منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   لن أكون رئيسا يوما ما (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=7644)

خيري حمدان 06 / 11 / 2008 02 : 02 AM

لن أكون رئيسا يوما ما
 
[frame="1 98"]

لا توجد أي عوامل تجعلني أحلم في احتلال مركز الرئاسة في أي بلد عربي إطلاقاً.
ولكن، دعوني قبل ذلك أستعيد جزءاً من واقعي الشرقي، أو على الأرجح، كينونتي الإنسانية كلاجئ فلسطيني، ما يزال يتخبط بين عواصم الدنيا، ويحلم بالعودة يوما ما، إلى القرية الصغيرة الواقعة في أتون الاحتلال.
ولنفترض جدلاً بأنني تخطيت هذه الحواجز الصغيرة، وحققتُ أحلامَ العصافير الجذلة، وشربت من البئر القديمة الواقعة أمام منزل بيتنا الواقع فيما يسمى (فلسطين أو الأراضي المحتلة أو إسرائيل أو أراضي السلطة الفلسطينية؟)، سمّها كما شئت.
لن أكون رئيساً يوما ما، لكني سأختزل هذا المنصب في إمبراطوريتي، حيث تسود القوافي وأنظمة أرسطو والمدينة الفاضلة، وحوار الأعين الناعسة والقهوة الشقراء أصنعها بنفسي على نار هادئة، وأمارس طقوسي ليلاً، وحيدا أشعل الشمع، وأكتب رسائل أبعثها مع الطيور المهاجرة نحو الجنوب.
لو كنت مواطنا سوريا لما حلمت بامتلاك قصر الرئاسة، فهو مشغول إلى زمن غير محدود، وكذلك الأمر في مصر العربية والأردن والسعودية وليبيا ومعظم الدول العربية. وفي فلسطين أخشى الرموز الوطنية التي لا تتزحزح قيد أنملة عن مراكزها، أخشى ثورة دحلان وشتائمه، ولسان ياسر عبد ربه الذي لا يحتمل نقداً، وجيش الدبلوماسيين الذين لا يتأخرون ثانية عن المتاجرة بمناصبهم المجانية. أخشى هويتي، أخشى انتمائي، والشرق الأوسط خارطة دموية، نخلف عن ركب الحضارة، امتد منذ العصر العباسي إلى يومنا هذا.
لو كان والدي أخطأ وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لو كانت الظروف مهيأة للانتماء إلى حزب ذو ثقل عالمي، لو كانت ظروفي المعيشية تكفي للانعتاق من لعنة الواقع! عندها فقط، كنت سأفكر بالترشح لأصبح الرجل الأول في أمريكا. كنت سأملك القدرة على صنع القرار، والتخفيف من آلام البشرية.
القارة الإفريقية تدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وتحتفل كينيا بحفيدها أوباما، الذي سيقود قارب أمريكا العملاق، وسيترك بصماته في التاريخ المعاصر. هكذا يتحول المواطن من فرد يحمل رقما وطنيا ويدفع الضرائب بانتظام، إلى مشروع قيادي، حيث تنفجر الشخصية لتعبر عن مواهب وحضور قوي، قد يغير مجرى التاريخ.
[/frame]

سلوى حماد 06 / 11 / 2008 24 : 02 PM

رد: لن أكون رئيسا يوما ما
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان (المشاركة 25181)
[frame="1 98"]


. هكذا يتحول المواطن من فرد يحمل رقما وطنيا ويدفع الضرائب بانتظام، إلى مشروع قيادي، حيث تنفجر الشخصية لتعبر عن مواهب وحضور قوي، قد يغير مجرى التاريخ.



[/frame]

يتهمون المواطن العربي بالسلبية والهروب من المشاركة في صنع اي قرار مصيري ، والحقيقة ان المواطن العربي ليس سلبياً بالفطرة ،
التركيبة السياسية في الدول العربية هي تركيبة عجيبة غريبة ، اذ انه برغم الحداثة والتطور الذي وضع بصماته في كل مكان بقيت اماكن محظورة لا يجوز لأي انسان ان يقترب منها ، وكما اوضحت السلطة ، هذه منطقة غاية في الخطورة تذكرني بمولدات الكهرباء عندما كانوا يضعون عليها لوحة تحذيرية ( جمجمة وعظمتين) ويكتبون عليها خطر من يمسه يموت، هذه هي السلطة ومن يفكر في الوصول اليها....
ولذلك تجد المواطن العربي مهما وصلت درجة تعليمه وثقافته لا يحاول ان يشارك في صنع القرار لعلمه مسبقاً بأن هناك من له الكلمة العليا حتى لو كانت خاطئة.

الوضع في الغرب مختلف، هناك مقومات معينة من يمتلكها ستكون فرصته للوصول للسلطة كبيرة ولذلك يجتهد المواطن ويقدم كل ما لديه حتى يكون احد صانعي القرار، وعندما يصل للسلطة لا يتراخى ولا يتراجع عن مشروعه لأنه على علم بأن من انتخبه يراقبه ويسجل عليه النقاط.

لك حق في ان لا تتمنى ان تكون رئيساً في يوم ما، لأن لعنة الكرسي ستطاردك فتصاب بفيروس عشق الكراسي الذي ليس منه شفاء .

اخي خيري ، خاطرة تستحق التقدير

دمت بود،

سلوى حماد

خيري حمدان 08 / 11 / 2008 39 : 03 PM

رد: لن أكون رئيسا يوما ما
 
[frame="1 98"]

العزيزة سلوى حمادالديمقراطية نهج نتمنى الوصول غلى تفاصيله، في عالم عربي يعاني من شمولية قاتلة.
أشكرك على هذه المداخلة القيمة، ومعا نحو مجتمع مدني، قادر على مواجهة تحديات التاريخ المعاصر.
محبتي
[/frame]


الساعة الآن 29 : 11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية