|
النفق العاشر / القناع هو الشيء الوحيد الحقيقي
[align=justify]
سأعيش كما أريد أن أعيش .. / هل ستبحث عن الحقيقة ؟؟.. الحقيقة شيء مضحك جدا أحيانا ..تخطر على البال صورة غريبة جدا لا ادري كم صار عمرها .. ستقولين لي لا تفضح حقيقة حبك لي .. سأقول لك : كل الناس يعرفون أنني أحبك إلا أنت .. أليس هذا غريبا .. ماذا تسمين كل ما يحدث ؟؟..ماذا تسمين كل ما يجري ؟؟.. هل تفترضين البلاهة بالجميع ؟؟لا أظن .. حتى القناع الذي نضعه ونظن أنه حقيقي سقط منذ البداية وبانت حقيقتنا ..احبك بشكل مباشر وفج وواقعي حتى يكاد يبان من مسافات لا تقدر .. لا أدري لماذا نعتبر الحب عيبا ..على كل أنت حرة .. أنت قيدت هذا الحب بالأقنعة وخفت عليه من أن يكون فضيحة ..أنت حرة ولن أقول لك شيئا بعد الآن ن فأنت حرة ، حتى في الإعلان عن هذا الحب مع أنني متأكد كما قلت لك ألف مرة الكل يعرفون ..ومن لا يعرفون تبيحين لهم أن يضعوا بيني وبينهم جدرانا سميكة حين يتغزلون بك مع أنه لا ذنب لهم لأنهم لا يعرفون وهذه مشكلة بالنسبة لهم ولي ولك .. تقول لي هنية البحري : - هل ستتوقف هنا وتنهي كل شيء ؟؟.. أقول لها : حقا لا اعرف فأنا كما تعلمين مثل المجانين كل وقت بعقل ، أو يا سيدتي حسب تلك المجنونة الأخرى التي أورثتني ضرورة الخوف من كل شيء ..تخاف حتى من أن أورد ذكرها أحيانا عن غير قصد مني.. تعيدني هنية البحري إلى البلد وطرق البلد .. أقول لها يا هنية صار الواحد منا مثل المجنون الذي يبحث عن كل الأشياء دفعة واحدة..وأغرب الأشياء أنني لا أجد أي شيء مما ابحث عنه .. مررنا بالكثير ، وصرنا نتجاوز الكثير ..ربما أفضل ما يمكن أن اذكره في رحلتي القصيرة أو الطويلة في هذه الحياة لا ادري قول الشاعر : إذا قال السفيه فلا تجبه ...... فخير من إجابته السكوت هل استطعنا أن نكتب شيئا طول هذه السنوات ؟؟.. يقول تولستوي :" الفن العظيم هو الذي يعلم الناس أن يبصروا وأن يفهموا وأن يشعروا ".. هل قدمنا جزءا صغيرا من كل هذا ؟؟.. كأننا نبحث من جديد عن الحقيقة حين نطرح السؤال ؟؟.. ربما لا أستطيع أن أنسى – مهما حاولت – حين يسألني الناس في البحث عن الحقيقة أو عن كنه الحقيقة قول الفيلسوف الصيني كونفشيوس :" لا يمكننا الإمساك بهرة سوداء في غرفة مظلمة ، ولا سيما إذا لم يكن هناك هرة "!!.. هل أرثي نفسي أمامك في لحظة تشبه الوداع ؟؟!!.. اليوم بحثت عنك فلم أجدك ..رغم كل جهدي في هذه الغابة العملاقة أو الشبكة العنكبوتية ، كما يحب البعض أن يقول ، لم أجدك ..هل كنت أريد أن أقول لك وداعا واغرز السيف في صدري على طريقة فرسان العصور الوسطى ؟؟..ربما .. كان بي شهوة لأن أقول لك وداعا فقد مللت كل شيء حتى نفسي سأختم بقصيدة غريبة ، لا يمكن أن تكون قصيدة ، ولا يمكن أن تكون أي شيء ، ربما تصلح لرثاء النفس ولا تصلح .. في حلقي بكاء ..اسمعيها ..واعتبريها أسخف كلام .. ثم يحق لك أن تطوي الصفحة وتنامي : النهر أيها الماء المعذب مثلي .. من يسرق الحروف من أيامنا .. من يشنق السعادة .. أيها النهر كلما رميت فيك حجراً تكبر همومي ويزداد حجمك حجراً فما هي حكاية الكون أحدنا يرمي ويتعب والآخر يأخذ ويتعب أيها النهر .. أكتبك ذكرى في حقيبة عمري .. فهل حاولت مرة واحدة أن تذكرني .. أرسمك صديقاً حلو الملامح فهل رسمتني ذات يوم .. لا تغضب كلانا ضائع في دوامة الهموم لا تغضب كلانا لحن الذوبان الأحمق أنت تعطي الناس أيها النهر وأنا أريد أن أعطي وكلانا لا يعرف الحقيقة الناس يكفرون كلما أخذوا الناس يكرهون من يعطي لا تغضب حينما تجوع سأطعمك جسدي الجائع حينما تظمأ سأسقيك دمي الظامئ حينما تحزن سأعطيك فرحي المفقود كلانا مأساة دون ملامح .. لا تغضب أنت تغسل نفسك باللهاث والتعب وأنا لا أستطيع أنت تهرب منك بالجفاف وأنا لا أستطيع أيها النهر السمك يقفز مرحا وأنا جائع معدتي فارغة أما أنت فمعدتك مليئة بالسمك ورغم ذلك فأنت جائع لا تغضب سأطعمك جسدي العالم غابة وحوش الناس فيلة تدوس جسدي أفضل شيء فيك أنك نهر كم ستكون حقيراً لو كنت إنساناً أعظم شيء فيك أنك نهر كم ستكون لئيماً لو كنت إنساناً أيها النهر .. حاولت كثيراً أن أصافح الوجوه حاولت كثيراً أن أعطي قلبي حاولت .. كل الوجوه سكاكين يا صديقي فلماذا تعطي مياهك للسكاكين لا تغضب أيها النهر أنت مقيد بالعطاء وهذا أكبر عيب فيك لا تغضب فمي مليء بحصى اليأس لا أجد غير دمي شراباً لا أجد غير جسدي طعاماً فهل ستذكرني أيها النهر أم أنك كالجميع .. ستنساني بعد لحظة وتمضي .. لا تغضب هكذا كتبتك الحياة هكذا رسمتك الأيام أيها النهر .. إياك أن تذكر شيئاً ستلوثك الذكرى بحزن جديد وأنا لا أريدك أن تحزن أكثر وحيد أنا أيها النهر الوحدة ثقيلة أيها النهر لا تغضب إنني أثرثر كثيراً سأرحل إلى غابة الصمت وعندها لن تسمعني أبداً سيأكلني السمك الفرح ستأكلني الضفادع اللزجة وعندها سأشعر بالراحة لا تغضب أيها النهر كلما أعطيتك حجراً أزداد ثقلاً الحجارة كثيرة ورغم ذلك فكل الأشياء مفقودة فلماذا أنت موجود أيها النهر لا تغضب الجوع أكبر مشنقة في التاريخ والرمال ترفض أن تكون طعاماً والسمك لا يملأ إلا البطون المليئة فلماذا لا يأكلني السمك سأكون شوكة في البطون المليئة مجنون أنا أيها النهر ولكن المجنون سعيد وأنا لا أشعر إلا بالحزن لا أشعر إلا بالقرف من نفسي هل سمعت آخر الأخبار أيها النهر هناك من يموت تخمة وأنا أبحث عن خيط من طعام فلماذا أعيش أيها النهر أكبر جنون أن أعيش الكلاب تأكل اللحم الطازج الكلاب تعرف التخمة وأنا أبحث عن بقايا طعام ماؤك لا يكفي أيها النهر الجوع أكبر من حجم الماء هل تفهمني أيها النهر هل حاولت أن تفهمني أيها النهر العالم غابة وحوش القتل لعبة الجميع هل تفهمني أيها النهر لا تغضب أعدك بالهدوء إنني أثرثر كثيراً ولن يسمعني أحد غيرك فأنت تجيد الإصغاء وأنا أحب أن أسكب حديث معدتي هل تعبت من حجارتي لا تغضب سأكون أنا الحجر الأخير أعرف أن الأمر لا يهمك لقد تعودت أن تبتلع كل شيء ورغم ذلك تبقى جائعاً لأنك نهر أيها النهر لا تأكل بإرادتك لا تبتلع الأشياء بإرادتك لا تغضب أمنيتي الأخيرة أن تجوع أكثر أن تأكل بإرادتك لتبتلع كل العالم فربما يأتي عالم جديد عالم يكون أكثر نظافة ولكن لا أيها النهر معنى العالم القذارة العالم قذارة فلماذا أتعبك بأفكاري العقيمة لا تغضب حجارتي كثيرة وسأكون أنا الحجر الأخير أيها النهر أعدك بالهدوء أعدك بالهدوء أعدك .. بالهدوء .. *** [/align] |
رد: النفق العاشر / القناع هو الشيء الوحيد الحقيقي
تعب ثلاثة حروف وثقل كبير شبيه بكثير من الحجارة, هنيئا لك وجدت هنية تستفسر و تهتم ونهرا للتخلص من الحجارة مع أنه يبدو غير مريح ولا يخلصك من الأحجار.
تعب ينضاف إليه أسف أحيانا وشعور بالعجز وشعار الحياة الإستمرار مثل النهر ركضا, امتلاءا , استيعابا,بقناع أو بدون أو بتناوبهما لايهم الأهم أن لانجف و تطفو الحجار على قلوبنا ووجوهنا وتغلب قدرتنا على تحريك مياهنا.. تحياتي |
رد: النفق العاشر / القناع هو الشيء الوحيد الحقيقي
أديبنا العزيز ..هل نحن أمام نفق أو ربما مخرج آخر..هل القناع هو الحقيقة بذاتها أم أنَّ ماء النهر هو تلك التي نبحثُ عنها .. أجدّ نفسي حائراً من دوامة التساؤلات ولكن علَّ السبيل الوحيد لطوق النجاة هو إزاحة الهموم بقذف حجر ..قد يكون الأمر غير منطقي أو ليس بهذا السهولة ..ولكنكَ أردتَ أن تجعل العبور بسيط إلى درجة المستحيل ..مودتي وتقديري..
|
| الساعة الآن 32 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية