منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   كـلمــات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=252)
-   -   ما بين كندا والانتماء (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=6957)

هدى نورالدين الخطيب 27 / 09 / 2008 24 : 08 AM

ما بين كندا والانتماء
 
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');"][cell="filter:;"][align=right]
ما تصنعه الغربة في النفوس تضيق له و به الصفحات! ...
حقاً لا نعرف قدر الحب إلاّ مع الفراق!!
مع أوّل شمس أشرقت عليّ في كندا، مرّ الكثير من السنوات و لا أنسى ذلك الصباح!
كنت أنظر إلى السماء إلى الأرض إلى كلّ ما حولي بهلع!
برد شديد في الروح و القلب منّي يكاد أن ينخلع من هولها....
فطام الروح عن مدينتي التي عشقت و الهوى العربي الذي ما تنفست من قبل غيره!
أحسست بأنّي أختنق من لوعة الهوى و الفراق و الهواء غريب يصعب تنفسه
كلّ شيء بدا كئيبا من شدّة غربته حتّى الطبيعة بدت لي مخيفة رغم جمالها، كالرضيع الذي أخذوه من حجر أمّه و وضعوه في حجر غريب.........
مع الزمن تغيّر الحال أنا الآن أحبّ كندا ..
أحبها بصدق ..
حبّ التعود و الوفاء لبلدٍ احتضنني و عشت بخيره سنين طويلة و حملت جنسيته..
و ما الردّ على الجميل بأقلّ من الوفاء...
أخاف من انفصال مقاطعة كيبيك عنها و أخشى على مقاطعة ألبرتا من المطامع الأميركية بها ....
لكنّ هذا الحب يختلف عن معنى الوطن و الارتباط بالتربة و الإحساس بالانتماء.
لا أحبّ أهلي بقدر ما أحسنوا إلي..
أحبهم في كلّ الأحوال لأنهم أصلي و لأنّي منهم و دماؤهم تجري في عروقي، أحبّ جدّي و أنا لا أعرفه و لا أعرف شكله و لا مشاربه! أحبه لأنّ جذوري تمرّ عبره و لأنّي امتدادٌ له...
لست غربية و لا كنت شرقية و لا حتّى بخصوصية المعنى شرق أوسطية...
أنا الجسر الذي طالما وصل بين هؤلاء و لست منهم
أنا عـربية.. لا أجيد أن أكون إلاَ عـربيـة
عربية الهوى و الأحلام من المحيط إلى الخليج، ما زلت أبكي كالنساء مع محمد (أبو عبد الله) ملكه الذي ضاع في الأندلس
أكثر ما أحبّ بلاد الشام من الاسكندرونة و حتّى جنوبها الحبيب الأسير فلسطين، أنسجم مع تربتي و أفهم حدود وطني من نبض الإرسال بين ذرّات ترابه و بيني بعيداً عن سايكس بيكو و ما قبله و بعده، حتّى حين وقفت على أرض جزيرة قبرص يوماً، لم أفكّر بالتغيير الديمغرافي الذي حلّ بها وتفريغها من سكانها العرب و لا الدول التي تتنازع عليها، أصغيت لنبض التربة فيها و قرابتها من لحمي و شراييني...
و أحبّ المدن إليّ اثنتان، إحداهما حملتها بين ضلوعي وفي نبض قلبي وشراييني دون أن أراها، هي المنى و جنّة أحلامي و الثانية ولدت و نشأت في حضنها، هما معاً جذوري من أبي و أميّ..
حيـفـا السليبة و طرابلـس الحبيبة.
و مع هذا أنا إنسانة أدرك أنّ كلّ إنسان في ذاته مميز، أقدّر قيمة الإنسان و أحترمه كائنا من كان...
حين أقرأ التاريخ أو أشاهد فيلما وثائقيا عن الحروب في أي زمان ومكان أتعاطف تلقائياً مع الضعيف و المظلوم وصاحب الحق، وأحسّ بالرأفة و الرحمة التي وضعها الله في نفوسنا و العطف على الإنسان كإنسان....
ولكن حين أتابع أخبار فلسطين الغالية و أرى قتيلا أو جريحا فلسطينيا، لا يكون شعوري مجرّد تعاطف و رحمة!
الطلقة في صدره أحسّ آلامها تخترق صدري و دماؤه التي تجري أشعر أنها تنزف من عروقي ، و حين أنهار من الحزن على عراقنا الحبيب و أنا أشاهد في وسائل الإعلام عراقيٌا (في مثل ما حصل بسجن أبو غريب) يهان و تنتهك كرامته العربية الإنسانية أحسّ بالإهانة موجهة لشخصي و الصفعة طعمها على وجهي و كرامتي!...
هذا هو نبض الوطن الفطري و معنى الانتماء لست غربية و لا شرقية
لا أجيد أن أكون إلاَ عـربيـة
[/align][/cell][/table1][/align]

عبداللطيف أحمد فؤاد 12 / 10 / 2008 24 : 11 PM

رد: ما بين كندا والانتماء
 
مقتبس
كنت أنظر إلى السماء إلى الأرض إلى كلّ ما حولي بهلع!
برد شديد في الروح و القلب منّي يكاد أن ينخلع من هولها....

فطام الروح عن مدينتي التي عشقت و الهوى العربي الذي ما تنفست من قبل غيره!
أحسست بأنّي أختنق من لوعة الهوى و الفراق و الهواء غريب يصعب تنفسه
كلّ شيء بدا كئيبا من شدّة غربته حتّى الطبيعة بدت لي مخيفة رغم جمالها، كالرضيع الذي أخذوه من حجر أمّه و وضعوه في حجر غريب.........
مع الزمن تغيّر الحال أنا الآن أحبّ كندا ..
أحبها بصدق ..
حبّ التعود و الوفاء لبلدٍ احتضنني و عشت بخيره سنين طويلة و حملت جنسيته..
و ما الردّ على الجميل بأقلّ من الوفاء...
أخاف من انفصال مقاطعة كيبيك عنها و أخشى على مقاطعة ألبرتا من المطامع الأميركية بها ....
أختى هدى الخطيب اذا كنتى تحبى كندا قيراطا فتراب وأهل كندا يحبونك 24 فدانا فالعرب هم جواهر البشر حيثما كانوا وأنا أعرف معنى الغربة وخاصة اذا غبت عن قريتى يوما واحدا اشكو الغربة ولوعة فراق الوطن فما بال الذين يعيشون فى بلاد لاتنطق العربية

ثانيا كما تفتكرين وتحبين وطنك الأم ولغتك فنحن وزروعنا وطيورنا وبذورنا وأطفالنا لا تنسى ابناءها الناجبين المخلصين وكل عام ونحن ملتقون على كفاح ولقاء
أخيك عبداللطيف

نصيرة تختوخ 02 / 07 / 2012 11 : 01 AM

رد: ما بين كندا والانتماء
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]هو التعود والاندماج مع البلد الذي هاجرت إليه واحتضنك ومنحك حقوق المواطنة ومنحته التزامك بها و امتداد إنسانيتك كما ذكرت.
لا يلغي حب كندا حب فلسطين أو لبنان أو حب العروبة في القلب و الروح دوما متسع بتفاوت لأنواع شتى من المحبة.
تحياتي لك أستاذة هدى ودام لك حسك العربي والإنساني.[/align]
[/cell][/table1][/align]

علاء زايد فارس 02 / 07 / 2012 48 : 11 AM

رد: ما بين كندا والانتماء
 
[align=justify]
ذات يوم كنا نشاهد فيلما وثائقيا عن الصين، وفيلما وثائقيا عن الفراعنة، فكانت أمي تبكي بتأثر وتعبر عن حزنها حول الظلم الذي ألحقه الإمبراطور برعيته، وعبرت عن حزنها أيضاً على ما فعله الفرعون برعيته...
إنه الشعور الإنساني الذي ينم عن القلب الحي، قلب ينبض بالمحبة والطيبة وقيم النبل والعطاء، هذا الشعور الذي عبرت عنه هنا بكل شفافية وصدق، ينم عن انحياز فطري للحق، وانحياز فطري لنصرة المظلوم...فهنيئاً لك أستاذة هدى بهذا القلب الجميل...

لقد عبرت هنا عن أصناف شتى من المحبة، ترتبط بأماكن شتى، ولكل نوع من المحبة نكهتها الخاصة، وأسبابها الوجيهة، وبالطبع وهذا واضح لمن قرأ كلماتك، لفلسطين منها نصيب الأسد!

سعدت جدا بالمرور من هنا
احترامي وتقديري لك
[/align]

فاطمة البشر 02 / 07 / 2012 42 : 08 PM

رد: ما بين كندا والانتماء
 

" لا أجيد إلا أن أكون عربية "

و من يستطيع ألا يكون كذلك !
عروبتنا هي التي تملك وجداننا وأرواحنا ، ومهما حدث لا يمكن التخلي عنها ..
مهما أحببنا من أوطان و بلدان ، تبقى العروبة تسري في الجسد مجرى الدم في العروق...
كم هي جميلة و رقيقة كلماتك "أ. هدى الخطيب "
دمتِ بحب وسعادة وصفاء
ودي ووردي



خيري حمدان 04 / 07 / 2012 10 : 02 PM

رد: ما بين كندا والانتماء
 
الأديبة العزيزة هدى الخطيب - سيّدة المنتدى التي لا تحسن سوى أن تكون عربية
تمكنتُ من حبس دمعة ساخنة حين قرأت نصّك، نحن معشر الرجال أغبياء، لا نحسن إطلاق هذه الدموع لغسل نفوسنا. دمعتي هذه جاءت لأنّني أفهمك وأعرف وأدرك معنى أن نعشق الغربة ولكن ليس الاغتراب. هذه العوالم التي أحسنت إلينا وشذّبت مشاعرنا. العواصم المتناثرة والدول التي امتهنت سرقة الأعمار، لكنّها لا ريب منحتنا سيرة ذاتية.
يطول الحديث، سيدتي ولو كان عدد ساعات الليل والنهار مئة ساعة، لما تمكنّا من كتابة كلّ هذا البوح :nic92:المعتمل في أرواحنا. شكرًا لأنّك كنت وما تزالين لسان حالنا.

امال حسين 05 / 07 / 2012 10 : 02 AM

رد: ما بين كندا والانتماء
 
الأستاذة القديرة هدى

قرأت موضوعك وإنفعلت به جداً ...فالمواطنة التى إكتسبتيها فى بلاد الغربة والتى أعطتك الحق مثل أبناء البلد هى التى جعلت منك إبنة لهذا المكان ...على غير ماهو معهود من الإغتراب بعيداً عن الوطن وعدم الإنتماء لغير وطننا الأم الذى ولدنا فيه ...ويضم بين جنباته كل الأهل والأصدقاء والذكريات الجميلة والسيئة أحياناً ...والتى تحفر داخل نفوسنا مجرياتها وتوشم دماءنا باسم الوطن ...قد أكون متحيزة لأن كل ما جربته هو عام واحد بعيداً عن الأهل فى مدينة داخل مصر ...لن أستطع أن أصف لك عدم تكيفى وكثرة بكائى وشعورى بالمهانة النفسية وأحياناً كثيرة الخوف الذى كان يستنزف عينى دموع الغربة حتى عدت بعلامات تنخر كالوشم الغائر على نفسى ...أرى أنك أكثر تكيفا ً مع المكان وأكثر عرفاناً لكندا لما منحتك من إمتيازات فتمخض ولاء وإنتماء للمكان الذى يعج بالمواطنة والأصدقاء والحياة المميزة .....مررت هنا وكلى احترام وتقدير لك

عبد الحافظ بخيت متولى 05 / 07 / 2012 12 : 02 PM

رد: ما بين كندا والانتماء
 
حين يختلط الأدب بالسياسة نشعر أننا أمام مركب ثالث هو مزيج من عنفوان السياسة وليونة الأدب فياتى النص - اى نص- مدهشا من استرسال الروح العفيه وسط حدائق المفردات النقية
والمكان بشكل عام هو المشكل الروحى فى صناعة الشخصية وربما يكون مكان المهد اكثر تاثيرا لانه الذى يعيش داخل القاع الانسانى والفعال الاول فى التشكيل الثابت وسيظل يلقى بظلاله على الشخصية مهما تنقلت وتباعدت بها المسافات واستقرت بها الامكنة لان المكان ليس مجرد وعاء جغرافى يحمل تضاريس معينة بل هو مكان انسانى يتفاعل مع الذات ويلعب دورا كبيرا فى تشكيل الرؤى وانماط التفكير وصناعة الاحلام ومشارب الشعور المختلفة وحتى جغرافيا المكان نفسها تلعب دورا هاما فى تشكيل الشخصية ومكوناتها ولنضرب لذلك مثلا
فى صعيد مصر المناخ لا يعرف منطقة وسطى فهو اما حار جاد واما بارد جدا ولذلك فهو مناخ متطرف هذا المناخ لعب دورا هاما فى تشكيل الشخصية الصعيدية فالصعيدى اما غاضب حد القتل واما عاطفى حد البكاء
وهذه هى عبقرية المكان سيدتى ولذلك فحبك لكندا حب الاحتواء المكانى الذى لعل دورا فى رسم ملامح الشخصية لفتاة تمتد جذورها الى اصل عربى عريق هذه العراقة جعلت فى شخصيتك استعداد فطرى لتقبل جماليلت المكان وعدم الانقصام ونعاطى معطياته الثقافية والاجتماعية بروح ثابته وهذا هو سر التماهى مع المكان المغاير لان الثبات فى الانتماء يجعلنا نقبل الامكنة على انها فروض كفاية مريحة ومتفاعلة
ادهشنى جدا هذا للنص حين يسكب ذاكرة الوعى المكانى والانتمائى على بياض الحرف فيخرج مغردا بالروح النقية


الساعة الآن 45 : 12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية