![]() |
خاتم سليمان
الأساطير والحكايات موجودة منذ الأزل ولا يخلو زمن إلا وفيه قصص أسطورية قد تكون مأثورة أو معاصرة وقد أخذت تلك الأساطير ألباب وعقول الناس من شدة الذهول والخرافة التي فيها حيث يتداولها جيل بعد جيل والكبير يخبر الصغير ومنها العديد من القصص التي يعتقد الناس أنها وقعت في زمنهم وهم كثيرون,, مثل أسطورة الغول أو العنقاء أو مارد المصباح ومغامرات سندباد وقصص ألف ليلة وليلة .. الخ ، وحتى الغرب لم يسلموا من الخرافة فقد اخترعوا الشخصيات الكثيرة والتي يتمنوا لو كانت حقيقة كالدراكولا والخوارق من سوبرمان إلى الرجل العنكبوت أو غزو الغرباء من الفضاء الخارجي للأرض حسب اعتقادهم !!
أتذكر عندما كنت في مرحلة الطفولة كنت أسمع عن خاتم النبي سليمان عليه السلام وما يحققه من أماني لمن يجده ولم أكن أتوقع أن أصادف ذلك الموقف الطريف... كنا نلعب في الحي الذي نقطنه بسيوف نصنعها من الخشب ودرع نصنعه من صفائح علب السمن البلاستيكية ونضل نتلاحق حتى وصلنا إلى منزل قيد الإنشاء أساسه كان عميق حيث صادف هطول الأمطار الخفيفة في ذلك الوقت.. وهنا جاءت لصديقي فكرة إستراتجية بقدر عقولنا الصغير وتفكيرنا البسيط في تلك المرحلة بأن نقوم باستدراج الأعداء الصغار إلى هذا الموقع وننصب لهم كمين ولكن عندما نزلنا إلى الموقع سمعت صديقي وهو يصرخ فرحاً لقد وجدت خاتم سليمان !!! وأنا أنظر إلية بغضب وأقول كيف وجده قبلي ؟!!! وقلت له دعني أراه ولكنه رفض وهرول ناحية منزلة وهو سعيد جداً وقد وجدنا أخوه الكبير في الطريق مصادفةً وهو يقول باستغراب ماذا حدث؟!!! فقال صديقي: وجدت خاتم سليمان يا أخي. هنا انتابته الدهشة وهو يتناول الخاتم المغطى بالوحل باهتمام ويضعه على راحة يده و..... وينفجر ضاحكاً وهو يقول : انه غطاء بيبسي !!! هناك أيضاً الأساطير المرعبة والتي يتم روايتها خاصةً وقت المساء حيث يخيم السكون والصمت المخيف التي تكون في الغالب مقشعرة للأبدان وكلاً حسب الراوي ودرجة إقناعه بواقع القصة وزمنها الغير معروف والمخيف أكثر أن الرواة لا يهتمون إذا كان هناك طفل بين الحاضرين ومدى تأثير هذه القصص في نشأته ومنامة أيضاً لأنه يظل يحلم بالكوابيس ويشعر بالخوف حتى يكبر وحتى الأمهات عندما لا يستمع أطفالهم لطلباتهم يقومون بترهيبهم بإحضار الكلب مثلاً أو الأسد حتى يلتهمه إذا لم يقوم بما أمر به وهنا المصيبة الكبرى والخطأ الفادح الذي يجب أن ينتبه له الآباء مع أطفالهم ,,, الأساطير لن تنتهي ... ولكن الأهم من ذلك أن نفرق بين الخرافة والحقيقة وأن يضل العلم السلاح القوي أمام الجهل الذي يساعد على انتشار تلك الخرافات التي لا يقبلها عقل ولا منطق... والسلام ختام. بقلم / حفيظ ناصر |
رد: خاتم سليمان
الأستاذ العزيز حفيظ ناصر ...أنت محق فيجب علينا أن نفرق بين الحقيقة والأسطورة ...الأحاديث لا تنتهي حول الأساطير في كل يوم نسمع أسطورة جديدة حتى أن القصص الحقيقة أصبحت مختلطة ولا يكاد الإنسان يميز بينها وبين ماهو من نسج الخيال أضف إلى هذا يا أستاذي أننا شعب نتوارث الحكايات والعادات من أجدادنا ..كل شيء يأخذه الأجداد عن أبائهم ينقلوه لأبنائهم وهكذا تمضي الحياة ما استوقفني في مقالتك هو ترهيب الأبناء بحيوانات سواء أكانت مفترسة أم لم تكن كذلك.. هذا الترهيب الذي من شأنه أن يؤثر على نمو الطفل نفسياً فيشعر بتخبط داخلي وترافقه الصور التي رسمها له أبويه ليلاً فيشعر بالأرق الممتزج بالخوف في حال وحدته هكذا يكون شعور الإنسان في معظم مراحل طفولته وحين يكبر و يتزوج لينجب أطفالاً يكرر الطريقة التي ورثها عن والديه في ترهيب أطفاله دون الشعور بخطورة ذلك...أشكرك سيدي ...مودتي وتقديري...
|
رد: خاتم سليمان
الأستاذ القدير كنان سقيرق أشكرك على التعقيب والمرور الكريم وأشكر منتداكم الجميل الذي يعيد للأدب مكانته وإعتباره وبالفعل كما تكرمت بالقول بأن التأثير النفسي للطفل وسلوكة من خلال غرز المخاوف في عقليته يصاحبه حتى بعد أن يتزوج ويعامل أولاده على هذا الأساس وكلما كانت التنشئه الحسنة هي أساس التربية كلما كان هناك جيل قوي متمسك بسلاح العلم البعدي عن تلك الخرافات .. مع خالص إحترامي وتقديري .
|
الساعة الآن 03 : 11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية