منتديات نور الأدب - منظمة هولندية: غزة سجن و ’’اسرائيل’’ السجـّان

[frame="13 95"] [align=justify]

منظمة هولندية: غزة سجن و ’’اسرائيل’’ السجـّان

حوار: عبير صراص- إذاعة هولندا العالمية
زارت مجموعة من الشخصيات في منظمة أيكو الهولندية للتعاون التنموي والتي يترأس مجلس ادارتها دوكلا تيربسترا رئيس اتحاد العمال الهولندي السابق الأراضي الفلسطينية و’’اسرائيل’’ هذا الأسبوع. هدفت الزيارة للاطلاع على الأوضاع الحياتية للفلسطينيين. السيد هاري ديركسين نائب مدير منظمة أيكو كان من أعضاء الوفد. يزور ديركسين الأراضي الفلسطينية بانتظام ويقول أن الأوضاع هنالك لا سيما في قطاع غزة تزداد سوءا زيارة بعد الأخرى. كان لنا هذه المقابلة مع السيد ديركسين لنسأله عن انطباعاته خلال الأسبوع.

لماذا تقوم منظمة إيكو بتنظيم هذه الزيارات؟

لدينا مشاريع عديدة في الشرق الأوسط. ونقوم بين الحين والآخر بجولة إلى المنطقة للنقاش مع المنظمات الشريكة وتقييم مشاريعنا هنالك. تتعرض منظمة إيكو بانتظام لانتقادات بسبب مشاريعها التي تستند إلى اسس حقوق الانسان والقانون الدولي الأمر الذي يجعلنا نطلع بأنفسنا على الأوضاع لا سيما تلك التي يعيشها الفلسطينين تحت الاحتلال.
حقوق الفلسطينني مهددة ومهملة ولهذا نرى أن مهمتنا أن نعرّف بالوضع. لكن بعض الأوساط الهولندية لا تتقبل موقفنا وتراه انتقادا ومعاداة لدولة ’’اسرائيل’’ أو حتى معاداة للسامية في بعض الأحيان. من المهم بالنسبة لنا أن نعرف ما يجري هناك وقمنا باصطحاب رئيس مجلس الإدارة دوكلا تيربسترا وهو شخصية بارزة في هولندا. من المهم بالنسبة لنا أن يكون هو أيضا على علم بما يجري في الأراضي المحتلة.

ما هي انطباعات السيد تيربسترا عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؟

نشأ السيد تيربسترا في عائلة بروتستانتية متدينة والمعروف أن المسيحيين في هولندا من المساندين لـ ’’اسرائيل’’. وأعتقد أنه أعاد النظر في رؤيته المسبقة بعد زيارة الأراضي الفلسطينية. لقد فوجئ السيد تيربسترا بحجم تأثير الاحتلال على حياة الفلسطينيين اليومية وما يعيشونه من تعقيدات. غالبا ما نعرف الفلسطينيين والاسرائيلين من وسائل الإعلام، لكنك عندما تراهم شخصيا وتتعرف على حياتهم يصبح لهم وجه وصوت وترى أنهم هم أيضا بشر.

ما هي انطباعاتك بعد زيارة قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية؟

أعتقد أن هنالك كارثة أنسانية في قطاع غزة الآن. قطاع غزة منطقة صغيرة جدا مشابهة في مساحتها لجزيرة تيسيل السياحية في هولندا. لكن هنالك مليوناً ونصف المليون فلسطيني هناك، من بينهم 1.1 مليون لاجىء يعتمد معظمهم بشكل كلي على مساعدات منظمة الامم المتحدة للاجئين (الأونرا) لسد احتياجاتهم اليومية من الغذاء والأدوية. يمكننا أن نقول أن غزة سجن كبير وأن ’’اسرائيل’’ تعلب دور السجان.
بعد ساعتين من الانتظار سمحت لنا القوات الاسرائيلي بالعبور إلى غزة. يرتابك شعور وكأنك تتمشى في منطقة أصابها زلزال بعد أن تدخل الأراضي الفلسطينية. قامت القوات الاسرائيلي بتدمير المنطقة بأكملها بما فيها البيوت وجميع المصانع التي كانت متواجدة هناك. قمت بزيارة غزة عدة مرات في السابق لكنني هذه المرة لاحظت أن الضجة المعهودة في شوارع غزة اختفت. المصانع مغلقة إذ ليس هنالك وقود أو كهرباء لتشغيلها، وليس هناك امكانية لتصدير ما تنتجه.

كيف تصف الاوضاع في الضفة الغربية بعد أن زرت المنطقة عدة مرات في السنوات الأخيرة؟

أتردد على الضفة الغربية منذ 15 عاما. في السابق كين يمكن رؤية تضاريس الضفة الغربية ذات الأغلبية الفلسطينية بينها بعض المستوطنات الاسرائيليية هنا وهناك. لكنك المشهد الآن يبدو معكوساً، عندما تعبر إلى الضفة الغربية ترى أنها أصبحت مستوطنة اسرائيلية تنتشر بينها التجمعات الفلسطينية هنا وهناك. القضية الأساسية هي الاحتلال وهو سبب العنف الذي نراه في السنوات الأخيرة.
خلال زيارتك اطلعت على قضية المستوطنات الاسرائيلية في وادي الأردن. لماذا وادي الاردن وليس المستوطنات الأخرى؟
معظم المستوطنات في وادي الأردن مستوطنات اسرائيلية زراعية وهي مزارع ناجحة بسبب المناخ وتوفر المياه. بعض هذه المنتجات تصل الأسواق الأوربية والهولندية وكأنها من انتاج اسرائيلي لكنها في الواقع انتجت في مستوطنات على الأراضي الفلسطينية.
تقوم ’’اسرائيل’’ بتسويق جميع منتجاتها وترفض أن تفصح إذا كانت هذه المنتجات وافدة من مستوطنات الأراضي الفلسطينية أم من داخل ’’اسرائيل’’. وليس هنالك طريقة للمستهلك الأوربي أن يعرف إذا كان يشتري بضاعة اسرائيلية بحت أم منتجة في المستوطنات غير الشرعية بحسب القانون الدولي.

هل من دلائل تشير إلى أن إسرائيل تقوم بتسويق كل ما هو منها وليس منها وكأنه من صنع أو انتاج اسرائيلي؟

نعم، هناك دلائل عدة. وبهذا تستفيد ’’اسرائيل’’ من الاتفاق التجاري مع دول الاتحاد الاوربي والذي يسهل دخول البضائع الاسرائيلية إلى الأسواق الأوربية بتكاليف أقل من الدول الأخرى.

ما الذي يتوفر في الأسواق الهولندية من صنع المستوطنات الاسرائيلية؟

ليس هناك معلومات متوفرة عن الكمية والنوعية لكننا نعرف أن الاقتصاد الاسرائيلي يعتمد بشكل كبير على التصدير إلى الاتحاد الاوربي والذي هو من أهم شركاء ’’اسرائيل’’ التجاريين. ولا تقتصر هذا على المنتجات الزراعية إنما أيضا الأجهزة الالكترونية والتقنية. وإذا قام الاتحاد الاوربي بتوبيخ ’’اسرائيل’’ ورفض البضائع الواردة من المستوطنات فلا بد أن يكون لذلك تأثير كبير على ’’اسرائيل’’.

ما هي الخطوة التالية بعد أن اطلعت على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؟

علينا أن نشرح الأوضاع للهولنديين الذين يدعمون مؤسستنا. والأمر الأهم هو إطلاع السياسيين الهولندين من وزارة الخارجية على حقيقة الأوضاع هناك. نرى أن موقف وزارة الخارجية منحاز إلى الجانب الإسرائيلي. نود أن نقنع وزير الخارجية الهولندي للذهاب إلى الأراضي الفلسطينية ليرى الأوضاع بأم عينه. عندما يذهب وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فرهاخن لزيارة المنطقة يقتصر احتكاكه بالفلسطينيين بزيارة الرئيس الفلسطيني لمدة ساعة أو ساعتين. لكنه في الزيارة الماضية قام بزيارة بلدة سيدروت الاسرائيلية والمجاورة لقطاع غزة. المعروف عن هذه البلدة أنها كانت تتعرض لهجمات من قبل المسلحين الفلسطينين الذين يطلقون صواريخ القسام. لكنه لم يزر قطاع غزة.
[/align][/frame]