منتديات نور الأدب - شهادات من الأرض المحتلة: هل الاحتلال أسوأ من الأبارتايد

[frame="13 95"][align=justify]

وفد جنوب إفريقي
هل الاحتلال أسوأ من "الأبارتايد"
شهادات من الأرض المحتلة

تردد وفد جنوب إفريقي في استخدام مصطلح التمييز العنصري (أبارتايد) لوصف ما يعاني منه الفلسطينيين. وقال أحد أعضاء الوفد أنه ليس من المهم استخدام مصطلح محدد بل الأهم هي الأوضاع التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال.
وكان الوفد الجنوب إفريقي قد توجه هذا الأسبوع زيارة بدعوة من منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية لاستطلاع الأوضاع المعيشية هنالك. يضم الوفد قضاة وحقوقيين وشخصيات بارزة كانت من المناهضين لنظام التمييز العنصري (الأبارتايد) في جنوب إفريقيا. ونقلت صحيفة ذي اندبندنت البريطانية عن الوفد قوله بأن وضع الفلسطينيين أسوأ في بعض الأحيان مما عاناه السكان السود في جنوب إفريقيا.

http://arabic.rnw.nl/images/assets/13716365
الخليل

واختتم الوفد الذي يتكون من 23 عضوا من السود والبيض يوم أمس جولته بزيارة لمدينة الخليل في جنوبي الضفة الغربية. يقطن مجموعة صغيرة من المستوطنين اليهود في مركز الخليل أحدى كبرى المدن الفلسطينية التي يعيش فيها أكثر من 150 ألف فلسطيني. يعتبر المسلمون واليهود مدينة الخليل موقعا دينيا مهما لوجود الحرم الإبراهيمي في قلب المدينة. يتواجد المستوطنون اليهود في الخليل منذ عقود إلا أن عددهم ارتفع في السنوات العشر الأخيرة ليصل 800 مستوطن. ويتمركز في المنطقة مئات الجنود الإسرائيليين الذين يقومون بحراسة المستوطنين على مدار الساعة. كما قامت قوات الاحتلال بإخلاء 3000 وحدة سكنية وتجارية فلسطينية في قلب المدينة للفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة لكي يتمكن المستوطنون من التحرك بحرية في شوارع المدينة التي يمنع دخول الفلسطينيين إليها.
اتسمت ردود فعل الوفد بالصدمة والفزع مما رأوه في الخليل. من بينهم البرلمانية من حزب المؤتمر الإفريقي نوزويزي مادلالا روتلدجي التي قالت في مقابلة مع صحيفة ذي إنديبيندانت:
" كل ما فُرض على السود في جنوب إفريقيا من قيود ونظام رخص لم يقيد حرية التحرك كما أرى هنا في الخليل... هنالك أماكن يمكن أن يقضي فيها الأشخاص طوال حياتهم دون أن يتمكنوا من زيارة بعضهم البعض". وأردفت قائلة بأنها لا ترغب في مقارنة كل ما تراه بنظام التمييز العنصري لكن التشابهات كثيرة في أغلب الأحيان، وهنالك بعض الاختلافات أيضا.

أسوأ أم أفضل

وتردد أعضاء الوفد من استخدام مصطلح التمييز العنصري (أبارتايد) لوصف ما يعاني منه الفلسطينيين. تقول جانيت لاف أحد أعضاء الوفد بأن النظامان مختلفان تماما لكن عواقبهما متطابقة تماما.
القاضي أدوين كاميرون الذي يشارك في الوفد قال للإذاعة أن التعريف بالمصطلح ومقارنته بالاحتلال ليس مهما. المهم في الأمر هو الأوضاع التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال والتي يرى بأنها أوضاع مهينة ولا تحترم حقوقهم الإنسانية كما يرى القاضي.
لم ينج الوفد الإفريقي من تذوق الواقع الذي يعيشه الفلسطينيين في الخليل خلال الزيارة. إذا احتشدت مجموعة من المستوطنين الذي هتفوا بعبارات مناهضة للزوار من عبر مكبرات الصوت. وقامت قوات الشرطة الإسرائيلية باعتقال ثلاثة إسرائيليين من المرافقين للوفد على خلفية اشتباكهم بالمستوطنين اليهود.

يهود ويهود

شارك في الوفد عدد من يهود جنوب إفريقيا منهم أندرو فاينستاين وهو كاتب وعضو برلمان سابق من حزب المؤتمر الإفريقي. ينحدر والدي فاينستاين من عائلة يهودية راح ثلاثون من أعضائها ضحية الجرائم النازية ضد اليهود. يقول فاينستاين مشيرا إلى مجموعة المستوطنين المتطرفين الذين شوشوا على الزيارة:
"كيف لهؤلاء أن يتصرفوا بهذه الطريقة باسم الديانة اليهودية؟ أنا يهودي ووالديّ من الناجين من المحرقة النازية ... أجد أفعالهم غير مقبولة وسوف أكتب عنها ليس من وجهة نظر إسرائيلية أو فلسطينية بل من وجهة نظر حقوق الإنسان العالمية".
إلى جانب الأراضي الفلسطينية قام الوفد بزيارة مواقع إسرائيلية منها ياد فاشيم وهو مركز الهولوكوست الذي تأسس لإحياء ذكرى الضحايا اليهود في الحرب العالمية الثانية. يقول فاينستاين أن الزيارة للمركز تُعلمنا بأن "لا نحّول أنظارنا عن الخطأ عندما نراه".
وبالرغم من انطباعات الوفد عن الوضع في فلسطين إلا أنه لم يذكر في بيانه الختامي أي تعليق يشّبه الاحتلال بنظام التمييز العنصري كما شدد الوفد في تصريحه على تفهمه للاحتياجات الأمنية لدولة إسرائيل.. يقول دينيس ديفيس عضو الوفد وقاضي المحكمة العليا في جنوب أفريقيا بأن مقارنة وضع الفلسطينيين بالأبارتايد "غير مفيد". ودعا الوفد في تصريحه إلى مساندة منظمات ومجموعات المقاومة السلمية التي أسسها حقوقيون فلسطينيون وإسرائيليون.
وكانت شخصيات بارزة من جنوب إفريقيا قد انتقدت السياسات الإسرائيلية اتجاه الفلسطينيين التي شبهتها بنظام التمييز العنصري من بينهم المناهض للأبارتايد الأسقف ديزموند توتو ومبعوث الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية جون دوغارد.
عبير صراص – إذاعة هولندا العالمية
[/align][/frame]