كان حنين الى كلمات
لا حنين الى همسات
و شوق الى سلمات
لا شوق الى قبلات
فاستقبلتك استقبال الارض الجدباء لامطار الخريف
و ضممتك ضمة الناجي من هول الحريق
فوضعت راسي على كتفيك
و همست لك في ادنيك
اشتقت اليك
اشتقت اليك
فوضعت شفتاي على شفتيك
و طرت اليك
لكن خوفك الدي في عينيك
منع يديك
و انسحبت شفتيك
و تلالات دمعتين في عينيك
و ترددت كلمات على شفتيك
خوفا منك و عليك
منك ادهب و اليك
بعشق لم يعرفه سواك
من حضن ما حضن سواي
و شفتان لم يلمسها سواي
فوداعا.....وداعا......
ودعتك وداع المهاجر المتفائل بغد افضل
وداع الشجر لاوراق الخريف التي لم تعرف ربيعا
تمنيت لك النجاح كما تمنته امواج الصيف لصياد النيل
و كما تمنته امطار الشتاء لفلاح اريزونا
لم اتمنى حضنا ادفئ من حضنك
و لا قلبا احن من قلبك
فما جاء بالحب لا يدهب الا بالعشق

وكيف عَزَاء المَرْء عن أهل بَيْتِه ... وليس له في الغَابرين حَبِيب
متى يُذْكَروا يَفْرَح فُؤَادي لِذكْرِهم ... وتَسْجُمْ دُموعٌ بَيْنهن نَحِيب
دُمُوع مَرَاها الشجْوُ حتى كأنها ... جَدَاوِلُ تَجْري بَيْنَهن غروب
إذا ما أردْتُ الصبرَ هاج لِيَ البُكا ... فُؤادٌ إلى أهل القًبُور طَرُوب
بكَى شَجْوه ثم ارْعَوى بعد عَوْله ... كما واتَرَتْ بين الحنين سَلُوب
دَعَاها الهَوَى من سَقْبها فَهِيَ والِهٌ ... ورُدّت إلى الألاَّفِ فَهي تَحُوب
فَوَجْدِي بأهلِي وَجْدُها غيرَ أنهم ... شَبَابٌ يَزِينون النَّدى ومَشِيب

أما والبيت والشهر الحرام ... وزمزم والمشاعر والمقامِ
لقد حنت ركاب الركب حتى ... شجت قلب الخلي من الغرام
إذا شاق الحنين فؤاد خلو ... فكيف نرى فؤاد المستهام؟
تحن إلى حنين العيس نفسي ... ويبعث شجوها نوح الحمام

مالتْ تودّعني والدمعُ يَغْلِبها ... كما يَميل نسيم الرِّيح بالغُصْنِ

يا نظير البدر في صورته ... وشبيه الغصن في قامته
والذي ينتسب الورد إلى ... روضةٍ تضحك في وجنته
ما ترى في عاشق مكتئبٍ ... دمعه وقفٌ على مقلته