![]() |
ابتلينا بهُبَل ..
'ابتلينا بهُبَل' هذا ما دخل أحمد يردده وهو يدخل غرفة نومه ومريم مستلقية على السرير.
لم تكن مريضة ولا نائمة لكنها لجأت للإستلقاء هروبا من تعبها،مريم زوجة حامل في الشهر الثامن نسيت لهفتها لإستقبال المولود ولائحة المشتريات ،صور الأطفال الممزقين في غزة و نحيب الأمهات جعلتها تحتقر فرحة تولد وتكون في غير موعدها. 'أتقصد الخائن؟' كان رد مريم على عبارة زوجها المستاء. أحمد:'أجل، لم أعد أطيق وجهه متحدثا أو صامتا في صورة ، لم أعد أطيق تصريحاته المستفزة ونشاطاته هوومن يتقربون له زلفى ، كرهته و كرهت من جعلوا من كرامتهم قرابين لإرضاء هبل وشركاءه. مريم:'لنا الله ولأهل غزة الله، ربنا كبير!' أحمد:'الله, كلمة رغم قدسيتها إلا أنها صارت ستارا نغطي به جبننا و عجزنا و خوفنا و قلة حيلتنا، الله في كل مكان للإستنجاد به و على أي فم للإستغاثة ،أمام المحن و الكروب، أمام الظلم و العدوان، الله أيضا للعدو، يا مريم حتى هؤلاء الصهاينة يضعون تلمودهم في جيوبهم وهم يمتطون الدبابة و منهم من يرجو الحماية و التوفيق من الله. مريم:'إستغفر ربك ياأحمد وادعه يستجب لنا' أحمد:يامريم! أنت تعلمين درجة إيماني بالله، أعلم أن الله رحمان رحيم،عزيز، كريم، أُحُدٌ، أَحَد وأن إرادة الله و مشيئته أقوى لكن لاشيء يتغير و نحن قاعدون، خاملون مستسلمون نرجو الله ، لا شيء يتغير ، لاشيء يزيل هُبَل و إرادتنا مُحَنطة مثل رمسيس الثاني ،التحنيط حافظ على هذا الفرعون التاريخي طويلا لكنه لن يمنحه الحياة لن يعيده ملكا عظيما من جديد. كلمة تحنيط دخلت إلى أذني مريم كاملة لكنها تجزأت في دماغها لتغدو حروفا متناثرة: ح،ن،ط،ت،ي. صارت طحنا و طحينا وتبعتها الصور: أطفال طحنتهم آلية الحرب الصهيونية، أكياس طحين على المعابر لا تصل، صفوف أمام مخبزة،دماء تجري كالمياه في الشوارع، عاهات، موت، إعاقات.. تدفقت الدموع على وجه مريم ليفاجئ أحمد ويسارع للتهديئ من روعها. أحمد:آسف ياعزيزتي، يجب أن تأخذي بعين الإعتبار وضعك، التوتر النفسي ولاشك يؤثر سلبا على الجنين. مريم: جنين! هزت مريم رأسها و أضافت: وأجنة أمهات غزة ياأحمد أليسوا آدميين، من يهدئ النسوة في غزة حين تسقط القنبلة و القذيفة و تشتعل النيران، أما من رحمة في قلوب البشر، أليس هُبَل أباً،إنسانا، ألا يحس بعذاب المرأة في غزة. أحمد:'مَلاك أنت أحيانا و ينبوع براءة، هُبل ياعزيزتي لا يتعب عيونه بمناظر الغزاويات الباكيات إنه تألم حتما حين خرجت مشتركته المفضلة من مسابقة أحسن راقصة للرقص الشرقي، لابد أن جفنه لم ينم تلك الليلة وهو يتخيل دموعها النازلة مخلوطة بكحلها و طلاء وجهها الجميل، كم كان يستمتع بطلتها وبهزة بطنها وخصرها المتناغم مع الإيقاع. ربما تكون لحظة خروجها من المسابقة اللحظة الوحيدة في حياته التي ندم فيها على منصبه، لو لم يكن رئيسا لو كان مجرد رجل أعمال عادي لطار إليه بطائرة خاصة لابتاع لها طاقما من الماس لا بل لابتاع الإذاعة و البرنامج و لجنة التحكيم ولجعلها ملكة الرقص الشرقي. لتبتسم وهي ترقص له ليلا و هو ينظر إليها كهارون زمانه . لا ياعزيزتي هُبَل لا تؤثر فيه آلام نساء غزة ولا جراح أبنائهن وبناتهن. مريم مبتسمة رغم دموعها: أتخيل لو أن ماتخيلته صحيح فعلا ،كارثة إن كانت فنتازيا الألف ليلة و ليلة تزور هبل و غزة تحترق. أحمد : تهيئي ياعزيزتي وهيا لنخرج ، لنتمشى قليلا و نستبدل أفكارنا الكئيبة ببعض التفاؤل ولو لبضع الوقت. مريم: معك حق، سأفعل. فنحن ليس عندنا غارات و نستطيع الخروج و الدخول في كل وقت. أحمد:الغارات، من يدري ربما كانت الغارات ضرورية لإسقاط هبل. Nassira |
رد: ابتلينا بهُبَل ..
الأستاذ نصيرة مررت من أجل التحية والشكر على قصتك الرائعة أطفال طحنتهم آلية الحرب الصهيونية، أكياس طحين على المعابر لا تصل، صفوف أمام مخبزة،دماء تجري كالمياه في الشوارع، عاهات، موت، إعاقات لي عودة إن شاء الله لقراءة القصة بتمعن والتعليق عليها دمت بخير |
رد: ابتلينا بهُبَل ..
أشكر مرورك أخت ناهد حفظك الله و رعاك و فك عن غزة حصارها و أذل عدوها بإذنه تعالى
|
رد: ابتلينا بهُبَل ..
اختي الحبيبة نصيرة نحنا ما بنتكلم عن هبل هبل امره انتهى من زمان احنا بنتكلم عن السجود لهبل مع انه زمن الأصنام ولى نصيرة لساني يعجز عن شكرك ايتها الفلسطينية المغربية بحق انت اكثر من شقيقة فلسطينية لنا وكلنا نفخر بك |
رد: ابتلينا بهُبَل ..
أختي الغالية ميساء زمن هبل ظنناه إنتهى بعد الرسالة و فتح مكة لكنه عاد مع كل هبل منصب على شعوب إستسلم معظمها للركوع و تقديم الكرامة قربانا في كل مناسبة وحتى دون مناسبة..
الحق جلي و هبل وأتباعه يغالطون و لتمت الناس حسرة وكمدا. تقبلي تحياتي و دعواتي لإخوتنا في غزة |
رد: ابتلينا بهُبَل ..
الأستاذة العزيزة نصيرة والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن على ما يحصل في غزة أختي قصتك رائعة وقد جسدت هبل تجسيدا صحيحاً لقد ابتلينا بِهُبَل اها أها عفواً بعباس ولكن هذه البلوة إلى الزوال إن شاء الله ويكفينا عزيزتي أن نضحك على بعض إن كل ما يجري الآن جزء من مسرحية مصرية أمريكية إسرائيلية عباسية ضد حماس دمت ودام قلمك :sm5: |
رد: ابتلينا بهُبَل ..
هبل: عباس أو مبارك أو غيرهما كثيرون يقدم لهم الولاء و الخضوع ولا يفيدون شعوبهم في شيء بل و يتآمرون ضدهم رغم طيبة و سذاجة من يقدمون كرامتهم قربانا كل يوم.
تحياتي لك أستاذة ناهد و نتمنى السقوط لكل هبل و النصرة لغزة |
الساعة الآن 07 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية