي إحدى المسرحيات التي عرضها الأطفال اليهود تطرقت الجريدة المحلية اتساع نتانيا بتاريخ 16/11/2001 تحت عنوان العرب معتادون على القتل فقد تم اخذ هذا المقطع المثير للرعب في تمثيلية قام بتنفيذها وعرضها طلاب الصف الثاني. يبدأ العرض بصعود الأولاد على المسرح في مجموعات متنكرة وشعوب مختلفة وقد حمل الولد الذي لعب دور الملاك بيده كتاب التوراة وخرج للتجول بين الشعوب المختلفة مقترحاً عليهم قبول التوراة والوصايا العشرة وكان الزى العربي والزى اليهودي هما الزيان المتميزان على خشبة المسرح حيث غطت المجموعة التي تمثل دور الشعب العربي رؤوسها بالكوفية بينما وضعت المجموعة التي تمثل دور الشعب اليهودي القبعة والتقى ملاك خلال تجواله الشعب العربي الذي سأل الملاك مثل باقي الأمم ماذا كتب في التوراة فأجاب الملاك لا تقتل عندها أجابه الأولاد بجوقة واحدة لا نريدها فنحن معتادون على القتل هذه المسرحية تبين بشكل واضح التعبئة ضد العرب كافة وترسيخ هذه الأفكار في عقول الأطفال التي من الصعب أن تمحى فهم يركزون على مستويين من المفاهيم الإيديولوجية النموذج الأول وهو النموذج اليهودي المتفوق الذي يحمل المشروع الصهيوني والذي يعمل بيده وكيف أن هذا اليهودي يحول الأرض الجرداء إلى ارض مزدهرة خصبة وأما النموذج الثاني فهو التخلف العربي الذي ترك فلسطين والذي ترك الطبيعة أن تهزمه دون مقاومة. القصص التي ألفها ونقلها الكاتب اليهودي إلى العبرية والتي تدعو إلى حب المغامرة والشعور بالتفوق على باقي البشر هي أيضا من التراث اليهودي حيث استقى اليهود تعليمات في أعمال العنف واستخدام القوة فالتوراة و الدعوة إلى العنصرية التي تقوم عليها الصهيونية, فلسفة شعب الله المختار والتمايز والتفوق حيث ان أكثر العلماء منهم وهي نابعة من نقاء الجنس اليهودي, كذلك الربط بين التوراة والسيف حيث انه في اعتقادهم أن السيف والتوراة نزلا من السماء ملفوفين معا ولذلك قال بيغن مقولته المشهورة نحن نحارب فنحن إذن نكون (أو نوجد) ففي سفر 6/12 العهد القديم فان التوراة تبرر المذابح والعدوان بل وبضرورة ابادة الشعوب المقهورة بحد السيف و حتى لا أتهم يالعنصرية فالقارىء مدعو للإطلاع و الحكم بنفسه. يهتم ادب الأطفال عند اليهود بقصص الرأي والحيلة التي يتغلب فيها البطل الضعيف على العدو والقوي بالذكاء والحيلة وحسن التدبير ويكون دائما فيها البطل يهودي لأن اليهود قلة في المجتمعات فهذا يعني أنهم متفوقون بقدراتهم العقلية على غيرهم من سائر الأمم ويثيرون دائما مقولة المعاناة اليهودية عبر العصور وأبدية الاضطهاد اليهودي كما يذكر بنسكر احد مفكري الصهيونية 1821-1891 في كتاباته التي نشرت في ذلك الوقت, وتقول هيلدا هوبرت قصة حدثت عند قائد الجستابو عندما أقيمت حفلة في قصره وكيف اُتهم بعدها أنهم احضروا نساء من السجن وأطلقوا النار عليهم للتسلية كأهداف حية ولا يكاد كتاب أو قصة تخلو من قصة يهودي تعرض لمأساة على يد الألمان سواء كانت من قصص الأطفال أو من قصص الكبار على الرغم من أن اليهود نسخوا أدب الأطفال وليس غريبا أن يحمل الجنود والضباط هذه المفاهيم ويمارسوها ضد أبناء الشعب الفلسطيني على الرغم من وجود بعض الأدباء اليهود المشهورين والمعتدلين الذي يرفضون هذه الممارسات مثل نعوم تشومسكي الذي يهاجم كل الإجراءات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين كما ان بعض المتعاطفين اليهود يشاركون الفلسطينيون في احتجاجهم ضد الجدار وكل إجراء ظالم من قبل الاحتلال حتى ان بعض اليهود الشرقيون أنفسهم تعرضوا للاضطهاد من أبناء جلدتهم من اليهود مثل الكاتب اليهودي العراقي يعقوب بلاص, الأديب اليهودي الذي رفضت كل كتاباته العريقة واجبر على الكتابه بالغة العبرية بل وطلب منه التخلي عن كل ما هو عربي أو يمت بصلة للعرب في نمط حياته. يقول يوري ايفانوف ان دائرة الأفكار التي تسمح بها الصهيونية لأطفالهم والتي يرجى منها ان تستقر في أذهانهم وفي إفهامهم على نحو ما والتي يستحيل اقتلاعها من عقولهم تبدأ عادة بالتوراة فالأدباء يكتبون للأطفال من القصص الدينية لأن هذه الكتابة من شانها ان تنمي الوازع الديني, كل القصص التي كتبت للأطفال كانت تحث على حب الوطن وحب الأرض والانتماء لها ولترابها وجانب اخر يحث على الحقد على العرب والحذر منهم وعدم التقرب إليهم او الثقة بهم وكانت تدعوا ولا تزال الى طردهم وتحكي قصص الأطفال عن بطولات الجنود الذي حرروا الوطن وقصص المعارك التي خاضها الجنود وكيف استطاعوا ان ينتصروا على أعدائهم العرب الكثيرين وتحوي قصص الأطفال عن الرواد الذي قدموا ولم يأخذوا وزرعوا واطعموا ثم الدعوة الى ان يحب اليهود بعضهم بعضا لأنهم يواجهون خطرا واحدا كونهم يهود, هكذا دائما تختتم قصص تنمية الوعي القومي بالتضامن اليهودي والمصير المشترك و تنمية الوعي لدى الأطفال بان اليهود يشكلون أمة وان اليهود المنشورين في العالم يتطلعون بعد ألفي عام الى العودة إلى فلسطين فيغتنمون الأعياد في تنمية روح التقارب والتزاور من اجل توحيد اليهود. لم تخلوا قصة من القصص الحديثة سواء للكبار أو الصغار إلا وفيها عن دور اليهود وبطولاتهم في مواجهة العرب ويقول ادير كوهين كيف ان كتب أدب الأطفال اتخذت مفهوم الاستعلاء اليهودي الخارق و القوة والذكاء وكيف كانوا يصفون المقاتلين الأخرين بأنهم عاجزون عديمو الانضباط جبناء كذابون سريعوا الفرار أغبياء سريعوا الاستسلام وأدت إلى تنويم كل شعور بالواقع ويقول أدير كوهين كيف أن كتّاب أدب الأطفال حرصوا في كتاباتهم على التركيز على عروبة العرب وليس على إنسانيتهم، ففي قصتها الكاتبة ايسترا شترايت فرتسل الهرب تقول: لقد غير العربي الصديق المنافق جلده واصبح عدوا يسلب صديقه اليهودي ويستولي على ممتلكاته ويقول عوديد بتسر في قصته ليس في الطريق الرئيسي و يصف العربي قائلا: ندبة كبيرة قبحت جبينه الأسود ذكرتني قسمات وجهه من زاوية واحدة بالطائر الجارح، كانت عيناه صغيرتان تنمان عن نظرة قبيحة، إنهم جشعون ويمكن شراءهم بالمال، لحية قصيرة تشبه لحية التيس، وعيناه اللتان تنمان عن الخبث والمكر، غير أن فنخاس في قصته قيثارة داوود يصف العرب أنهم قتله، سفاحون، متمردون،حيوانات مفترسة وتافهون. أردت في هذه الأوراق أن أختصر الكثير حول تعبئة الأطفال عبر القصص وعبر الكتب المدرسية، بالإضافة إلى ما يقوم به الرسامون بإيصال إيحاءات عدائية من خلال رسوماتهم التي لها وقع أكثر من الكتابة أحيانا، ولذلك من الصعب جدا، الالتقاء مع الإسرائيليين حتى في منتصف الطريق، فهم لا يعتبروننا جغرافيا جزءا من المنطقة ولا يرغبون في ذلك, استمرار إثارة العداء من جانبهم وتمسكهم بشروط ليس لها نهاية، بل وتعجيزية، لا ينم على أي رغبة في السلام، ولا يوجد في برنامجهم أي اسس أو قواعد يمكن أن ينطلقوا فيها لبناء عملية السلام، لأن الطرف الفلسطيني أيضا ضعيف جدا والسلام من أهم شروطه التوازن القومي، والضعفاء أيضا لا يصنعون سلاما. [/align][/frame] |
الساعة الآن 16 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية