![]() |
رسالة من المعتقل .سميح القاسم
ليس لديّ ورقٌ، و لا قلمْ
لكنني.. من شدّة الحرّ، و من مرارة الألم يا أصدقائي.. لم أنمْ فقلت: ماذا لو تسامرتُ مع الأشعار و زارني من كوّةِ الزنزانةِ السوداء لا تستخفّوا.. زارني وطواط وراح، في نشاط يُقبّل الجدران في زنزانتي السوداء و قلتْ: يا الجريء في الزُوّار حدّث !.. أما لديك عن عالمنا أخبار ؟..؟! فإنني يا سيدي، من مدّةٍ لم أقرأ الصحف هنا.. لم أسمع الأخبار حدث عن الدنيا، عن الأهل، عن الأحباب لكنه بلا جواب ! صفّق بالأجنحة السوداء عبر كُوّتي.. و طار! و صحت: يا الغريب في الزوّار مهلاً ! ألا تحمل أنبائي إلى الأصحاب ؟.. *** من شدة الحرّ، من البقّ، من الألم يا أصدقائي.. لم أنم و الحارس المسكين، ما زال وراء الباب ما زال .. في رتابةٍ يُنَقّل القدم مثليَ لم ينم كأنّه مثليَ، محكوم بلا أسباب ! *** أسندت ظهري للجدار مُهدّماً.. و غصت في دوّامةٍ بلا قرار و التهبتْ في جبهتي الأفكار . . . . . . . . . . . . . .. . . . . أماه! كم يحزنني ! أنكِ، من أجليَ في ليلٍ من العذاب تبكين في صمتٍ متى يعود من شغلهم إخوتيَ الأحباب و تعجزين عن تناول الطعام و مقعدي خالٍ.. فلا ضِحْكٌ.. و لا كلام أماه! كم يؤلمني ! أنكِ تجهشين بالبكاء إذا أتى يسألكم عنّيَ أصدقاء لكنني.. أومن يا أُماه أومن.. .. أن روعة الحياه اولد في معتقلي أومن أن زائري الأخير.. لن يكونْ خفّاش ليلٍ.. مدلجاً، بلا عيون لا بدّ.. أن يزورني النهار و ينحني السجان في إنبهار و يرتمي.. و يرتمي معتقلي مهدماً.. لهيبهُ النهار !! http://turquiepourlesnuls.blog.lemon...1202392117.jpg |
الساعة الآن 15 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية