![]() |
هارب من الموت
هارب من الموت رنين جرس متواصل وطرقات متعددة على باب البيت قبل أن تطلّ عليه وتفتح له الباب تحت تأثير الدهشة ! لقد خطفوا جاري قبل قليل والدنيا مقلوبة بالحي ، لم أجد مكاناَ أأمن من هنا فأتيت . حضنته مرحبة به ولتهدأ من روعه ثم ارتمى على الأريكة وأشعل سيجارة على الفور وهي ما زالت تنقل نظراتها الحائرة إليه ثم باغتته بالسؤال هل ستمكث هنا ؟ فأجاب على الفور: نعم . لا . ردت عليه مسرعة ، لن تبقى هنا سأعطيك عنواناً أكثر أمنا ًمن هنا . قام إليها أخذها بين ذراعيه وضمها إلى صدره وهو يقول : لكني محتاج إليك أنت ، أنا محتاج إليك آلا تسمعيني أريد أن أبقى الليلة هنا . لكني أخشى أن يكون أحدهم قد تبعك إلى هنا ، لا أريد أن أزج بنفسي بالمشاكل ، الأوضاع هذه المرة مختلفة تماما، أمّا هناك كل شيء بعيد عن الأنظار وآمن تماما. هز رأسه موافقا ً : نعم ، ولكن ليس الآن أنا الآن محتاج إليك ، محتاج أن أتنفس هواءً نقياً لبعض الوقت ،لا تخافي في الصباح سأغادر، تعالي إليّ وضمها بقوة شديدة إلى صدره ولم تمضِ ثواني حتى سمعت طرقات شديدة على باب المنزل ، انتفض كالملسوع وخارت قواها هي ، هل يتبعك أحد ؟ فيجيبها :لا أعلم لا تفتحي الباب ، لا تفتحي لهم . نظرت حائرة حولها فوجدت النافذة مفتوحة بادرته على الفور أخرج من النافذة وأخذته من يده بقوة وأشارت له : تسلق هذه الماسورة ستؤدي بك إلى سطح المنزل ويلاصقه سطح الجيران أقفز إليه ثم انزل السلالم . ربما تكون بأمان .. ودفعته بكلتا يديها ثم ذهبت مترددة لفتح باب البيت ، وما أن فتحت الباب حتى وجدت مجموعة من الرجال بحالة ارتباك وذعر شديد . إذا سمحت مفتاح السيارة معنا مصاب ، نظرت إليهم بوجوم ، أعاد السؤال أليست سيارتك هذه وأشار إلى السيارة بالأسفل أعطيني المفتاح ، ركضت إلى المفتاح ناولته إياه وأغلقت الباب ثم ركضت إلى النافذة وأخذت تنادي عليه ربما تلحقه قبل أن يذهب لكن عبث لا مجيب تركت النافذة مفتوحة ربما يعود بعد قليل ، أجالت ببصرها في أركان الغرفة تسترجع ما حصل وقع نظرها على علبة سجائره ملقاة على الأريكة، ركضت إليها ،حضنتها ، شعرت بالندم ، بالقهر ، بالحيرة وغرقت بالدموع. |
رد: هارب من الموت
قصة تسير على إيقاع متسارع الأحداث ، يمتزج فيها الشوق بالتشويق .. نواكب انفعالات المرأة و قلقها منذ البداية ، ونحس بمعاناتها حتى النهاية . نحس بأن هناك خطر يتهدد الاثنين . ويبدو لي من الأحداث أنها تتعلق بالمقاومة أوبنشاطات سياسية .
شكرا لك ميساء و دام إبداعك . |
رد: هارب من الموت
[marq] اخي رشيد نعم صدقت اخي القصة تتحدث عن فترة الاقتتال الداخلي في غزة بالاونة الاخيرة بالتأكيد القصة ليست واقعية مئة بالمئة ولكن معظم الاحداث اخذت من فترات حروب متنوعة وتم تجميعها بحيث بدت كالتالي . شكرا ً اخي رشيد ودمت بالف خير [/marq] |
رد: هارب من الموت
هارب من الموت ، دارما انسانية تشرح قمة المعاناة التى يمر بها البشر هناك في ارضنا المحتلة مازال هناك اناساً يعيشون ، ولديهم احاسيس انسانية مثل باقي البشر بالرغم من ان الموت يسكن كل ناصية ، الا ان هناك قلوباً تدق ، وهناك عيون تطمح لرؤية الأحبة ، وهناك أفئدة معلقة بخيوط واهية ليوم يجمعها مع الغائبين هارب من الموت الى ذراعي الحبيبة ، هي بمثابة امنية اخيرة لمن يطارده الموت في كل لحظة هارب من الموت هو نفسه الهارب الى الموت تحت ضغط الظلم والخوف والفزع رائعة بكل المقاييس يا ميساء، دمت بألق ايتها العزيزة المبدعة، سلوى حماد |
رد: هارب من الموت
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الى دينمو المنتدى ابنة العم الغالية ادامها الله . نعم ان اصعب ما في الوجود ان يقتل الانسان اخاه ولو اننا نعود قليلا الى الله والى ديننا الحنيف حيث يقول الرسول (ص) (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) |
رد: هارب من الموت
اقتباس:
غاليتي سلوى حماد هذه القصة كتبت في اول الأشتباكات بين الأهل في غزة وكانت الاعتقالات في ذروتها وكان الذعر والخوف هما المسيطران على الساحة نعم هرب الى ذراعي الحبيبة ربما يجد لديها الأمان لكن كانت المفاجئة ! في مثل هذه الأحداث صعب التكهن بالاحداث المقبلة فحجم المتغيرات كبير جدا والمفاجئات كانت مذهلة . اشكرك غاليتي على هذه القراءة العميقة للقصة وعلى الرؤيا الرائعة واتمنى لك اياما سعيدة وهانئة في ظل احبتك . |
رد: هارب من الموت
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الى دينمو المنتدى ابنة العم الغالية ادامها الله . نعم ان اصعب ما في الوجود ان يقتل الانسان اخاه ولو اننا نعود قليلا الى الله والى ديننا الحنيف حيث يقول الرسول (ص) (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) اهلا بك اخي صبحي كل المسلم على المسلم حرام دمه ، ماله ، عرضه نعم ولكن مع هذا فكان ما كان ... لا أريد نبش أحداث مضت اعتبرها مضت وان شاء الله لن تعود شكرا ابن العم الغالي صبحي على هذا المرور الجميل واتمنى لك اياما سعيدة وهانئة |
الساعة الآن 43 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية