منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قال الراوي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=165)
-   -   دقائق الانتظار قصة قصيرة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=7304)

احمد سيد 11 / 10 / 2008 23 : 02 PM

دقائق الانتظار قصة قصيرة
 
دقائق الانتظار
-------------
دخلت بدوري من باب الشركة ,اعبر من خلال جهاز كشف المعادن ,ها هو بنظرته الثابتة حارس الأمن. القي عليه تحية الصباح ثم اتجه إلي ممر ضيق يقودني بطريقة إلي ساحة المصاعد وقفت منتظر المصعد بجانبي حشد كبير من الناس , أتلفت يميني ويساري , أري الكثير ممن اعرفهم جيدا , وممن اعرفهم معرفة سطحية , وممن لا أعرفهم البتة , التفت براسي لهذه و لهذا , وابتسم ابتسامة صغيرة علي سبيل تحية الصباح بدون رغبة حقيقة في الكلام , ولكننا كنا نتمتم ببعض الكلمات الغير مسموعة , وأنصحك بالا تحاول الإنصات إلي هذه الكلمات , لأنك إذا كنت تفهم لغات العالم , لن تستطيع فك رموز هذه اللغة التي يتمتم بها الجميع ,ولكن حتى لا يفترض أي منا العجرفة في الأخر, كنا نتمتم بها , علي سبيل المجاملة
بدأت الساحة في الزحام , أربعة مصاعد في هذا المبني, يأبي أي منهما بالنزول إلي الدور الأرضي, وقفت في الطابور انظر إلي اللوحة الرقمية اعلي كل مصعد , (الدور السادس , الخامس , الرابع ), ويقف في الدور الأول متحديا رغبة جميع المنتظرين في الدور الأرضي , يقف فترة طويلة بالدور الأول , يقوم البعض بالضغط علي زر المصعد ولن يكتفي واحد فقط بل يقوم أكثر من اثنين علي الأقل بهذا الفعل علي العلم بان هناك عامل داخل الاسانسير يتحكم في هذا السجن الصغير . و يقوم بعض الواقفين بالجز علي أسنانهم يحجزون وحش داخلهم ,سينقض مباشرة علي عامل الاسانسير, ولكن لحظة السعادة الحقيقة , والتي تقوم بدورها بإعادة الوحش إلي مخبأه مرة أخري, عندما تري رقم
( صفر ) أو تستمع إلي صفارة المصعد , لقد ظهر هذا الرقم ,
فيفتح الباب في بطء يغيظ
حتى يظهر لك وجه العامل وهو يبتسم لك ابتسامة غريبة . لا داعي لتوضيح معني تلك الابتسامة التي لا تفهم منها شيا ,, (علي العموم مش ناقصة فلسفة علي الصبح) , وبصوت غير مسموع (أتفضلوا يا جماعة ) صعد سبع مننا الاسانسير , وأشار العامل بيده إلي الواقفين
( المرة ألجية المرة ألجية)
كنت من المحظوظين الذين استطاعوا الدخول إلي المصعد
وبدأنا في النطق بأرقام الأدوار , أي الإدارات والمكاتب التي نعمل بها
حتى بدأت في الكلام لا اذكر اسمها.
سألت عامل الاسانسير لماذا لا تأخذ معنا باقي الزملاء ؟ , فنحن سبع , ومكتوب داخل الاسانسير يحتمل عشرة مننا , كان رده عليها يا مدام ..... هذا الاسانسير صنع في اليابان , يعني كان عاملين حسبهم علي عشرة أفراد من الحجم الياباني .... مش الإحجام بتاعتنا ....ابتسم بعض الواقفين .. وصمت البعض الأخر ,,.
تسأل عني كنت
ذهبت إلي هذا الماضي عندما كنت استطيع الصعود علي قدمي , لماذا لا أفعل ألان؟ هل الشيبة ؟ أم أنني افتقدت حيوية الشباب ؟ . أم أنني أتقمص دور آخر لحياتي ؟ وقبل أن أجد الإجابة , وصلت إلي الدور الخاص بي .. يفتح باب الاسانسير لأجد زميلي أمامي ... لم انتبه إليه ,
في الحقيقة كنت مشغولا بالمهمة التي نويت علي تنفيذها , وذهبت مباشرة إلي الدرج لأهبط إلي الدور الأرضي مرة أخري ,,,
أعلم ألان بما يدور في ذهن زميلي ,,,بل أري دهشة عينيه ,واسمع كلماته !!
من هذا المجنون الذي يخرج من الاسانسير ويتجه مباشرة إلي الدرج ؟
ولكنني أوكلت إلي نفسي تلك المهمة وهي النزول والصعود مرة أخري علي الدرج ...
******************************************

بقلم : أحمد سيد محمد


الساعة الآن 52 : 11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية