![]() |
نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه ’’ كزهر اللوز أو أبعد ’’..
[align=justify]
نسيتْ غيمة في السرير على عجل ٍ ودعتني وقالت سأنساك لكنها نسيت غيمة في السرير فغطيتها بالحرير وقلت لها لا تطيري ولا تتبعيها ستأتي إليك وكانت عصافير زرقاء حمراء صفراء ترتشف الماء من غيمة تتباطأ حين تطلّ على كتفيها ستدرك حين تعود إلى بيتها دون حاشية من عصافير أنّ المناخ تغير في ساحل الكتفين وأنّ السحاب تبخر / عندئذ ستدرك ما نسيت : غيمة في سريري فترجع كي تستعيد تقاليدها الملكية في غيمة ... فشمّتُّ بها وابتسمتُ وحين دخلت سريري لأرقد في الاستعارة بللني الماء [/align] |
رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
[align=justify]
يعتبر الشاعر الراحل محمود درويش أكثر الشعراء العرب قدرة على الامتداد الجميل في اللغة العربية تجريبا وشغلا وانشغالا وعملا على التطوير .. في قصيدته هذه " نسيت غيمة في السرير " وهي من ديوانه الصادر في العام 2005 بعنوان " كزهر اللوز أو ابعد " عن دار رياض الريس نسف لجسر طويل وبناء على ما نظن أنه نسف .. مفردات القصيدة 85 مفردة دون العنوان ، لكنها تقول الكثير من تعدد الحالات الشعرية والشخصية المتضمنة حالة نفسية بالتأكيد .. نعرف أنّ محمود درويش شاعر منشغل بشعره ..لذلك كان شبه منعزل في حياته ..ربما كان قاموس "العين " الصديق الأقرب .. ولا ننسى أنّ الوحدة تكون قصدية أحيانا ، وقسرية أحيانا أخرى .. وهنا يداخل درويش عن قصد أو دونه بينهما..فالديوان كما لاحظ قارئوه يشظي الأنا ، أو يفصل في هذه الأنا .. لتعيش في حالاتها المتعددة الكثيرة .. ربما جاء هذا من عيشه وحيدا في بيته في عمان أو في بيته في رام الله ، أو من خلال اعتباره على أن الشاعر لا يمكن أن يبيح حياته لتكون حياة اجتماعية عريضة إذا أراد أن يعمل من أجل شعره .. فعلى الشاعر أن يختار إما الانعزال الطوعي كونه الكائن الأكثر حاجة للوقت كي يعمل ويكد ليستحق لقب الشاعر المجيد الكبير ، وإما أن يبيح حياته للآخرين كي يبقى على الهامش في كل الحالات .. ومحمود درويش كما هو معروف عنه اختار الوحدة والعيش للقصيدة .. يجب أن ننتبه إلى أن هذا الديوان ديوان اقتصاد بلاغي ..فالشاعر كما أشار في أوله أو مبتدئه مستعيرا من أبو حيان التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة " أحسن الكلام ما قامت صورته بين نظم كأنه نثر ، أو نثر كأنه نظم " وهذا ما ينعكس بينا في الديوان الذي يقتصد بلاغيا خاصة في الصورة التي تعتبر ، أو كانت تعتبر ، عند درويش ، من أسس بنائه المدهش للشعر ..هنا البناء هادئ لا يريد ضجيجا أو احتفاء شديدا بالبلاغة ..فحتى الغيمة التي تركتها تلك الصبية التي غادرت تبقى عالقة في الذهن كونها لا تنشغل بمحيط من الصور.. فالشاعر يوردها ضمن حكائية يريد أن يرويها ليقوم البناء عليها لتكون القصة في القصة ، أو الرواية في الرواية .. نلاحظ منذ المطلع أن الشاعر يحكي ويروي ويقول ولا يدهش .. مطلع القصيدة عند درويش هنا لا يعتمد الجمالية أو الصورة اللافتة كعادته في شعره ..فهي تنسى غيمة في السرير وتودعه وتقول سأنساك .. أين الصورة العالقة في البال والتي كانت تشغل محمود درويش كثيرا لتبقى مثل جرس في الأذن ..يتخلى عنها الشاعر ببساطة ولا يشغل باله كثيرا بها ..حتى الغيمة وهي الصورة هنا ، فلا حواف أو امتداد لها ..اقصد أن محمود درويش لا يبني صورة داخل الصورة كعادته ، ولا يركب الصورة من صور ..هو يقول إنها نسيت هذه الغيمة وكفى ..قد نجد لها لواحق في الآتي أو خيالنا ، لكنها تبقى غيمة مدهشة جميلة من جو الحب ..وحتى الحبيب ، الذي هو محمود درويش ، لا شيء جديد عنده كي يضيفه أو يحتفي به ، فهو الإنسان العادي الذي مر بالتجربة وتركها مرهونة بالصدفة ، فإما أن تتكرر أو لا تتكرر .. طبعا محمود درويش الملحمي والممتد والمتداخل والمدهش والتي يجعل الجبال تخلع معاطفها يأتي هنا بكل تؤدة ليقول شعرا خاصا به وليعطي شيئا هاما يفترض أن ننتبه له .. - كل المواضيع صالحة للشعر .. بما يعني أن الحياة كلها يمكن ان تكون منطقة شعرية / هذا ينسحب على مجمل الديوان / .. - لا حاجة لأن نقلد فلكل صوته ..كثيرا ما قالها حتى في جلساته الخاصة عن شعراء قصيدة النثر وتقليدهم للشعر الأجنبي ..وفي قصائده المتروكة ، أي في الديوان الذي صدر أو سيصدر بعد رحيله قصيدة موجهة لشاعر شاب بعنوان وصية على شاعر شاب يقول له فيها انس كل شيء واكتب من خلالك ولا داعي لتكرارنا .. - ليس هناك حاجة لن يبقى الشعر العمودي على نمط واحد وشعر التفعيلة على نمط واحد ..ابتكروا وغيروا وكونوا دائما مع التجديد ، واستعارته من أبو حيان التوحيدي ذات دلالة .. - ابتعدوا عن التقعير والتغريب وصعوبة المفردات فلا فائدة من كل ذلك ..عيشوا الحياة .. طبعا هذا جزء مما رأيته في هذه القصيدة [/align] |
رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
بعد التحية و الثناء على الشاعر طلعت سقيرق لأنه وضع بين أيدينا قصيدة جديدة متميزة لم أكن شخصيا أعرفها يسرني أن أبدي انطباعي وتفاعلي معها بعد قراءتها أكثر من مرة و قد لا يكون ماسأورد نقدا لكن مجموعة إنطباعات قارئة صادقة و عفوية.
أول ماتبادر إلى ذهني مع القراءة هو الصورة و الطابع الفني المختلف الذي يقدمه محمود الدرويش صاحب القصائد الوطنية و المليئة بوجدانه الفلسطيني, لوحة سريالية مرسومة بكلمات عربية درويشية ذكرتني بقصائد عالمية ومقاطع شعرية أخرى من بينها كلمات الشاعر الفرنسي بول إيلوار في قصيدته عيونك الخصبة: لقد صنعنا الليل , أمسك بيدك و أسهر أساندك بكل قواي أنحت على صخرة نجمة قواك أخدود عميق تنمو فيه طيبة جسدك أردد صوتك الخفي و صوتك العلني أضحك من المغرورة التي تعاملينها كمتسولة من المجانين الذين تحترمين و البساطة التي تستحمين فيها وفي رأسي الذي يتفق بهدوء معك و مع الليل أسحر بالمجهولة التي تصيرين مجهولة تشبهك , تشبه كلما أحب ويتجدد دوما . يقال أن السريالية تعتمد على اللاشعور في الخلق و الإبداع وأظن هذا مايجعل القصيدة أو اللوحة أو أي منتوج فني سريالي يشبه الحلم في تكوينه : هناك واقع من الممكن تخيله و ترابط لكن منطق و أبعاد مختلفة.. ليس من الضروري البحث عن الرمزية أو دلالات الكلمات بقدر ما هو جميل الإستمتاع بخيال الشاعر و الصور التي يتيح لنا التعرف عليها وقد لا تكون خطرت ببالنا ابدا. نسيت غيمة في السرير فغطيتها بالحرير وقلت لها لا تطيري ولا تتبعيها ستأتي إليك في هذه السطور مثلا مشاعر حنين وحب و أمل غير مذكورة لكن يجسدها التمسك بالغيمة القادرة على التحليق و الطيران. وفي الكلمات الموالية : ستدرك ما نسيت : غيمة في سريري فترجع كي تستعيد تقاليدها الملكية في غيمة ألمس شخصيا تعبيراعن ثقة بالنفس مرتبطة بأمل ورغبة في عودة صاحبة الغيمة , رغبة تظل متأرجحة بين التحقق و عدمه و حسن التنبؤ أو خيبته لكنها تنم على أمل و ثقة. تبدد الغيمة و بلل السرير شأنه شأن الكثير من الأبيات السريالية ففيه حقيقة من منطق و بعد واقعي :'الغيمة ماء و مطر..الغيمة تتبدد تختفي.'" وفيها أيضا مايشبه نهاية الحلم و الإستيقاظ منه هناك متمنيات و أحداث لكن النهاية مفاجئة و غريبة و قد تسخر من صاحبها. أجد هنا أيضا تشابها مع قصيدة جاك بريفير الشهيرة:'لك حبي" ذهبت إلى سوق العصافير واشتريت قفصا لك حبي ذهبت لسوق الزهور واشتريت زهورا لك حبي ذهبت إلى سوق نفايات الحديد واشتريت قيودا قيودا ثقيلة لك حبي وذهبت إلى سوق العبيد وبحثت عنك لكني لم أجدك ياحبي. تحياتي لكل من سيمرون منها أضعها على غيمة تتجول بين سطوري و تبلل جيب من يحاول أخذ قطعة منها تذكارا أو فضولا.http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...ages/cloud.gif |
رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
أحييك أخي الغالي على هذا الاختيار الجديد .. وأعبر لك عن امتناني لكونك تدفعنا دفعا لخوض هذه التجربة / المغامرة التي لم نألفها بعد .. نحبو اليوم في عالم النقد .. ولي اليقين من أننا سوف نقف على أرجلنا في خطوات محتشمة قبل أن يستوي عودنا في هذا المجال إن شاء الله .
تأنيت كثيرا قبل أن أعقب على هذه المقطوعة الشعرية مما أتاح لي الفرصة لقراءتها مرارا .. ثم اطلاعي على نقد الأستاذ طلعت و الأخت نصيرة فصرت أتلمس الطريق شيئا فشيئا .. والحقيقة أني كنت دائما أرى في شعر محمود درويش ذلك التناغم بين الصورة الجمالية للقصيدة و بين الخطاب ومضمون القصيدة ذاتها .. وحتى في بعض الأحيان حين كان درويش يميل إلى الخطاب المباشر ليعلن عن إحباطه إزاء الوضع العام لقضية العرب الأولى ، فإنه لم يكن يتخلى عن جمالية الصورة المنبثة بين حنايا الأبيات .. وجدت أن للغيمة والسحاب علاقة بالشاعر .. ربما هي الوحدة .. لكنها وحدة توفر للشاعر حرية التعبير .. حرية التنقل .. حرية الصمت متى شاء .. وحتى وهو يعاني من الوحدة - التي طالما اشتكى منها لأقرب الأقرباء إليه عبر عتابه لانقطاع المكالمات الهاتفية - فإن ذلك يبدو تافها أمام عشقه للحرية و إطلاق العنان لقريحته و أشعاره تدوي مبتسمة تارة ومنتحبة تارة أخرى .. القصيدة التي بين أيدينا أراها موغلة في الرمزية .. ربما كانت الغيمة هي الشاعر نفسه ،أو ربما كانت القصيدة .. لكن الاستمتاع بإيقاعها وصورها ، ثم تنوع قراءتها حسب فهم كل قارئ لإيحاءاتها و مراميها كفيل بجعلنا نتجنب الإفراط في تناول هذه الرمزية أو السوريالية والإطناب في تحليلها .. ويبقى اختيار هذه القصيدة مكسبا لكل قارئ متذوق للشعر مهما بلغته من الرمزية ومهما استعصى فهمها أو سبر غورها على قارئ ما .. أقول مكسبا ، لأن اختيارها مكنني من شحذ قلم النقد رغم بساطته ونحن في بداية الطريق من منتدى الميزان . دمتم بكل المودة والتقدير .. |
رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
بداية دعوني اعترف أن ذائقتنا الأدبية متواطئة بعض الشيء مع اشعار محمود درويش فتجد ان القصيدة أول ما تهبط .. تهبط في القلب متجاهلة نداءات العقل في محاولتها الدؤوبة لفهم ماذا يجري بين السطور . أنا أقرأ محمود درويش بقلبي ومن ثم أبدأ محاولاتي في قرائته من خلال العقل والادراك والإستيعاب ومحاولة تجسيد الصور الجمالية وتشريحهها في محاولة جادة للفهم . طبعا ً محمود درويش لم يبدأ رحلته مع الشعر بهذا المستوى العالي والراقي .. بل بدأه بسيطا ً جدا ً والجميع يذكر سجل أنا عربي .. ومنها ومن غيرها من القصائد القريبة لعقل المتلقي ولقلبه ومشاعره وعواطفه انطلق محمود وأخذنا معه في رحلة الشعر وعالمه الشعري الجميل كنا مسحورين فيه وهو يتنقل من ابداع إلى إبداع ونحن نتتلمذ على يدي إبداعه .. أخذت ذائقتنا تنمو وتكبر حتى أصبحت تتماشى وتنسجم مع قصائد درويش وبلغت الذروة في مديح الظل العالي لكن محمود أخذ يكبر ويكبر ويكبر .. أخذ ينغمس في عالمه الشعري .. كما كان يقول مطبخه الشعري أصبح يبحر بعيدا ً عنا .. أصبحنا نلهث ونحن نركض خلفه .. تارة نلحق به وتارة نخفق .. هو لم يكن يشعر بهذا .. الظروف اللي وجد فيها سمحت له بل أخذته بعيدا ً عنا وتجلى هذه بأشعاره الجديدة التي يكتنف معظمها الغموض الذي أصبح ربما جزءا ً من شخصيته .. كزهر اللوز أو أبعد .. نعود لذائقتنا الأدبية المتورطة في عشق اشعار درويش تأبى إلا أن تتذوق هذه الأشعار وأن تسكنها القلب .. لذلك نحاول مرة واثنتين وثلاثة إلى أن نصل ولو لخمس ما كان يريد محمود أن يوصله لنا ويبقى سرّ الشاعر في قلبه لا يعرفه أحد لكن هذه المقاطع الجميلة تعكس كما رأينا وحدة بل تخلي من الأحبة عن محمود .. نحن لم نلحظ ذلك لكن هو عانى من الوحدة وهذه الأبيات تبرهن ذلك .. كم كنت اتمنى لو استطعنا أن نحضن وحدة هذا الشاعر العريق .. لو استطعنا أن نمسح جزءا ً من الآمه وهو الذي كان أول الحاضرين فينا الف شكر استاذي طلعت على الإختيار الرائع والموفق .. والله يرحم روحك يا محمود |
رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
[align=justify]
الأديبة الغالية نصيرة تحياتي نحاول هنا أن نتحاور ..أقصد أنّ جدوى " الميزان " أن نشكل حوارا بيننا كمجموع في نظرتنا لنص نضعه .. وباعتقادي أنه ليس مهما كثيرا أن نخضع لهذه المدرسة الفنية أو تلك ، إذ تعلمين كثرة المدارس والمذاهب الأدبية ، ونظرتها للفن والأدب .. ولست أدري إن كنت معي في ضرورة أن ننطلق من ذات كل واحد فينا باتكاء على مخزونه الثقافي بعيدا عن التأثر بهذا المذهب أو ذاك .. وظني عزيزتي نصيرة أن أفضل النقد حديثا ، ما انطلق من ثقافة كل واحد منا .. لذلك تعالي أن نتحاور حول قصيدة الشاعر الكبير محمود درويش بعيدا عن أي تشكيل مسبق .. تعرفين أنّ السريالية قد اعتمدت العقل الباطن منطلقا لكل ما شكلته ، وكان الرسام الأسباني سلفادور دالي خير من عبر عن هذا المذهب .. والظن عزيزتي أن التناقض والتنافر والغموض والانطلاق من عدم العلاقة بين الشيء والشيء الآخر هي الأساس لهذه المدرسة .. لذلك يختلف هذا مع محمود درويش وقصيدته .. فدرويش رغم كل شيء كان قصديا ..كان يدرس في قصيدته العمارة والكلمات والشعور والوزن وكل شيء .. بل أعتقد يا عزيزتي انه كان مصرا على الانتباه ، رغم أنّ الشاعر ، يبعد حدة الانتباه قدر المستطاع ليبقى في المنطقة الوسطى ، وتتذكرين أنّ شعراءنا العرب القدامى كانوا يعزون ذلك إلى القول بشيطان الشعر وما شابه .. لاحظي معي المقطع الذي أوردتهِ للشاعر الفرنسي بول إيلوار ، ستجدين فورا أنّ لا علاقة بين الجملة والجملة ، لا علاقة بين الصورة والصورة ، فانا هنا معك تماما بالتفكك والرجوع إلى السريالية : لقد صنعنا الليل , أمسك بيدك وأسهر أساندك بكلقواي أنحت على صخرة نجمةقواك أخدود عميق تنمو فيه طيبةجسدك أردد صوتك الخفي و صوتكالعلني أضحك منالمغرورة التي تعاملينهاكمتسولة من المجانين الذين تحترمينو البساطة التي تستحمين فيها وفيرأسي الذي يتفق بهدوء معك و مع الليل أسحر بالمجهولة التي تصيرين مجهولة تشبهك , تشبه كلما أحبويتجدد دوما . لاحظي الفرق ..هذا لا نجده عند درويش ..طبعا قصيدة درويش جميلة ، وهذه القصيدة لإيلوار جميلة .. لكن الفرق واضح بين بنائين يفترقان بالتأكيد.. درويش يلم موضوعه ويقتصد ويشير ، وإيلوار يبعثر ويضع ما يأتي فورا من عقله الباطن .. وكلا القصيدتين بدون شك ساحر .. وحتى إيلوار لا يغرق كثيرا في السريالية كما في لوحات دالي مثلا .. فهو يبقي رغم كل شيء على صلة وتواصل ..بينما قد تجدين في السريالية كل ما يخطر على البال أو لا يخطر متلاصقا ..طبعا برع دالي بذلك ، حتى في طريقة رسمه أحيانا .. فتعالي يا عزيزتي الفاضلة ننطلق من ذاتك كناقدة ترى ما ترى في قصيدة محمود درويش ..وذاتي كناقدة ترى ما ترى .. أظن عزيزتي نصيرة ثقافتك تكفيك لتشكيل رؤيتك الخاصة .. هنا اختلف معك في أنّ ما ستوردينه ليس نقدا .. هو نقد بالتأكيد ما دام يعكس رؤيتك .. لنكن مثل البحر في النقد ، لا حدود لطموحنا .. ألست معي ؟؟.. أرجو أن تقرئي ما أوردته في " كلمات " بعنوان " محمود درويش وفتنة الكلام " سلمت [/align] |
رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
[align=justify]
طبعا لي العذر في عدم الرد المباشر .. الآن قرأت رد او تعليق الأديبين رشيد وميساء وانا أضع مداخلة حول ما اوردته الأديبة نصيرة .. فرجاء اعذراني إلى الغد إن شاء الله .. هذا لا يعني أنّ الرد في النقد واجب ، لكن يطيب لي مثل هذا الحوار الذي يفيدنا جميعا بالتأكيد .. فشكرا للأديبة نصيرة .. وإلى لقاء مع الأديبين رشيد وميساء .. [/align] |
رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
[align=justify]
الأديب الغالي رشيد تحياتي ربما اتفق معك أخي رشيد بأشياء واختلف بأشياء ، وهو حال النقد في تلاقح الأفكار .. وهو أمر ضروري وطبيعي نسعى إليه في كل خطوة نخطوها .. معك أنا دون شك فيما ذهبت إليه من وقوفك عند الغيمة والتي ذهبت معها في رؤية خاصة بك ..هذا احتمال اترك لك حرية النظر فيه والتفكير بأبعاده من الزاوية التي تنظر إليها وتخصك .. فأنت حر في أن ترى ما ترى في القطعة الأدبية .. لكنني أميل إلى تفسير المباشرة والموسيقى والخطاب على انه كان يعبر عن مرحلة شعرية عند درويش مالت إليها قصائده الأولى .. وهو ما يمكن أن يعمم على مرحلة التماس مع النكبة في الشعر الفلسطيني .. وهذا أخي رشيد لا دخل له بالتعبير عن إحباط أو غيره ، فهو تعبير فني ليس إلا ، مشينا في دربه كلنا ، وأصدقك القول ، دون استثناء ، وليس عيبا أن نعترف بعيوبنا إن كانت عيوبا ..بل تعرف يا صديقي أن الشعر الفلسطيني الملاصق تماما لعام النكبة عام 1948 كان بكائيا .. السؤال هنا لم يعد مفيدا ، فما كان كان .. أما عن أنّ القصيدة التي أوردتها وأنها رمزية .. فستعجب أن أقول لك يا صديقي غنها كانت في قمة الواقعية ، والدخول في الشخصي ، ودعني هنا أخي رشيد أورد قصيدة من ديوان "لا تعتذر عما فعلت" لمحمود درويش طبع في العام 2004 مرتين ، ويهمني بل أجد انه من الضروري أن تقرأ أنت والغاليتين نصيرة وميساء هذه القصيدة لأنها تمهد لهذه المرحلة عند درويش ، اقصد المرحلة الشخصية .. القصيدة بعنوان " في بيت أمي " وهي تضعنا أمام محمود درويش وهو ينظر إلى صورته المعلقة على الجدار عندما كان في العشرين ..يحاور الصورة .. يدخل في الكثير من دقائقها .. صورة دافئة تنقل لنا محمود درويش الذي أراد أن يخرج من نمط القصائد المعروفة إلى بحر واسع تتسع له الحياة .. أرجو أن اسمع رأيك ورأي الغاليتين نصيرة وميساء بعد قراءتها .. وربما أصعب شيء فيها أنني سأنضدها ، وليتك أخي رشيد تعرف كم أملّ حين أنضد وأنا انقل عن كتاب أو غيره ..متعتي في الكتابة المباشرة ..أما النقل فعذاب .. سلمت [/align] |
رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
[align=justify]
الأديبة الغالية ميساء تحياتي فعلا أنت تحلقين حين تنقلين من الأنا دون حاجز .. واعترف لك مباشرة بأهمية ما أوردته:" بداية دعوني اعترف أن ذائقتناالأدبية متواطئة بعض الشيء مع أشعار محمود درويش ، فتجد أن القصيدة أول ما تهبط .. تهبط في القلب متجاهلة نداءات العقل في محاولتهاالدؤوبة لفهم ماذا يجري بينالسطور . أنا أقرأ محمود درويش بقلبيومن ثم أبدأ محاولاتي في قراءته من خلال العقل والإدراك والاستيعابومحاولة تجسيد الصور الجماليةوتشريحها في محاولة جادة للفهم . " لقد قبضت على مفاتيح معاناة الناقد ، كل ناقد ، حين تتدخل العاطفة في نقده مهما حاول أن يتجرد ، ومهما طولب بالتجرد ..فنحن في النهاية والبداية بشر ..لذلك أتفق معك أننا متورطون جدا في الحديث عن محمود درويش .. اذكر لك هنا حادثة لم تغب عن بالي في يوم من الأيام ..مرة جاء محمود درويش على دمشق لإحياء أمسية ، وكنا وقوفا رغم أننا وفد من اتحاد الكتاب لأن شدة الازدحام كانت غير طبيعية .. إلى جانبي وقفت صبية كانت تحدث صديقتها .. قالت لها : هل تفهمين شيئا مما يلقي محمود درويش ؟؟.. أجابت الثانية بكل براءة : لا ..لا أفهم شيئا ..سألتها الأولى : لماذا حضرت إلى الأمسية إذن ؟؟.. أجابت الثانية بصدق كبير : إنه محمود درويش أنا اعشقه ..ليس المهم أن أفهم ، لكنني أعيش حتى مع رنة صوته .. سأكتفي لألتقي مع ما أوردته ِ .. طبعا لا خلاف حول ما أوردت من تطور محمود درويش وهذا طبيعي ، ولا خلاف أيضا حول سرعته بل إنجازه المدهش السريع .. ميزة درويش أختي ميساء انه كان متفرغا للشعر تماما .. وهذا لا يتوفر إلا لقلة .. [/align] |
رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
[align=justify] في بيت أمي " من قصائد ديوان محمود درويش " لا تعتذر عما فعلت " وقد طبع مرتين في العام 2004 " في بيت أمي صورتي ترنو إليّ ولا تكفّ عن السؤال ِ : أأنتَ يا ضيفي أنا ؟؟.. هل كنتُ في العشرين من عمري بلا نظارة طبية وبلا حقائب ؟؟ كان ثقب ٌ في جدار السور يكفي كي تعلمك النجوم هواية التحديق في الأبديّ } ما الأبديّ قلتُ مخاطبا نفسي ؟ { ويا ضيفي ..أأنت أنا كما كنا فمن منا تنصل من ملامحه ِ أتذكرُ حافر الفرس الحرون على جبينك َ أم مسحت َ الجرح بالمكياج كي تبدو وسيم الشكل في الكاميرا ؟؟.. أأنت أنا ؟؟ أتذكرُ قلبك المثقوب بالناي القديم وريشة العنقاءِ أم غيرتَ قلبك عندما غيرتَ دربك ؟؟ قلت: يا هذا أنا هو أنت َ لكني قفزت عن الجدار لكي أرى ماذا سيحدث لو رآني الغيبُ أقطف من حدائقه المعلقة البنفسج باحترام ٍ ربما ألقى السلام وقال لي : عدْ سالما وقفزت عن هذا الجدار لكي أرى ما لا يرى وأقيس عمق الهاوية *** [/align] |
الساعة الآن 54 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية