![]() |
الشاعر طلعت سقيرق في حوار/ حوار سمية السويسي
[rainbow] [align=right]يقول أفلاطون لكي تصبح شاعرا يجب أن يمتلئ قلبك بالحب .. ما مدى صحة هذا الكلام بالنسبة إليك ؟؟..
بالتأكيد يا سمية .. ولنا هنا أن ننظر إلى عمق المعنى المرتبط بما هو شاعري.. أن يكره الإنسان ، وأن يمتلئ قلبه بالحسد والضغينة والكره ، فلن يكون – هذا إن سميناه شاعرا – إلا شاعر هجاء وتحطيم لكل ما هو جميل في الحياة !!.. أما الشاعر الحقيقي ، الشاعر الذي ينبع شعره من أعماقه ناقلا صوته الداخلي الدافئ ، فهو الشاعر المسكون بالحب حتى الارتواء .. لا أدري لماذا على الإنسان أن يكره ؟؟!!.. الكره يسبب مرضا لي وليس للآخرين .. فلماذا أملأ نفسي بما يضرها ويشوه ملامحها ؟؟.. لماذا لا أكون محبا يعطي الناس الصفاء والطمأنينة والأمل ، أليس في ذلك عطاء لي أيضا ؟؟. الإنسان العاشق هو من جعل منك شاعرا أم الشاعر الإنسان هو من جعل منك عاشقا ؟؟.. هذه حالة فلسفية متداخلة الأطراف يا سمية .. الشعر موجود داخل الإنسان منذ البداية ، لكنه يحتاج إلى شرارة أو محرك ما كي يصعد إلى حالة التحقق أو الكتابة التي تعني التعبير عن إحساس داخلي تجاه شيء ما.. أيضا الإنسان موجود بشاعريته ، كما أن الشاعر موجود بإنسانيته .. ننتقل هنا إلى حالة العشق لنجد أنها الشرارة التي قد تنبه الشاعر وتجعله يغرد .. هو هنا كالطائر الذي تسحره الطبيعة ومفاتنها ، أو الحب أيضا ، فيطلق كمنجات صوته بكل الدفء والحنان معبرا عما هو في داخله ، و كأنه كان ينتظر أن تأتي اللحظة المحركة.. وبشكل عام كل هذه الأشياء متداخلة .. حكمة هذا الزمان تقول " خير جليس في الأنام الانترنت " فما هي أهم مشكلة يعاني منها الشعر والشعراء في عصر لانترنت برأيك ؟؟.. أولا تعالي يا سمية نترك بهذا الشكل أو ذاك عملية الإقصاء أو إزاحة شيء لشيء .. ماذا أعني ؟؟.. الكتاب مازال خير جليس .. وإلى جانبه قد يكون الانترنت .. تعدد الصداقات هل يفترض أن يبعد صديقا ما ؟؟.. لماذا لا نحسن الاستفادة من التقنيات الحديثة ؟؟.. ماذا ينقصنا كعرب ؟؟.. الانترنت ، وعلينا أن نعترف ، جعل الجسور الأدبية تتواصل ،هذا بالنسبة للشاعر والأديب وغيرهما.. فهل أنسف هذه الجسور بدعوى أنها اختراع أجنبي أو أنها تلغي الكتاب ؟؟.. كل هذا وهم .. الغرب استفاد مما قدمنا من قبل ، ولم يعش عقدة الأخذ ، المهم أن نعرف كيف نستفيد من الجديد دون إلغاء ملامحنا .. والكتاب كما الصحيفة كما المجلة أو أي شيء آخر مما تعودنا على صيغته أو شكله الورقي باق ولن يزول .. فلنحسن الاستفادة من كل شيء في كل مجال .. لنا خصوصيتنا ، وملامحنا ، وأصالتنا ، وهذا يحمينا من الذوبان في الآخر .. علينا بكل بساطة أن نأخذ الانترنت وأن نطوع ملامحه لتكون عربية ومفيدة لنا أدبيا وعلميا واقتصاديا .ما المانع؟؟.. في لقاء صحفي أجري معك قلت " أنا سهل كالماء .. صعب كالمستحيل".. ماذا تقصد بقولك هذا ؟؟.. أريد أن أسألك يا سمية هل الماء سهل وهل المستحيل صعب ؟؟.. اترك الجواب حتى نتفق على المعنى إذا سمحت لي بذلك ..!!.. فعلا أريد جوابا ؟؟.. تعالي ندخل في عالم طلعت سقيرق ونتوغل قليلا في مسارب الشعر والطفولة والشباب والعمر الذي عشته في حي شعبي هو حي الشيخ محي الدين .. تجدين في كل ذلك أن البساطة تسكنني وتطل من كل شيء يخصني ، وحين تظنين أنك وصلت تماما إلى ما تريدين الوصول إليه لا تجدين بين أصابعك إلا رائحة الياسمين والشعر و وما يحتويه الحي الشعبي من جماليات .. البساطة تكون حين يكون الذي أمامي مسكونا بالدفء والشعر والجمال والحيوية .. والصعوبة تكون حين لا استطيع التوافق مع الذي أمامي أو وصل الجسور بيني وبينه .. إذن للصعوبة مفاهيم كثيرة ، وللسهولة أيضا ..وفي كل الحالات أنا هذا الصعب وهذا السهل ، منهما معا يتشكل كائن أو إنسان شعري اسمه طلعت سقيرق .. يقول الناقد فرانسيس جاميس " الشاعر الحق طفل كبير ، وإذا لم يكن طفلا بريئا يتكلم من قلبه بطل أن يكون شاعرا عظيما في يوم من الأيام ".. فهل سر إبداعك المتوهج دائما يكمن في ذلك الطفل الكبير الذي يضج بداخلك ؟؟.. أولا أشكرك يا سمية إن اعتبرتني شاعرا كبيرا مع انه ثوب قد يوافقني وقد لا يوافقني .. طبعا لا أتواضع أو أدعي التواضع بل أقول الحقيقة .. وبصراحة لا شيء يسرني أكثر من قول قصيدتي من الداخل والتقييم للآخرين وهم أحرار، إن اعتبروني شاعرا متواضعا فهم محقون ، وإن اعتبروني شاعرا كبيرا فهم محقون أيضا ، لأنه أمر يخصهم ولا يخصني.. طبعا أنا مع الطفولة المطلقة عند الشاعر ودون حدود ، والطفولة هي الحد الفاصل بين أن تكون شاعرا أو لا تكون .. عندما يغادر أي شاعر طفولته ، فهذا يعني أن ينابيع الشعر عنده قد جفت ، وصدقيني إن قلت هذا ينطبق على كل مبدع وليس على الشاعر فقط .. وت س إليوت يرى أن الشاعر الذي بلغ الثلاثين ولم يصنع شيئا فمن الأفضل له أن يجد أي عمل آخر ، لأن الشعر لا يناسبه .. هذا أيضا يرجعنا إلى الطفولة، والطفولة ، كونها طبيعية غير مصطنعة أو مصنعة ، تصدر عن القلب مباشرة ودون وجود أي سد .. في عصر كثر فيه الشعر والشعراء هل بات الشعر المنثور أو النثر المشعور هو ضرورة لمواكبة الحداثة ؟؟.. في قولك سخرية لا داعي لها واعذريني .. الشعر شعر .. أما الثوب أكان عموديا أو تفعيلة أو نثرا ، فهو مجرد ثوب .. طبعا الوزن شيء هام ومفصلي في القصيدة .. لكن الوزن وحده لا يصنع شعرا جيدا .. قصيدة النثر تركت الوزن ، وكان عليها أن تعوض عنه حتى يستقيم لها الحال .. هناك شعراء يكتبون قصيدة النثر وهم جيدون ، لكن هناك عدد كبير لم يعرف ما هي قصيدة النثر فتاهت خطاه على أرصفة بعيدة .. الشاعر يا سمية شاعر ، يجب أن نستوعب الأمر ونتخلص من معارك لا تعني شيئا في عالم الأدب ، نريد نصا جميلا يقنع القارئ والناقد بأنه جميل .. وليكن ثوبه أو شكله كما يريد الشاعر.. هناك قصائد عمودية ليس فيها من الشعر شيء .. وهناك قصائد تفعيلة ليس فيها من الشعر شيء .. وهناك قصائد نثر ليس فيها من الشعر شيء .. لذلك قلت لك الشعر شعر ولا يهمني بأي ثوب جاء .. عرفناك أديبا شاملا فهل في أدبك نصيب للأطفال ؟؟.. طبعا ..هناك مجموعة قصصية للأطفال كتبتها وصدرت في العام 2000 بعنوان " هيفاء وضوء القمر " وأكثر مواقع الانترنت المخصصة للأطفال نشرت الكثير من قصصها .. أيضا كتبت بعض القصائد للأطفال.. ومن الجوائز التي نلتها جائزة تحية لأطفال الانتفاضة /وزارة الثقافة في سورية عام 2001 عن واحدة من قصائدي المكتوبة للأطفال.. لم انشر قصائدي في ديوان .. كذلك كتبت مسرحيات من فصل واحد للأطفال ومثلت على خشبة المسرح ، للأسف لا ادري أين نصوصها الآن .. هل وصلت إلى ما ترنو إليه كأديب؟؟.. مرة سألني مثل هذا السؤال الأستاذ نضال زغبور في لقاء تلفزيوني .. وقلت له إنني ما زلت عند السفح .. فقال " هو التواضع " قلت " عندما أشعر أنني وصلت إلى القمة فهذا يعني أنني انتهيت " .. المهم يا سمية استمرار العطاء دون الوقوف طويلا أمام أسئلة لا معنى لتكرارها .. المهم أن تكون قناعاتنا راسخة بفائدة ما نعطيه .. بشكل عام ليس هناك أديب وصل إلى ما يرنو إليه.. قدمت حتى الآن أكثر من ثلاثين كتابا مطبوعا في الشعر والقصة والرواية والنقد والببلوغرافيا .. لكن ما زال أمامي الكثير ، لأن عمري ما زال مفتوحا على شهوة الكتابة ، هذه الشهوة تحرضني على ألا أتوقف .. لكن أتمنى أن يأتي من يضرب على يدي ذات يوم ليقول لي ، ما كتبته يكفي ، وأنت تكرر نفسك الآن .. ربما سيضايقني مثل هذا القول ، لكن حين يصدر عن إنسان محب لي ولأدبي فعلي فعلا أن أصمت .. يقول شكسبير : العاشق ، الشاعر ، المجنون ، جميعهم مصنوعون من الخيال.. فهل هذا صحيح برأيك كشاعر ؟؟.. صحيح دون جدال ، لأنه دون الخيال لا يكون أي شيء خارق للعادي .. من جهتي أجد أن الشاعر مطبوع على الجنون والخيال والعشق .. كل هذه روافد تعطي الشاعر حقه في أن يكون شاعرا .. ويبقى ما قاله شكسبير صحيحا أيضا[/align]..[/rainbow] |
رد: الشاعر طلعت سقيرق في حوار/ حوار سمية السويسي
أين الحوار مع الشاعر طلعت سقيرق ؟؟.. !!..بمعنى ألا يفترض أن ينهى بشكل صحيح ؟؟..
|
الساعة الآن 14 : 02 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية