![]() |
الاحتفال أم الاحتفاء بالكتاب
[align=justify]
تظاهرة احتفالية كبيرة يشهدها الكتاب في طول البلاد وعرضها .. ومثل هذه الاحتفالية تشهدها بلدان عربية كثيرة في أوقات متفاوتة تخضع ربما للطقس أو العطل أو ما شابه !!.. ونحن قوم مشهورون بل مأخوذون بالاحتفالات .. ولمثل هذه الاحتفالات عندنا طقوس وشكليات ومظاهر ، أهمها ربما ربطات العنق !!.. لكن هل كل هذا يخدم ويقدم الاهتمام خطوة واحدة بالكتاب من قبل الجمهور ، الذي يفترض انه المقصود لذاته بمثل هذه الاحتفالات ؟؟.. سيكون الجواب المباشر وربما المبكي : الجمهور هو ابعد شيء عن الاستفادة من مثل هذه الاحتفالات ، لأنها احتفالات للزينة والظهور وتوزيع الابتسامات ؟؟.. وسيقول قائل : ما المطلوب إذن ؟؟.. أقول بكل بساطة ، ومع احترامي لكل المسئولين وحتى ربطات العنق !!.. الشيء المطلوب هو الاحتفاء بالكتاب وليس الاحتفال !!.. هل يبدو الأمر غريبا وشاذا وغير مفهوم ؟؟.. إذ ماذا سيتغير بتغيير حرف في الكلمة ؟؟.. أقول بكل صراحة سيتغير الكثير، وأول شيء في هذا التغيير هو الآلية المتبعة في إقامة العلاقة بين الناس والكتاب.. فالاحتفاء يتطلب حبا وتكريما ورفعا لقيمة الكتاب .. بينما الاحتفال يبقى شيئا شكليا لا معنى له !!.. تحن لا نشك بكل ما هو احتفالي لمجرد الشك .. لكننا نعرف أن المسئول الذي يحمل مقصا لقص الشريط ، لا يعرف شيئا عن الكتب المعروضة ولا سمع بها .. ولا يهمه إن اشترى الناس كتابا أو لم يشتروا !!.. ذهنه محصور في المقص والشريط ودورة ركض سريعة يجريها في صالة العرض ، وهو يتمنى لو أنهم اخترعوا سيارات تحملهم في الصالة وتنهي المهمة بأسرع وقت ممكن .. وحتى الإعلام الذي يجيء لاهثا دائما وكأنه مهموم بأشياء خفية عن الجمهور البسيط ، يصور المسئول وأقاربه إن وجدوا !!.. والكتب كيفما اتفق.. ويسأل إن وجد شيئا من الوقت اثنين أو ثلاثة من الموجودين ، عن الكتب التي أعجبتهم ، مع أن المعرض لم يبدأ ، ويركض كل إلى حاله منشرح الصدر على انه تخلص من هذا المآزق الممل !!.. الاحتفاء بالكتاب لا يحتاج إلى مقص وربطة عنق ومسئول مشغول بقضايا اكبر من قضايا الكتب.. الاحتفاء شيء متصل لا يخضع لفصول ومطر وشمس .. الاحتفاء يحتاج إلى إعلام مثقف يستطيع آن يوصل حب الكتاب للقارئ .. الاحتفاء يحتاج إلى مال يفيض عن حاجة كل إنسان إلى لقمة عيشه .. الاحتفاء يحتاج إلى دور نشر لا إلى تجار نشر !!.. يحتاج إلى من يقيد سعر الكتاب بما هو معقول .. يحتاج إلى كتاب يفتتحون ويشرحون ويقدمون الثقافة ... يحتاج إلى ربط الكتاب بالحياة اليومية وجعله خبز الناس دون حرمانهم من الخبز طبعا !!.. عندها ما حاجتنا إلى احتفالات وأموال تصرف دون أي معنى ، وأرجو ألا اغضب من يستفيدون من هذه الأموال آو بعضها .. إذا كنا فعلا نهتم بالكتاب ، فعلينا تغيير الصورة القائمة والسائدة والمتبعة .. قد تطبع جهات كثيرة الكتاب بأسعار رخيصة ، وهذا شيء رائع .. وكما نعرف يوزع كتاب في جريدة بشكل مجاني ، وهذا أيضا شيء رائع .. لكن تعالوا نسأل ماذا تغير وماذا تبدل ؟؟.. معدلات الأمية العربية التي نفخر بها بازدياد !!.. الكتب تتكدس وتباع في الطرقات بليرات قليلة .. إذن هناك عيب وخطأ في التوجه والآلية ..هناك خطأ في التواصل مع الناس .. خطأ في الإعلام الذي تهز خصره راقصة مبتدئة أكثر من مليون كتاب .. كي نشكل احتفاء حقيقيا بالكتاب ، علينا قبلها أن نشكل لجنة من الكتاب تدرس كل شيء بروية وهدوء ولا تضع مقترحاتها في الأدراج ، بل تطبقها على أرض الواقع بكل جدية .. هل نفعل .. أقول بشيء من اليأس .. ربما .. !!.. [/align] |
رد: الاحتفال أم الاحتفاء بالكتاب
"الاحتفاء بالكتاب لا يحتاج إلى مقص وربطة عنق ومسئول مشغول بقضايا اكبر من قضايا الكتب.. الاحتفاء شيء متصل لا يخضع لفصول ومطر وشمس .. الاحتفاء يحتاج إلى إعلام مثقف يستطيع آن يوصل حب الكتاب للقارئ .. الاحتفاء يحتاج إلى مال يفيض عن حاجة كل إنسان إلى لقمة عيشه .. الاحتفاء يحتاج إلى دور نشر لا إلى تجار نشر !!..
كم نحتاج إلى احتفاء حقيقي ... بالكتاب . رحمك الله .. |
رد: الاحتفال أم الاحتفاء بالكتاب
رحم الله طلعت وأسكنه فسيح جناته...
مقال في غاية الأهمية شكرا للدكتورة رجاء محبتي واحترامي |
الساعة الآن 59 : 12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية