منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ساشتكي الأجداد فيكم / مسرحية شعرية (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=9060)

خالد حجار 09 / 02 / 2009 53 : 07 PM

ساشتكي الأجداد فيكم / مسرحية شعرية
 
المسرحية الشعرية
سأشتكي الاجداد فيكم
رحلة عبر العصور
بقلم :خالد حجار
كلمة المؤلف :-
إنه لمن دواعي سروري أنْ أضع هذا العمل لأهلنا في هذا الوطن الموجَّع والمثخن
بالجراح، كي أرحل بهم إلى أولئك العظماء ، فيتعرفوا على عظمتهم، ويسيروا على
نهجهم، فيعيدوا أمجاد الأمة بهذا النهج العظيم، حيث الأبطال الذين حملوها على
رماحهم إلى العلياء، فجعلوها تتعانق مع ذُرا المجد فإذا به يخرُّ ساجداً أمام هذه
العظمة، التي بُنيت على العدل، والإخاء، ونبذ الفرقة ،والارتقاء بالعلم، حتى أوصلوها
إلى عَنان السماء، فلهؤلاء ولائي وطاعتي وشكراً.
























أجزاء المسرحية

1 -الفصل الأول

أ‌. التمهيد للرحلة

ب‌. بداية الرحلة إلى العصر العباسي والدخول فيه والحوار مع أمير المؤمنين والانتهاء منه 0
ت‌. الرحيل إلى العصر الأموي بدمشق واللقاء بالخليفة عمر بن عبد العزيز ،ومن ثم متابعة الرحلة
ث‌. الرحيل إلى العصر الجاهلي والالتقاء بالشيبانيين عقب ذي قار ومحاورة الأعشى .
2: الفصل الثاني :المحكمة: وهي محاكمه للعصور التالية:
أ- العصر الجاهلي
ب- العصر الأموي ل
ت- العصر العباسي و العصر الحالي
3 - الفصل الثالث وهو فصل الثورة0

4 الفصل الرابع توقعات عن حال الأمة العربية بعد الوحدة0

















شخصيات المسرحية :_
1) خالد - من العصر الحالي
2) سلوى - من العصر الحالي
3) حاجب - الخليفة العباسي
4) الرشيد - أمير المؤمنين
5) فارس أموي
6) حاجب أموي
7) الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز
8) جريح –بين مجموعة من القتلى –
9) شيبان ( أحد أفراد قبيلة بني شيبان)
10) هاني بن مسعود الشيباني
11) الأعشى "صناجة العرب"
12) القاضي "وهو يمثل ضمير الأمة"
13) المدعي العام "وهو يمثل التاريخ
14) المأمون
15) المعتصم
16) مستشاران للقاضي
17) فرقة استعراضية
18) إمبراطور عربي
19) أربعة وزراء للدولة العربية "وزير النفط، وزير الدفاع، مستشاران،
20) سفراء لأمريكا وأوروبا والصين





نبذة عن المسرحية:
إنها عمل يحاول ربط واقع الأمة الراهن بجذورها عبر تذكيرها بأنها كانت
رائدة الأمم, وأنها تعيش اليوم حالاَ بائسةً سببها التشرذم والأنظمة اللقيطة، وتسرب
الأفكار والمفاهيم الغريبة إليها، وخلعها من جذورها لكي
لا تكون لها قيمة بين الأمم، وتحت شعارات براقة، كالتقدم تارة أو الحريات تارة أخرى،
أو العولمة و الانفتاح وغيرها, لهذا رحلت بواقع امتنا
المتشرذم، الذي سببته الأنظمة وتبعيتها للغرب وخذلانها لأمتها بل والمتاجرة بأوطانها،
وبدماء أبنائها، وإعطاء الغرب وعلى رأسه أمريكا،
خيرات الأمة ومد يد أمريكا والغرب إلى أوطاننا؛ لكي يتسنى لها حماية تلك الأنظمة
من شعوبها، ومن ثم تقوم هذه الأنظمة على مصالح الغرب,
لهذا قمت بطرح واقع الأمة على الخليفة العباسي والخليفة الأموي وحتى على العصر
الجاهلي حيث التقيت هانئ بن مسعود الشيباني وأعشى
قيس و كانت لهم ردود فعل سترونها من خلال المسرحية.
أما الفصل الثاني فقد شكل محكمة لكل العصور التي ذُكرت في الفصل الأول،
فالقاضي يمثل الأمة، والمدعي العام تمثَّل بالتاريخ، وقد ضمت المحكمة معظم الأطياف
التي لعبت دورا في صياغة تاريخ المرحلة التي كانوا
فيها. وتم استخلاص عبر هامة تخدم الواقع الحالي الذي نحياه.
وجاء الفصل الثالث بناءً على ما سبقه من مهيئات، وإذ بالثورة العارمة
التي تتوجت بوحدة الوطن العربي الكبير في دولة واحدة على رأسها القائد الأعلى الذي سمي أمير الأمة.
وفي الفصل الأخير الذي حاكى مستقبل الأمة بعد الثورة، كانت صولات
وجولات ومؤامرات، انتصرت فيها الأمة العربية بوحدتها وإرادتها على كل أعدائها.
وفي نهاية هذا الملخص، أرجو أن أكون قد رسمتُ نهجاً بقلمٍ عربي يساعد
في السير نحو الوحدة؛ فبدونها لا يمكن للأمة أن تكون.
والله ولي التوفيق




الفصل الأول

المشهد الأول :-

تفتح الستارة :- على خشبة المسرح.

سلوى تجلس على الأريكة بثوبها المطرز وشعرها الطويل وبيدها ديوان شعري، وتبدأ بالقراءة بصوت منخفض
يدخل خالد ببزته عائدا من عمله كالمعتاد ويقوم بتشغيل المذياع.

المذياع : نواصل تقديم هذه الأخبار من صوت العرب:
بغداد: قصفت الطائرات الأمريكية المنطلقة من أرض نجد والحجاز، مناطق الحظر الجوي
في جنوب العراق مما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين وهدم بعض المنازل.
فلسطين المحتلة:- القوات الصهيونية تقتحم بعض المدن الفلسطينية وتعيث فيها فساداً .
بيروت: الطائرات الإسرائيلية تقصف جنوب لبنان والبقاع فتوقع عشرات والشهداء والجرحى
الخرطوم : قامت البوارج الأمريكية بقصف مصنع للدواء في السودان مما أدى إلى تدميره.
الصومال : ما زالت الاشتباكات مستمرة بين الفصائل المتصارعة هناك
واشنطن: كشف وزير الخارجية الأمريكية عن قائمة الدول التي ترعى الإرهاب حيث كان
ضمنها العراق وسوريا وليبيا والسودان ولبنان والصومال و أكد أن أمريكا ستواصل حربها على الإرهاب.
الخبر الأخير في هذه النشرة:
وزراء الخارجية العرب اجتمعوا في إحدى العواصم العربية، وأعلنوا أنهم لا يستطيعون
عمل أي شيء للفلسطينيين سوى التوسل لأمريكا لفك الحصار وإيقاف القمع الإسرائيلي عن
الفلسطينيين.-وأخير شكرا لإصغائكم والسلام عليكم.
يقوم خالد بإغلاق المذياع وهو يتأوه ويضرب كفيه بعضها ببعض
خالد ببطء:
وطني أمـا يبُكيك يا نجمٌ علا
أنت العريق ودون أرضك ذي فلا
والنور في طيات مجدك ما خبا
إنْ كنـتَ ترقد في الظما مُتألـِّمَا
فدماؤنا ما يوم هيجاءٍ خَبــت
إن أنت تطـلب مُهجتي لن أَبخلا
والروح ذي ثمن رخيص ماغلت
لا لـن تهون وكـنْ علي مُدللا
منْ ثُـلَّـةٍ جوفـاءَ أنت مُكبَّلٌ
فـالصبر يا وطني على هذا البلا




سلوى:
أوَتَشتكي للغير؟
خالد صارخا :ً
تلــك مذلةٌ بل أشتكي للغابرين من الملا
سلوى أعدي للرحيل تزودي فالصبر طال وحالنا قد أُثقِلا
****
سلوى:
قد حزَّ في نفسي تفرق أمـة
حكامها والت عدواً مُجرما
هل قِلَّةُ الفرسانِ هزت أمتي
أو نقص أعتادٍ لكي تستسلما
خالد:
أرض العروبة وُليت لمهاترٍ
فاحتلَّ أقصاها العدو وَأتُخما
وأهان لبنان الأشم بغــزوه
حكامنا أضحت أصم وأبكما
سلوى:
دخل الغزاة بأرض مكة دارنا
وغدا العراق محاصرا متألما
وأقيم للمُورِتان دولة معرض
أنَّى لها أن تزدهي كي تَحلُما
خالد:
سلوى أعدي للرحيل تزودي
فالصبر طال وحالنا قد أُثقِلا


سلوى تتجه إلى أحد الأبواب على خشبة المسرح وتفتحه وتشير بيدها داخله قائلة:

سلوى:

أعـلُ الجواد فأي قطرٍ تقصدُ

الكل مغموم وأين المقعــدُ

لا تنتظر من أمة صرعى بدت
هُزمت وحطمها عدوٌ حاقـدُ
وتشتت أجزاؤها وتـقزمـت
والكـل للأعداء صار يـودِّدُ
خالد :
صبرا أيا سلوى فليست وجهتي
أبغي بترحالي ملوكاً قد مضوا
صنعوا لنا المجد العريق بعزهم
قد سطروا نهجا عظيما يُنهضُ
فتحوا البلاد ودان كـل معانـدٍ
لِحسامهم يـا ليتنا ممن قضوا
سلوى تهز رأسها موافقة ويتجهان من نفس الباب وتسدل الستارة ويعلو صوت حوافر الخيول مغادرة متباعدة "
أي أنهم رحلوا0"وتخرج الفرقة الاستعراضية لتغني النشيد التالي :


وطني أما يبكيك يا نجم العلا
أنت العريق ودون أرضك ذي فلا
المشهد الثاني
خالد وسلوى وخيولهم على المسرح متعبين يُطلِّون على منطقة خلف المسرح :
سلوى:
أَنظر ويا للعين ما هذا تـُرى
أَفوارِسٌ وعلى الجِياد تزمجروا
ارجعْ بنا قد يقتلونك إن رأو
كَ وأنت لست مقاتلا فتشـاجرُ
خالد:

سلوى أما من نظرة قد أُخْليتْ

من أي ظن إنهم جند الـعَرَبْ

تلك القصور بأرض بغدادَ انظري
وإلى أمير المؤمنيـن سَنقْتربْ
ويخرجان من أحد الأبواب وتسمع الموسيقى ثانية , "الموسيقى التي تحوي صوت أقدام الخيل" وتسدل الستارة0

المشهد الثالث:-
يقسَّم المسرح بالإضاءة إلى قسمين وتسلط الإضاءة على الحاجب حسب تنقله بين
باب القصر ودخوله على الخليفة 0
هناك على باب القصر جنديان بلباسهما العباسي الأسود و يحملان رمحين متقاطعين والحاجب بجانبهما من داخل
القصر ؛ يأتي خالد وسلوى بحيث يظهر خالد بلباسه العادي مضافا إليه عباءة وسلوى كما هي بلباسها العصري
وبشعرها الطويل :- يخرج الحاجب أمام الجنديين فيقتربان منه : –
سلوى :
طاب اللقاء بحاجب وخلافةٍ
العدل فيها قد نمَا وترعرعــا
إنَّـا نُـريد الملتقى بخليفةِ
نشكو ا له ظلما طغى وتفرعا
الحاجب:
سأبلِّغ الملك المفدى أمركمْ
فعسى يُكرِّمَكُم بأن يأذنْ... لكمْ

يذهب الحاجب إلى الخليفة وتنتقل الإضاءة مع الحاجب ، يظهر الخليفة هارون الرشيد بلباسه العباسي المعروف
وبهيئته المشرفة بلحية قصيرة وبعمامة سوداء جميلة على عرش الخلافة وبجانبه اثنان من معاونيه و أمامه
مساحة كافية بحيث يكون كرسيه مرتفعا عن الأرض بعدة درجات ويكون جميع من حوله دونه ارتفاعا , تعلق
بعض السيوف والأشياء التي توحي بأنه مجلس الخليفة ,تنتقل الإضاءة مع الحاجب إلى الخليفة ويقف الحاجب
بين يدي الخليفة قائلا بعد أن ينحني إجلالا للرشيد.




الحاجب :
شاهدت مالا يُرتأى في عصرنا
حسناءَ جاءت تلتقيك أميرنـا
تشكو المصاب وما ألمَّ بحالهـا
لا بد من ظلمٍ طغى فأتت لنا
لبست ثيابـا كالجـواري حرةٌ

وعلى يقيٍن ليس ذا بزماننا

الرشيد:
ودَّدْتني للقائهـا وجَـذبـتني
هـلا تعجَّلت اللقاء فننصفا
مظلومـةٌ مـن ظـالمٍ متجبرٍ
ندعو لرب الكون ألا نُخسَفا
الحاجب:
السمع يـا مـولاي هـذا دأبنا
كي يستمر العدل فوق ربوعِنا
ويعم في الأمصارِ عصرٌ لامعٌ
ما في البسيطة ما يُشاكه حكمَنا
يذهب الحاجب ومعه الإضاءة إلى باب القصر ويمد يده إلى خالد وسلوى بإشارة للسماح لهما بالدخول ويدخل
أمامهم حتى مجلس الخليفة وينحني ويخرج، و تبقى الإضاءة كاملة على الخليفة وضيوفه,ينحني خالد وسلوى
للخليفة الرشيد قليلا ثم يتقدم خالد خطوتين ويقول:
خالد :
طاب النهار عليك يا شمس الهُدَى
بين النجوم وأنت مَن صَنـع العـُلا
والحـق أنك قـد صدقت لأُمـّةٍ
وَبنَيتَ مجداً باهِرا مــُتأَصـِّـلا
تـأبى الفوارس أنْ تنالك خشيةً
ويَخـر كُـلٌ سـاجـدا متـذلـلا
سلوى:
نحن الذين تلو عهود المجد مـن
قِـدمٍ وقـد مالت بنا سبل الـبـلا
قد شتت الأعداء شمل عروبتـي
وتمـزَّقـت والجـرم بات محلـلا
وتـوالم الأعداء والويلات قـد
هزت بـنا والحال لـن يــُتحمَّلا
الخليفة غاضبا:
تباً لكـم كيف الغـزاة توالموا
وتقصفت رايـاتنا وتـدنَّسَتْ
أرض علا صرح بها وتوسمت
يـا للمهانةِ كيفَ بعد تـقزمتْ
أقسمْ بـأنَّكمُ خـذلتم سـالـفـا
وتمرغت فينا الفوارس وانحنتْ
عـودوا لِـرشدكمُ لتحيوا أمـة
وتوحدوا وادعوا إلى لمِّ الشَتتْ
اعلـوا لكم عـلما وحيدا يجمعُ
لا ترحموا فيكم دعيَّاً إن ثبَتْ





سلوى :
لـكننا أسرى لحكـامٍ غـدوا
ألعـوبة بيد الأعاجم أتقنوا
فـن النفاق على دماء شعوبنا
وتجارة الأوطان فيها أمعنوا
الرشيد :
جـَمـْعُ القُوى نهج مهم أوَّلُ
والعلـم والأيمان نبع فانهلُـوا
بهما تُعزُّوا عن أولئكَ كلـّهم
ولّـوا عليكـم بينكم من يَعقلُ
ادعـو الشعوب تهبُّ هبة واحدٍ
ارموا عـروش الظلم لا تتذللوا
بـالعلم تـرقـوا دونه فجهالةٌ
والجهل قد يرمي الفتى بل يَقتلُ

خالد لسلوى هامسا:
لا تفرطي بحديـثـك
فمن الرجولة تنقصينْ
وأنا هنا الرجـل الذي
يروي لـه ما تبتغينْ
سلوى بغضب :
أتغار مني يـا فتى
والله لا أستغـربُ
ليس الرجولة شكوة
إن الرجولة مضربُ
أين الرجولة والفداءْ
لما الغـزاة تغلبوا
إنَّ الرجولة أصبحت
نغمات رقص تطرب
الرشيد مبتسماً:
واللهِ إنك صادقـة
إن كان قـولك بالِغاً
والحق أنْ تتمردي
ليس الرجولة منظراً
والخيل تبغي فارسا
حتى يشد لها الرسن
الرشيد لخالد:
بغداد أين رجالها
فهي المهابة للعربْ
منها تُشَدُّ رحالكم
وتفرجون بها الكُرَبْ
وتوَحدوا أقطاركم
وتكون بغداد العربْ
خالد متألما:
كل الغزاة تزاحموا
حتى الرعاة توالموا
يغزوننا من أرضنا
وولاتنـا تترنـم
والحر بات مقيدا
ومحاصراً يتألمُ
الرشيد يصاب بوعكة صحية ودوار ويكاد أن يسقط من شدة ما سمع عن أحفاده ويأتي اثنان من حراسه ويحملانه
ويدخلانه إلى أحد الأبواب ويأتي الحاجب مسرعا فيستأذن خالد وسلوى ويخرجان وتغلق الستارة تخرج الفرقة
الاستعراضية لتغني المقطع:
جمع القوى نهج مهم أوَّلُ
والعلم والإيمانُ نبعٌ يــُنهـلُ


المشهد الرابع
تفتح الستارة وعلى خشبة المسرح تظهر لافتة كتب عليها دمشق في العصر الأموي ويظهر جنود باللباس
الأموي يتنقلون ويدخل خالد وسلوى على فرسيهما سائرين على المسرح 0في حين يبدو على الجانب الآخر
من المسرح أحد الفرسان ممن يحرسون الخليفة، خالد ينظر على منطقة خارج المسرح قائلا :
خالد:
أشرقت يا فيحاء نورا ساطعا
سحر الروابي فتنة مستعـذبَه
بردى يطوف مفاخراً مـتـألقاً
ملك تعالى والجيوش بمقر بَه
وسيوفهم غصن يلـوح برأسه
ثمر تطيب له النفوس فتطلبَه
بك يا دمشق وقد أُسِرْتُ بنسمة
هاجت بكل مشاعري المتلهبة
سلوى للفارس:
طاب اللقاء بفارس مترجلٍ
من جند يعرب والحسام يدلِّلُ
أكرم ضيوفك إننا نبغي اللقا
بخليفة الرحمن هل نتوصّلُ؟
الفارس:
سهلا نزلتم مرحبا بكما هنا
دار الضيافة أينما شئتم قمـرْ
هيا اتبعاني إنما هي جولةٌ
وأنا من الحراس أعمل للسحرْ
فيسيران معه إلى قصر الخليفة وإذا بهم يلتقون بتاجر ثري تظهر عليه ملامح الثراء فينظر إلى سلوى
بإعجاب وهو مندهش
الحارس:
أهلا بيونس تاجر الشام الأغر
يونس مشيرا إلى سلوى : أهلا بحارسنا وأهلا بالقمر
حسناء من خير الحسان قوامها
سلبت فؤادي إذ رمتني بالنظر
إني اشتريت بألف درهم يا أخي
وعلى يقينٍ أنني منها أُسر




خالد منفعلا:
مهلا لقد أسرفت ويحك إنها
عربية من نسل يعرب من مضر
الحارس:
عربية؟ عربية ؟ أ ومن مضر
حرات يعرب قد غدت ملك البشر؟
يونس متهكما:
وهل العروبة قد بدت في سترها
أم أنّ روما من فُخيذٍ من مضر؟
سلوى غضبى:
يا للسماء ويا لناقوس الخطر
أُشرى أُبـاع كقينة لا تستشر
سلوى لخالد:
هيا نعـود لأرضنا فكـرامتي
أضحت مسخرة لمن منها سخر
الحارس:
عربية حقا وإني مقسمٌ
أن أحمينّهُما وإن رأسي بُتر
يونس:
عار علينا أنْ ننالَ من الذي
يأتي حمانا أو نُذل من استجارْ
امضوا لشأنكمُ فإني نـادمٌ
هلا رأيتم أن أُقدم اعتذار؟
خالد:
هيهـات ينجـي الاعتذار
أو أنْ يـؤثـرَ في قـرار
ويسلمان على بعضهم ويمضيان في حال سبيلهما، ويمضي التاجر وهو يسال نفسه،
ويصلان قصر أمير المؤمنين
خالد لحاجب الخليفة:
بتحية عربيةٍ وأصـــيلةٍ
أبـدأ حديثي والســلام المطلعُ
عربٌ أرادوا الملتقى بخليفة
هلا وصلت بنا إليه فـتــجمعُ
نجلاً بجَـدٍ فارسٍ ومكافحٍ
أنى لنا أن نستوي أو نتـــبعُ
الحاجب:
إني أرى بالافتراء بـلاغـة
سأذيقكمْ شـراً إذا لم تـوصِلا
لـُبِّي بما فُهتم به بـقرابـة
لخليفة الـرحمن هـذا أوَّلا
كيف الخليفة يلتقي نسبٌ له
بكما، بجـاريـةٍ مبرجةٍ طـلا
مع فارسٍ والله ليس بفارسٍ
ما استلَّ سيفاً في الحياة وأرسَلا



خالد :

صبراً أخي فلقد أسأت مرامنا
إنا تلوناكم عصوراً قـد خلتْ
جئنا وقد ضاقت بلادٌ أُتخمت
بشرور نَزعاتٍ نمت وتمددتْ
هذي هي سلوى وليست قينة ً
في عصرنا ما من قيان أُبقيتْ
الحاجب :
إني سأذهب للخليفة مبلغاً
ولتبقيا حتى يرى في أمركمْ
الحاجب ينحني للخليفة قائلاً:
اثنان فروا من ظلام دامسِ
رجل على فرس وليس بفارسِ
ورأيت حسناءً تشاكه قينة
يستأذنـانِ ليدخـلا للمجلسِ
الخليفة:
أدعـوهمـا فليدخلا
والسمع حتى يكمِلا
إني أرى في أمرهم
بغرابـة إذ يرحَلا
فيذهب الحاجب لإحضارهما ويمد يده للسماح لهم بالدخول , فيسيران خلفه حتى يصلا
للخليفة عمر بن عبد العزيز,ينحنون جميعا إجلالا له ويذهب الحاجب إلى عمله ويتقدم خالد عدة خطوات ثم يبدأ قائلا:
خالد:
نور الخليفة أشرقا
والعـدل بـات محقَّقَا
ولقـد أتيناكمْ هنا
نشكو المصاب المُحْرِقَا
أنظـرْ إلى حكامنا
عربٌ ولست مصدِّقـا
للغرب أولوا شأنهم
لولاهم مـا احـرِقـَا
مسرى النبي محمدٍ
والظلم عـمَّ المشرِقـا
الخليفة:
ما الخطب تباً يا فتى
فالقول ليس مُصدَّقا
أين الزحوف وأهلها
وسيوفنا كي تُطلَقا
مسرى النبي محمدٍ
وتعيد مجداً مُشرِقا
يصمت الخليفة قليلا ثم يكمل:
قسماً بـربِ الكعبة
أنَّ الدهـور تفـرقُ
ما الخطب يا أحفادنا
فالأمر بـات يؤرِّقُ






هل ترتدون العار يا
أهـلَ العلا أو يُسرقُ
مجـدٌ وعـزٌ باهرٌ
جَعَلَ الأعاجِمَ تُسْحَقُ
سلوى:
إنَّ الحياةَ غـدت لنا
عبداً تسيَّره العجمْ
شـر الهـزيمة أننا
نستبدل السيف القلم
فالحرب لا ندعو لها
بـل نشتكيها للأمم
حكامنا خرُّوا سجـو
داً للغـزاة بلا همم
خالد:
إنَّ التشـرذم سادنا
هيهات أن نتوحدا
قد جُـزئت أوطاننا
والأمن بات مُهدَّدا
والروم أضحوا إخوة
لولاتـنا والمرشدا
الخليفة:
إني أرى في أمركم
أن تدعوا للصالحا
فالله قـد أهدى لكم
ديناً يُعـزُّ الفالحــا
ومن الكتاب ووحيه
ستخرجون مسالحـا
بهما تـُدكُّ ولاتكـم
والعدل يصبح واضحا
للروم شدُّوا عزمكم
فستدخلون فواتحـا
خالد :
الشعب مُـزِّق بالفتنْ
وَتَـقلَّبت فيه المِحَـنْ
بِـتَـشتت وتشـيع
صاروا يكنون الضغنْ
وتقلدوا بـعـدوهم
قد أنكروا كـل السننْ
قـد أُبْهروا بحضارةٍ
الحـر صار له ثمنْ
الخليفة تظهر عليه علامات الغضب الشديد فيقف يائسا يقول :
بئس الحياة وأهلها

إن سيطرت فيها الفتنْ

ماذا دهى أحفادنا
عصفت بهم سوء المحنْ
ويكرر آخر بيت وهو لا يستطيع حمل نفسه من شدة الفاجعة، ثم يأتي اثنان من حراسه فيحملانه ويدخلان أحد الأبواب ويأتي الحاجب فيستأذن خالد وسلوى يخرجان وتسدل الستارة مع الفرقة الاستعراضية لتنشد المقطع التالي :
يتبع

خالد حجار 10 / 02 / 2009 06 : 02 PM

رد: ساشتكي الأجداد فيكم / مسرحية شعرية
 
إني أرى في أمركم
أن تــــدعــوا للــصــالـحــا
المشهد الخامس :
تفتح الستارة ويكون الوقت مساءً يدخل خالد وسلوى على فرسيهما وإذا بجثثٍ ودماءٍ ذاك مصابٌ بسهم
وذاك بطعنة سيف وملقون على الأرض ولباسهم ملون ليس لهم لون محدد
خالد: إني أرى العجب العجاب بأرضنا
فـي أي واقعة رمتنا الأعْصُرُ ؟
وإذا بجريح عربي كان يحارب في جيش الفرس ويلبس اللباس الفارسي يقف قائلا:
الجريح:
أنتم بذي قـارٍ وتلك معـارك
وفوارس مـن وائل تتزائرُ
قد لقنوا كسرى دروساً في الفدا
وسقوه كأساً بالمرارة يَقطرُ
يا ليتني سيف براحة فـارس
فيسجل التاريخ ثم يسطـر
يا أيها العـربي كـنْ متيقنـاً
ما من وفاءٍ في الأعاجم ينظر
واحفظ أمانة أرضنا وعهـودنا
إنّ الخيانة مسلك متـعـثّـر
وإلى الولاة رسالة من هالـكٍ
إن الخيانة نبتة لا تـثمــر
وسيكتب التاريخ عنهـم ذلـة
وتدوسهم سـاق وفيها حـافر
سلوى:
إني أراك ممرغا بجريـرةٍ
والدمع من عينيك يقطر بالندمْ
إنا فررنا من ولاةٍ مثلـكم
لا بـد أن يتجرعوا هذا السقمْ
ثم يسقط الجريح أرضا بعد أن تشير عليه سلوى وهي تقرأ آخر شطره،
ثم ينظر خالد إلى إحدى
بوابات المسرح المفتوحة قائلا0
خالد : إني أرى نـارا هناك تَوقـَّدَتْ
هيا إليهـا ربمـا نـار الكـرمْ
فالنار تدعو الضيف عند جدودنا
حيث الأصالة والعروبة والشممْ

ويذهبان إليها وتسدل الستارة مع الفرقة الاستعراضية لتنشد:
أنتم بذي قار وتلك معارك
وفـــوارس مــن وائــل تـتـزائــــــر
-:المشهد السادس:-
تفتح الستارة وإذا بخيمة صغيرة على المسرح بكانون نار ويدخل خالد
وسلوى من إحدى أبوابها،
وعلى المسرح أناس يمشون بلباس قديم يحمل عدة ألوان وما إن
يصل خالد وسلوى عندهم حتى
يظهر شاب في الثلاثينات من عمره قائلا لهم:
الشيباني:
سهلا نزلتم مرحـباً
شيـبانُ تُقري من أتى
عمتم مساءً وادخلوا
تلك الضيافةُ فـانزلا

ترفع الخيمة من جميع جوانبها لتكون مشاهدة لدى الجمهور وما إن ترفع الخيمة حتى لا يبقى
على المسرح إلا من كان بداخل الخيمة بحيث يدخل خالد وسلوى إلى الخيمة 0
خالد :
عمتم مساء يا شيوخ الانتصار
ذي قارُ ماست تمتطي خيل الفخارْ
لولا الفوارس من ربيعة لَنحنت
ثكلى ومسلبةٌ تــَئِنُّ ولا تُجـارْ
هذي فـوارس وائلٍ وربيعةٍ
أبداً تذود عـن الحمى بالإقتدارْ
فأجـرتمُ ملكـاً وكنتم أهلهـا
ورددتم جـوراً تـوقـد فاستعارْ
يا نار كسرى نار يعرب سُعِّرت
فلتخمدي جَـللاً لـذاك الانتصار
الشيخ هاني:
يا مرحبا يا مرحبا بضيوفنا
الأعشى:
بل أهلنا هذا اللسان بنينـِنَا
الشيخ هاني:
سهلا نزلتم فاجلسوا
فبكم سيزهو المجلسُ
هذا هو الأعشى ولا
أعشى سواه يؤنـسُ
الأعشى : أما فهـذا شيخنـا
فيه المروءة تُحرسُ
تدخل فتاتان من بني شيبان تلبسان لباساً قديما وتأخذان سلوى إلى خارج المسرح
خالد: إنّا تلوناكم عـــصوراً عـدة
لكننا جئناكـم نشكــو الألم ْ
جورا طغى في أرضنا وتمزقت
وولاتنا صـارتْ قطيعاً كالغنمْ
ترعاهمُ روما ومنها أُرضعـوا
تركوا العروبة والمروءة والذممْ
ماذا تقـول بحاكمٍ متـخـاذل
بـاعَ البلاد ودمية عند العجمْ
ولِكُـلِّ والٍ قـوة روميــة
يرمي بها مـنْ لا يواليه القسمْ
الشيخ هاني:
ثوروا على ظُلَّامِكـم
والويل إنْ تتراجعوا
فبذا سيصلح أمـركم
وعـدوكم يتطيـعُ
إني أرى موت الوغى
فيه السيوف شوارعُ
أولى من العيش الذي
فيه الوضيع سُميدعُ أ
والموت لا يَدري الفتى
في أي يوم يصرعُ ي
ألأعشى:
أين الرجولة والمروءة تردع
حكامكـم كي لا تُعدّ وتصنعُ
أبناء يعرب يصبحون توابعاً
هذا من الأقدار رزء مفـزعُ
تبا لذاك الرأس إن كانت له
رومـا كـأمٍ تستقيه فيرضعُ
فإلى الدناسة والخيانة اتكا
ورمى الطهارة والفضيلة تدمع
ت
يا أيها الحكام في عصر الشقا
كونوا على روما سيوفا تشرعُ
فبذا تجلكمُ وتـركـَعُ ذلـةً
وتكون دوماً منكمُ تـتـروَّعُ

تسدل الستارة، وتخرج الفرقة الاستعراضية لتغني النشيد( خمس أبيات) الذي مطلعه:
ثوروا على ظُلامِكم
والويلُ إنْ تتراجعوا
انتهى الفصل الأول
يتبع

خالد حجار 06 / 03 / 2009 00 : 06 PM

ساشتكي الأجداد فيكم / الفصل الثاني
 
الفصل الثاني

المشهد الأول

:تفتح الستارة , هيئة محكمة، قاض ومدع عام اسمه تاريخ واثنان
على يمين القاضي، مستشاران وثلاثة متهمين يمثلون عصر
ما قبل الإسلام يرتدون لباسا ملونا ،وقاعة محكمة فيها ممثلون من كل
العصور ,يظهر صوت عال : محكمة, يجلس الحضور ويدخل القاضي
ويجلس في مكان ويشير إلى تاريخ بيده فتقف تاريخ قائلة :
تاريخ:
هذا زمـان الجاهليةِ سيــدي
فيه الـتفرق كان مع وأد الـبناتْ
فيه القبائـل قـد تهاجـم بعضها
ومعاشهم غـزو ونهب في الفلاةْ
الـدّم يجمعهـم بـجـدٍ واحـدٍ
لكنهم شتى قبائـل فـي الصلاتْ
يـتنازعـون عـلى بعير تارة
أو للأعاجـم يحـرسون القافلاتْ
للروم يعمل بعضهم حـام لهم
والفرس سيَّس بعضهم بمؤامراتْ
أضحوا سيوفا شرعـا وتنازعوا
للفرس أو للـروم شادوا القاعداتْ
عبدوا الحجارة والكواكب وانحنوا
لحجارةٍ منهـا يـرجّـون النجاةْ
ثم تجلس تاريخ على مقعدها ،يخرج واحد من قفص الاتهام قائلا:
في كل عصر سيئات
ومظالـم ومهـاتراتْ
لكنـكم لـم تذكـروا
حسناتـنـا والواقعاتْ
الوأد هـذا بـــدعة
مشؤومة وكذا الـغزاةْ
والسيف يحسم أمـرنا
ذي قار خير الشاهداتْ
من قال إنا ننحنــي
للفرس نحرس قافلاتْ؟
يخرج متهم ثان من القفص قائلا:
إن الشهامة والـكـرمْ
كانت لنا خير الصفاتْ
صرح الرجولة والشممْ
كنـا لـه خيـرَ البُناةْ
كنا نجير من احتمـى
لو أرهقتنا التضحياتْ
يخرج الثالث من قفص الاتهام قائلا:
أنظر الى تـاريخنا بتمعنٍ
عرجْ على سبأٍ هناك المعجزاتْ
فلقد صنعنا نهضة عربـيةٍ
عجت بكل الأرض تحكيها الرواةْ
بالعلم قالوا إن كل حضارةٍ
تبنى مؤسسة على علم اللغـاتْ
تلك التليدة نحن من روادها
فلساننا علـمٌ كحـد القاسمـاتْ
وغدت بلاغتنا تعجز وارداً
لكنه يأبى العـدول والانفلاتْ
إن الحديث عن القبيلة عزَّةٌ
فلقـد وَقينا أهـلـنـا شر الطغاةْ

لو أنهم كانوا بـدون قبيلةٍ
لـغـدوا فـريسة معتد أو للغـزاةْ

يتقاسمونهم كمـا لو أنهم
إبلٌ يُـقَسِّمُهـا غـزاة للرعــاةْ

وَلَغيّرت أبناء يعرب حالها
وَلقانت العرب الأعاجم في الصفاتْ

أحد مستشاري القاضي:
إني أرى بحديثهم
مـاءً ومـا فيه كدرْ
عذباً أراه بصفوة
وجمالـه سحر البشرْ
إن الكمال لربنـا
والسهل لا يخلو الحفرْ
أحد الجالسين محتجا :
يتعبدون إلى حجرْ
أو ذاك ذنب يغتفرْ
يقف آخر قائلا:
ماذا تقول بعابدٍ
عبد السـفيه من البشرْ
فعبادة لمجمـدٍ
لا خير فيها أو ضررْ
أما عبادة ظالمٍ
ترمي العدالة في الحفرْ
يقف آخر يحسم بينهم:
أنظر إلى كل الأمم
عبدوا الحجارة والصنمْ
مستشار ثان:
إني أراهم قد وقوا
أبناءهـم شر الأمـمْ
حفظوا لنا بلسانهم
علم البيان مـن السقمْ
وفوارس منهم بنوا
صرح البطولة في القممْ
لكـن فيهم سـيئا
قد كان في كل الأمـمْ
القاضي:
إني أرى حسناتهم
يُـذهـبنَ كـل السيأتْ
لكن فيهم نـعرة
عـصبية قـال الـرواةْ
جعلتهم يتشتتـو
ن قبائـلا ومـرادفـاتْ
فلذا نقول لأهلنا
ارموا القبيح من الصفاتْ
وتوحدوا وتكملوا
هذا غـدا حبل النجــاةْ
والعرب دون توحدٍ
كفريسة بيد الــغـزاةْ
تسدل الستارة مع نشيد الأبيات الأخيرة0
المشهد الثاني
تفتح الستارة نفس المشهد السابق والاختلاف أن المتهمين
في هذا المشهد يرتدون الزى الأموي،يدخل القاضي
أحد العاملين قائلا بصوت عال >محكمة< ,يجلس الجميع
يشير القاضي إلى تاريخ فتقف
تاريخ قائلة:

عصر التحول جاء من بعد الفتنْ
هذا معاوية به دخـل الزمــنْ

جعل الخلافة ورثة فـي أهله
يبني أمية قـد عـلا وبها أرتكن

متآمرين على علي في الضحى
ورموا الحسين بسهمها بعد الحسن

فقضوا على آل الرسول محمد
من أجل ملك شيد من شر الضغنْ

دفعوا الأتاوة للأعاجم وانبـروا
في معضلات أنكحت شر الفـتنْ

فرمت علينا بابنـها فإذا به
عصر يضيق من المظالم والمحنْ

فبه غـدا الحجـاج والي دولة
القتل فيها صار من خير السنـنْ

يخرج معاوية من قفص الاتهام قائلا:
أنا الذي دفن الفـتنْ
وصنعت مجدا في الزمنْ
وجعلت ملكي ورثة
أحـمي البـلاد من الفتنْ
وعلي لست أنا الذي
قد قام في فعل الـطعنْ
ما لي يد في قـتله
لست الذي قتل الحسـنْ
وأنا الذي فتح البـلا
د ودب في الروم الوهنْ
أما الأتـاوة هـذه
كانت ضرورات الزمنْ
الأنْدلسْ تحكـي لكم
أفـعـالنا حتى الـيمـنْ
والهنـد والسند التي
دخلت فـوارسنا بهـنْ
يخرج يزيد قائلا:
أما الذي قتل الحسين
فأنا بأرض الــرافدين ْ
قد جاء يبـغي فتنة
ويشق صف المسلميـن ْ
يقف رجل يرتدي لباسا أسودا قائلا:
نجل الرسول محمدٍ
حاشاه من صنع الفتنْ
هذا حديث مخادعٍ
شر وما فيه الحســنْ
فيزيد صار خليفةً
بالسيف والفعل الشَّزَنْ
أحد مستشاري القاضي:
الفعل شذ عن الأصولْ
في قتل أحفاد الرسولْ
هذا هو الفعل الــذي
جعل الخلافة لا تطولْ
فيزيد قـام بفعلــة
شنعاء تأباها العقـولْ
يقف آخر باللباس الأخضر :
مهلا لـقـد اسرفتـمُ
بالطعن في هذا الرجلْ
يقف آخر باللباس الأخضر:
قتل الحسين بـفـعله
قد كان يطمع بالحُكُمْ
رجل بلباسه الأسود:
إن الخلافة للحسيـن
والله خير الحاكميـنْ
ويزيد هـذا سـارق
وأبوه قبله من سنيـنْ
وعلى لسان نبـيـنا
فعلي والي المؤمنيـنْ
رفـقـا بـآل بيتـه
مـن شر كل الطامعينْ
كيف الولاء لمن رمى
بحفيد خير المرسليـن؟
القاضي:
عهد مضى لن يرجعا
فدعوا الخلاف وما وعَى
إياكم من فتنـــٍة
وارموا الذي فيها سعـَى
والفتح كان بعصرهم
أسمى الصفات وأروعـَا
والأندلس تروي لكم
فتحا عظيمــا واسِعَـا
تسدل الستارة وتحرج الفرقة الاستعراضية بهذا النشيد :
يا أنــــــدلــــسْ عــودي لــنــــا
فـــبــقـــرطـــبــه آثــــارنـــــا
قــــســـمــا سنـرجعها غـدا
وبــــهـــــا ســـيـبزغ فــجرنـا
للوحدة الكبرى نــسـيــرْ
فـــيـــها نــحطم قــيـــدنـــــا
القطر للقطر الـــنـــصــيـرْ
لا لـــلـــــحـــدود بأرضـنـا
ومن المحيط إلى الـخـلـيـــــــجْ
ســنــشــيــد حكما آمنـا
ونـــعـــيـــد مــسرانا الـــذي
قـــد أنَّ مـــن حــــكــامنـا
لا بد من إســــقـــاطــهـــم
فـــبـــذا ســـيـــصـلــح امرنـا
سنعود للأنـــــــْــدَلـُــــــــــــس
ْ إن وحــــــــدت أقــــطــارنا

المشهد الثالث

وتستمر المحكمة ولكن هذه المرة يختلف الوضع
عن سابقه حيث المحكمة بهيئتها ولا يوجد أحد بقفص الإتهام:-
أحد العاملين في المحكمة يصيح >محكمة<:-محاكمة العصر
العباسي غيابيا وما إن يتم حديثه حتى يدخل ثلاثة خلفاء
عباسيين يتقدمهم احد الحراس ثم يتقدم الرشيد قائلا :-
الرشيد:
من أنتمُ قولوا لنا
ومن الذي سيُحاكم
القاضي:
أبناء يعرب كلهم
مستشار القاضي:
ماذا ترون بحكمهمْ
الرشيد:
نحن العروبة كلها
المأمون :
بل نحن من أشرافها
المعتصم:
إنّا لها خير الحـما
ةِ ومن بنى أمجادها
بغداد تشهد نهضـةً
عجت بها أمصارها
المأمون :
والعلـم في بستانها
شجر يعانق غيمها
والحرب نحن رجالها
وبها حفظنـا عزها
تـاريخكم يروي لكم
من صان عزة أهلها
التاريخ:
إنَّا نقر فعالكـم
فيكم علا صرح العربْ
وبعلمكم أصبحتمُ
بين المعادن من ذهـبْ
وبنهضةٍ عربيةٍ
السيف فيها قد كتـبْ
سطرتموها نهضة
عجبا يواكبه العجـبْ
الرشيد:
قد جاءنا من عصركم
نبأ يشابهه الكـذبْ
فالغرب ساد بلادكـم
والمجد منها قد سلبْ
وتشتت أمصاركـم
والحكم سيّسه الغربْ
سلوى:
الغرب جاء بجيشــه لبلادنا
عاثوا فسادا والولاة تؤيـدُ
حطوا بمكة واشتروا زعماءنا
وغدا العراق بنارهم يتوقدُ
بغداد أحرقها الصليب بـناره
والقدس، والبيت العتيق يهوّدُ
خالد:
ويهود خيبر أرعبت زعمـاءنا
والشعب مزق بالتحزب يرشدُ
حكامنا صاروا صنيعة غاصب
بثقافـةٍ غـربية يتمسـدوا
دفعوا الأتاوة للأعـاجم جهرة
روما لهم ربٌّ يُطاع وَيُعبـدُ
المعتصم:
الله أكبر كل هذا قد جرى
وطن به المجد العريق تقهقرا
مـا بـالكم أحفادنا أقلعتمُ
عن نهضة وتؤازرون الكافرا
هذا نذير الشؤم عن مستقبل
أنتم به بين الأعاجم مسخرا
المأمون:
بالعلم سيروا واجمعوا أقطاركم
ولتضربوا حكامكم والغادرا
وتوحدوا وتوحدوا وتوحـدوا
بغداد تجمعكم ومجدا غابرا
الرشيد:
بالسيف ردوا كل غازٍ غاشمٍ
كي تصنعوا نصرا يكون مؤزرا
وتوحدوا في منهـج ومآربٍ
لا تجعلوا للغرب فيكم منبــرا
إياكم مـن كل حامل فكرةٍ
غربية حتما يكـون مـغـادرا
خالد:
حكامنا لا يرتضـون معارضا
بل يقمعوا والشعب منهم مرعَبا
والغرب بالأحزاب غذت أهلنا
وضعوا لها فـتنا لكي تتناحـرا
فيسودهم طرا ويحكم موطني
من لا يوافِقْهُ يــكـون مغامرا
الرشيد :
بئست حياة الذل يا أحفادنـا
والموت في وسط المعارك عزُّنا
والجبن حال الخاملين ومنقذاً
للخـائبين وللـوضيع مُـزيَّنـا
المعتصم:
فالمـوت يأتي للخليقة كلها
هل لامرئٍ من جبنه أن يخلدا؟
موتوا كراما فالمذلة عاركم
والموت إن يمهلكم يأتي غدا
يلقى الجبان بكل يوم ميتة
أما الشهيد ففي الممات مخلدا
المأمون :
أدعـو الشعوب لفكرة عربية
ولتبتعد عـن كـل فكـرٍ مبتدعْ
و تخلصوا من سم كل دخيلة
وتوحـدوا جسدا إذا وقع الوجعْ
لا خير في حـكامكم فتلببوا
كي تنتهوا منهم ومـن لهمُ خنعْ
فالخانعون يفلسفون خنوعهم
و هناك من يصغي لهم إن يُختدعْ
واستبدلوا نظماً بنهجٍ واحـدٍ
فالطامعون اذا اجتمعتمْ تُرتــَدعْ
بالعدل سُودو أرضكمْ فيدم لكم
حُكماً عظيماً شأنكمْ فيه ارتـفعْ

تسدل الستارة : مع فرقة النشيد لتنشد آخر الابيات في المشهد .
يتبع

خالد حجار 06 / 03 / 2009 07 : 06 PM

ساشتكي الأجداد فيكم / الفصل الثالث
 
الفصل الثالث

تفتح الستارة: حركة نشطة على المسرح، عسكريون يتحرشون بالمواطنين، مظاهرات،
اعتقالات ، تمزيق أعلام الدول العربية رفع علم الوحدة الشهير، إيحاء للمشاهد بأن الشعوب
العربية ثارت على الأنظمة، الجيوش تركت مهامها القمعية والتحقت بالمظاهرات شهداء و جرحى . فجأة يسمع هذا النشيد .
الإذاعة:
قمْ يـا أخـي فالفجـر قد ناداك

واضرب عروش الظلم في يمناكَا

إنْ كنتَ في مصـرٍ فهيا للفدا
أو كنت في يمنٍ فــزد بخطاكَا
قم يا أخي في أرض نجدٍ واعتلِ
صهوات مجـدٍ غـابرٍ نـاداكَا
كيف السكوت وذاك رأس غارقُ
شرُّ الهزيمة أن يكـنْ أفَّـاكَـا
حكامنـا مكـرٌ وبـانت دربهم
عبدوا العروش وهادنـوا السفاكَا
حكامنـا ظـلمٌ ولا عهـدٌ لهم
والوا الغـزاة وأنكـروا أقصاكَا
حكامنـا الخنزير يأبى دربهم
هم مـن أتى بالذئب في مرعاكَا
فالغدر شيمتهم وهـذا عهـدهم
والغرب سيَّرهُم وقـــد عاداكَا
قم يا أخي وانصرْ أخاك ببقعةٍ
وَطَـأ الثرى والملك تحت خطاكَا
لا تلتمس مـن حـاكم متخاذل
باع البلاد فمن يذود ســـواكَا
وما أن يسمع النشيد حتى تتحد الجيوش مع الشعوب في
المظاهرات ويسيرون كلهم في طريق واحد على المسرح
وتغلق الستارة مع نفس النشيد
المشهد الثاني
أمير على كرسي العرش في بغداد وبجانبه خريطة الوطن العربي
وقد أتــَـت عليه الوفود ، أربعة وفود متتالية ، وفد الشام،
وفد المـغرب الـعربي ، وفد مصر والسودان، وفد الخليج .
يدخل وفد الشام بأربعة أشخاص كل واحد يحمل علم بلد عربي
يـنحني ويسلم علمه فيسلمه أمير الأمة علم العروبة وهكذا مع
باقي الوفود العربية وبذلك تتم الوحدة العربية من المحيط إلى
الخليج وينهى المشهد بهذا النشيد.
يـــا أمــتـــي يــا أمـتــــي
يــــــا أمـــتــي يــــا أمــــتـــي
نــــــهــــج الـتوحـد عـــزتـــي
ســنــشـــيــده بــدمــائــنـــا
ولـــه سـتـخـفـق مــهــجتـــي
يـــــا أمـــتــــي يـــا أمـــتـــي
قــــــد طــــال لــيـلـي يــا لـه
ركبٌ ولا مــرســــى لـــــه
لـكن مـرفـأ بحرنا
قـــد شــيـــدتـــه وحـــــدتي
يــــا أمـــتـــــي يــــا أمـــتــي
وطــــن الـــعروبة أرضنا
بـــغــدادنا فـــيــــحــــاؤنــــا
ومــــن الــربــاط إلى مــنى
عــلـم الــعــروبــة رايتــي
يــــــا أمــــتــــي يـــــا أمــتـي
ما عاد يحكمنا الخؤون
ذهب الـتمـزق والــسجـون
الــيـوم ارضــي لــن تـهون
والـقـدس تـشـهـد غــايــتـي
يــــا أمـــتـــي يــــا أمـــتـــــي
الـقـدس عـادت من جديدْ
لـلعُربِ بـالجيش الـعـنـيد
ما عـاد شـعبي كالعبيد
قـد حـرَّرَتـهـا ثـورتــي
يــــا أمـــتـــي يــــا أمـــتـــــي
يتبع

خالد حجار 27 / 03 / 2009 40 : 04 PM

رد: ساشتكي الأجداد فيكم / مسرحية شعرية
 
[align=center]
الفصل الرابع
المشهد الأول:
محاكاة المستقبل :"على خشبة المسرح يدخل أمير الأمة مرتديا عباءة وبهيئة إمبراطور بحيث يوحي
أنه أعلى سلطة في الدولة ويكون في بغداد، يجلس على العرش و على يمينه خريطة الوطن العربي
بكامل أجزائه بما فيها الأندلس وإقليم أو جادين و غيرها من المناطق المحتلة وهو جالس يتأمل في
الخريطة يضع يده على إثيوبيا تارة والأندلس تارة أخرى وإذا بوزير الدفاع يدخل مسرعا.
الأمير :
ماذا وراءك فلتقـلْ
وزير الدفاع :
أمرٌ أتى وعلى عجـلْ
مجموعـة مـتمرده

ومطالـبٌ أن تـستقلْ

يدعمهُمُ الغرب الذي
يبغي تفـرقـنـا دولْ
الأمير :
دقوا طبول الحرب هيا من جديدْ
ولتسحقوا المتمردين ومن يريـدْ
نـهـجُ التشرذم والتمرد إنَّـه
يبغي التفرق كي نكون كما العبيدْ
وتجـارة النفط أوقفـوها كلها
حتى يعود الغرب يركع من جديدْ
الوزير :
هذا هو الرأي السديد
بالحرب نحمي ما نشيدْ
يخرج الوزير ويدخل أحد مستشاري الحاكم، ينحي ويجلس على يمينه ولكن دونه مرتبة
وإذا بالحاجب داخلا عليهم ينحني ويقف قائلا
الحاجب :
رسل الأعاجم قد أتت للقائكم
ماذا ترون بأمرهم يا سيدي ؟
الأمير :
أدعوهُمُ أحداً أحدْ
وادع القيادة في البلدْ
الحاجب ينحني ويخرج ثم يدخل ثانية ويحضر سفير أوروبا بحيث يدخل وعلى كتفه ربط
علم أوروبا وينحنوا إجلالا للأمير ثم يقف السفير قائلا :




السفير:
يا سيدي وصلت من الأخبارِ
عـن وقف كـل تجارة الأمصارِ
النفط هذا من أهم تجــارة
وبوقفه سنصـــاب بالأضرار
بالأضرارِ
ولنا علاقات بكم قد حسنت
ما بالكم ترمونها في الـنــارِ؟
لسنا دعاة الحرب أو أشرار
بالسلم نـدعـو سـائرَ الأقطارِ
الأمير:
لكنكـم تتآمرون
صفُّوا القلوب لكي نكونْ
متعاونين ببعضنا
لا تدعموا المتمرديـنْ
النفط يبدل بالسلا
ح وكلنا مُتَنفِّعيـــنْ
السفير :
إنـا نوافق رأيكم
ولنبتدئ هـذا العملْ
الأمير للمستشار :
لتشكلوا كل اللجان على عجلْ
المستشار :
سأكون فيها سـيدي حتى نصلْ
الأمير للمستشار :
لنزيلَ كــل تفوقٍ
لهمُ علينا في الحروبْ
أما بهـذا فاوضوا
أو تغلقوا كل الدروبْ
الأمير للسفير :
بلغ حكومتكم بأنَّا جاهزونْ
وغدا نفاوضكم فلا تتعنّدون
السفير :
هل تـأذنوا لي بالرحيل وبالمسيرْ
الأمير:
بلغ سلامي للرئيس وللوزيرْ
ينحني السفير ويخرج. ثم يحضر ثلاثة وزراء هم وزير المالية والخارجية والنفط. يدخل الحاجب
ومعه سفير أمريكا بحيث ربط على كتفه علم أمريكا ينحني السفير ويبدأ قائلاً
السفير بغضب:
إنَّ القرار غـدا خطيرْ
وبلا شبيه أو نظـير ْ
من زرعكم لن تحصدوا
إلا مـن الأمر العسيرْ
والأمـر إنْ لم ترجعوا
فستنتهون إلى مصيرْ
فيهِ الـوبـال عليكُمُ
وعلى الذي لكمُ نصيرْ





وزير الدفاع واقفا :
أتهـددونا بالحروب وبالمصير
إنا لها خير الرجـال ومن يديرْ
وبها سيهزم جيشكم في أرضنا
المجد لا يهوي من الباغي الحقيرْ
مستشار الأمير :
الشمس تحرق من دنا من عقرها
لكنها تُحيي ومنهـا نستنيرْ
الصحصحان بأرضنا ستريـكـُمُ
ما لا تروه بشر يوم مستطيرْ
وزير النفط :
والنفط ذو حـدين أمـا شره
نارٌ على من يعتدي أومن يغيرْ
هذي أراض العرب فلتتعقلوا
والنيل منها ليس بالأمر اليسيرْ
الأمير للسفير:
بلغ حكـومتكم بحبل قـد بتر
مـا بيننا وغـداً لناظـره قـريبْ
لن ننحني أو نستكين لـمـعتدٍ
سنلقـن الغازي دروسـاً لَـن تغيبْ
عد حيث جئت ولا تطأ أوطاننا
والقدسِ، لن تجنوا سوى الأمر المريبْ
يخرج السفير بسرعة فيلتقطه أحد الحراس قائلا:
الحارس :
فلتنحني وتجل قائدنا العظيم
إن لم تُجد سنكون نحن معلميكْ
ثم يقبض على مؤخرة رأس السفير ويحنيه جبرا . يدخل الحاجب بسفير الصين ينحني السفير ثم يقف :
السفير :
طاب النهار على العروبة كلها
الأمير:
وعلى ربوع الصين بالخير الوفيرْ
الأمير للمستشار :
للصين وضع خصصوه محايد
نعم الصديق نكنْ له نعم النصيرْ
السفير:
سنمدكم ما نستطيع وجربوا
سنكونُ حلفاً بيننا نفس المصيـرْ
مستشار الأمير يأخذ بيد السفير ويخرجان وهما يتحدثان
الأمير للقائد العسكري :
هيا نعـد جيوشنـا
ولتحذروا من غدرهـمْ
ادعوا الشعوب وسيِّروا
كل القـوى في حربهمْ



لنكن على رأس الجيو
ش نشـدُّ من أوزارهمْ
القائد يخرج مسرعا ثم تسمع موسيقى حربية صاخبة تسدل الستارة وتخرج الفرقة الاستعراضية بـهذا النشيد:

قـاوم أخي لا تستكن
واضرب أخي لا لا تهن
فالحرب نحن رجالها
سنذود عن أرض الوطن
قاوم أخي لا تستكن
قاوم أخي للنارِ نار
قمْ يـا أخي وَسَط الدمار
رد الغزاة ولا تلـن
لا تبـقِ للغازي معين
قاوم أخي لا تستكن
سدد بحـق دم الجدود
كن صخرة عند الحدود
ولتسحق الغازي الجنود
ولتصنع النصر المبين
قاوم أخي لا تستكن
يحمي العروبة أهلها
بـمحيطها وخـليجـها
للمجد سر سنعيدها
بـالعهد أقسمـتَ اليمين
قاوم أخي لا تستكن








المشهد الثاني:
على خشبة المسرح جنود وبعتادهم الحربي يتنقلون وأناس جالسون على مقهى كتب عليه مقهى
العروبة وموسيقى ثورية عبر المذياع

المذياع : من قلب العروبة النابض من دار السلام نقدم لكم نشرة الأخبار :
انعقد مجلس الأمن الدولي بطلب من أمريكا اليوم لمناقشة ما أسمته الأزمة
العربية وقد وجهت أمريكا إلى الصين والعديد من الدول
اتهامات بأنها زودت بغداد بأسلحة نووية وصواريخ عابرة للقارات قادرة
على ضرب واشنطن ،وقد رد مندوبنا هناك بالآتي:
أن السلاح ليس حكرا على أحد وأنه يحق لنا امتلاك هذه الأسلحة لأجل
الدفاع عن أوطاننا أمام الغطرسة الأمريكية وإننا لسنا دعاة حرب ولكننا
سندافع عن وطننا ومقدساتنا ونفطنا حتى آخر قطرة دم وسنرد الغزاة
حسب ما نراه مناسبا وأخيرا حذر مندوبنا هناك من مغبة أن تتعرض بلادنا
لأي مكروه لان الرد سيكون موجعا وسننقل الحرب إلى أرض العدو.
وجه أمير الأمة القائد الأعلى إلى واشنطن الرسالة التالية:
من أمير الأمة إلى رأس واشنطن المتغطرس أما بعد :
وصلتنا من الأخبار أن بعض البوارج الأمريكية تحاول التقدم إلى مياهنا
الإقليمية لذا نقول لكم إننا سنقوم بضربها وإغراقها فالعين بالعين والسن
بالسن والبادئ أظلم ، وليعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون .
"تسمع الموسيقى الثورية ثانية بحيث يقف الجميع على المقهى متعانقين فرحين"
المذياع :_نواصل تقديم هذه الأخبار من بغداد : أزمة النفط تتفاقم بحيث
تغلق العديد من المصانع وتوقف حركة السير والشاحنات في أوروبا
بسب الحظر الذي تفرضه امتنا العربية على الغرب قرر حلف الناتو إرسال
وفد مفاوض إلى بغداد لتجاوز الأزمة كي تعود المياه إلى مجاريها حسب
رأيهم . بعد أن فقدوا خيارهم العسكري الفاشل .
وأخيرا انتهت نشرة الأخبار والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته

موسيقى ثانية .حركة عسكرية للجنود علامات فرح ونصر تظهر عليهم .تسدل الستارة
المشهد الثالث
تفتح الستارة :_ يدخل الحاكم بلباسه العسكري ومعه بعض معاونيه ووزير دفاعه إلى المقر.
الأمير للمستشار:_
كـيف الرعية فاعليـن
المستشار:
قـد اصبحوا متطوعيـن
الوزير :_
اقسم بأن شيـوخنا
حملوا السلاح مدافعيـن
يدخل الحاجب ثم ينحني
الحاجب :
وفد الأعاجم قد أتى
الأمير:
مهلا ودعهُ ينتظر
تسمع موسيقى الحرب ثانية ويظهر مجلس القيادة في نقاش مستمر وبعد فترة يصفق الأمير فيحضر الحاجب
الحاجب:
مولاي سمعا سيدي
الأمير :
ادع الأعاجم تأتني
الحاجب ينحني ويخرج ثم يحضرهم بلباسهم المدني ومعهم السفير الأمريكي السابق ينحنوا جميعا
الأمير للسفير :
قد قلـت لَكْ أن لا تَعُدْ
يشير إلى أحد الحراس قائلا:
هيا اخرجوه من البلد
يأخذه حارسان إلى خارج المسرح
يتقدم أحد أعضاء الوفد قائلا :
لا لن يفاوضكم أحد
وزير الدفاع :
عودوا إلى حيث انطرد
يخرجون جميعا وتعود الموسيقى وتبدأ المشاورات في مجلس القيادة لبرهة من الوقت يدخل الحاجب ينحني ثم يقول :




الحاجب:

وفد جديد قد وفد

الأمير :_
صبراً ولا تدخل أحد
يخرج الحاجب وتعود الموسيقى والمشاورات ثم يصفق الأمير فيحضر الحاجب


الأمير:
إات لنا بالأجنبي
الحاجب:
سمعا وطاعة ،سيدي
يحضر الحاجب الوفد الأجنبي ينحنوا جميعا حتى يرفع الأمير يده سامحا يتقدم أحدهم قائلا :
رئيس الوفد:
طاب النهار على العربْ
وعلى الأمير وما اصطحبْ
الأمير:
مـاذا لديكم أوجِـزوا
لا أذْنَ تصـغـي للخطبْ
رئيس الوفد :
سـِلمٌ وفيه صلاحنا
بين الأعاجم والعربْ
فيه تصان بلادكـم
وتيسرون لنا الطلبْ
ونعيد سابـق عهدنا
والأمن فينـا يستتبْ
الأمير :
سلمٌ بـدون دسـائسٍ
لبلادنـا كـل القـرارْ
زمن الدويلات انتـهى
وبه مضى عهد الصغار
وزير الدفاع:
ستسلمونـا مـا لنا
أمـوالنـا والادخـارْ
والهاربين من الأعا
رب عندكمْ يوم الفرارْ
ولِكل دولة تستجيب
لأمرنا يـنهى الحصارْ
سفير أوروبا :
إنّا نوافق شرطكم
وغـداً ننفذه لكـمْ
سفير اليابان :
إنـا نؤيد رأيكم
فلترفعوا عنا الحصارْ
ممثل أمريكا :
أو تأذنوا لي بالرجوع إلى الوطن





الأمير يمد يده بالموافقة فينحني السفير الأمريكي ويخرج و حيدا ويجلس سفير اوروبا
واليابان مع المستشار العربي فيسلمهم رسائل ويسلمون على بعضهم ويفترقان.
تسدل الستارة مع الموسيقى ومع هذا النشيد:

آن الأوان إلـــــى الـــغـــضـــــب
الله أكـــــبــــر يــــا عــــــربْ
نـفــط الــعــروبـــــة لـــلـــعـــرب
نـــصــر الـــعــروبـــة بـالـعــربْ
أدعو الـــشـقــيـق إلى الشقيق
الـكـل في نــفــس الــطريـقْ
الــنـصـر صـار لـنا صديق
وتـــوحـدت أرض الــــعـــربْ
فـــإلى دمــشــــق مـــن الــيــمـــــن
عَـــرِّجْ تـــــرى فـــعــــل الزمنْ
شــعــب الــــعـروبة مـا وَهــــــنْ
بـــغـــدادُ تــــشــهد والكتبْ
إنـــا نــــرى فــعـــل الجــــهـــــــــاد
قــــد ســـادنـــا في الاعـــتــقاد
عَــــجــَّـــت بــــنـــا كـل البلاد
فــالحـــرب نــحـــن لــهـا حـطـبْ
بـــالــســيــف نـحـمــي أرضـــنـا
تــــاريــخـــنــــا أمـــجــادنــــــــــا
يـــا ابــــن الــعــروبــــة ســر بـنــا
لـــلأنـــدلـــس أرض الـــعـــربْ
الأنـــــدلــــس وطـنـي السليب
وبـــه الـــعــروبـــة لــن تـغـيــبْ
في قـــــرطبـــــة أمـــجــادنـــــا
قـــبــل ثـراهـا كـي يـجيـبْ
يـــــا ذاهـــبــــا لــِـطـُــــلـَـيـْـطـِـلا
بــلــــغ تــــحــــيـــــاتـــــي الـــفـلا
دَمــُـنـــا رخـــيـــص مــا غـــلا
حــتــى تــعــود إلى الــــعـــــربْ
آن الأوان إلى الغضب
الله اكــبـر يــــا عــــــــــربْ
نـــفـط الــعـروبــة لـلعـــــــــرب
نــصــر الـعـروبة بـالـعـــــــربْ









تمت بحمد الله المسرحية الشعرية :سأشتكي الأجداد فيكم وكلي
أمل أن أكون قد قمت بعمل يخدم الأمة العربية العظيمة بتاريخها
وأمجادها راجيا أن تلتمسوا لي العذر إن أخطأتـ وإني بهذا العمل
الأدبي قد وضعت بين أيديكم عملا يحاول ربط هذا العصر بعصور
الأمة السابقة،فلا سبيل لشجرة أن تنمو دون جذور وكذلك الأمة
والله ولي التوفيق

[/align]


الساعة الآن 53 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية