![]() |
النفق الخامس / شكل الطريق هو حيلة يفرضها علينا العمر
[align=justify]
كنتُ أشدُّ وهج الشمس كي لا تضيع ملامح الطريق .. هناك في البعيد ، حيث عليّ أن أنتظر مرورها الإجباري كنتُ أسقط من بين أصابعي ضلوع زمن يحاول قدر استطاعته أن يسخر منا .. أسقطها وأعود لأجمعها بإصرار يبدو مضحكا أو غريبا في شكله ومضمونه .. مضت أيام عيد الأضحى وكأنها كانت وراءنا قبل أن تأتي .. أيام وينتهي عام 2008 م .. الصور التي تحركت في الذهن كثيرة .. والصور التي تبعثرت دون أن نقبض على جمرتها كثيرة جدا .. ربما كان اجتماع العائلة اليوميّ هو الصورة الأكثر حرارة وجمالا لعيد نحاول أن نبقيه ذكرى في أذهان شباب العائلة وأطفالها .. أو ربما نريد أن تبقى صورنا عالقة في دروبهم حين يمضي العمر بنا وبهم .. حورية الخطيب والدتي تصرّ على أن يكون العيد بطوله وعرضه عندها .. في البيت الصغير الذي تسكن فيه الوالدة مع أخي عصمت وزوجته وأولاده ، نتوزع الغرف القليلة في حالة تشبه رسم لوحة سريالية..أضيف لعددنا هذا العيد قدوم زوجة وأولاد خالي الراحل يحيى الخطيب ليقضوا أيام العيد بيننا .. اثنان وثلاثون شخصا في هذا البيت الدافئ ، الواسع ، وإن ضاقت مساحته .. مازن شما ، ميساء البشيتي ، نصيرة تختوخ ، رشيد الميموني ، كنان سقيرق ، ونبيهة كمون يكتبون على صفحات القلب والروح شيئا من حروفهم المسكونة بكثير من النقاء ... أسأل نفسي : هل أنا حزين ؟؟.. تكون الإجابة سؤالا هاربا من سؤال .. هناك دائما حاجة لأن أكون حزينا بقدر ما أنا سعيد.. هل تكتمل المعادلة أو تصح في هذا ؟؟.. ربما لا وربما نعم .. الطيور التي ترفرف بأجنحة الوقت تكاد تكتب الكثير عل صفحة هاربة .. تسألني هنية البحري وفي عينيها الكثير من الحيرة : -إلى متى سيطول الرحيل في بلاد الله الواسعة ؟؟.. -ومتى كنا في حالة استقرار يا هنية ؟؟.. -كأن البلاد كلها جراح مفتوحة على وسعها ، أترى أي بارقة أمل ؟؟.. -ربما ... تورد جريدة السفير اللبنانية يوم 15/12/2008 :" أفلت الرئيس جورج بوش أمس عندما كان يقوم بزيارة وداعية إلى بغداد من ضربة حذاء مزدوجة كادت تصيبه في وجهه ، نفذها صحفي عراقي صرخ بوجهه قائلا – هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي يا كلب - ..وفي لحظة مؤثرة من مؤتمر صحفي كان الرئيس الأمريكي يعقده مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في بغداد ، وقف مراسل قناة – البغدادية – الصحفي منتظر الزيدي فجأة ورشق حذاءيه باتجاه رأس بوش قائلا – هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي يا كلب – ".. تقول هنية : -دائما في الوقت متسع لكل شيء .. أحيانا تفاجئنا الأمور بشكل مذهل .. -هكذا الحياة مفتوحة على الاحتمالات .. تذكري يا هنية أنّ الفلسطينيّ رغم بعاد ستين عاما ما زال يوقع ببصمة أمل كبيرة على صفحات هذا الوجود .. -معك حق .. الحياة ألوان وفيها الكثير من الفرح والحزن .. اللقاء.. والرحيل .. في هذا اليوم 15/12/2008 أوردت صحيفة تشرين الخبر التالي :" فقدت الحركة الأدبية السورية أمس الدكتور الشاعر خالد محي الدين البرادعي عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاما إثر حادث أليم .. والشاعر البرادعي عضو اتحاد الكتاب العرب ، ولد عام 1934 في يبرود وعاش بين سورية ولبنان والخليج العربي .. عمل في الصحافة والنشر وتميز بكتابة المسرحيات الشعرية .. من مؤلفاته / دمر عاشقا / و/ العرش والعذراء / و / حصان الأبانوس / و/ السلام يحاصر قرطاجنة / و/ جودر والكنز / و/ النبوءة / و/ جزيرة الطيور / و/ عرس الشام / و/ أشباح سيناء / وهي مسرحيات شعرية إضافة إلى العديد من المسرحيات النثرية والدراسات النقدية والمجموعات الشعرية ..بلغ عدد مؤلفاته 51 كتابا .. وسيشيع جثمانه ظهر اليوم في مسقط رأسه يبرود ".... أقول لهنية : -تمنيت أن أكون في هذا الوقت بين يدي حبيبتي التي كتبت لي:" ألا يصلك نداء روحي يا حبيبي؟؟.. أشعر بحنين موجع.. موجع جداً ..أشعر بالحاجة لك ولكلمة حب منك تكاد تكوي قلبي بنيرانها..ملهوفة عليك وموجوعة من شدة لهفتي وحنيني.. أريد فقط أن أقول لك إني أحبك.. أحبك جداً وأحتاج حبك إلى أبعد مدى..إلى آخر المدى في هذا الكون وإلى أبعد من أي مدى...هات يدك فقلبي موجوع وأحتاج لمس أصابعك.. أحتاج أن تدفئ كفك كفي..أحتاج صدرك يرتاح رأسي عليه وأنسى العالم كله وأنسى حتى نفسي وأذكرك فقط..كيف يمكن للحنين أحياناً أن يصبح نارا حارقة .. كيف يمكن لي أن أحتاجك وأحاول لمس أصابعك رغم علمي أن ما بيني وبين صدرك وأصابعك مسافات.. ليلة غريبة ،حرّ قلبي وحنيني فيها لا تطفئه بحار العالم ،يأخذني الخيال إليك وإلى صحو قدر يجمعني بك،كم يحلو لي في هذه الليلة أن أرقص معك رقصة حب خالدة على أنغام أوتار قلبي التي تعزف لحبك..أين أنت أحقا لا تشعر بحر قلبي في هذه الليلة؟؟غريب حقاً ما ينتابني.. أشعر وكأن بيني وبينك خطوات وبأنك تكاد تدخل وبأني أنتظرك.. أشعر بنسيم صيف في ليلة مقمرة وبأنك قريب.. أيأخذني الحنين إلى هذا الحدّ من الخيال؟؟ فلا الليلة مقمرة ولا أنت على بعد خطوات ولا النسيم غير ريح ومطر!!!.. لكني أحسك وأعيشك الليلة بكل التفاصيل أعيش الحلم وأرتعش وأنا أنتظرك.. أنتظرك.. أنتظرك ..ألا تأتي؟؟.. فاض الحنين يا حبيبي وحر الشوق..تعال أرجوك..".. ألست معي يا هنية بأنه الشعر أيضا ؟؟.. -هو كلام من تحب ، ومن تحب تعرف كيف تسوق الحرف من داخلها ليكون شهدا .. -تمضي بنا الحياة وتبقى الأمنيات بابا مفتوحا لا يمكن أن نغلقه .. أوردت جريدة تشرين في هذا اليوم 18/12/2008 :" لمناسبة مشاركته في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 بعدة حفلات تحت عنوان (ونحن نحب الحياة.. تحية إلى محمود درويش)، عقد الفنان مارسيل خليفة والدكتورة حنان قصاب حسن مؤتمراً صحفياً في مقر الأمانة العامة للاحتفالية بدأه بالكثير من الشعر والحب والشوق للجمهور السوري، كما لوّنه بالحزن لغياب الشاعر محمود درويش الذي له قصة طويلة مع قصائده منذ يفاعته الأولى عندما لحن أولى المقطوعات من أشعار درويش... مارسيل الذي كان قد أعد نصاً وهو على ارتفاع شاهق في الطائرة، عاد واستبدله منذ اللحظة الأولى التي وصل فيها دمشق حيث الياسمين يقول: لا تبتعد وامشِ في أثري.. كما قال. وقد أعرب خلال الكلمات الشاعرية الكثيرة التي ألقاها عن شكره العميق لسورية التي وصفها بأنها بيت أهله وأحبته، كما شكر الدكتورة حنان قصاب حسن واحتفالية دمشق عاصمة الثقافة مؤكداً سعادته بإحياء حفلات في عدة مدن سورية أخرى حيث سيتمكن من لقاء أوسع ما يمكن من الجمهور. حديث مارسيل في بداية المؤتمر أثار عدة شجون من مختلف الوجوه، فأسهب في الكلام عن الموسيقا باعتبارها لغة عالمية لكل الشعوب، ورغم أنه أفصح عن فزعه أن يصبح واحداً من أولئك الذين يتحدثون كثيراً إلا أن اللقاء مع حشد كبير من الصحفيين كان كافياً للإسهاب والتأكيد في الوقت نفسه أن على الموسيقي أن يحمل آلته ويعزف بكثير من الحب فقط....تحدث مارسيل خليفة بكلمات وجدانية عن الشاعر محمود درويش وقال: (كلما عزفت وكلما غنيت، تشبثت بالشوق إليك أكثر.. محمود، شكراً لعبورك الحنون.. كم كان عليّ أن أسألك هل كنت تحترف البكاء اللامرئي؟ وحدك يا محمود أقمت في الضفة الأخرى من القلب.. لم تكتب قصيدتك الأخيرة، ولم تشأ لقصيدتك أن تنتهي). حضرت كل القضايا الوطنية في كلام مارسيل، فذكّر بالجولان والجنوب وفلسطين والحصار على غزة، كما أبدى غضبه وحزنه لما يجري من عدوان على كرامة الشعب العربي في العراق، ولم ينس خليفة في هذه المناسبة أن يشكر الصحفي منتظر الزيدي الذي قذف حذاءه في وجه الطاغية بوش. هذا وقد أجاب مارسيل خليفة في نهاية المؤتمر على أسئلة الصحفيين التي تمحورت حول الموسيقا والغناء وأعماله القادمة، وقد ختم خليفة بذكر الأراضي العربية المحتلة في الجنوب والجولان والعراق، مؤكدا أن الفن الحقيقي يواكب القضايا الوطنية والإنسانية مهما حدث من خراب على صعيد الأغنية والفن بشكل عام. يذكر أن الفنان مارسيل خليفة سيحيي حفلتين في دمشق إضافة إلى حفلات في كل من حمص واللاذقية وحلب وذلك ابتداء من يوم الأحد الحادي والعشرين من الشهر الجاري..."... قلت لهنية : -كم أحتاج للفرح .. أضحك وأنا في غاية الفرح ، لكن هناك حاجة لفرح أعرض .. هل نستطيع أن نجعل الفرح بعرض العالم وطوله ؟؟... -هذا شبه مستحيل .. ليس هناك في أيّ زمان أو مكان فرح كالذي تريد .. -هل على الفرح أن يحدد بميزان ومكيال أيضا ؟؟.. -أنت تعرف الإجابة أكثر مني .. -الإجابة عن كل شيء تحتاج للكثير حتى تكون مكتملة .. أنظر إلى الأعلى .. في السماء غيم وبقية مطر هارب .. الطيور وحدها تعرف كيف تكون الحرية بابا مفتوحا بلا حدود .. أو ربما لا تعرف شيئا عن أي شيء .. أنظر إلى البعيد ، هناك تنتظرني امرأة مشطت شعر الوجد بنداء لا يخبو .. أمسك القلم أحاول أن أكتب على جدار الهواء ، تضحك الطيور المسافرة .. أهزّ رأسي وكأنني أريد أن أقول لها شيئا .. أكتب على السطر الأول : أجمل الوجوه تلك التي تبقى في الذاكرة دون أن تبرح .. أجمل الوجوه وجه حبيبتي .. [/align] |
رد: النفق الخامس / شكل الطريق هو حيلة يفرضها علينا العمر
تقول أمي أنها نسيت طعم الفرح عندما يأتي قليل من الفرح يتبعه الكثير من الحزن , و أتساءل هل عمر الفرح قصير فعلا أم أن كثرة الأزمات و الصدمات تنيم حاسة تذوق الفرح.
كيف نوقظ الإحساس ببراعم الفرح ,بقطرات الفرح, بنسمات الفرح هي حتما موجودة كل يوم قد تكون سريعة أو قصيرة أو خاطفة لكنها حاضرة حتما, كل يوم, في حياتنا مع اللحظات هاربة. الفرح العريض أجمل , نتمناه, نظل نرقبه لكن من تلسعه قسوة القدر يخاف مما يدمر الفرح و تظل ذكرياته الحزينة تستمتع بالإختفاء ساعات الإنشغال والصبر والظهور ساعات الفرح. سأتمنى لأمي الفرح و لك الفرح و لكل الناس على الأقل في الأعياد فكم هي موحشة و مرة بدون فرح. تحياتي |
رد: النفق الخامس / شكل الطريق هو حيلة يفرضها علينا العمر
كم أحتاج للفرح .. أضحك وأنا في غاية الفرح ، لكن هناك حاجة لفرح أعرض .. هل نستطيع أن نجعل الفرح بعرض العالم وطوله ؟؟...
|
رد: النفق الخامس / شكل الطريق هو حيلة يفرضها علينا العمر
اقتباس:
|
رد: النفق الخامس / شكل الطريق هو حيلة يفرضها علينا العمر
اقتباس:
شكرا لك أ. / فهيم رياض .. مع خالص إحترامي وتقديري . |
رد: النفق الخامس / شكل الطريق هو حيلة يفرضها علينا العمر
ما أجمل معانقة حرف كنا ننهل منه مباشرة وبمجرد أن يسكبه الحبيب الغالي على صفحات المنتدى ..
في هذا الصباح مررت على هذا المتصفح الثري بالمشاعر والأحاسيس النبيلة ووجدت نفسي أنصب خيمتي ولا أغادرها حتى أرتشف من كل ما أدرجه أخي وأستاذي طلعت رحمه الله . |
الساعة الآن 43 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية