![]() |
التطور العاطفي والاجتماعي
التطور العاطفي والاجتماعي أولا نظرية (إريكسون ) في التطور العاطفي الاجتماعي : من الأسماء المهمة جدا في دراسة تطور الأولاد إسم ( أريكسون ) محلل النفسل الأمريكي الذي وضع نظرية شاملة لتطور الإنسان الاجتماعي (منذ الولادة وحتى الشخيوخة ) ، وأطلق عليها اسم ( النظرية النفسية الاجتماعية ) حيث رأى أن تطورنا الاجتماعي يمر بمراحل عدة ، تتمحور كل واحدة منها حول أزمة نفسية يتوجب إيجاد الحل المناسب لها ، فإذا تم التعامل مع هذه الأزمة بالشكل السليم استطاع الإنسان أن يبلغ المرحلة التالية بسلاسة وأمان ، أما إذا لم تتوفر له العوامل الملائمة فهذا قد يؤثر سلباً على نمو الشخصية . وقد أطلق ( إريكسون ) تعبير: ( الثقة الأساسية مقابل عدم الثقة ) ليصف المرحلة الأولى من التطور النفسي والاجتماعي ، وهي تمتد من الولادة حتى السنة الأولى ، وهي الفترة التي يكون الرضيع فيها يشعر بالثقة البديهية تجاه عالمه ، ويعتبر تكوين هذا الشعور حجر الأساس لتطور عاطفي سليم ،ويلعب سلوك الأم تجاه رضيعها خلال هذه الفترة دوراً بارزاً بل الأبرز في توطيد هذاالشعور . يرى (اريكسون ) أن المهمة الأساسية هي أن يتعلم الرضيع أنه يستطيع الوثوق بعالمه ، وهذه الثقة مبنية على الشعور بأنه يستطيع الاتكال على والديه لتوفير العناية والدعم ، وأن العالم آمن وجميل ، لذلك فإن طبيعة سلوك الأم مهمة جداً لمساعدة الرضيع على تكوين مثل هذا الشعور ، فالأم التي تستجيب بشكل فوري ومنتظم لاحتياجات مولودها وتحتضنه بلطف ، خاصة أوقات الرضاعة ، وتتصرف بصبر وحنان تجاهه ، وتتأقلم بشكل حساس ورقيق مع مشاعره ، هذه الأم تمهد الطريق لتطور اجتماعي وعاطفي سليم عند ولدها ، أي أن الولد يتزود هنا بالثقة الكافية واللازمة تجاه عالمه، مما يسمح له لاحقاً بأن يستكشفه بأمان وطمأنينة ، أما الرضيع الذي لم تتوفر له هذه المعايير الأساسية من الرعاية والحنان من قبل الآخرين فيتعلم أن يحمي نفسه ويتحصن بوجه عالم ( غير آمن وغير جميل ) بالانزواء بعيداً عن الناس والأشياء منحوله . عند بلوغه السنة الثانية يدخل الطفل مرحل جديدة وهي : (مرحلة الاستقلالية ، مقابل الشك ) ولقد أطلق ( اريكسون ) عليها هذا التعبير ليركز على أهمية دور الوالدين في مساعدةالولد على تطوير روح المبادرة والاستقلالية ، بعدما يكون قد كوّ ن رابطاً عاطفياً صلباً خلال المرحلة السابقة . كلنا يعلم كم يحاول ابن السنتين فرض شخصيته واستقلاليته ، مما دفع ببعض علماء النفس إلى استعمال عبارات مثل (السنتين الفظيعتين ) أو (العمر السلبي ) نظراً للرغبة الشديدة والمفرطة التي يبديها ابن السنتين في تنفيذ رغباته ، وممارسة نشاطات تثير اهتمامه ، وفرض آرائه على من حوله . وفي هذه المرحلة يتوجب على الوالدين أن يوفرا لإبنهما الإرشاد المناسب لاستيعاب هذه الخطوات المهمة نحو الاستقلالية والخيارات المعقولة والمقبولة لتنفيذ رغباته الاستكشافية ، وممارسة نشاطات نابعة من مبادرته الشخصية . لذلك فالمهمة الأساسية أمام الأهل هنا هي تجنب انتقاد وإحباط الولد في محاولاته هذه لتوطيد استقلاليته ،بل تفهمها واستيعابها كخطوة إلى الأمام نحو تطوير الثقة بالذات ، فالولد الذي يحبط باستمرار من قبل والديه أو الذي لاتوفر له الفرص لكي يمارس استقلاليته ومبادراته ؛إما من خلال المبالغة في الحماية من قبل الأهل ، وإما عدم السماح له بإنهاء أي عمل باشر به ، وإنهائه بدلاً منه ، لأن ذلك أسرع ، أو لأنه لايعرف كيف ينهيه هذا الولد سوف ينمو شاكاً بقدراته الشخصية ، ويكون فكرة سلبية عن ذاته وكأنه غير كفؤ ، ومهما حاول فسوف يفشل . : التعلق بالأم والانفصال عنها :إن التمزق الداخلي عند ابن السنتين بين الرغبة في الاستقلالية وفرض الذات من جهة ، والشعور بالاتكال على الأم والحاجة الماسة إليها من جهه أخرى ؛ هو الذي يفسر نوبات الغضب التي نشاهدها عند غالب الأطفال ، وهي أزمة مؤقته يمر بها كل ولد ، وعلى الأم أن تتحلى بالصبر وتؤمن الدعم والطمأنينة لابنها لمساعدته في تخطي هذه الأزمة ، فعند بلوغه الثلاث سنوات ، وإذا كانت خبراته مع أمه داعمة ومتلائمة مع احتياجاته ؛ يكون الطفل قد أنجز هذا الشعور بالهوية الذاتية ، وهكذا يكون محباً وعطوفاً على الغير . أنواع التعليق بالأم .. يمر بأربع مراحل تطورية هي : 1 ) - فترة ماقبل التعلق من الولادة حتى الستة أسابيع ثمة مجموعة إشارات داخلية ( مثل الابتسامة والبكاء والتحديق بعين الأم ) تساعد الرضيع على تكوين علاقة وطيدة مع الشخص الآخر ، وكلمااستجبنا له كلما ثابر الرضيع في إرسال هذه الإشارات التي تشجعنا على البقاء بجانبه، ومع أن الرضيع في هذا العمر يستطيع التعرف على صوت ورائحة أمه فإنه غير متعلق بها، بحيث إنه لايمانع في أن يـُترك في رعاية شخص غريب ٢ - فترة تكوين التعلق منالأسبوع السادس حتى الشهر الثامن : في هذه المرحلة نلاحظ أن الرضيع يبدأ بالتمييز بين الشخص المألوف والشخص الغريب ، ويكتشف أن كل تصرفاته تؤثر على تصرفات الناس من حوله ، كما أنه يبدأ بتطوير الشعور بالثقة بأن الآخر سوف يستجيب له إذا أشار له بذلك . وبالرغم من هذه التطورات المهمة نلاحظ أن الانفصال عن الأم لا يزعج الرضيع مع أنه بدأ يميزها بوضوح عن الأشخاص الآخرين . 3_ فترة التعلق الواضح ( من الشهرالثامن حتى السنتين) وفي هذه الفترة يبدأ التعلق بالأم واضحا جدا ، وتنشأ عندالطفل حالة قلق من الانفصال ، حيث إنه يبدي انزعاجا كبيرا عندما تغادره أمه . هذا النوع من القلق إجمالا (حوالي عمر الثمانية أشهر ويتفاقم حتى الشهر الخامس عشر)وظهوره يدل على أن الطفل أصبح يدرك تماما أن الأم مستمرة بالوجود حتى ولو لم يرها . _4_ فترة تكوين العلاقة المزدوجة(من السنتين وما فوق ) مع انتهاء السنةالثانية هناك نمو سريع في المكتسبات الذهبية والنطق ، مما يجعل الولد يتفهم العوامل التي تؤثر على حضور وغياب الأم ، وتساعده على توقع عودتها ، ولهذا السبب نلاحظ أن قلق الانفصال يبدأ بالتدني ، وأن الطفل أصبح يستخدم استراتيجيات أخرى لإبقاء أمه إلى جانبه ، وهي استراتيجيات مبنية أكثر على الحوار والإقناع أنواع التعلق بالأم: _1_التعلق الآمن _ يرى الطفل أمه كقاعدة أمينة ينطلق منها لاستكشاف محيطه ، وعندما ينفصل عنها قد يبكي أولا يبكي ، وإذا بكى فيكون ذلك بسسبب غياب الأم، إذ إنه يفضلها على أي شخص آخر ، وعندما تعود إليه يكف بكاؤه فورا ويباشر الاتصال بها بشكل فعال . تتحلى هذه الأم التي يكون طفلها هكذا بقدرة استجابتها للطفل . -٢_ التعلق غير الآمن _ يـُرى الطفل غير متجاوب مع أمه خلال حضورها ،وإذا انفصل عنها لا يبدو منزعجا ، ويتصرف مع الشخص القريب كما مع أمه ، وعندما تعود الأم إليه يتجنبها أو يكون بطيئا في الترحيب بها ، وعندما تحمله لايبدي التعلق الجسدي بها ، لهذا فالأم لاتجد أية رغبة في إقامة اتصال جسدي مع ولدها ، وهى إجمالا قليلة الصبر ، متشنجة في تصرفاتها ، باردة في علاقاتها معه ، وتتميز بنوع من الأنانية. _3_ التعلق المقاوم : يبدو الطفل متعلقا بشدة بأمه ، لكنه يفشل في استكشاف محيطه بحضورها ، وعندما تعود بعد الانفصال يعتدى عليها بالضرب ،وإدا حملته لا يتوقف عن البكاء ، ويبدو أنه من الصعب تهدئته ، فالأم ليست لهاالقدرة على توقيت الاستجابة بشكل حساس وملائم مع مشاعره ، لذلك يتعلم الطفل أن أمه غير فعالة ، مما يؤدي إلى شعوره بالقلق والمقاومة ، ولا يشعر بأنه يستطيع الاعتمادعلى الأم للدعم المطلوب ، وهذا ما يجعله غاضبا وحاقدا تجاهها . _4_التعلق العشوائي الطفل يبدي الكثير من الحيرة والتناقض في علاقته مع أمه ، فلا ينظرإليها عندما تحمله ، ولا يبدو سعيدا عندما يلتقيها ، ويبكي بشكل غير متوقع حتى بعد تهدئته ، والأم غير قادرة على بناء علاقة ثقة مع ولدها ، وتكون هذه العلاقة مليئة بالتناقضات إجمالا ، مما يجعل الولد يشعر بعدم الأمان ,الجينات الوراثية تعمل على تطوير ذكاء الأطفال . |
الساعة الآن 01 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية