منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الموسوعة الفلسطينية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=214)
-   -   الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية(من مواد الموسوعة الفلسطينية-المجلد الأول) (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=8939)

بوران شما 31 / 01 / 2009 34 : 01 AM

الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية(من مواد الموسوعة الفلسطينية-المجلد الأول)
 
الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية :(من مواد الموسوعة الفلسطينية- المجلد الأول)

استطاعت إسرائيل) منذ نشأتها أن تبني لنفسها نظرية عسكرية خاصة بها طبقتها في التخطيط الاستراتيجي العسكري وفي خطط العمليات الحربية. ومن المعروف أن القدرة العسكرية لأية دولة تقوم على حسن تنظيم وتشغيل واستغلال مجموعة من العناصر أهمها:الموقع الجغرافي, والقوى البشرية, والموارد الطبيعية والاقتصادية, والعلاقات الدولية, والروح المعنوية, والفكر التنظيمي وسلبيات الخصم.
وبالرغم من ضعف بعض هذه العناصر في(إسرائيل) , استطاعت القيادة العسكرية فيها أن تستغل الإمكانات المتاحة لها بشكل يخدم أهدافها. ومما ساعدها على ذلك أيضا وجود بعض الثغرات في الجانب العربي عملت (إسرائيل) على استغلالها والاستفادة منها .
وتتصف الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية بأنها ثابتة في جوهرها صهيونية بطبيعتها, عدوانية بوسائلها, استعمارية توسعية في غاياتها. لذا فإن مايطرأ عليها من تغييرات لايعدو أن يكون تطويرا في الأسلوب يحقق لها القدرة على مواجهة مطالب مرحلة من المراحل .
تستند (إسرائيل) في تخطيط إستراتيجيتها على عدة معطيات تعتبرها وقائع أولية خاصة بها. وأهم هذه المعطيات: الوضع الجغرافي العسكري , وقلة سكانها بالنسبة إلى العرب, وعدم القدرة على تحمل حرب طويلة الأمد , وخطر الهزيمة على كيانها, وضرورة ربح معركة بعد معركة, وانعدام حرية المناورة لديها, والاعتماد على القوى الإمبريالية والاستعمارية .
وتتميز الإستراتيجية الإسرائيلية بأنها حددت أغراضها بدقة, ورسمت الطرائق والأساليب التي توصلها على تلك الأغراض وعينت مراحل تحقيقها وفق الظروف المتاحة. وأهم هذه الأغراض :
1) الغاية القومية: فهي الهدف الأسمى الذي تسعى الدولة ومؤسساتها لبلوغه . وتشكل الغاية القومية لدى (إسرائيل) عنصرا ديناميكيا متحركا متطورا تتوالد فيه الأهداف بعضها من بعض, الواحد تلو الآخر. وكلما تحقق هدف ظهر آخر يتلوه .
2) تأكيد الوجود الإسرائيلي, وتثبيت دعائمه, وتحقيق أمته وسلامته .
3) فرض السلام الإسرائيلي على المنطقة العربية .
4) حماية القاعدة الاقتصادية والقاعدة البشرية في الكيان الصهيوني .
5) الاحتلال والتوسع الجغرافي للوصول إلى( إسرائيل ) الكبرى .
6) توسيع مجال المناورة , ونقل الحرب إلى أرض الخصم .
7) منع العرب من القتال بردعهم عنه أو شل قواهم بحرب وقائية أو ضربة استباقية .
8) منع ظهور المقاومة المسلحة وحرب التحرير الشعبية .
9) جعل ميزان القوى يميل دائما إلى صالح (إسرائيل ).

وبما أن (إسرائيل) ولدت نتيجة الغزو والاستيطان الاستعماري فإن" إرادة البقاء" هي التي تسيطر على جميع معطيات الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية وأغراضها وأسسها ومفاهيمها. وتتولد عن هذه الإرادة ثلاثة مفاهيم أساسية توجه الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية وترسم لها سبل العمل وطرائق التنفيذ. وهذه المفاهيم هي:
1) الأمن : فمشكلة (إسرائيل) الأولى هي"أن تكون أو لاتكون". ومن هنا غدت هذه المشكلة محور تفكيرها وسلوكها. ومن هنا أيضا نشأت تلك الثنائية التي يتصف بها مفهوم الأمن , فهو حركي – عدواني في آن واحد معا لأنه يجد مجاله الحيوي خارج (إسرائيل ) .
2) العنف: وهو وليد طبيعة الحركة الصهيونية ومبادئها, إذ أن حماية كيان قام على الغزو والعدوان لابد أن تخلق عقلية تعتنق مبادئ العنف والقتل والإبادة .
3) حتمية الحرب : وهو مفهوم ينبثق من طبيعة إنشاء (إسرائيل) . ولذا كان تاريخ هذا الكيان, وسيبقى, سلسلة متواصلة من الحروب العدوانية والاعتداءات والمعارك . وبذلك تصبح الحرب سلوكا حتميا يفرض نفسه على (إسرائيل) التي تؤمن, بالفكر والتطبيق, بأن السياسة هي امتداد للحرب على عكس المقولة المعروفة بأن الحرب هي امتداد للسياسة وأداة لها. وقد قال بن غوريون بعد العدوان الثلاثي على مصر 1956:"لقد أثبتنا قوتنا في عمليات سيناء .أما الآن فيجب أن نبرهن للعالم أننا على حق".
استخدمت (إسرائيل) في تطبيق إستراتيجيتها العسكرية مبدأ الهجوم استخداما واسعا . فالهجوم هو الصورة المثلى للحرب الناجحة في المذهب العسكري الإسرائيلي . وجوهر الهجوم عنصران هما المبادأة والعمل التعرضي , فعليهما ترتكز نظرية الحرب الوقائية, والهجوم الاستباقي, والردع, والضربة الأولى, والحرب الخاطفة , وغير ذلك من أشكال الأعمال الهجومية .
وكان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 تجربة خرجت منها (إسرائيل) بدرس هام فحواه أن القوة العسكرية الإسرائيلية ليست بقادرة على غلبة القوة العسكرية العربية التي تواجهها إلا إذا تحققت لها عدة شروط لاغنى عنها, منها الشرطان الهامان التاليان :
1)تطبيق نظرية "الهجوم غير المباشر" إستراتيجيا وتكتيكيا. وتمثل هذه النظرية منهجا عاما للأعمال الهجومية التي تعتمد على تجنب الهجوم الجبهي على الخصم, وعلى الاقتراب منه من الاتجاه الذي لايتوقعه , وبالأسلوب الذي لم يأخذه في حسبانه . ومن هنا جاء تركيز المذهب العسكري الإسرائيلي على عمليات التسلل, والمباغتة , والتوغل العميق , وتجنب المواجهة المباشرة في القتال, والالتفاف , والسرعة في الضرب والحركة, والترهيب , والتأثير على الروح المعنوية لدى الخصم, وغير ذلك من المظاهر والأساليب المرتبطة بنظرية "الهجوم غير المباشر".
2) تطبيق فكرة "الهجوم الإجهاضي الاستباقي" بحيث يقوم الجيش بعملية هجومية شاملة أو محدودة يتم فيها إجهاض خطة الخصم, وإحباط نيته في الهجوم, وأخذه على حين غرة, وتعطيل ردود الفعل المعادلة للفعل أو المتفوقة عليه , وبث الفوضى والرعب في صفوفه , وجعل جميع التدابير والردود والاستعدادات والتدخلات الداخلية والخارجية متأخرة , وفي غير وقتها المناسب .
تبنت (إسرائيل) في إستراتيجيتها "الهجوم الإجهاضي الاستباقي" أو ماتسميه "الحرب الوقائية" . ويثبت تاريخ (إسرائيل) أنها كانت تلجأ إلى هذا النوع من الحرب كلما اختل توازن القوى بينها وبين الدول العربية المحيطة بها,(مثل قيام وحدة عربية , أو توحيد جيوش عربية, أو تسلح حديث واسع لدى هذه الجيوش, أو امتداد المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة أو خارجها, أو إحكام الحصار الاقتصادي , وغير ذلك من الأسباب التي تؤدي إلى إحداث ذلك الخلل). وقد وجد المذهب العسكري الإسرائيلي في نظرية الهجوم غير المباشر منهلا ثَرَا, وبخاصة أن هناك ارتباطا وثيقا بين الهجوم غير المباشر والهجوم الإجهاضي الاستباقي, فجوهر نظرية الهجوم غير المباشر أن النصر يمكن أن يتحقق بصورة أفضل وأسرع مما يحققه الهجوم المباشر بسبب الانهيار المعنوي الذي يحدثه في الخصم . في حين يسعى الهجوم المباشر لإحداث دمار مادي قد ينعكس فيما بعد على الروح المعنوية للخصم . ولايمكن أن يحدث الانهيار المعنوي إلا بالمفاجأة , والمناورة السريعة, والحسم الواضح, وهي عناصر ثلاثة تمثل جوهر الهجوم الإجهاضي الاستباقي. ويمكن اعتبار حربي1956و1967 مثلين على ذلك .
وقد لجأت (إسرائيل) دائما في الحروب التي شنتها إلى أسلوب استفراد الجبهات العربية, الواحدة تلو الأخرى , مستخدمة في ذلك المناورة السريعة والضربة القوية الحاسمة. ويعتبر أسلوب الاستفراد من أنجع الأساليب التي استعملتها(إسرائيل) في إستراتيجية الهجوم غير المباشر . ففي عدوان 1967 بدأت هجوما كاسحا وخاطفا على القوات المصرية في سيناء , ثم انتقلت بقواتها إلى الجبهة الأردنية. وبعد أن احتلت الضفة الغربية بسرعة خاطفة هاجمت الجولان بمعركة قصيرة واحتلته . وبذلك طبقت أسس إستراتيجيتها العسكرية في الهجوم غير المباشر.


الساعة الآن 38 : 02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية