منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر المعاصر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=295)
-   -   محمد الماغوط لبدر شاكر السياب:يازميل الحرمان والتسكع .. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=7391)

نصيرة تختوخ 17 / 10 / 2008 07 : 02 PM

محمد الماغوط لبدر شاكر السياب:يازميل الحرمان والتسكع ..
 
يازميل الحرمان والتسكع

حزني طويلٌ كشجر الحور‏
لأنني لست ممدداً الى جوارك‏
ولكنني قد أحلُّ ضيفاً عليك‏
في أية لحظه‏
موشحاً بكفني الأبيض كالنساء‏
المغربيات‏
لاتضعْ سراجاً على قبرك‏
سأهتدي إليه‏
كما يهتدي السكِّير الى زجاجته‏
والرضيعُ الى ثديه‏
«فعندما ترفعُ قبضتك في الليل‏
وتقرعُ هذا الباب أو ذاك‏
وأنت تحملُ دفتراً عتيقاً‏
نزعَ غلافهُ كجناح الطائر‏
وأنت تسترجعُ في ذاكرتك المتعبه‏
هذه الجملةَ أو تلك‏
لتقصها على أحبابك حول‏
المصطلى‏
ثم يسمعُ صوتاً يصرخ من أعماق‏
الليل :‏
لاأحدَ في البيت‏
لاأحد في الطريق‏
لا أحدَ في العالم‏
ثم تلوي عنقك وتمضي‏
بين وحولٍ آسنه‏
وأبواب أغلقت بقوة حتى تساقطَ الكلس عن جدرانها‏
وأنت واثقٌ أن المستقبل‏
يغص بآلاف الليالي الموحشه‏
والأصوات التي تصرخ‏
لاأحدَ في البيت‏
لا أحد في الطريق‏
لاأحد في العالم‏
هل تضعُ ملاءةً سوداء‏
على شاراتِ المرور وتناديها ياأمي‏
هل ترسم على عُلبِ التبغِ الفارغه‏
أشجاراً وأنهاراً وأطفالاً سعداء‏
وتناديها ياوطني‏
ولكنْ أيَّ وطنٍ هذا الذي‏
يجرفه الكناسون مع القمامات في آخر الليل؟‏
تشبثْ بموتك أيها المغفل‏
دافعْ عنه بالحجارةِ والأسنان‏
والمخالب‏
فما الذي تريد أن تراه؟‏
كتبك تباع على الأرصفه‏
وعكازكَ أصبح بيد الوطن‏
أيها التعسُ في حياته وفي موته‏
قبركَ البطيءُ كالسلحفاة‏
لن يبلغَ الجنّة أبداً‏
الجنةُ للعدَّائين وراكبي الدراجات.‏
http://www.khayma.com/salehzayadneh/...yab/sayab2.jpghttp://www.awu-dam.org/dalil/19mem/images/1049.jpg

ميساء البشيتي 17 / 10 / 2008 41 : 03 PM

رد: محمد الماغوط لبدر شاكر السياب:يازميل الحرمان والتسكع ..
 
لاأحدَ في البيت‏
لا أحد في الطريق‏

لاأحد في العالم‏
هل تضعُ ملاءةً سوداء‏
على شاراتِ المرور وتناديها ياأمي‏
هل ترسم على عُلبِ التبغِ الفارغه‏
أشجاراً وأنهاراً وأطفالاً سعداء‏
وتناديها ياوطني‏
ولكنْ أيَّ وطنٍ هذا الذي‏
يجرفه الكناسون مع القمامات في آخر الليل؟‏
تشبثْ بموتك أيها المغفل‏
دافعْ عنه بالحجارةِ والأسنان‏
والمخالب‏

غاليتي نصيرة

هل وجدت كلاما ً أجمل من هذا ومعاني أعمق منه

الوطن يجرفه الكناسون مع القمامة

لم نكن نعلم اننا نمضي نحو مستقبل بهذه الدلالات

وآسفي

فعلا ليتمسك بموته لأني أصبحت أرى الموت نعمة في هذا الزمان

رائعة يا نصيرة واختيار موفق للغاية

دمت غاليتي ودامت حركتك الدائمة لإسعادنا

نصيرة تختوخ 17 / 10 / 2008 10 : 05 PM

رد: محمد الماغوط لبدر شاكر السياب:يازميل الحرمان والتسكع ..
 
بعيدا عن التشاؤم ,فإني وجدت في توجه الماغوط للسياب بعد وفاته بهذا الكلام انفرادا و تعبيرا متميزا للغاية
وهو الذي قال :
كان السياب صديقي الحميم، وهو يشبهني في جانب من مسيرته، لأنه كان بسيطاً وصادقاً مثلي، كان يبيع الصدق ولا يشتري إلا الأكاذيب، لم أنس كيف كنا نتسكع في بيروت، وكان أشبه بحطام بشري يغني بحزن نادر، وقد رثيته بقصيدة:
(أيها التعس في حياته وفي موته
قبرك البطيء كالسلحفاة

وأعتقد أن أكبر خطأ ارتكبته هو أنني تقدمت في العمر، ولم أمت باكراً، كما فعل السياب.


رحمهما الله و يارب تأتي أيام أكثر إشراقة على وطننا العربي الغارق في المشاكل و التبعية..
تحياتي لك أخت ميساء,


الساعة الآن 37 : 05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية