محمود طلعت سقيرق |
18 / 07 / 2008 14 : 08 PM |
غالية
بعد لقاء و بعد آلاف لحظات الجنون تبكين على صدري و تشهقين كما يفعل الأطفال , تحركين مشاعري التي لم تحرك منذ آلاف السنوات , و تضعين أناملك التي يضيعني بها الزمان على كفي فتملأين شهيقي برذاذ السيدات , و تأخذين غفوة بعد مرور شعرك الرمادي على قفص صدري المحروم من جنس حواء , لا تضعي كل الحنين على جسدي فجسدي أعمى جسدي ينام بل جسدي ملك للسماء , يا غالية: لا تكوني صديقتي الماضية ولا تكوني قصة يمحوها النسيان , فأنت ما تبقى من رماد عيناي و من ديار أعددته خصيصا للسيدات , أنت الأمل المفقود عند الأطفال و عند الرجال , زهرة على أرض جنونية تحيها ليلية بيضاء , أعطني يداك لأصنع منها قصرا و من أظافرك حراس و على وجهك المحمر خجلا أصنع شمس , أعطني يداك لأرسم أجمل لوحة من حجارة لم يراها زمان ولا مكان , أن كنت في الليل سمراء فانظري الى جسد السماء فتنامين على عاتقي السماء , و تشتعل لك النجوم اجلال و احترام , و ان كنت بيضاء فأنت القمر و سوف أنام على عاتقيك ثم لن أنام حتى تأتي غالية , ثم أعود إلى الأرض أعود إلى غالية التي سوف تعود من السماء , أعود و تعود الضحكات , هيا أيقظي في داخلي روح الشباب , و أعطني صهيل الخيل , و قوة الرجال , هيا أستيقظي ولا تنامي على جسدي فجسدي يوجعه الحنين و تقتله الكلمات , ووداعا يا غالية الى سنين آتية ولكنني لن أنسى أنك قد تكوني قصة يمحوها النسيان فأنت ما تبقى من الزمان من المكان من حوذات جنون الرجال ..........................
|