|
صوفية الجنوب
[frame="1 98"] اندلق الوقت هارباً من الوقت لم يبقَ في الأفق متّسع لقصيدةٍ أخرى. سرقت تكساس ما تبقّى من حلم العودة. حلم الدولة ما بين الحاضر والنسيان. لو تطلّ علينا بعض الوقت بقامتك وأنت ما تزال تدلف عتبة الأبديّة حيث القوافي والاستعارات تنتظر وتكتمل القصيدة عند حدود القمر يا درويش. هل حقّاً انقضى الوقت بعد الستّين بسبعة اعوام؟ هل حان الوقت للخيل أن تنام؟ يا فارس الكلمة وأضدادها ما بال قلبك لا ينبض في حضرتنا غيابك غيّبنا، وتبقى الكلمة تردّد أصدائها. علّمنا يا محمود لغة الرثاء أخبرنا كيف نزفّ عرائس الموت؟ أكتب لنا من هناك كيف يتطاير الحمام وكيف يسقط الشهيد شهيداً؟ وكيف تنصب الخيام؟ اندلق الوقت هارباً توقّف الوقت عن ضخّ اللحظات العابرة. وانحنى الموت للفارس معتذراً قال بأنّ القلب صمت طويلاً. لا يقوَ على ضخّ الدم لمزيد من الأيام. ألا تخشى دمع الأمّ خبزها الساخن ينتظر شجونك وآهٍ يا وطن الشعراء وكأنّ المذبح لا يرتوي لا يرعوي، لا يشيع ضحايا، لا يركع لا يمضي ولا يحضر ولا يركع والوطن يهمس يتجلّى يتسامى ويحزن الوطن مثكولاً. مضى الفارس دون مقدّمات فهل حقّاً مات؟ أم أنّ الزمن احتوى جسده ليقتات ليقتات نكّسنا الأعلام يا درويش والعدوّ ما يزال عدوّاً ومشدوهاً مات الإنسان وبقي الشاعر درويشاً. مات الإنسان انطفأ القلب مبتهجاً. ورام الله رافلة بألوان العشق. تردّد صوفيّاتك، أفراحك، أحزانك، تأوّهاتك، همسك جذلك، جنونك، تساميك، انفطارك، انشطارك. ألمك .. ألمك .. ألمك. وعكّا تهمس: عاد إليّ حيّاً أكثر من أيّ وقتٍ مضى تحمله الأجنحة سامقة رافلة تصرخ، والحمائم تشجو: من اليوم يدافع عن أحلامي الصغيرة؟ والشاطئ يقذف أمواجه بلا كلل منذ الخليقة. غاصت في عمق البحر جوهرة تضيء الضوء ويتهادى النورس المهاجر نحو الجنوب ولا جنوب لي ولك لأنّ الجنوب هو الوطن. لفظتنا العواصم والمطارات وفي لجّة الجهات انقطعت حبال الوصل وتناثر الفلّ في الفضاءات الصغيرة أسمع أجراس الكنائس تقرع يسوع الناصريّ يطلّ من بين الزقاق بعينين دامعتين يقدّم الجسد خبزاً للفقراء ثمّ يمضي نحو الأبديّة بثيابٍ سرمديّة على هذه الأرض ما يستحق الحياة اليوم والأمس والغد نعيشه على عجل ثمّ نسرق الوجود من ذاكرة العدم ونمضي نبحث عن سماءٍ تتّسع لزرقة العيون العسليّة. [/frame] |
رد: صوفية الجنوب
على هذه الأرض ما يستحق الحياة اليوم والأمس والغد نعيشه على عجل ثمّ نسرق الوجود من ذاكرة العدم ونمضي نبحث عن سماءٍ تتّسع لزرقة العيون العسليّة ************************** الأخ العزيز خيري .. أرحب بك مجددا وأهنئ نفسي بهذه الإطلالة البهية التي حملت معها ملحمة رثائية أقل ما يمكنني أن أصفها بأنها قمة في الروعة و الوفاء لروح الشاعر الكبير الراحل محمود درويش . كل بيت .. وكل كلمة بل كل حرف ينبض بالحياة و دفء العاطفة .. كلمة الموت تبدو باهتة أمام أحرفك التي ضخت الدماء في شرايين الكلام لينهض الشاعر واقفا يقول "أنا لم أمت .. أنا باق بينكم .. خذوا مني ما يجعلني دائما حيا بينكم ." أخي خيري .. كتبت فأجدت ، وصفت فأبدعت .. تحية إعجاب من معجب بإبداعاتك . بكل الحب والمودة |
رد: صوفية الجنوب
[frame="1 98"]
أخي رشيد اسمح لي بالبكاء قليلاً بين يديك. لا أمتلك سوى هذه العاطفة الجيّاشة الآن. دمت وفيّاً وأشكرك على حضورك المتجدّد. [/frame] |
رد: صوفية الجنوب
إن مت يوماً تعالوا و اقرؤوا سوراً عانقوا الروح ، قولوا كان حقاً انسانا و اسقوا ترابي أذا جفّ التراب دمعاً قبلوا الثرى ، رتلوا ذكراً و قرآنا رحل المجبول بالوطن ... ذاك المسيّج بالرحيل ... يوقظ وجعنا المنهك ... بسفره البعيد ... ليلاً دامساً طويل ... لنغدوا حرفاً في رحم بوحه ... الممتد إلى اللانهاية ... تحلّق الشموس في عينيه ... تطل وهجاً ... من ضوءٍ و ظل ... يا سيدي ... روحي ربابة ... تعزف ترنيمة للحب ... ترنيمة للكآبة ... سقط الليل مضرجاً بقصيدتي ... و سقطت شوقاً لا يضمحل ... حنيني يذبح الصمت ... لأغدو طيفاً مترنماً ... بحروف اسمك ... تسيل الآه من ضرع الوجع ... المطلق الأبدي ... توقف عن المغيب ... قال ... انظروا نبت لي جناحان ... تركنا ... ما بين آهٍ تروح و آهٍ تجيء ... مدّ يده ليلامس الجرح المضيء ماهر عمر متصفحك لا يدعم الجافاسكربت أو أنها غير مفعلة ، لذا لن تتمكن من استخدام التعليقات وبعض الخيارات الأخرى ما لم تقم بتفعيله. أسجل اعجابي بروائعك سيدي كل التحية و التقدير |
رد: صوفية الجنوب
[frame="1 98"]
مضى الفارس دون مقدمات فهل حقا مات أم أن الزمن احتوى جسده ليقتات اسمح لي أستاذ خيري حمدان أن أسجل إعجابي برائعتك [/frame]دمت مبدعا |
رد: صوفية الجنوب
[frame="14 10"]
[align=right] الأخ العزيز المبدع أستاذ خيري.. تحياتي حمداً لله على سلامتك وعظم الله أجرك وأجرنا في شاعرنا الكبير محمود درويش رائعة.. موجعة.. لكنها لوحة فنية معبرة.. جعلتنا رائعتك نسافر إلى عوالم الوجع وأعادتنا إلى اللحظات الأولى من وقعه على مشاعرنا.. وبكيت .. ذرف الدموع قدرنا... ثمّ نسرق الوجود من ذاكرة العدم ونمضي نبحث عن سماءٍ تتّسع لزرقة العيون العسليّة تقبل أعمق آيات تقديري واحترامي [/align][/frame] |
رد: صوفية الجنوب
[frame="1 98"]
أخي ماهر عمر أشعر ببعض الحرج أمامك. اهتمامك يسرّني وأعتذر لعدم دخولي الى عالمك الإبداعي بعد. ربّما قريباً وبعد ان يستقر بي الحال لا بدّ سأفعل. نصّك في منتهى الجمال. وأتوقّع منك الكثير من النجاح والعطاء في عالم الأدب. [/frame] |
رد: صوفية الجنوب
[frame="1 98"]
السيدة بوران شما درويش كان وما يزال ضمير القضية كان فارساً جميلاً وسيماً مبدعا ورائعاً. رحل الجسد الى خالقه وبقي بحر من الكلمات لا ينتهي. هذا هو متنبّي الشرق خلال القرن العشرين والحادي والعشرين. أعزّي نفسي وإيّاك بهذا الفقد الكبير. [/frame] |
رد: صوفية الجنوب
[frame="1 98"]
الأديبة الفاضلة هدى الخطيب بعد يومين من استقبال جثمانه في مطار ماركا المدني، كنت في المطار ذاته. رأيت طيفه هناك مسجّى .. درويش ومارسيل يغنّي متألماً وراسخاً في ضمائرنا. لا نقدر سيدتي الفاضلة عن الوفاء لذكرى هذا الشاعر الكبير. كيف لم ألتقيه خلال هذا العمر وهذا الضياع في متاهات هذا العالم؟ لقد مضى الى ربّه ولعلّه يتسامر الآن والمتنبّي. دمت بخير سيّدتي الفاضلة .. دمت بخير [/frame] |
رد: صوفية الجنوب
كلماتك سيدي شهادة فخر و اعتزاز لي شكرا كتير كتير سيدي لتشجيعك و اهتمامك و بيشرفني حضورك الدائم معي كل الود و الحب |
| الساعة الآن 14 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية