![]() |
حماس .. الحركة الربانية ..
[align=justify]
حماس .. الحركة الربانية !! لم تكن منظمة التحرير الوطني الفلسطينية عند إقرارها من طرف الجامعة العربية في قمتها المنعقدة بالقاهرة سنة 1964 ، كيانا يؤمن بالثورة والنضال المسلح و بالتالي لا يمكن الاعتماد عليها في معركة التحرير . في هاته الظروف سطع نجم حركة فتح التي برزت كحركة منظمة استوعبت تطلعات من ضاق ذرعا بحالة التخاذل و الإحباط من الفلسطينيين و لم يرضى بالهزيمة فوجدوها حاضنة للمشروع الفلسطيني و حاميته . و لما كانت الأقوى و الأكثر عددا من باقي الفصائل و المنظمات التي كانت تتواجد على الساحة آنذاك فقد كانت لها الهيمنة على المنظمة ثم السلطة بعد تأسيسها. بمرور الزمن وبانغماسها في المعترك السياسي تضخم حجم تيار " واقعي " داخلها و بدعم خارجي خاصة من أمريكا استطاع هذا التيار أن يحتكر القرار الفلسطيني و يتخلى عن بعض الثوابت الفلسطينية بل و يفتح ثغرات للتطبيع مع العدو الإسرائيلي . على المستوى الداخلي مارس هذا التيار سياسة استغلالية لفائدة أتباعه و منتسبي الحركة لتقويتهم ماديا و سلطويا على باقي منتسبي الفصائل الأخرى حتى تبقى للحركة الهيمنة على كل مفاصل الكيان الفلسطيني و بذلك أصبحت السلطة أنموذج من دولة الحزب الواحد بكل ما يعتري هذا النظام من أمراض و لم تقدم للشعب الفلسطيني أية مكتسبات ذات قيمة نظير تضحياته الجسيمة . عادت حالة الاحتقان و الإحباط لتسود المجتمع الفلسطيني و السخط على السلطة التي نخرها الفساد ، في هاته الظروف تقدمت حركة حماس لإنقاذ المجتمع الفلسطيني و قضيته من الضياع و لم تجد بدا من المواجهة السياسية و إن كانت تعتبر ذلك رجس من عمل الشيطان !! فتقدمت لانتخابات التشريعي لسنة 2005 و فازت بأغلبية المقاعد عن جدارة و استحقاق لتاريخها النضالي المشرف و يدها النظيفة. لكن المناورة و الخدعة السياسية لم تمهلها وقتا للاحتفال بنصرها العظيم خاصة و أنها برزت كحركة سياسية ذات خلفية دينية في وقت بلغ فيه صعار أمريكا سيدة العالم ضد الحركات الإسلامية ذروته ولم تكن لتسمح لحركة إسلامية أن تتوج على رأس أية سلطة بمنطقة الشرق الأوسط خاصة بعدما سيطر على إدارتها المحافظون الجدد الذين جعلوا صوب أعينهم هدفين أساسيين لا حياد عنهما مهما كلف الأمر و بخلفية دينية أيضا: الأول السيطرة المطلقة على العالم. والثاني تمكين الدولة العبرية من تحقيق حلمها في إنشاء دولتها " اليهودية النظيفة " على ارض فلسطين التاريخية. في خضم هذا الجو المشحون و المخاض السياسي العسير قررت حركة حماس الصمود في وجه كل التحديات ولم يكن لها من ذخيرة سوى التأييد الشعبي مع فقر في الحنكة السياسية لقادتها و افتقاد لمرجعيتها الدينية الحكيمة الراشدة التي كانت تتمثل في زعيمها الروحي الشيخ احمد ياسين و الذي بتوجيهاته لم تنخرط يوما في أي صراع داخلي و لم تلوث يدها بدم أبناء جلدتها. ولكي تصمد في وجه هاته التحديات أخذت تستدعي من رصيدها الأخلاقي و الديني الذي قامرت به على طاولة السياسة فاستفحل أمرها عندما أغدقت على نفسها صبغة القداسة " الحركة الربانية " لتسمح لكل الانتهازيين و فقهاء الظلام و أهل الخرافة و الدجل أن ينشطوا و يتكاثروا تحت عباءتها و يخرجوا للناس مبشرين بأنهم الفرقة الوحيدة الناجية من النار بالحديد والنار!! خرجوا للناس لينشروا العدالة، عدالة تحت أقنعة سوداء مجهولة الملامح و لا عدوان إلا على المظلومين !! تضخم الحس بالكيان السياسي أو الحركي في نفس ضعاف الإيمان من أنصار الحركة حتى غلب على حسهم الديني فصارت الحركة عندهم هي الحق و غيرها باطل . فاخذوا يصفون صراعهم السياسي مع فتح و باقي حركات منظمة التحرير بأنه صراع بين الحق و الباطل ! و سمحوا بنشر بعض الأضاليل و الخزعبلات في مواقعهم الإعلامية الخاصة منها ما نشره موقعها " فلسطين للحوار " لأحد المجهولين الجاهليين الذي قام بدجل اسماه دراسة يبن فيها أن حماس الحركة الربانية قد ذكرت بالقرآن الكريم ضمن سورة النور. {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(35)} هاته الآية الكريمة التي فسرها أهل العلم بالدين تفسيرا آخر لا علاقة لحركة حماس به بل أن تفسيرها واضح ضمن سياقها الذي جاء ليؤكد أن الله سبحانه هو نور السماوات و الأرض لكن عقل الجاهل الضعيف أبو البراء خول له أن يفسرها بما يرضي غروره و جهله فيرفع الحركة إلى درجة الربوبية في نوع من الشرك العلني و يتقبلها منه قادة الحركة كعربون محبة و ولاء يعززون به موقعهم كحركة جمعت بين الحسنيين السياسة و الدين حتى و إن أدى هذا الزواج العجيب لميلاد مخلوق بائس لا يفلح في السياسة و لا يخلص في العبادة. و بذلك سارت على نهج المحافظين الجدد سدنة البيت الأبيض الذي يدعي كاهنهم الأعظم بوش انه مبعوث العناية الالهية و منقذ البشرية و ناشر الديمقراطية ديمقراطية الخراب و التنكيل !!! ديمقراطية أبو غريب و غوانتانامو ففتحت الحركة الربانية ملاحق لهما في غزة . إما وقد وصل الأمر لهذا المستوى الخطير من استغلال للدين و استهزاء بآياته و تعاليمه فقد وجب على كل علماء المسلمين أن يقفوا لهذا الدجل بالمرصاد و يأخذوا بيد الحركة العتيدة لينقذوها من شرور نفسها و سيئات إعمالها خاصة وقد أصبحت يتيمة للأب الروحي ذو الحكمة و العقلية الراشدة الشيخ الشهيد أحمد ياسين. كما انه يستوجب على المثقف و المفكر العربي صاحب العقيدة الإسلامية أن لا يتردد في خوض غمار هاته المعركة المقدسة و يصحح بعض المفاهيم المغلوطة التي ربطها بعض الجهلة بالدين فديننا الإسلامي هو دين عقل و منطق و علم و بإمكان هذا المثقف أو المفكر أن يدحض مزاعم الجهلة و الانتهازيين و تجار العقيدة في أي مجال ينشط أو يبدع فيه من فلسفة أو علم يتعلق بالسماء أو الأرض و في الإنسان و لا يقف موقف المتفرج أو الناقد أو على الأصح المتهكم و الساخر كما نرى البعض يفعل و لا يفلح سوى في ابتداع التسميات و الأوصاف ليقذف بها هاته الحركات كالظلاميين أو الرجعيين و غيرها من الأوصاف في حين أن جل دعاة التقدمية و الحداثة لهم أيضا النصيب الأوفر من هاته التسميات لكونهم يلتقون مع هاته الحركات في اجترار الماضي و تجارب الغير و أنماط حياتهم و نظمهم التي كانت نتيجة تجارب خاصة بهم في مراحل معينة من تاريخهم ولا ينظرون بواقعية لظروف حياة شعوبهم وخصوصياتها و موروثاتها الثقافية و الدينية و رصيدها الخاص من التجارب ليستفيدوا من كل ذلك و يبدعوا لها أنظمة خاصة بها تنقذها من هاته الاضطراب السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الفكرية و العقلية أيضا التي تتخبط فيها. نزهة المكي [/align] |
رد: حماس .. الحركة الربانية ..
القلم نزهة مكي
تحية ارجو ان لا نحكم على اي من الحركات الوطنية و الجهادية في الداخل الفلسطيني لا سيما اننا خارج الاطار الزمني والمكاني والواقعي وبعيدين عن كل المرارة والموت البطيء وكل انواع الاجرام العربي والغربي في الداخل والخارج على هذا الشعب المسكين والمذبوح عربيا قبل ان يكون عالميا. فنحن لا نملك ان نقيم هذه الحركات الوطنية والاسلامية في الداخل الفلسطيني فهم فوق مستوانا كثيرا ولا نملك ان نقول الا اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت عبادك في فلسطين على دينك واقصاهم. ودمت بخير |
رد: حماس .. الحركة الربانية ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم عمران الشيخ اشكر لك جزيل الشكر هاته المداخلة و اعتقد انه آن الاوان أن نقيم العمل الاسلامي خاصة منه الحركات الجهادية بفلسطين او غيرها . لا أحد ينكر إخلاص حماس في المقاومة و العمل الاسلامي لكن هي كحركة سياسية غير منزهة عن الخطأ و من حقنا و واجبنا الشرعي ان نقومها . إن أخطر ما فعلته حماس هو مبالغتها في تقديس كيانها التنظيمي الذي أتى على الحس الديني للاسف عند اغلب منتسبيها فصار همهم الوحيد هو فرض انفسهم على الساحة و لو بالحديد و النار و اتبعت في ذلك سبيل فتح . ولم يتردد بعض المتحمسين منها في خوض غمار الخزعبلات و الاضاليل كي يثبتوا موقفها في الساحة . و هذا خطأ و خطر جسيم من واجبنا الشرعي ان نتصدى له . شكرا اخي مرة اخرى |
رد: حماس .. الحركة الربانية ..
الاخت نزهة مكي
تحية وبعد ان نقيم واقع حال حركات وطنية مثل فتح او حركات جهادية مثل حماس يعني اننا نلم بكل ما مرت به هاتان الحركاتان المقاومتان تماما ونعيش ظروفهم ومآسيهم وضغوطاتهم وبالتالي نستطيع ان نسمح لأنفسنا بالتدخل والتقييم وما الى ذلك. وبالضرورة ظني ان تدخلنا في هذا الشان يمكن ان يزيد الطين واهوة بلة واتساعا. لندعو الله لهم ان يتفقو وان يعودو الى ما كانو اليه اصلا ففتح من رحم جماعة الاخوان المسلمين وحماس من قلب الاخوان المسلمين والاخوان لا بد لهم يوما من الاتفاق. وكل الشكر لكم على هذه المداخلة الكريمة الطيبة. دمت بخير ومودة |
رد: حماس .. الحركة الربانية ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل عمران إن موضوع فتح و حماس و كل الفصائل الفلسطينية هو همنا الوحيد لانها تشكل الشعب الفلسطيني و من وراءه كل الشعوب العربية و الاسلامية الصمت و الانطواء لن يفيدنا في شيء و لابد لكل من له راي او معلومة عن الموضوع او وجهة نظر ان يطرحها على الساحة ، هذا سيزيدنا فهما للقضية و يحفز الكل على المشاركة و الاهتمام بامر هاته الامة و هذا هو السبيل الاوحد للتغيير و الخروج من هذا المازق . نعم اننا نصلي و نتضرع الى خالق الكون أن ينعم علينا بواسع رحمته و ينتشلنا من هذا المستنقع المخزي لكن لا تنسى ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن و السلطان يمكن ان يكون بالكلمة او القانون و غير ذلك من وسائل الضغط . و نحن الان و امام هاته المعضلة ملزمون ان نقوم بواجبنا الاخلاقي و الديني و نعلي الصوت و نناصر اخوتنا ظالمين او مظلومين و إن كانوا ظالمين لانفسهم علينا ان نردهم عن ظلمهم . و الاهم في المسالة أن نضع الكل اي كل التيارات في ميزان الشرع و العقيدة بلا مجاملة او تحيز و عندما نرى ان اي تيار خاصة الاسلامي قد حاد عن جادة الشريعة لابد ان نقف له و نرده عن الخطأ كي نمحو تلك الفكرة الشائعة التي تضع الحركات الاسلامية و شخوصها و قادتها شاهد زور على الاسلام . ان كل هاته الحركات برموزها هي وجهات نظر في تفسير الدين و ممارسته و ليست هي الدين او العقيدة . هذه المسالة هامة جدا يجب توضيحها . شكرا اخي مرة اخرى |
الساعة الآن 35 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية