منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   المنتدى.الثقافي.لكندا.وأميركا.وأوستراليا (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   ما بين كندا والانتماء (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=948)

هدى نورالدين الخطيب 13 / 01 / 2008 15 : 07 PM

ما بين كندا والانتماء
 
[frame="4 10"]
ما تصنعه الغربة في النفوس تضيق له و به الصفحات! ..
حقاً لا نعرف قدر الحب إلاّ مع الفراق!!

مع أوّل شمس أشرقت عليّ في كندا، مرّ الكثير من السنوات و لا أنسى ذلك الصباح!

كنت أنظر إلى السماء إلى الأرض إلى كلّ ما حولي بهلع!


برد شديد في الروح و القلب منّي يكاد أن ينخلع من هولها....

فطام الروح عن مدينتي التي عشقت و الهوى العربي الذي ما تنفست من قبل غيره!

أحسست بأنّي أختنق من لوعة الهوى و الفراق و الهواء غريب يصعب تنفسه

كلّ شيء بدا كئيبا من شدّة غربته حتّى الطبيعة بدت لي مخيفة رغم جمالها، كالرضيع الذي أخذوه من حجر أمّه و وضعوه في حجر غريب.........

مع الزمن تغيّر الحال

أنا الآن أحبّ كندا .. أحبها بصدق .. حبّ التعود و الوفاء لبلدٍ احتضنني و عشت بخيره سنين طويلة و حملت جنسيته.. و ما الردّ على الجميل بأقلّ من الوفاء...

أخاف من انفصال مقاطعة كيبيك عنها و أخشى على مقاطعة ألبيرتا من المطامع الأميركية بها ....


لكنّ هذا الحب يختلف عن معنى الوطن و الارتباط بالتربة و الإحساس بالانتماء.

لا أحبّ أهلي بقدر ما أحسنوا إلي..

أحبهم في كلّ الأحوال لأنهم أصلي و لأنّي منهم و دماؤهم تجري في عروقي، أحبّ جدّي و أنا لا أعرفه و لا أعرف شكله و لا مشاربه! أحبه لأنّ جذوري تمرّ عبره و لأنّي امتدادٌ له...

لست غربية و لا كنت شرقية و لا حتّى بخصوصية المعنى شرق أوسطية...

أنا الجسر الذي طالما وصل بين هؤلاء و لست منهم
أنا عـربية.. لا أجيد أن أكون إلاَ عـربيـة
عربية الهوى و الأحلام من المحيط إلى الخليج، ما زلت أبكي كالنساء مع محمد (أبو عبد الله) ملكه الذي ضاع في الأندلس
أكثر ما أحبّ بلاد الشام من الاسكندرونة و حتّى جنوبها الحبيب الأسير فلسطين، أنسجم مع تربتي و أفهم حدود وطني من نبض الإرسال بين ذرّات ترابه و بيني بعيداً عن سايكس بيكو و ما قبله و بعده، حتّى حين وقفت على أرض جزيرة قبرص يوماً، لم أفكّر بالتغيير الديمغرافي الذي حلّ بها و لا الدول التي تتنازع عليها، أصغيت لنبض التربة فيها و قرابتها من لحمي و شراييني...
و أحبّ المدن إليّ اثنتان، إحداهما حملتها بين ضلوعي وفي نبض قلبي دون أن أراها، هي المنى و جنّة أحلامي و الثانية ولدت و نشأت في حضنها، هما معاً جذوري من أبي و أميّ،
حيـفـا السليبة و طرابلـس الحبيبة .
و مع هذا أنا إنسانة أدرك أنّ كلّ إنسان في ذاته مميز، أقدّر قيمة الإنسان و أحترمه كائنا من كان...
حين أقرأ التاريخ أو أشاهد فيلما وثائقيا عن الحروب في أي زمان ومكان أتعاطف تلقائياً مع الضعيف و المظلوم و صاحب الحق و أحسّ بالرأفة و الرحمة التي وضعها الله في نفوسنا و العطف على الإنسان كإنسان....
ولكن حين أتابع أخبار فلسطين الغالية و أرى قتيلا أو جريحا فلسطينيا، لا يكون شعوري مجرّد تعاطف و رحمة! الطلقة في صدره أحسّ آلامها تخترق صدري و دماؤه التي تجري أشعر أنها تنزف من عروقي، و حين أنهار من الحزن على عراقنا الحبيب و أنا أشاهد في وسائل الإعلام عراقيٌا (في مثل ما حصل في سجن أبو غريب) يهان و تنتهك كرامته العربية الإنسانية أحسّ بالإهانة موجهة لشخصي و الصفعة طعمها على وجهي و كرامتي!...
هذا هو نبض الوطن الفطري و معنى الانتماء
لست غربية و لا شرقية..





لا أجيد أن أكون إلاَ عـربيـة

[/frame]

سلوى حماد 13 / 01 / 2008 56 : 08 PM

رد: ما بين كندا والانتماء
 
الأديبة الراقية هدى الخطيب،

اسمحي لي اولاً ان اهنئك على هذا الموقع الراقي بمضمونه واقلامه الشامخة

جميل ما قرأت هنا من مفهوم للانتماء ، نعم نحن لا نحسن الا ان نكون عرب، حتى لو أضطررنا لأن ننبت في اماكن اخرى تبقى جذورنا شاخصة صوب تربة الوطن الاصلية.
جربت الهجرة مراراً ، فخروجنا من فلسطين للدول العربية المجاورة كانت اول الرحلة ، تنقلت في اكثر من مكان الى ان حطت بي الرحال في مدينة مونتريال الكندية ، لما تفاجئني التناقضات وكأن للفلسطينيين حصانة ضد كل التناقضات بحكم قدرهم في النزوح والهجرة. عندما لفحتني صفعات البرد القارص في اول شتوية لي في كندا قلت لنفسي " تحملي فصفعة الطبيعة اخف بكثير من صفعة البشر" وبدأت رحلة التأقلم الى ان وصلت لنفس المرحلة التى تحدثت عنها من حب وانتماء لهذه البلد التى اعطتنا حق المواطنة في ثلاث سنوات فقط.

كنت اموت رعباً من حركة الانفصال بكيبك ، وكان لسان حالي يقول كفانا انفصال في وطننا العربي ، لم اعد احتمل المزيد من التمزق والتشتت.
وعندما اسافر لمنطقة الشرق الاوسط كنت أٌنصب نفسي متحدثة عن موطني الجديد ، أٌعرف الناس به ، احكي لهم عنه لأن جزء منه يسكنني
حرصت على ان اعلم ابنائي اللغتين الرسميتين (الفرنسية والانجليزية) حرصاً مني على الانتماء وخدمة هذه البلد التى فتحت لي ذراعيها
شعور الانتماء هو شعور فيه من الوفاء والعرفان بالجميل ، انه ليس بيع لأصولي العربي ، بل بالعكس يعكس مدى وفائي النابع من اخلاقنا العربية الاصيلة.

كثيرون يتشدقون بأننا كمهاجرين قد اخترنا الحل الاسهل الذي يخدم مصلحتنا واننا بعنا عروبتنا من اجل مكتسبات شخصية ، ولكنني اقول لهم بأنه كلما بعدت المسافات عن الوطن كلما ازددنا التصاقاً وولاءً.

اذكر في السنة الأولى لي في منتريال عام 1994 بأنني قمت بالاشراف على الجناج الفلسطيني في الاسبوع الثقافي الذي يقيمه مركز الهجرة (cofi) وكان من اروع وانجح الاجنحة وتضافرت كل الجهود لإظهاره في صورة جميلة توصل للكنديين صورة جيدة عن الشعب الفلسطيني تراثاً وفكراً وحضارة.

سيدتي،
لم اعش يوماً في فلسطين ولكنها تعيش في ، مأهولة ذاكرتي بقريتي التى لم ازرها، مملوؤة رئتي بالهواء المعبق برائحة زهر البرتقال الذي لم اذقه ، مسكونة عيناي بصور من فلسطين رأيتها على الانترنت ولم ازرها ، يا ترى ماذا يمكن ان نسمي هذا الأنتماء؟

أحب عروبيتي وهذا لا يتعارض مع حبي لكندا التى احمل جنسيتها .

موضوع قيم يستحق وقفة ، لكِ مني كل الاحترام والتقدير

دمت بود،

سلوى حماد

هدى نورالدين الخطيب 13 / 01 / 2008 21 : 10 PM

رد: ما بين كندا والانتماء
 
[frame="15 10"]
أختي الأديبة و الشاعرة الأستاذة سلوى حمّاد
أهلاً بك معنا مجدداً كما في أوراق99، كذلك في نور الأدب منتدياتك و منتدياتنا، مرفأ وطني صغير يجمعنا أسرة واحدة..
سعيدة جداً بك و بالغالية الرقيقة الأستاذة جمان
شكراً لك، طبعاً هو مشروعنا المشترك طلعت و أنا، و الآن هو مشروعنا جميعاً في هذه الأسرة الرائعة و التي تكتمل بكم جميعاً و بجهودكم
رائع صديقتي ما كتبت..
نعم نحب كندا و نعرف كيف نكون أوفياء لها لأن الوفاء لا يتجزأ بالإنسان الوفي بطبعه، و إن غادرنا إلى أي مكان نحملها معنا و ندافع عنها إن اقتضى الأمر..
قد تكون تجربتك أقصر و أفضل من تجربتي فالحياة في مونتريال و التي أعيش فيها الآن و منذ بضع سنوات أقلّ غربة و أدفأ نفسياً و روحياً من أي مدينة أخرى في كندا و كل شمال أميركا، و الحياة في شرق كندا بشكل عام أسهل جداً منه في غربها حيث يمكن في ذلك الغرب أن تتكسر كل ألواح الزجاج في داخلنا من شدة الصقيع الانساني المحيط بنا من كل جانب
نعم الفلسطيني مسكين لأنه يحمل فلسطينه جرحا نزفاً من أعماق ذاته و وجدانه أينما حلّ و ارتحل..
طبعاً من يتهمون المغترب بأنه يبيع عروبته لا شكّ أنهم هم شخصياً لا يفهمون معنى الوطن في دخل الإنسان، المغترب سفير لوطنه و يستطيع أن يخدمه و يخدم قضاياه في الخارج أكثر بمرات مما يمكن أن يفعل بالداخل
و لكن الأمر سلبياً أو إيجابياً يعود لتركيبة الإنسان أينما كان و مدى قدرته على العطاء
أنت و أنا مغتربتان فهل فقدنا الانتماء لوطننا و عروبتنا؟ على العكس الانتماء أقوى..
هذا الإنسان الرائع الذي اسمه مازن شمّا مع حفظ اللقب و هو جدير بأرفع أوسمة الدنيا، يعيش في هولندا و يكرس كل دقيقة بحياته من هناك لخدمة وطنه و حقوق هذا الوطن المغتصب في حين نجد أن واحداً قذراً مثل محمد دحلان يعيش في فلسطين فقط ليتاجر بها و بدماء أهلها
في عملي العام و صلتي مع المهاجرين كنت أقول لبعض المسئولين: ( إن أردت أن تعرف من سيكون وفياً لكندا فاسأله عن وطنه الأم ! لأن الوفاء للوطن الأم أولى و من لا يكون وفياً له يستحيل أن يصبح وفياً لكندا )
بالمناسبة الليلة أضفت بعض صور الأعضاء و كدت أضيف صورتك و لكني فضلت لأنةأسألك أولاً و طبعاً تستطيعين إضافة الصورة بنفسك في خانة الصورة الرمزية
لك كل شكري و تقديري على هذا التعليق الأكثر من رائع
و تفضلي بقبول فائق آيات مودتي و تقديري و احترامي
[/frame]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلوى حماد (المشاركة 2671)
الأديبة الراقية هدى الخطيب،

اسمحي لي اولاً ان اهنئك على هذا الموقع الراقي بمضمونه واقلامه الشامخة

جميل ما قرأت هنا من مفهوم للانتماء ، نعم نحن لا نحسن الا ان نكون عرب، حتى لو أضطررنا لأن ننبت في اماكن اخرى تبقى جذورنا شاخصة صوب تربة الوطن الاصلية.
جربت الهجرة مراراً ، فخروجنا من فلسطين للدول العربية المجاورة كانت اول الرحلة ، تنقلت في اكثر من مكان الى ان حطت بي الرحال في مدينة مونتريال الكندية ، لما تفاجئني التناقضات وكأن للفلسطينيين حصانة ضد كل التناقضات بحكم قدرهم في النزوح والهجرة. عندما لفحتني صفعات البرد القارص في اول شتوية لي في كندا قلت لنفسي " تحملي فصفعة الطبيعة اخف بكثير من صفعة البشر" وبدأت رحلة التأقلم الى ان وصلت لنفس المرحلة التى تحدثت عنها من حب وانتماء لهذه البلد التى اعطتنا حق المواطنة في ثلاث سنوات فقط.

كنت اموت رعباً من حركة الانفصال بكيبك ، وكان لسان حالي يقول كفانا انفصال في وطننا العربي ، لم اعد احتمل المزيد من التمزق والتشتت.
وعندما اسافر لمنطقة الشرق الاوسط كنت أٌنصب نفسي متحدثة عن موطني الجديد ، أٌعرف الناس به ، احكي لهم عنه لأن جزء منه يسكنني
حرصت على ان اعلم ابنائي اللغتين الرسميتين (الفرنسية والانجليزية) حرصاً مني على الانتماء وخدمة هذه البلد التى فتحت لي ذراعيها
شعور الانتماء هو شعور فيه من الوفاء والعرفان بالجميل ، انه ليس بيع لأصولي العربي ، بل بالعكس يعكس مدى وفائي النابع من اخلاقنا العربية الاصيلة.

كثيرون يتشدقون بأننا كمهاجرين قد اخترنا الحل الاسهل الذي يخدم مصلحتنا واننا بعنا عروبتنا من اجل مكتسبات شخصية ، ولكنني اقول لهم بأنه كلما بعدت المسافات عن الوطن كلما ازددنا التصاقاً وولاءً.

اذكر في السنة الأولى لي في منتريال عام 1994 بأنني قمت بالاشراف على الجناج الفلسطيني في الاسبوع الثقافي الذي يقيمه مركز الهجرة (cofi) وكان من اروع وانجح الاجنحة وتضافرت كل الجهود لإظهاره في صورة جميلة توصل للكنديين صورة جيدة عن الشعب الفلسطيني تراثاً وفكراً وحضارة.

سيدتي،
لم اعش يوماً في فلسطين ولكنها تعيش في ، مأهولة ذاكرتي بقريتي التى لم ازرها، مملوؤة رئتي بالهواء المعبق برائحة زهر البرتقال الذي لم اذقه ، مسكونة عيناي بصور من فلسطين رأيتها على الانترنت ولم ازرها ، يا ترى ماذا يمكن ان نسمي هذا الأنتماء؟

أحب عروبيتي وهذا لا يتعارض مع حبي لكندا التى احمل جنسيتها .

موضوع قيم يستحق وقفة ، لكِ مني كل الاحترام والتقدير

دمت بود،

سلوى حماد


آنست نوراً 14 / 01 / 2008 49 : 11 PM

رد: ما بين كندا والانتماء
 
:smile:

وأنا سعيدة

بقراءتكم

وبانضمامي لمثلكم

نسأل الله أن نعود لحضن أوطاننا

قبل أن يتحقق فينا البيت الأخير

للشاعر

أحمد مطر
هَـرِمَ الناسُ .. وكانـوا يرضعـونْ
عندما قال المُغنّي : عائـدون .
يا فلسطينُ ومازالَ المُغنّي يتغنّى
وملايينُ اللحـونْ
في فضـاءِ الجُـرحِ تفنى
واليتامـى .. مِن يتامى يولـدونْ .
يا فلسطينُ وأربابُ النضالِ المدمنـونْ
سـاءَهمْ ما يشهـدونْ
فَمَضـوا يستنكِرونْ
ويخوضـونَ النّضالاتِ
على هَـزِّ القناني
وعلى هَـزِّ البطـونْ !
عائـدونْ
ولقـدْ عادَ الأسـى للمـرّةِ الألفِ
فلا عُـدنا ..
ولا هُـم يحزنـونْ !

سلوى حماد 15 / 01 / 2008 12 : 12 AM

رد: ما بين كندا والانتماء
 
[frame="1 98"]
ما أجمل ان تجمعنا الغربة ، وما اجمل ان يجمعنا وطن نحمله ونزداد التصاقاً به كلما ابتعدنا عنه

اهديكم بيت الشعر هذا والذي كتبته كتوقيع

أتنقل بوطنٍ يسكنني ولم اسكنه يوماً
فلسطين النبض الحي في الأعماق دوماً

[/frame]

نصيرة تختوخ 01 / 04 / 2008 23 : 11 PM

رد: ما بين كندا والانتماء
 
هنيئا لك بعروبتك ،لكن الحمد لله أنك وجدت ذلك التوازن الذي يبعدك عن شبح الغربة طوال الوقت. فبحبك لكندا وبألفتك معها تتجاوزين تلك المعاناة التي مزقت بعض المغتربين قديما.
الحب و الجمال والإنسجام موجودون دوما علينا أن نكلف أنفسنا فقط عناء التأمل و التوقف للعطاء وكما نصب الود و الكرم سنلقى ظلالهما تلاحقنا و ثمارهما تفاجئنا.
دمعتنا وابتسامتنا ستجدان دوما وحتما دموعا و ابتسامات للتشارك فقلب الإنسان الطيب لابد أن يصادف طيبين أمثاله.
تحياتي لك وما رأيك أن أهديك دمعة وابتسامة لجبران خليل جبران:
أنا لا أبدل أحزان قلبي بأفراح الناس و لا أرضى أن تنقلب الدموع التي تستدرّها الكآبة من جوارحي و تصير ضحكا . أتمنى أن تبقى حياتي دمعة و ابتسامة : دمعة تطهر قلبي و تفهمني أسرار الحياة و غوامضها ، و ابتسامة تدنيني من أبناء بجدتي و تكون رمز تمجيدي الآلهة . دمعة أشارك بها منسحقي القلب ، و ابتسامة تكون عنوان فرحي بوجودي .
أريد أن أموت شوقا ولا أحيا مللاً ، أريد أن تكون في أعماق نفسي مجاعة للحب و الجمال لأني نظرت فرأيت المستكفين أشقى الناس و أقربهم من المادة ، و أصغيت فسمعت تنهدات المشتاق المتمني أعذب من رنّات المثاني و المثالث .
بأتي المساء فتضم الزهرة أوراقها و تنام معانقة شوقها ، و عندما يأتي الصباح تفتح شفتيها لاقتبال قبلة الشمس ، فحياة الأزهار دمعة و ابتسامة .
تتبخر مياه البحر و تتصاعد ثمّ تجتمع و تصير غيمة و تسير فوق التلال و الأودية حتى إذا ما لاقت نسيمات لطيفة تساقطن باكية نحو الحقول و انضمت إلى الجداول و رجعت إلى البحر موطنها . حياة الغيوم فراق و لقاء، دمعة و ابتسامة. كذا النفس تنفصل عن الروح العام و تسير في عالم المادة و تمر كغيمة فوق جبال الأحزان و سهول الأفراح فتلتقي بنسيمات الموت فترجع إلى حيث كانت : إلى بحر المحبّّة و الجمال ، .. إلى الله .
وياالله كم تعجبني إنسيابية كلمات جبران!!
دمت بكل الخير و الصحة و الأمان
نصيرة


الساعة الآن 30 : 06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية