منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قال الراوي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=165)
-   -   دموع حارقة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=9318)

فريدة ابراهيم 27 / 02 / 2009 55 : 01 PM

دموع حارقة
 
في غفلة منك،يخطف المساء حضن أمك،ثم لا يكتفي بتلك القسوة،بل ويعاند حزنك ،فيخطف - في غفلة منك دائما - أباك ...

يسكن البرد كامل جسدك..تنحني قليلا لتبحث عن إخوتك..فيخبرك الناس...أن قنبلة انفجرت في السوق فأخذت عددا لا بأس به من أفراد حيك...

لا تصدق كلامهم...!!! تهرول شارد الذهن خائفا ... باكيا.. ولكن في صمت..؟؟

تدق باب جاركم، منذ سكن الغزاة حيكم..

تدق.. وتدق..وتدق ... لا أحد يسمع ...لا أحد يرد...

يعاودك الخوف مراتا حزينة...

تنظر يمنة ويسرى... تبحث عن خيال بشر تسأله ،عن الباقين...

يرد الصدى في داخل حزنك... لم يبق من حيك الاك...؟! تدمع عيناك... يتزعزع كيانك..

تأخذك الرعشة المسائية التي إعتدتها..لما تفقد شخصا قريبا..

تذكر ..حضن أمك المنقذ في ساعة الشجن.. يربت على كتفيك....ثم يمسح على شعرك...

ليمسح ما تبقى من حزن ليس لك يد فيه...

تنظر حولك...لا شئ غير أشباح آدميين كنت تعرفهم ..كانوا هنا ...يزرعون الأرض...يقطفون الزيتون..

ويكومون السلال المملوءة بالأفراح...ثم يوزعون ما يفيض من أفراحها ،على الأطفال اللاهثين وراء حزمة أحلام ...

يتقاذفونها...ويحضنونها حينا ، وحينا يحررونها في الفضاء.

تحاول السير...تأبى رجلاك التحرك،تحاول مرة أخرى..وأخرى..لا فائدة ...

تسند ظهرك للجدار ...وتستسلم للنحيب..بدموع حارقة.

فريدة ابراهيم



















رشيد الميموني 27 / 02 / 2009 30 : 04 PM

رد: دموع حارقة
 
إيقاع سريع لقصة تحمل من الشجن والأسى الشيء الكثير .. ننساق مع أسلوبها المتسارع نحو المجهول .. حيث ينتفى الدفء و الحميمية اللذين يسكنان الروح والقلب مادام الشمل ملتئما ..
أختي فريدة .. تحية لك على هذه اللمسة التعبيرية وإن شابها حزن وأسى ..
دمت مبدعة .

فريدة ابراهيم 27 / 02 / 2009 56 : 09 PM

رد: دموع حارقة
 
اخي الكريم

اشكر لك مرورك وكلماتك المفيدة

لكن هل لك ان تعطيني صورة لا يشوبها الحزن والاسى في حياتنا؟؟؟

انها اصداء نفس متعبة بالوضع الذي آل اليه حالنا ،وحال أطفالنا المشردين

فالقصة جاءت بعدما رأيت صورة طفل لايتعدى الثامنة يستند الى الجدار ويبكي بحرقة

قد يكون طفلا فلسيطنيا أو عراقيا لا ادري

لكن القاسم المشترك بينهما أن الدموع بدت لي تشق خده شقا

كما الحزن والأسى يدمر قلبه

وإحساس الفقد كان باديا عليه

زعزع كياني ،وجعلني ابكي لفقده

ولا ادري ان كنت نقلت ولو جزء من عشرأحساسه

وصورته لا تفارقني


تقديري واحترامي
فريدة ابراهيم

نصيرة تختوخ 17 / 08 / 2012 40 : 12 PM

رد: دموع حارقة
 
عندما ينعدم الأمان فإن هاجس الموت والحزن يستأسدان.
تحياتي لك أستاذة فريدة وواقع أفضل نتمناه لكثير من البلاد التي أصبحت الانفجارات جزء ا من واقعها
.


الساعة الآن 55 : 09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية