![]() |
الأستاذ
الأستاذ صورة تراثية عاشها وعاصرها واستوحاها الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة ********************** قبل ما تصير المدرسه مدرس ، وأستاذها يلبس بدله وطربوش وعوينات ،بدال الدمايه والشاروخ وكِبِر الروزه ويحمل في جيابه دستة أقلام ، و ع كل ذان من ذنيه قلم ، وتحت الطربوش قلم ، ويُنّفُخ حاله لأبو موزه وعصاته أطول منه ، عُمره في حياته ما ابتسم ، و لا حدا شاف سنه ، قالب ع مدار الساعه بوزه قلبه مجرد من ألرحمه ، وعينيه يتلقمطن يقدحن شرار، وأسنانه يصركن ،بهز العصاه اللي هي هيبته مكل حروزه وياما طفَّش تلاميذ ، وكَرَّه ناس في العلم ، وهججهم من المدرسه ، هي المدرسه سجن يا ناس ولاَّ حوزه؟؟ المدرسه حوزة علم ، بس لهذاك العصر قوانين ، وبقت الأرض بدها زُرّاع ،والشباب إلهم عوزه والشجر والحجر والنبت بده أيادي ، تبحش وتزرع ، تبني و تسنسل ، تزرع الداليه والتينه ، والبرقوقه واللوزه وقبل الأستاذ بقى الخطيب ، اللي شايل هموم البلد ع اكتافه وترى البلد بلاه ومن غيره ، ما بتسوى ساوي هو الشيخ الإمام ، حافظ كلام الله ، هو الوحيد الكاتب القاري ، هو العالم المعلم ، وهو الطبيب المداوي هو اللي بعمل حجاب المريض ، والشريد والطريد ، وكاره لبنت عمه ، وعينه بتتسلبد لغزاله بره مثل واوي والتقاليد بقت تضرب وتقسم ، تجمع وتطرح ، واللي بقوله الكبير لازم يمشي ، ولاَّ بشويه الشاوي وبقى الحجاب معزز لدوره ، وبقى يقَسِّم ع الموس ، إن إتأخرت شاه ولآَّ نعجه بحميها من كل ذيب وعاوي وبقى إيقَرّي القواريط أليف با ، وشوية حساب ، ويحفظهم آيات من كتاب الله ، وشعر منه للوطن وللعاشق الهاوي وبقت هيبته في البلد عاليه فوق ، يشارك الناس فرحها وحزنها وينسف من أكلها ، وتلاقيه للسَّير راوي ولمّا انحسر الكُتَّاب وراحت عصور الجهل والتجهيل ، وصارت وزارة معارف ، إلها مناهج مقرره وفكرها جديد وأسلوبها قايم على أساسات ، وكل جيل يقرا مع جيله ، تيفهم ويناقش ويتعلم مليح ، و يحيا سعيد ودخل نظام العلم الجديد ، مدارس وملاعب وزيّ موحد وأستاذيه منذورين للعلم ، طبعهم قاسي واشديد وأبياتنا وامياتنا بقوا اسعد الناس في ها لأستاذ ، اللي طرازه مستجد على حياتنا ، وموديله جديد وصاتك ها لقواريط ، عليك الكسر وعلينا الجبر ، اضرب و لا تهاب ، خلي عصاتك أطول منك وإيدك من حديد هذا جيل بخاف و ما بستحي ، أوعى الرحمه تلامس قلبك ، إملد فلقه ، إجلد بالعصا ، إصفع بالأيد وبقى الأستاذ ما يحطها في بير خارب ،الله يسامحه ويحسن له ، حي وِلاَّ ميت ، ختيّرنا وطعم قتلاته تحت اسنانا فريد بقى الأستاذ رمز الفهم والعلم ، وقعدته وين ما حل في الصدر ، وإلو الإحترام والهيبه وين ماتوجه و وين ما راح يداوي قلوب الناس ، بحلو الحديث والمعشر ولمعرفه ، اللي انفرد فيها ، تلاقيه قريب من لِقلوب والأرواح بقينا زغار نحلم بصيد الحراذين ، تننقع ايدينا بدمها المسفوك ، تنتحمل الضرب وعُنف الأستاذ السفاح بس بقى الأستاذ حريص علينا ، ويتمنى يشوفنا أستاذيه مثله ، كبار ، سيرتنا مليحه وعطرنا فوّاح وين استاذ أيام زمان من استاذ اليوم ؟؟ الأستاذ، اللي بقى يحكم ويرسم ، عُمُر ما حدا في ساحته طاح والأستاذ المسالم ، اللي بمشي الحيط الحيط ، وتلاقي مين ينط بين اكتافه ، ولهيبة العلم استباح الفرق زغير زغير !!! زمان بقت قوانين الناس ، تعزز دوره ، وتعطيه قوه ، واليوم خلته ملطشه وللجوخ مسَّاح تقرا بلهجة أهل سنجل |
الساعة الآن 30 : 11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية