![]() |
صورة عن قرب للشاعر طلعت سقيرق بقلم رنا كنعان
[align=justify]
[align=justify] "إن الفن ابتداع أحاسيس لم يسبق إليها أحد فهو خلق إنساني من أجل غاية جمالية"هذا القول من أهم الأقوال التي يقتدي بها الشاعر طلعت سقيرق, فهو لايكتب كلمة أو حرف بدون أن تكون نابعة من قلبه, من نبضه الحي , ونابعاً من تجربة حية وإلا فإنه -بالنسبة له-يفقد جماليته..شفافيته..كما في حديث له يقول فيه: لا يكون الشعر شعراً ما لم يكن في البداية خفقة قلب وصرخة عشق, ولايمكن الفصل بين المشاعر والأحاسيس وبين الشعر ..وهذا مانجده في كل كتاباته... في كتاباته دفء الكلمات ..صدق الإحساس ..ولا تستغرب أن تجد نفسك حالماً باللحظة التي يرويها وكأنك تعيشها أنت..حيث أن الشاعر طلعت سقيرق يحب كل الأنواع الأدبية ويكتب فيها فيكتب : القصة .الشعر .الرواية. النقد . وكل الأجناس الادبية ..فهو يجد الأدب سلسلة مترابطة ولا يستطيع الفصل بين أجزائها, في كل صفحة أقلبها من كتبه .أجد ذات الشاعر مترسخة في أسطره , فهو يترجم أحاسيسه وأفكاره وأحلامه لتكون على الأوراق , تلك الأوراق التي تشهد له بأجمل اللحظات التي عاشها وبرهافة إحساسه . [/align]http://www.up-00.com/code.php?load=t...m=3kl79750.jpg [align=justify] برأيي أن الشعر يولد مع الإنسان يتغلغل في كيانه , وربما تساهم بعض الظروف التي تلازمه في تكوين ذاته ..حتى تجعله يكشف الغطاء عن مكنوناته,فالشعر من المشاعر التي تجري في داخلنا ..فهي يمكن أن تكون بداية لوسيلة تعبير عما يسري في داخلنا, أو تكون تغنيا بحبيب ما ,فبالنسبة لي هي مخرجي الوحيد للبوح بما يجول في خاطري , من أحزان وهموم, من فرح وتفاؤل..عشق..أفجر فيها ما لا أستطيع البوح به في العلن , ربما تكون هذه أول خطواتي للتعبير عن ذاتي ولتحويلها غاية ووسيلة أستطيع فيها كتابة تعبيرما إلى غيري .. كان الشاعر طلعت سقيرق هو أول شخص دفعني لأسير على هذا الطريق, طريق الشعر طريق جميل ,مرهف..لقد دعمني وطبعاً مازال يدعمني لأنني أحتاج إلى رعايته .فقد منحني الثقة,الجرأة للبوح بمكنوناتي..بثّ فيّ الأمل وزرع البسمة على شفاهي ,حتى أنني أجد ذاتي تشابه ذاته فأنا كالطفلة المشاكسة التي لا تعرف حداً ..أريد أن أحيا كما أريد ولا يهمني مايقال..فالشعر ولد وولدت معه موهبته والتي كبرت معه , لكنه استطاع أن يزيد نفسه بالمعرفة والتجربة ..وربما المكان الذي ترعرع فيه ساهم بدرجة ملحوظة في تفتح ثمار الشعر لديه والشاعر طلعت سقيرق من مواليد (1953) طرابلس, ثم بعد فترة من ولادته ,انتقلت عائلته إلى دمشق إلى منطقة (الشيخ محي الدين) هذا الحي الذي استمد منه مخزونه الشعري والمحفز لانطلاق قلمه .ذلك الحي المفعم بالحب والمودة بين أهله وروح التعاون والإخاء. لقد بدأت لديه مرحلة كتابة الشعر عندما كان في أواخر الإعدادية ,حينها كتب شعراً يتغزل فيه بمحبوبته..ثم تطور به الأمر شيئاً فشيئاً حتى أصبح إلى ما هو عليه الآن .. كان الكاتب في مرحلة طفولته مشاكساً شيطاناً (كما يقول) لا يعرف الهدوء والسكينة مفعماً بالحركة ..لكن سرعان ماتحولت هذه الشقاوة فيما بعد إلى اتزان وهدوء وحكمة فأصبح يفرغ شحناته في الكتابة , حيث استمد أفكاره وحكاياته و شخصياته من واقعه المحيط به , من بيئته المليئة بقصص الحب والحزن والفرح..تلك البيئة التي زرعت فيه شهوة وجمالية الشعر..فأنت تكاد لا تعرف متى وكيف وأين يخط أسطره فهي تتساقط بغزارة وتسقط مثل مطر لا يعرف غير الانهمار..فهو قد كتب في جميع انواع الأدب..فبرأيه لا يستطيع الأديب أن يفصل بينها, ومن بين ما كتبه من الشعر عن العشق وعن المرأة وعن وطنه الحبيب ..عن الحياة..فهو يحب الحياة والجمال..مفعم بالتفاؤل والأمل.يبدع للذين يحبون الحياة ويعشقون الجمال, حتى إنك كلما نظرت إليه , لا تجد إلا الابتسامة رغم الظروف التي نمر بها. في نظره الظروف الصعبة , لا تقتل الإنسان القوي , إنما تجعله عظيماً حتى في احتمال الألم حتى إنك من الصعب أن تسمع منه عمن أساء إليه , يعالج آلامه بنفسه, يحب الصراحة إلى الحد الذي يجعله في أمان .يملك الصبر والتروي في أشد المواقف غضباً..يستطيع أن يسيطر على انفعالاته ( فهو يعرف كيف يكبح جماح ذلك الطفل المشاكس الذي بداخله ) يعرف كيف يزرع الابتسامة في وجوه حزينة , وجوه ربما نسيت أنه يوجد في هذه الحياة شيء جميل هو البسمة .في كل مكان يحط رحاله فيه يعرف كيف يزرع روح الفكاهة,يقلب المكان رأساً على عقب,يعرف كيف يداوي الجروح. يغرس الثقة والأمل, يمسك بيدك ليساعدك للوصول إلى غايتك كما يفعل معي ومع غيري فعندما تجالسه تشعر أنك تخاطب نفسك ..تخاطب شخصاً يشاركك بأفكاره, بعلومه ..حتى تكاد تجد أنه لا توجد حواجز بينك وبينه , يعلمك كيف تواجه العقبات..بل وأن تجعلها دافعاً لتصل إلى غايتك. لا يرضى أن يصم أذنيه عن سماع الحق ولا يصمت عن الخطأ, فلا يخشى شيئاً مادام على صواب, حتى إنه يقول "هكذا أنا..ولن أكون إلا كذلك ..ربما نبتة غريبة في زمن غريب..وردة تطلع لتطلق الصباح..ندهة تقف مثل إشارة التعجب في وجه كل ظلام ..ولن أحني قامتي إلا لأشم عطر الزهرة الأولى في دفتر صباح لا ينام .." لابد وأنك كقارئ لا حظت أن موضوع الحب يشغل حيزاً كبيراً في كتاباته , فالحب لديه هو المحرر الأول للإنسان فلولا الحب لانتفت أسباب الحياة وأنا أوافقه الرأي , فالحب يجعل الإنسان مميزاً وكأنه يملك أغلى ما في الوجود وبدونه يشعر المرء كأنه جماد عديم الإحساس, كما يقول "لا أعرف أنني عشت يوماً من أيام عمري بدون حب..ولا أعرف أنني كتبت قصيدة واحدة بمعزل عن الحب" يعجبني قوله في الأنثى (المحبوبة): "الأنثى التي أحبها قريبة إلى حد الاحتراق بعيدة إلى حد المستحيل , تعتصرني عند كل متفرق .." فعندما يكتب يضع كل مالديه من تركيز ليصب كل مافي ذهنه على الورق, لا يهمه الترتيب..ليحول كلماته فيما بعد لحناً شعرياً ..همساً مرهفاً..لا بكلماته فقط بل بأفعاله فلقد منحني أذناً صاغية لكي أكتب ما أكتب بكل محبة , وبمعنى أوضح ساعدني على شحن قلمي على الكتابة.. في إحدى مقابلاته يعرف نفسه فيقول: " أنا بسيط كالماء صعب كالمستحيل ,طموحي لا يحد, بساطتي لا تحد ..أكتب في كل حين , أحب الناس, أحب الحياة ..في داخلي طفل لا يريد أن يكبر.." أما من وجهة نظري فأريد أن أعرف الشاعر طلعت سقيرق بطريقتي الخاصة والبسيطة ..الشاعر طلعت سقيرق , شاعر وأديب بكل معنى الكلمة , عاشق من الدرجة الأولى , مناضل في طريق العوائق والعقبات , مفعم بالأمل والتفاؤل والعطاء, لا يبخل بكل مالديه من خبرات...طموح, لا يعرف الضعف. مجلة فتح. أيلول 2008 [/align] [/align] |
الساعة الآن 05 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية