منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   شهادات المنكوبين (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=244)
-   -   شهادات إسرائيلية على النكبة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=5057)

هدى نورالدين الخطيب 20 / 06 / 2008 50 : 07 AM

شهادات إسرائيلية على النكبة
 
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');"][cell="filter:;"][align=right]
بقلم : د. إبراهيم البحراوي

إن إحدى الشهادات المبكرة التي قدمها جنود أو ضباط إسرائيليون على الاستراتيجية والتكتيكات التي طبقتها القوات الإسرائيلية خلال حرب 1948، وأدت إلى حدوث نكبة تشريد مئات الألوف من أبناء الشعب الفلسطيني، هي شهادة لا تأتي من عالَم المؤرخين أو عالَم الساسة، بل من عالم الأدب وبالذات عالم القصة. في عام 1949 أي في العام التالي للحرب أصدر الروائي "ساميخ يزهار" روايته القصيرة التي تحمل عنوان "خربة خزاعة"، وهو اسم إحدى القرى العربية التي شارك الأديب بنفسه في عملية اقتحامها وتدميرها وطرد سكانها إلى خارج الحدود.
من خلال مطالعة الرواية نكتشف أن الأيديولوجية الصهيونية الهادفة إلى إقامة دولة يهودية خالصة على أرض فلسطين أو على الأقل دولة تكون الأغلبية السكانية فيها لليهود، هي التي أملت استراتيجية العمليات العسكرية القائمة على التطهير العرقي للأرض من شعبها الفلسطيني صاحب الأغلبية السكانية. ومن خلال الرواية نكتشف أيضاً أن هذه الغاية الصهيونية قد تم زرعها في نفوس وعقول الشباب من الجنود والضباط باعتبارها ضرورة صهيونية عليا تتفوق على أي اعتبارات أخلاقية أو إنسانية أو قانونية عند التعامل مع المدنيين الفلسطينيين العزل. فكل هذه الاعتبارات يجب أن تؤجل إلى ما بعد حتى لا تؤدي إلى عرقلة الضرورة الصهيونية الأهم، أو تعوق هدف تفريغ الأرض من سكانها، ليمكن بعد ذلك إحلال مهاجرين يهود مكانهم. الروائي "ساميخ يزهار" يُقدم في روايته اعترافاً كاملاً بهذا الموقف، بل إن روايته في حد ذاتها والتي صدرت بعد الحرب وبعد مشاركته في تنفيذ أوامر القتل والطرد والتشريد للمدنيين العرب، بالفعل هي في حد ذاتها مؤشر على التزامه بأن الضرورة الصهيونية تأتي عنده أولاً وبعد تأمينها يمكن الالتفاف إلى الاعتبارات الأخلاقية ومحاولة غسل اليدين والتطهر النفسي من الجريمة ومن دماء الضحايا بالبكاء على مأساتهم الدامية في عمل روائي.


تكشف الرواية عن أن فصيلة "يزهار" قد تلقت أمراً من القيادة باقتحام قرية "خربة خزاعة" وتطهيرها من سكانها "الإرهابيين"، وأن الفصيلة قد حاصرت القرية ثم هاجمتها وأدت مهمتها على الوجه الأكمل بتفريغ القرية من سكانها.

وفي نسج الرواية، يصف الأديب حقيقة القرية وأنها قرية مسالمة لا تضم أي مقاتلين، وليس لدى أهلها أسلحة ومعظم سكانها من الأطفال والنساء والمسنين من أصحاب الحال الرقيق. يقدم "يزهار" صورة الفزع التي يعانيها هؤلاء العرب أمام هجوم شرس بالنيران وأمام عمليات الترحيل على لوريات إلى خارج الحدود. وهو ما يتفق مع الشهادة التي قدمها الكولونيل "مئير يائير"، والذي كان ضمن قوات الهاجاناه التي تشاركت مع قوات "أرجون تشفائي لئومي" بزعامة مناحيم بيجين وقوات منظمة لحى بزعامة اسحق شامير في اقتحام قرية دير ياسين.

يقول الكولونيل إن احتلال دير ياسين تم بسهولة وانتهت المعركة بعد مناوشات خفيفة حيث لم يكن بالقرية رجال مقاتلون، وهو ما أدى بأهل القرية إلى الاستسلام سريعاً. ويقول إن قوات الأرجون ولحى قد خرجت بعد الظهر لتفتيش البيوت وراحت تطلق رصاصها وتستخدم سكاكينها في أي شيء حي يتحرك بما في ذلك المسنون والحوامل، وقامت القوات بنقل 25 رجلاً إلى منطقة محجر وراحت تتسلى بإطلاق النار عليهم حتى تم قتلهم جميعاً. في "خربة خزاعة"، كما يشهد الأديب "يزهار"، كانت المهمة تفريغ القرية بالترحيل الجماعي لسكانها وطردهم خارج الحدود. وفي دير ياسين كانت المهمة تفريغ القرية بالقتل الجماعي للسكان العرب حتى الأجنة في بطون أمهاتها تم قتلها ببقر بطون النساء الحوامل.

هذا هو وجه النكبة الحقيقي: التفريغ بالقتل والطرد الجبري لإثارة فزع المدنيين ودفعهم إلى البحث عن الأمان بعيداً عن مساكنهم. في روايته يلخص "يزهار" النكبة وآثارها فيقول "لتحيا خزعة العربية.. من الذي يظن أنه كانت هنا قرية عربية، لقد طردنا أهلها وورثناها منهم، لقد جئنا وأطلقنا النار وحرقنا وفجرنا وطردنا...". يقول الروائي هذا، وهو يصف الحياة الإسرائيلية التي أقيمت على أطلال القرية ليجسد وجهي النكبة.
[/align][/cell][/table1][/align]


الساعة الآن 30 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية