![]() |
رندة الشَهَّال المخرجة المقاومة والمبدعة المشاكسة وداعاً
2 مرفق
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');border:4px double black;"][cell="filter:;"][align=right]
ملف مرفق 394 الموت ينشط أحياناً ولعلّ هذا العام أخذ ثلة لا تعوض من المبدعين وإبداع رندة كان أكبر من أن يكفيه عمر غزاه السرطان .. سنوات تقاوم المرض ولا تستسلم له إلى أن غلبها في الجولة الأخيرة ليعود جثمانها من فرنسا إلى لبنان وتدفن في مدينتها طرابلس. إنه الموت هذا الصمت الفاصل الذي نحن مطوقون به من كل جانب! هل يمكن أن نصارعه حقاً وأن ننتصر عليه؟! هذه العصفورة الشقراء الرقيقة بعينيها الخضراوين كربيع دائم انطفأت بكل أحلامها وإبداعها ومشاكساتها أمام عظمة الموت وجبروته. لماذا أكثر ما نجيد فتح ملف الإبداع والتميز حين يرحل المبدع عنا؟! أسئلة مالها أجوبة حين يلف الموت هذا الكم من الأحلام والإبداع، لكن رندة فعلاً رحلت بعد أن أهدت السينما اللبنانية بدايات روائية وتوثيقية عملاقة وهي الأولى والمثابرة والتي كانت قادرة على أن تجترح في كل مرة معجزة جديدة. بين الراحل سعد الله ونوس وراحلتنا رندة الشهال ثمة تقارب في المواقف والجرأة والانتماء السياسي، ما نعلمه أن ونوس وضع أهم أعماله بعد إصابته بالسرطان، لكننا لا ندري إن كان السرطان "ملهماً" بالنسبة الى رندة الشهال التي ماتت في فضاء بعيد عن الصخب، وربما بعيداً عن الأضواء، هي التي كثيراً ما اهتمّت بالقضايا الوطنية كفلسطين وجنوب لبنان والحرب والحق العربي المسلوب وقالت أكثر من مرة أن إسرائيل جعلت العرب جماعات لاأفراداً، لا شك أنها كانت مصابة بسرطان أشد سطوة هو سرطان الاحتلال الصهيوني والحرب في لبنان. سينما رندة الشهال كانت حياتها، سعت إلى تحقيق المعادلة الصعبة قدمت نموذجاً فريداً واندفعت كالشعلة، ومن أجل فيلم تقدمه بصدق كانت لا تبالي بالصعاب وهي التي باشرت مع رعيل كامل من اليسارالسينمائي سينما بديلة ، لكنها لم تسجن نفسها يوما في هذا النطاق. لقد قادها شغف كبير إلى مناطق تحريكها بالغ الصعوبة ويقودها إلى مواقع إشكالية قلما كانت تهتم إلى أين يقودها ذلك. هناك في البيت الذي ولدت ونشأت فيه في محلة أبي سمراء بطرابلس والذي مازلت أذكره جيداً كان فيه كل شيء يؤسس لميلاد إنسانة همومها أكبر من هموم بنات جيلها، في كنف والدين جمعتهما قصة حب ممزوجة بهموم الوطن والإنسان، بين مسلم طرابلسي ومسيحية عراقية ، والدها الدكتور قصدي الشهال طبيب وسياسي ومثقف ووالدتها فيكتوريا نعمان محامية وعضو سابق في الحزب الشيوعي العراقي، وشقيقة تكبرها ( نهلة الشهَّال ) كان نضوجها الوطني وشدة ولائها ودعمها للقضية الفلسطينية حديث الناس ومثار فخر واعتزاز، بل حتى الببغاء في بيتهم كان يحفظ ويردد كل شعارات المقاومة وحق الشعوب في تقرير المصير والحياة الكريمة. في تلك الأجواء الحالمة بغد أفضل والرافضة للظلم والقتل واغتصاب الأوطان، ولدت رندة الشَهَّال عام 1953 ونشأت مبدعة شديدة التميّز وشخصية جدلية بامتياز عاشت الأحلام النبيلة واصطدمت بواقع الحرب الطائفية. حين اندلعت الحرب اللبنانية في العام 1975، غاصت في تشعّبات العنف ، في الخامسة عشرة شاهدت شريط انطونيوني Blow Up الذي صدمها، فقد كان عالم انطونيوني الحسي والمجرد، الغامض والحر، شيئاً صادماً لفتاة تعيش في بيئة طرابلس المحافظة. سافرت الى فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي في التاسعة عشر من عمرها ، وشكلت عائلتها لها ولسنوات طويلة المحور كما في "حروبنا الطائشة"، أكثر أفلامها خصوصية ، والقائم على محاوراتها مع والدتها فيكتوريا وأختها نهلة وشقيقها الأصغر تميم، الفيلم الغارق في مشاهد الحرب التي قامت بأرشفتها على مدى سنوات طويلة. شكل "سرطان" الحرب الأهلية بالنسبة لها "الصدمة" التي بقيت محفورة في ذاكرتها ووعيها، في العام 1976 صورت أول لقطة سينمائية لشاب مسلّح على مدخل مبنى أحد الأحزاب السياسية اللبنانية. تراكمت صور الحرب في أرشيفها فخرج منها في العام 1979 فيلمهاالاول الوثائقي "خطوة خطوة" الذي يصور تناحر التيارات السياسية في لبنان. لم يكن (خطوة خطوة) فيلماً فنياً بقدر ما كان فيلماً سياسياً يعبّر عن موقف نضالي ملتزم أنتجته مؤسسة السينما الفلسطينية. كان قلبها ينبض بالقضايا العربية. وكان في وسعها أن تصدمنا بما لا يقدر أكثرنا خيالا على أن يتصوره بعد الاجتياح الاسرائيلي في 1982،توقفت عن توثيق الحرب ربما لانه لم يعد هناك من شيء في لبنان إلا الحرب واستقرت في فرنسا، وبدأت تعيش زمن الحنين ، لكنها ظلت الشخصية المشاكسة التي تصنع أفلاماً مثيرة للجدل. صوّرت فيلمها الروائي الأول "شاشات الرمل" عام 1986 عن ثلاث شخصيات في بلد صحراوي غير محدد، يروي علاقة امرأتين ورجل في ظل السلطتين الدينية والسياسية. لم يجد فيلمها التالي "الكفار" عام 1997مساحة للعرض. كان فيلماً يلامس المحرمات بحسب العقلية السائدة ويعالج موضوعاً شائكاً هو التطرف الديني. ليس بعيداً من لبنان غرست المخرجة شخصيات فيلمها. عام 1999 عادت رندة الشهال من جديد في فيلمها الروائي الثالث "متحضرات" الى الحرب الأهلية، بعدما قررت الغوص في التفاصيل القاسية للحرب وأولها المشهد الافتتاحي العنيف لمسلحين يفجرون القطط طلباً للتسلية. ذاكرة الحرب بدت مرعبة هذه المرة، فلم يحتمل الجمهور اللبناني صورته في الحرب، كان "متحضرات" فيلماً عن الحرب بلغة الحرب. تعرض الى حذف 47 دقيقة منه أي مايزيد على نصف الفيلم. وكانت النتيجة أن الفيلم لم يعرض في مهرجان بيروت السينمائي على الرغم من إطلاقه في فرنسا في 26 نيسان / إبريل 2000، ما خافت منه الرقابة، يعيشه الناس كل يوم في الشارع وفي المؤسسات الرسمية، فالبلد "السرطاني" غارق في الشتائم، لكن المجتمع والرقابة لا يحتملان الواقع أو صورته الحقيقية، بعد "متحضرات" ومشكلاته مع الرقابة، صورت رندة الشهال فيلم "سهى" عام 2001 (عن سهى بشارة) التي أطلقت رصاصتها في صدر قائد "جيش لبنان الجنوبي" أنطوان لحد العميل للكيان الصهيوني المحتل. خرج فيلم رندة الشهال الروائي الرابع "طيارة من ورق" في العام 2003 من مشهد تلفزيوني لفتاة في الجولان المحتل تعبر بثوب زفافها الى الجانب الذي يحتله الصهاينة لتتزوج من ابن عمها. بدا المشهد ملائماً للخوض في مناقشة حول موضوعات الهوية والحدود والاحتلال. فكان "طيارة من ورق" فيلماً عن واقع جغرافي مجزأ وخيارات الفرد الضئيلة في مواجهة الاحتلال، لكنه يحمل أيضاً الإصرار على تخطي الحدود. لمياء 15 عاما، طفلة تقترب من سن النضج، تلهو وتلعب باستمرار معأخيها الصغير، بطائرتهما الورقية، دائما قرب الحدود، أرادت أن تخترق حاجز الأسلاك الشائكة، لأجل استعادة طائرتها التي دفعها الهواء، وسط صراخ أخيها والحارس العسكري،لمنعها من تجاوز المكان كونه يعج بالألغام. هنا يُسمع دوي رصاصة، لكن المخرجة تنقلنا إلى مشهد يظهر فيه رجال من الدروز يجلسون في أحد البيوت ويتحدثون عن إمكان تزويج لمياء لأحد الأقارب داخل الأراضي المحتلة، المشهد الأول قد يدفع إلى الاعتقاد بأنها أصبيت بالرصاص، في حين أن المشهد الآخر يوحي بأنه عزاء. يوسف، الساهر دوما على معرفة ما يدور بين النساء الدرزيات وهن يتحدثن عن حياتهن في الضفتين. وثمة شخصية زياد الرحباني المختلفة عن أقرانها في الفيلم، إذ يكون مجاوراًلصديقه يوسف العسكري، والذي يكون راصداً لتحركات العائلات الدرزية، وخصوصا لمياء،ويتحدث معه باستمرار عن متابعته لهن وللمياء بالمنظار. تعدّ أم لمياء العدة، وتزوج ابنتها من قريبها الذي لم يرها قط، سوى على التلفزيون عبر شريط مصور، وتلبس العروس فستان الزفاف وتمضي عبر الحاجز الى حيث تستقبلها والدة عريسها بفرحة، ثم عريسها، في مشهد يعكس واقع من يعيش تحت ظلم الاحتلال والتقسيم وتقطيع أوصال الأرض الواحدة. تتعرف لمياء الى الاختلاف في حياة أبناء طائفتها في الأرض المحتلة، فتصرح لزوجها غير مرة بأنها لا تطيقه، بل تحب شخصا آخر، وعلى رغم ذلك كان يقول لها إنه لا يمانع في أن تعود إلى هناك خلف السياج، لكنها ترفض. في هذه الأثناء، نعيش مع الجندي (زيادالرحباني) الذي يكون على علاقة مع رومانية صهيونية، تتطور الحوادث، حيث يزداد ولع يوسف، الجندي الدرزي في الجيش الإسرائيلي بلمياء، وقد نال "طيارة من ورق" جائزتي لجنة التحكيم الخاصة و"الأسد الفضي" في مهرجان البندقية. ملف مرفق 395 ***************** وزير الثقافة سلام يرثي المخرجة رندة الشهال وقد رثى وزيرالثقافة اللبنانية " تمَّام سلام " المخرجة رندة الشهال كالتالي: إنطفأت كاميرا رندة الشهال، ونال المرض العضال من هذه المخرجة السينمائية اللبنانية الجريئة، وانتقلت إلى رحمة الله، تاركة إرثاً قيّماً من الأفلام التي وصلت إلى المهرجانات العالمية وباتت محور النقاشات الفنية والسياسية في العالم العربي والعالم. رندة الشهال... أسم سيتذكره محبو الفن السابع للجرأة التي طبعت أعمالها، وللأسلوب الواقعي في طرح القضايا بقساوتها الفعلية لا بالتجميل الفني والمواربة والتقليل من وطأتها. فهي في معالجتها للمواضيع السياسية كانت تحكي قصص الحب والحرب والوطن والمنفى، وكانت تقف عند التقاطعات الثقافية مع تلك القضايا التي تشغل بال الانسان العربي. سنتذكر جميعاً أشرطتها الوثائقية (خطوة خطوة) وحربنا الطائشة إلى أفلامها الروائية مثل (متحضرات) و(طيارة من ورق) الذي نال جائزة (الأسد الفضي) في مهرجان البندقية السينمائي عام 2003. وقد يختلف النقاد حول ما أنتجت، وقد تقف أجهزة الرقابة خائفة أمام قسوة الحقيقة العارية التي تركتها للمشاهد بكل حرية، ولكن لا يستطيع أحد الإقلال من مساهماتها الفنية ورسالتها السياسية والثقافية في آن. هي ابنة طرابلس الفيحاء وتحمل وسام الأرز اللبناني من رتبة فارس تقديراً لأعمالها، وهي التي وقفت ورفضت أن تتقاسم جائزة اليونيسكو للسلام مع المخرج الإسرائيلي عاموس غيتاي عام 1999. رحم الله الفقيدة وهي تغادر الفن السابع والدنيا تاركة بصماتها التي ستكون حتما الشاهد على فترة قاسية في لبنان والعالم العربي. ******* وفي الختام ماذا عساني أكتب في حضرة الإبداع حين يلفه الموت؟؟ رندة الشهال يا ابنة طرابلس أيتها المبدعة الرائعة ، دائماً كنت أفخر بك وبنهلة على الرغم من أني لم أرك منذ كنتُ صغيرة ربما في الثانية عشرة، لكني مازلت أحمل في شريط ذاكرتي تفاصيل وصور لك ولنهلة وتميم و بيتكم ووالدتك وأحاديثها، تلك السيدة الرائعة التي أحببتها. أذكر رقتك وعينيك وصوتك وحيويتك.. أسترجعها والدموع تنساب على صفحات وجهي على رحيل مبدعة أعطت الكثير وتركت بصمة شديدة التميز وداعاً رندة وإلى رحمة الله [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: رندة الشَهَّال المخرجة المقاومة والمبدعة المشاكسة وداعاً
[align=justify]
الأديبة هدى الخطيب جميل ما كتبت عن راحلة كبيرة بحجم رندة الشهال كانت وستبقى علامة بارزة وصاحبة فلسفة خاصة في الحياة ربما كما في السينما .. كما تفضلت ِ يحصد الموت كبارا ويمضي ..لكن حين يبقون في ذاكرتنا فهم لا شك يختبئون خلف جدار شفاف ولا يموتون ..ولا تنسي عزيزتي أننا نبقيهم عندما نكتب عنهم كما فعلت في هذا الذي قدمت عن رندة الشهال ..بصراحة رغم كثرة ما قرأت عن الراحلة الشهال فقد وجدت الجديد مما أفادني وأضاف إلى معلوماتي عنها وعن عطائها الثر .. سلمت [/align] |
رد: رندة الشَهَّال المخرجة المقاومة والمبدعة المشاكسة وداعاً
الفاتحـــة بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ.. مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ .. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ..اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ .. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ. آميــــــــــن عن روح فقيدتنا الغاليه رندة الشَهَّال رحمها الله واسكنها فسيح جناته لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يعظم أجركم نتقدم بأصدق عبارات العزاء و المواساة لأسرة الفقيدة وجميع أهلها وأصدقائها ومحبيها بوفاة المغفور لها بإذن الله تعالى… نسأل الله عزوجل أن يسكنها جنات النعيم و أن يغفر لها و يرحمها . رحمها الله وغفر ذنبها وجعل قبرها روضة من رياض الجنة نقول لمن سبقنا بالعزاء اجزل الله لكم المثوبة وشكر سعيكم ولا اراكم مكروه لافي انفسكم ولا في عزيز لديكم.. يارحمان يارحيم |
رد: رندة الشَهَّال المخرجة المقاومة والمبدعة المشاكسة وداعاً
الأستاذة الرائعة هدى / حفظك الله من كل مكروه قال تعالى(وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالو إنا لله وإنا اليه راجعون) رحم الله المغفور لها المخرجة والمبدعة رندة الشَهَّال وألهم ذويها الصبر والسلوان وقالت أكثر من مرة أن إسرائيل جعلت العرب جماعات لاأفراداً، نضالها وأعمالها أكبرمن أنْ ينسى وستتداوله الـجيال القادمة وإن لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله |
الساعة الآن 06 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية