![]() |
المقامة الحرَّة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدي وحبيبي رسول ربِّ العالمين قالت محدثتي بصوتٍ حنون: أنصحكم بكأس من عصير الليمون، يهدِّئ أعصابكم، وأنتم تشاهدون أخبار التلفزيون، نادوا على أولادكم ولا تنسوا نسائكم كي يتسلوا بمشاهد الرعب والدمار، وتقطيع رؤوس الكبار، وتشويه وجوه وأجساد الصغار. يقول الراوي ياسادة ياكرام، طفلة عراقيةْ بابتسامة ملائكيةْ، في وجهها ويديها ورجليها أخاديدُ ومرتفعات محرقيةْ، تطلب استشارة طبية، من أهل المروءة والنخوة العربية، الذين لايلعبون القمار، ولابمصير الأبرياء والأحرار يتاجرون، ولكن كما تعلمون، لاتأتيها مساعدة من يدٍ عربية، ولا حتى دولية، فتنام على الجراح، وقلبها بصمت النواح ، يلتاعُ قهرًا، ويتمزق صبرًا. وطفل من غزة ْ، يصرخ مستنجدًا بأهل العزةْ، من بأجدادهم ساد السلام، وفتحت الأمصار بدين الإسلام، وعمَّ بهم الخير بين الأنام، أما هؤلاء الأحفاد، فقد حافظوا على إرث الأجداد، سبحان خالقهم ما أبدعهم، ليس بينهم شاة ولاعنزة، ولاوخزتهم الأيام بذلٍ وعارٍ أدنى وخزة، ما أعظمهم شعبًا، يقتلون أوقاتهم لهوا ولعبًا، عندهم هوايات رائعات، شغلتْ الأحياءَ منهم ، والكثير ممن صاروا بالأمواتْ، ينقلون أنظارهم عبر الفضائيات مابين المثير من الأغنيات، والفاتن من الكاسيات العاريات، والطبلة ترقِّص الأجساد بين التواءاتٍ وهزاتْ، لم تذهب بعقول شبابهم وشيوخم ونسائهم، وسلم من شرِّ تأثيرها أطفالُهم، فباتت الطفلة الصغيرة تحلم بأن تصبح مطربة كبيرة، أو راقصة شهيرة، أو ممثلة قديرة، لتقدم سيرة خولة والخنساء، وقصة الملكة بلقيس والملكة الزباء، فالمجد بهنَّ سيعود بماضي الجدود، على شاشات التلفزة التي أصبحت للجيل أهم من كل شيء موجود. اشربوا عصير الليمون بهدوء، واستعيذوا بالله من يقظةٍ نوعية بالخير تبوء، ولاتخشوا شيئًا، فليس بالجوار منكم قطة متوحشة بالشَّرِ تموء. بقلم زاهية بنت البحر |
رد: المقامة الحرَّة
والله إن قلوبنا بالهموم تنوء والأحوال تسوء وكل مساعينا بالخسران تبوء ..
ممتعة قراءة مقامتك هذه يا أخت زاهية .. فقد جمعت بين السخرية والنقد اللاذع لما آلت إليه أوضاع مجتمعاتنا من لهو وغفلة عما يحيط بها من أخطار . شكرا لك .. وتقبلي مودتي . |
رد: المقامة الحرَّة
[align=justify]
الأستاذة زاهية تحياتي.. ما شاء الله عنك مبدعة دائماً وفي كل مجالات الأدب من أروع ما قرأت في الأدب الساخر دمت وسلمت [/align] |
رد: المقامة الحرَّة
اقتباس:
رشيد الميموني أخي المكرم جزاك ربي عني خير الجزاء، وشفى أمتنا من البلاء،، ويسَّرَ لها أرباب الصلاح علها تصل يومًا إلى الفلاح، وعنها الهم ينزاح، فقل معي آمين ، وليؤمِّن معنا كل القراء والحاضرين، والسامعين برجاء المظلومين استجب يارب العالمين، فإننا بالعداء غارقون مع الأحباب والمبغضين ودونك ليس لنا معين، فسبحانك ياأرحم الراحمين. لك شكري وتقديري والدعاء بالتيسيرِ، على مرورك العَطِر أختك زاهية بنت البحر |
رد: المقامة الحرَّة
اقتباس:
أختي الغالية أستاذة هدى الخطيب بارك ربي بك ورعاك وحفظك لنا ذخرًا أختك زاهية بنت البحر |
رد: المقامة الحرَّة
أعزائي الآباء الكرام، عزيزاتي الأمهات الكريمات، سمعت اليوم من صديقة لي كلاما أحزنني، ليس لأنه يخصني، فهو والحمد لله ربِّ العالمين لايمسني لامن قريب ولا من بعيد، وإن كان الجوهر فيه يخص كل بنات حواء، من الألف إلى الياء، لكنني تبرأت منه لأنني لا أؤمن به ولا أعمل به لا أنا ولامن يقربني. صديقتي المسكينة هي امرأة عاقلة، رزينة، تحب أن يكون كل شيء حولها على أصوله، وتحسب ألف حساب لمردود محصوله، ربت أولادها خير تربية كما يشاء رب البرية، لاتقبل بالترهات من الأمور، ولو وقع عليها بها المقدور، فهي حريصة على متابعة أمها وأبيها، جدتها وجدها، عمتها وخالتها بكل عمل جميل، كامل وأصيل. عادت من المدرسة مقهورة، وجهها بلون البندورة. قدمت لها فنجان قهوة ساخنة، فاعتذرت بلباقة وأدب، وفوق جفنيها دمعة تلوب بغضب. ماذا بك ياأم عامر، ماالذي جرى؟ نظرت إلى بأسى وقالت: هَزُلتْ ياصديقتي هزُلَت. قمت من مكاني واقتربت منها بخوف وقلبي يخفق بشدة لم أعهدها منذ مدة، سألتها : مَن، كيف، متى ، لماذا؟ انفجرت باكية بحرقة، ويدها تلطم خدها بقسوة، فسقط من يدي فنجان القهوة، وظننت بأن كارثة قد حلت بعائلتها، أو بمن تعرفت عليهم من خلال صحبتها. وقبل أن أسألها عما حدث صرخت بصوت عالٍ أفزعني وعن قربها أبعدني، وقالت: أريد موسيقى ترقصني. هنا أيقنت بأن صديقتي قد أصابها في عقلها مس من الجنون، فهي السيدة الرزينة، الحشمة، الخجولة، المبجلة، تريد أن ترقص وهي في نوبة بكاء على صوت اللحون!! لم أجد أمامي مايخلصني من حيرتي وخوفي غير ندائي لابنتي رجاء، وطلبت منهاأن تحضر معها كأسا من الماء، لأرشه فوق وجهها علها تصحو مما قد أصابها. لكنها بكاءها انقلب ضحكا، وازدادت ترديدا لهُزلت هزلت ورب الكون، ووجها عافاني الله وإياكم تغيرت ملامحه وبات أصفر اللون. رشقتها بماء الكأس فابتلت به من أخمص قدميها حتى الرأس، وهي تقول: الرقص، الرقص، يجعلك الأم المثالية، وليس حسن التربية، فارقصي يابهية على( الوحدة ونص). بقلم زاهية بنت البحر |
رد: المقامة الحرَّة
كل التحية لك أستاذة زاهية بنت البحر و لمقامتك الحرة البهية.. يحضرني الأن مثل شعبي شاع ذكره بين العامة في مثل هذه الحالة: "تبدلت غزلانها بقرودها". الله ينجينا من الآت. دمت بكل أبداع و تألق. |
رد: المقامة الحرَّة
الأستاذة زاهية ذكرتني بنبأ تتويج إحدى الراقصات الشهيرات في العالم العربي كأم مثالية , يبدو أن الموازين انقلبت .
تقديري لقلمك النابض بهواجس الأمة تحيتي |
الساعة الآن 37 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية