منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   المسرح والسينما والتلفاز (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=132)
-   -   توفي أبو عبد البيروتي فنان المراجل وقبضايات بيروت (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=8943)

هدى نورالدين الخطيب 31 / 01 / 2009 22 : 08 AM

توفي أبو عبد البيروتي فنان المراجل وقبضايات بيروت
 
[align=justify]
انتقل اليوم إلى رحمة الله الممثل اللبناني القدير أحمد خليفة الذي اشتهر على مدى نصف قرن بلقب " أبو العبد البيروتي" وذلك بعد صراع مرير مع المرض في مستشفى رزق عن عمر يناهز الثمانين عاماً.

http://www.14march.org/images2/picshadow_right2.gifhttp://www.14march.org/Admin/images/...s/45346654.jpg
http://www.daralhayat.com/celebritie...jpg_200_-1.jpgوليد توفيق وأحمد خليفة (أبو عبد البيروتي)
غاب أبو عبد البيروتي، «القبضاي» ذو الإطلالة الفولكلورية المدينية، بطربوشه والقمباز والنارجيلة والخيزرانة التي نادراً ما فارقت يده في صوره الفوتوغرافية وعلى الشاشة الصغيرة. أبو عبد البيروتي هو اللقب الذي طغى على أحمد خليفة، الممثل الذي دخل عالم التمثيل من باب الهواية، ليفرض نفسه كشخصية فريدة، طالعة من ذاكرة بيروت وتراثها الشعبيّ الحيّ. وقد عرف بسليقته القوية كيف يحيي هذه الشخصية ويجمع نوادرها ويجسّد ملامحها النافرة في أحيان والمحبّبة دوماً.
ولئن وجدت شخصية أبو عبد في الحكايات والقصص والنكات الشعبية التي طالما تناقلها أهل بيروت خاصة ولبنان عامة، فهو استطاع أن يجسدها، باللحم والدم، وبالحركات واللهجة والعُرب الصوتية.
والطريف أنّ أبو العبد، أحمد خليفة، عمل فترة طويلة في «أطفائية» بيروت وكان، كما يُشهد له، اطفائياً جريئاً تدرّج حتى أصبح ضابطاً أطفائياً ثم نقيباً للأطفائيين في لبنان.
لم تكن اطلالات أبو عبد التلفزيونية كثيرة، لكنه سرعان ما ترك أثره في ذاكرة الجمهور اللبناني لا سيما في المسلسلات الكوميدية التي أنجزها الممثل الراحل ابراهيم مرعشلي ومنها «المعلّمة والأستاذ» وفيه أطل في دور التلميذ المتقدم في العمر، الذي يلتحق بمدرسة الأميين ليتعلم كيف يفك الحرف. وكان حضوره في ذلك المسلسل غاية في الطرافة والألفة. ولعل الجمهور اللبناني لا ينسى أيضاً اطلالته الجميلة في فيلم «سفر برلك» للأخوين رحباني وفيه أدّى دور المقاوم الذي يتربّص بالجنود العثمانيين الذين كانوا يحتلون لبنان أيام جمال باشا السفاح. وأطلّ أيضاً في فيلم «بنت الحارس» للأخوين رحباني .
غاب أبو عبد البيروتي ومعه غابت تلك الإطلالة الفريدة التي تمثل حقبة باتت الآن في طيّ الذكريات.
وكانت نقابة ممثلي المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون في لبنان، نعت الفنان الذي كان «احد المحترفين القلة الذين لعبوا شخصية البيروتي بلا تهافت وبلا مبالغة وبلا افتئات وبلا تقليد، حتى انه عرف بأبي عبد البيروتي، من دون ان يعود الكثير من عارفيه ومحبيه ومتابعيه الى جذوره الاولى.
أتذكر كلمات أغنية اشتهر بها في إحدى مسرحيات الأخوين رحباني مع فيروز ونصري شمس الدين ، على النحو التالي:

تسأله المجموعة " إنت قبضاي ( أبضاي) ؟
يجيب غنائياً: " معلوم أبضاي ، مين هيدا فلان ( من هذا ) ومين هيدا فلان بيتمنوا رضاي إلخ.."
برحيله يفتقد واحد من الشخصيات الرمزية المدينية التمثيلية والمبدعة ومع الكثير من القصص والحكايات والاخبار، الصداقات الجميلة والحماس الابداعي الفروسي والمنتج.

يرحل ابو عبد البيروتي، واحداً من اسر المدينة السبعة او الثمانية من الجيل الملهم الحار الصادق ومن ذلك الحضور البيروتي الانيس والفاعل في ايام مضت بكل تنويعاتها وجماليتها. جماليات متأخرة تنطوي تاريخاً وصوراً واجتماعاً ومرجعيات سياسية وحزبية وعائلية جسدها ابو عبد البيروتي بشخصية كان لها موقعها الخاص الطليعي والمتقدم بعوالمه المرتاحة وبلغة الصفاء المنحوتة برجالاتها.

ابو العبد البيروتي الذي حفظ لنا صورة البيروتي العريق، بالمرجلة والشهامة ونصرة المظلوم ، ابن منطقة البسطة حيث عاش القبضايات واشتهروا.
برحيل ابو عبد البيروتي تطوى لحظات عالية من زمن المناخات العربية العريقة ومن ارث اللحظات العالية بشخصية مصوغة بحميمية ورهافة وكبرياء، ومن اشياء الاحلام وصناعة البطولات.

صارع المرض الذي كان قاسياً جداً عليه لمدة خمس سنوات، وبعزيمته التي اعتادت عليها زوجته وبناته الخمس، ودع ابنه الذي وصل أمس من إيطاليا بدمعة واحدة في اللحظة الأخيرة.

عاش وفي قلبه عتب على زملائه الفنانين وعلى نقابتهم التي شهدت على رحيل اعظم الفنانين اللبنانيين من دون ان تقف وراء حقوقهم او حتى تدعمهم معنوياً بأي تكريم.

ابو عبد البيروتي الذي كان نقيباً للاطفائيين، عمل بجانب التمثيل في اطفائية الملعب لسنوات، وامتاز بين زملائه بشعار "الصراحة والاستقامة"، كان وفيا لعمله ما جعل منه بطلاً يشهد له كل من عمل في الاطفائية في العام 1982 أيام الاجتياح الإسرائيلي في بيروت وكانت له مواقف وطنية عندما اصر على القيام بدوره وحيدا مع صديق له خلال الحرب اللبنانية حتى أن أحد رجال بيروت عندما قام بقتل جنديين إسرائليين جلسوا بكل صلف ووقاحة على أحد المقاهي في بيروت، صوب مسدسه لهم قائلا: " خذوا هذه الهدية من أبو العبد البيروتي" قبل أن يرديهم.

رحل احمد خليفة ولم يكرّم كبطل في الاطفائية.

رحل ابو عبد البيروتي ولم يكرّم كفنان بيروتي ولبناني.

وجه تاريخي آخر يغيب على صدى التغيرات الكبرى في المنطقة، رمز يبقى رمزا حتى في الغياب ، ذاك الذي يحول غياب الكبار الى حضور".
شيع الراحل بعد صلاة اليوم الجمعة في جامع الخاشقجي - قصقص في بيروت.

رحمه الله ورحم كل من حفظ لنا تراثنا العربي الأصيل متمسكاً بالقيم الأصيلة.



[/align]


الساعة الآن 37 : 11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية