منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الرسم و الفن التشكيلي و الكاريكاتير (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=85)
-   -   الفنان محمود خليلي - مواكبة النبض الفلسطيني (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=6712)

فتحي صالح 10 / 09 / 2008 38 : 02 AM

الفنان محمود خليلي - مواكبة النبض الفلسطيني
 
[frame="2 85"]

قراءة في أعمال الفنان التشكيلي محمود خليلي
مواكبة النبض الفلسطيني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فتحي صالح
http://www.up4arab.com/out.php/t262631_16.jpghttp://www.up4arab.com/out.php/t262632_04.jpg
محمود خليلي واحد من الفنانين الذين ساهموا بتصعيد النشاط التشكيلي منذ البدايات الأولى لتأسيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين / فرع سوريا ، حيث شارك في معارضه محلياً و عربياً و دولياً ، في لبنان ، ليبيا ، تونس ، البحرين ، الكويت ، ألمانيا ، هلسنكي ، بولونيا ، قبرص ، اليونان ، طهران ، و موسكو ..
و في العام 1988 أصبح عضو الهيئة الإدارية للاتحاد – مسؤول المعارض ، و في آذار 1990 انتخب رئيساً لفرع سورية خلال المؤتمر الثاني للاتحاد .
و يمكن قراءة نتاجاته في مجالين ، التصوير " الزيتي و المائي " و البوستر " الإعلان السياسي " ، فنتاجاته الفنية في المجال الأول قبل عام 1975 ارتبطت بالإنتاج الجمالي ، و بقدرته على استخدام الأوان و مزجها و التفاعل معها ، و لياقته العالية في التعامل مع أدواته الفنية جعلت من الرسم لديه مادة ممتعة . إلا أنه بعد انتسابه لكلية الفنون ارتبطت نتاجاته بقيمة فكرية و أصبح للفن مهمة و دور و هذا ما يؤكده عندما يقول : ( .. منذ السنة الأولى لانتسابي لكلية الفنون ، صعد شيء إلى حيز تفكيري لم يكن موجوداً في السابق ، كان الفن لدي مجرد تسلية ، و الصبح للفن وظيفة ، و يمكن استخدامه أيضاً في وظائف متعددة يمكن أن نؤخذ بعين الاعتبار ) .
و أول عمل للفنان ارتبط بالقيمة الفكرية و الرؤية الجديدة التي توضحت في الفترة المبكرة من حياته الفنية هو " دوائر الغضب 60×90 سم " رسمه بالألوان الزيتية عام 1975 ، و يتحدث عن مسيرة الشعب الفلسطيني من الركود أو النكبة باتجاه الرفض ، من النزوح إلى الثورة ، بمعنى التحول الحاصل بحركة الشعب و رقي الوعي و انتقاله من حالة السكون إلى الحركة باتجاه المصادمة .
و تأتي أهمية هذا العمل بأنه وضع قدم الفنان علة الدرجة الأولى لسلم الفن كما يقول ، و تبعه عمله الزيتي الآخر " اليوميات غير الأبدية" بالقياس السابق ، حيث شارك بالأول في سورية و البحرين و ألمانيا ن و شارك بالثاني في سورية و هلسنكي .
و مشروع تخرجه في كلية الفنون تألف من اثنتي عشرة لوحة انضوت تحت قسمين ن الأول قدمه بالألوان الزيتية تحت عنوان " ملامح من التجربة الفلسطينية " رصد فيه حالة الشعب الفلسطيني من النكبة حتى انتفاضة يوم الأرض ، و الآخر قدمه بالألوان المائية تحت عنوان " الانتفاضة " و أهم أعماله في هذه المجموعة " ثلاثية فلسطين " المؤلفة من ثلاثة أجزاء تتحدث عن ثلاث مراحل من حياة الشعب الفلسطيني ، المرحلة الأولى " الخروج – 1948 " ، المرحلة الثانية " بعيداً بعيداً " تمثل حياة الشعب الفلسطيني في المنفى ، المرحلة الثالثة " بداية الظهور " و تمثل انطلاقة الثورة الفلسطينية .
مما سبق نرى أنه في الفترة بين " 1975 و 1982 " ظهر محمود خليلي بقوة على ساحة التشكيل الفلسطيني كفنان ناضج و مكتمل ، متمكن من أدواته الفنية ، إذ مثل حضوراً واضحاً في المشاركات الفنية عربياً و دولياً منذ اللحظة الأولى التي أكد فيها على انتماءه للفن ، أي خلال دراسته في كلية الفنون ، و منذ انتسابه لاتحاد الفنانين عام 1979 و هو عام تأسيس فرع سورية ، سواء على صعيد الموضوع الذي عالجه و الفكرة التي طرحها ، أو على صعيد التقنية التي استخدمها ، و يفصح عن هذا الدور الذي رسمه لنفسه في قوله : ( .. إنها مسألة طبيعية أنك عندما تنتمي لمنظمة شعبية فلسطينية ن اتحاد له وجهة نظر ن سوف تنظر لوظيفة الفن ، و قد يكون إلى موضوع اللوحة ، و على هدف هذه اللوحة أكثر بكثير من أن تفكر بجماليتها ، و خاصة عندما تأسس الاتحاد ن حيث كانت حركة المقاومة الفلسطينية حركة نشطة ، و لا يمكن إلا أن تتأثر بها ) .
و مما لا شك فيه أن الفنان تطور تطوراً كبيراً في العقد الذي تلا تخرجه في كلية الفنون " 1982 – 1992 " ن و أخذت أعماله تأخذ بعداً أعمق على صعيدي الموضوع و التقنية ، فالموضوع ازداد ارتباطاً بالقضايا الجماهيرية ، و تعمق طرحاً و أسلوباً ، و أصبح الهم موجوداً بشدة في أعماله . و التقنية المائية طغت على التقنية الزيتية ، ويعود هذا لتعايش الفنان مع اللون المائي أكثر بسبب الحالة الشاعرية التي يمتلكها ، بينما كان يشعر بالصراع بينه و بين اللون الزيتي ، و اللون المائي شفاف و العمل به لا يحتمل الخطأ مطلقاً ، لأن الخطأ في هذه الحالة تشويه للعمل الفني بشكل أو بآخر ، و لكي يستطيع الفنان إنتاج عمل مائي لا بد له أن يكون صادقاً لأبعد الحدود ، و أن يكون التصوير مرسوماً مسبقاً في ذهنه على أرضية معرفته للألوان التي تمتزج مع بعضها و تعطي تأليفاً لونياً جميلا ً ، و الألوان التي تمتزج مع بعضها و تشكل إيذاء و تشويهاً للعمل المرسوم ، أما الخطأ في اللون الزيتي فيمطن تقويمه ، كما يمكن تعديل اللون للوصول إلى النتيجة المطلوبة . فالفنان محمود خليلي في أعماله المائية كان يجسد صدق انفعاله ، و في أعماله الزيتية يتصارع مع أدواته للوصول إلى النتيجة المرجوة ن و هذا ما يؤكده في قوله : ( كنت صادقاً في أعمالي المائية أكثر من صدقي في الأعمال الزيتية ، في عملي الزيتي كنت أتصارع معه من أجل الوصول إلى نتيجة قد تكون الفكرة أساساً فيها ) .
أما في مجال البوستر " الملصق " أنتج أعماله الأولى عام 1975 و لهذا الفن وضع خاص فهو يرتبط ارتباطاً مباشراً مع الجمهور لأنه فن إعلامي دعائي ، و الملصق الفلسطيني منذ ظهوره كون علاقة وطيدة مع الثورة ، و لهذا فالتعامل معه يتطلب من الفنان تفاعلاً سريعاً مع الأحداث اليومية ، السياسية و العسكرية و ما يرتبط بحركة هذا الشعب المقاوم و لأن الفنان محمود خليلي واحد من المثقفين الذين انغمسوا في حركة المقاومة ، وكان من الطبيعي أ، يعمل ، بعد تخرجه في كلية الفنون ، في المجال الإعلامي الفلسطيني ، و لذا وجد نفسه شيئاً فشيئاً دون أن يدري يتجه لإنتاج الملصق الذي تصدر جدران المخيمات الفلسطينية ، و يختلف الخليلي عن الكثير من الفنانين الذين اشتغلوا في هذا المجال ن بإدراكه لعلاقة الشكل بالمضمون منذ نتاجه الأول ، فالملصق بالإضافة إلى كونه فكرة و موقفاً ، هو عمل فني قائم بحد ذاته .
و تشترك نتاجاته الفنية في مجالي التصوير و الإعلان بأنه يل فيها مسيطراً على تركيب الصورة ، علاوة على ذلك فلسنا نجد فيها إلا الإتقان الكامل ، و الدراسة تتلاءم فيها مع الوحي و الإلهام . و نشاطه الفكري و قدرته على الابتكار و خفة يده و مهارتها تجعل الخط يزداد ثباتا و ليونة و انطلاقاً ، والألوان تنسجم انسجاماً موفقاً ، فأعماله تجمع بين رزانة الألوان و الخطوط الحازمة و اللينة ن و تتصف أعماله المائية بالألوان الشديدة التعبير حيث تنبع الأشكال من غمرات الألوان البرتقالية و البنفسجية المرتبطة بالأرض و بالثوب الفلسطيني ، و الألوان تراها تارة مستقلة قائمة بحد ذاتها ، و تارة تلاشى في عمق الموضوع . و هو يتحرى فتنة التلوين بأقوى ما في هذا التعبير من معنى ، ويسعى إلى ما في هذا اللون من رقة ن و هو ينفرد بتقديم ألوانه بهذه النقاوة و هذه الرقة و هذه المتعة .

• بطاقة الفنان :
- ولد محمود خليلي في مخيم النيرب عام 1957 / بلده الأصلي في فلسطين قرية الجش في الجليل الأعلى .
- خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1982 / قسم التصوير .
- عضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين / فرع سوريا .
- عضو نقابة الفنون الجميلة بدمشق / سوريا.
- عضو الاتحاد العام للفنانين التعبيريين الفلسطينيين .
- عضو اتحاد الكتاب و الصحفيين الفلسطينيين / فرع سوريا .
- شارك في معظم معارض الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين محلياً و عربياً و دولياً .
- عمل ممثلاً في العديد من الفرق المسرحية منها " المسرح الوطني الفلسطيني ، فرقة القنيطرة المسرحية " .
- صمم ديكور العديد من العروض المسرحية .
- مارس الرسم و الخط والإعلان و الاخراج الصحفي و تصميم الأغلفة .

****************
[/frame]


الساعة الآن 30 : 09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية