سقوط بغداد بيد المغول ودور ابن العلقمي، وفقا للمصادر العثمانية
[align=justify]
أقدم لقراء المنتدى الكرام نصا ورد في كتاب كلشن خلفاء باللغة العثمانية عن سقوط بغداد بيد المغول ودور الخائن ابن العلقمي فيه. آملا التعليق من خلال قراءة متأنية
ص 39 فصل حدوث واقعة بغداد
كانت مدينة السلام في عهد دولة بني العباس مصونة من الرياح ومغبوطة من كافة السلاطين قصورها مرتفعة وأطرافها روضة الرضوان وتطير الطيور في فضائها في أمن وسلام ، وتحتار العقول في تعداد ألوان النعم والراحة وأصناف التنعمات والنزهات فيها والفردوس توأمان ومحصولها السنوي بمئات الألوف ، وما من مدينة أو بلد مثلها في كثرة العمائر والقصور، وفي الخصوبة والرخص والراحة عديل فردوس عدن ومجامع أنس لا حزن فيها ولا غبن. وامتازت في عهد الخليفة المستعصم بالله بمزيد التنعم والترفه وكثرة الأموال ونفائس الذخائر . وشرفات وغرف وإيوان دار الخلافة تطاول زحل ، وفيها أربعمائة خادم ولا يجد أحد من ملوك الأنام والأشراف والصناديد طريقا للدخول على أمير المؤمنين ، بل كان في الطريق حجر يشبه الحجر الأسود وضع عليه أطلس أسود فمن جاء من الملوك والسلاطين إلى عتبة الخلافة العلية قبل ذلك الحجر الأسود . وكان المستعصم في يوم العيد يركب فرسا يشبه البراق وسار في ركابه كبار العلماء والمشايخ ، وكان الناس من الخواص والعوام يستأجرون البيوت الواقعة على طريق موكب الخليفة كي يشاهدوا موكبه حتى بلغ إيجار البيت الواحد ثلاثة آلاف دينار.
(ص 40آ) وكان في خدمة المستعصم ستون ألف من الفرسان وقائد جيشه سليمان شاه . ومدبر أمور الجمهور لديه الوزير مؤيد الدين محمد بن محمد عبد الملك العلقمي وكان شاعرا وناثرا ومشهورا بالكرم والسخاء . وكان المستعصم يألف اللهو وشغوفا بالراحة والصفاء ولذلك فقد صار العلقمي صاحب الحل والعقد ، وكان ذلك سببا في عدم احترام المقربين للخليفة فقام ابن الخليفة واسمه أبو بكر مع عدد من الجنود بنهب محلة الكرخ وأسروا بعض سادات بني هاشم الساكنين في ذلك الحي ،وقام الرعاع من العربان بإخراج أبنائهم وبناتهم من الحي مما جعل الوزير المذكور يتشيع ويتكدر صفاؤه وإخلاصه للخليفة. وتتغير نيته وعقيدته وفي التاريخ المذكور أرسل رسالة إلى رئيس النجباء بقصبة الحلة سيد تاج الدين محمد بن نصر وشرح له بالتفصيل ما تعرض له الأشرار والسادات من الإهانة، مضيفا بأنه كلما حذر من العاقبة ونصح بالامتناع عن مثل هذا الأعمال أجيب بأنه لا بد من قتل جميع الشيعة، وانه في نهاية الأمر لابد وان يثور على ذلك، وطلب منه كتم رسالته والترقب، كي يجد الحيلة في التخلص من الخليفة وأتباعه وانتزاع بغداد من يده . وفي هذه الأيام أي في عام ستمائة وأربعة وخمسين فرغ كان هولاكو خان ملك ممالك تركستان من فتح قلاع الملحدين وأزال الدولة الصباحية التي بقيت مائة وسبعين عاما وأزال خطرهم عن ديار المسلمين. وفي هذه الفترة كان نصير الطوسي محبوسا في قهستان بسبب وشاية من ابن العلقمي لناصر الدين محتشم حاكم قهستان ادعى فيه بأن نصير الطوسي يدبر أمرا مع الخليفة ضده.(ص 40 ) ولما دارت الأيام وظهر هولاكو وانقرضت دولة الملاحدة نجا نصير وسافر للقاء هولاكو فحظي بتكريمه ورفع منزلته ، وبعد ذلك توجه هولاكو إلى قهستان واستولى عليها وبعث الرعب في قلوب الملوك والسلاطين ببأسه وبطشه، فانتهز ابن العلقمي الفرصة ، وأرسل رسولا إلى هولاكو لتقديم ولائه وطاعته وزين بغداد في خاطره ووصف الخليفة بأبشع الأوصاف، وبين له بأنه إذا سار نحو بغداد فسيأخذها بلا قتال لكن هولاكو لم يثق برسالته لأنه كان على علم بما جرى لأتلخان عندما حاول الاستيلاء على بغداد. وأعاد رسوله إلى بغداد طالبا منه مزيدا من العهود والمواثيق ، وبعد تأكيدات ابن العلقمي ، استشار هولاكو نصير الطوسي كما سأل المنجمين (ص 41 أ ) ولما أكدوا له سهولة فتح بغداد ، أمر بتحرك الجيش، ولما وصل إلى همدان أرسل رسولا إلى المستعصم طالبا منه أن يرسل إليه الوزير سليمان لكن الخليفة أرسل إليه محي الدين ابن الجوزي فغضب هولاكو ، وأرسل جيشا جرارا بقيادة الأمير سوغرنجاق من جهة أربيل فعبر شط دجلة، كما أرسل جيشا آخر بقيادة الأمير بايانجو فعبر الشط من الجهة الغربية لبغداد ، ثم تحرك هولاكو نفسه . لما تأكد ابن العلقمي من توجه هولاكو نحو بغداد ، جاء إلى المستعصم واستطاع إقناعه بإرسال قادة الجيش في مهام مختلفة توفيرا للمال ، فوافقه المستعصم على رأيه وبقي منغمسا في ملذاته ، (ص 41 )كما عمل ابن العلقمي على تنفير قلوب الجنود وتفريق كلمتهم ، وسمع الناس بقدوم جيش التتار وأدركوا أنه لا قبل لهم به . ومع ذلك فقد حاول أهل الغيرة والحمية جمع القوات واتخاذ أسباب المقاومة محذرين من الإصغاء لما يقوله ابن العلقمي لأنه يعمل على تشتيت الشمل وانقراض الدولة، لكن الخليفة لم يسمع لنصائحهم
(ص 42) ولما شاع خبر وصول جيش التتار إلى بغداد أرسل الخليفة حوالي ألف من الفرسان بقيادة فتح الدين ومجاهد الدين دواتي ومع أن هذه القوات قاتلت وصبرت ونجا منهم القليل . وفي شهر ذي الحجة من سنة أربع وخمسين وستمائة تحركت قوات المغول بطريق بعقوبة ونزلت في ضفاف دجلة ، (ص 43أ) عندئذ أمر الخليفة بسد سد الطرق المؤدية إلى بغداد ، وعين الدواتيان وسليمان شاه على العساكر فقاموا بتسليح أهالي بغداد لمقاتلة الأعداء. واحتدم القتال وقتل من الجانبين خلق كثير ، فقرر المغول التوقف عن القتال والقيام بمحاصرة بغداد واستمر الحصار أربعين يوما، وقام بدك الحصون والقصور بالمنجنيق وأدرك الناس ألا طاقة لهم بهذا العدو . وفي هذه الأثناء أرسل بعض سادات الحلة رسالة إلى هولاكو يعلنون فيها الطاعة ، ويشكون جور الخليفة فابتهج هولاكو بذلك وأمر بإحضارهم وبذلك نجا أهل الحلة . وبعد ذلك استشار الخليفة أركان الدولة فتحدث الوزير الخائن فأكد كثرة عساكر المغول وعجز الناس عن مقاومتهم
(ص 43) وأن مقتضى الحكمة والعقل أن يترك الحرب والقتال ومداراة العدو وتحصيل رضاه ، وأن يبادر دون تردد وبرغبة النفس بالتوجه إلى هولاكو بنفسه، وأن طمع هولاكو أصلا في اخزائن والأموال فإذا حصل عليها كان الاستئناس ، وتحققت المظاهرة والمصاهرة ، وبعد ذلك يبادر إلى تزويج بنته وتوثيق العلاقات معه ومشاركته في الدولة والسلطنة ويحفظ بذلك دماء الكثير من المسلمين . وباستماعه إلى مثل هذا الكلام زاد خوف السلطان وضاق مجال عقله وتفكيره فلم يعد يميز بين الحق والباطل والصدق والكذب، فوافق على رأي هذا الوزير. وفي يوم الإثنين الرابع من صفر سنة خمس وخمسين وستمائة توجه الخليفة مع ولديه أبي بكر وعبد الرحمن وكبار الوزراء والمستشارين ورجال الدولة المقربين إلى هولاكو ، ودخل خيمة هولاكو هو وولداه وثلاثة من الخدم ولم يسمح للآخرين بالدخول . وفي اليوم التالي توجه جيش المغول إلى بغداد بأمر هولاكو وقام بتسوية الخنادق لتسهيل المرور ثم أشعلوا النار في المدينة وقاموا بالسلب والنهب وقتل المسلمين حتى جرت دماؤهم أنهارا كما نهبوا الخزائن العامة والخاصة ودفئن حرم دار الخلافة ودمروا القصور والأواوين والشرفات ، والخلاصة فقد أصبحت المدينة التي كانت دار الخلافة منذ خمسمائة عام وحكمت شرقا وغربا ، وكذلك أموال الوزراء والمشايخ والعلماء وأرباب القوت وأصحاب القدرة ويبوتهم طعما للأعداء ، ونهبت قصور الخليفة والوزراء وسائر أركان الدولة . ويروى عن الثقاة بأنه نقلت نفائس بغداد وغنائمها إلى هولاكو بأربعة آلاف من الدواب. وقد أدى الخليفة صلاة الفجر فقرأ " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير " ثم صار يتضرع إلى الله ولما عليم هولاكو بالأمر أمر بمنع الطعام والشراب عنه. ولما اشتد الجوع وطلب الطعام أرسل إليه طبقا مليئا ولسان حال الخليفة يقول:" أيها المغرور بمالك فقد صار العدو مالك مالك . ثم قالوا له بأن الملك يأمرك أن تأكل الطبق بما فيه . فلما أجاب بأنه لا يمكنه ذلك . واستشار هولاكو في مصير الخليفة فأشاروا إليه بقتله، فقتله وكان مدة خلافة المستعصم سبعة عشر عاما. وفي الرابع من صفر سنة خمس وخمسين وستمائة دالت دولة بني العباس. وكان أمل ابن العلقمي أن يوليه هولاكو على بغداد لكنه طرد لأن من أضاع حقوق ولي نعمته وخانه ليس جديرا بالولاية . وعين علي بهادر الذي كان على رأس الجيش عند أول الهجوم صاحبا للشرطة (ص 45آ)كما عين ابن عمران الذي كان كاتبا لدى عامل بعقوبة حاكما لبغداد، وأمر ابن العلقمي ان يكون في خدمته . وصار الناس جميعا يلعنون ابن العلقمي. (ص45) وجاء في تاريخ جواهرالأنام باللغة الفارسية أن هوكلاكو جاء بعد ابن عمران بعلاء الدين عطاء الملك وهو أخو شمس الدين بن محمد صاحبا للديوان . فأعاد بناء بغداد وتحسنت أحوال الناس وتطورت المعارف في عهده . وفي سنة ثلاث وستين وستمائة مات هولاكو وخلفه ابنه إيقا خان فأبقى شمس الدين محمد في مقام الوزارة ، لكن الوشايات جعلت الملك يقوم بعزله، ثم توجه إلى عراق العرب (ص46آ) وصدق أقوال أرباب الغرض بوجود علاقات سرية بين عطاء الملك وبين أهل مصر فأمر بتقييده بالسلاسل وأخذه أسيرا إلى ديار المغول وصادر جميع أمواله وأملاكه. ولما وصل إلى همدان جاء الخبر بموت إبقا خان ، فانتقل الملك إلى أحمد بن هولاكو سنة إحدى وثمانين وستمائة وكان اسمه قبل الإسلام نكودار فأعاد شمس الدين للوزارة كما أعيد عطاء الملك إلى حكم بغداد ، وقد توفي سنة أحدى وثمانين وستمائة. وأما أمراء المغول فإنهم عندما أسلم السلطان أحمد اجتمعوا حول أرغون ابن ابقا خان حاولوا الإيقاع بينه وبين أرغون خان، فحاول أحمد خان مصالحته لكنه غفل عن كيد العدو ، فلما غادر الجيش وتوجه إلى زوجاته في أذربيجان (ص 46 ) وجد الأمراء الفرصة فاتفقوا على خلعه وجاءوا بأرغون خان ، وقتلوا أحمد خان ويروى أيضا بأن ورثة رجل اسمه قيقر اقتصوا من الملك المرحوم، وكانت مدة حكمه سنتان ونصف. ولما ولى أرغون خان أخاه بايدو ، وسلم أمر الوزارة للأمير بوقا الحقود الذي اغتاب شمس الدين بن محمد أمام أرغون واتهمه بوضع السم لابقا خان فأمر أرغون بقتله . وفي عهد أرغون أيضا عهد إلى طبيب يهودي اسمه سعد الدولة بالوزارة ، الذي كان يسعى لأن يعبد المسلمون الأصنام لكنه لم يوفق وهلك بعد مدة. وفي سنة تسعين وستمائة رحل أرغون إلى دار البوار ، وتخلص أهل الشريعة الغراء البيضاء من ظلمه ، وتولى الحكم كيخاتو خان ابن ابقا خان بن هولاكو ، ومع كرمه وجوده كان مولعا بالخمر (ص 47آ) كما هتك أعراض كثير من ذوات العصمة من النساء من غير تفريق بين حلال وحرام مما أزعج الأمراء ، فأرسل طغاجار تومان وكان في منصب أمير الأمراء رجلا إلى بغداد يحمل رسالة سرية إلى بايدو خان لكن كيخاتو خان علم بالأمر ففر من بغداد ، وقام أحد الأمراء بقتله في الناحية التي فر إليها. وفي سنة أربع وتسعين وستمائة صار بايدو خان ابن هولاكو ملكا . وكان أول عمل قام به استئصال محمد سكرجي الذي كان عاملا على بغداد وصادر أموال الأغنياء ، وعين عاملا جديدا على بغداد وتوجه إلى أذربيجان. وأزعج خبر تنكيله بأكثر الأمراء بسبب مقتل كيخاتو خان حاكم خراسان غازان ابن أرغون ، فسلم خاتم الوزارة إلى الأمير نوروز الذي كان حاكما سابقا لخراسان وطلب منه معاونته ومظاهرته للانتقام من مقتل كيخاتو خان ، فوافقه على ذلك بشرط أن يعلن إسلامه. فأعلن عن إسلامه امام مائتي ألف من الناس وباتفاق عامة أمراء المغول ونطق الشهادتين بحضور الشيخ صدر الدين إبراهيم ابن الشيخ سعد الدين الحموي. وسمي محمودا. ثم قرر السفر ونصب خيامه قرب بلدة ري. عندئذ أرسل بايدو خان سفراءه طالبا الصلح على أن يترك له حكم عراق العجم وفارس وخزستان ولرستان لغازان ويبقى على حكم عراق العرب وديار بكر وأذربيجان وأرمينيا وجرجستان وبلاد الروم، في محاولة منه لكسب الوقت ، لكن غازان علم بما بيته بايدو خان من الغدر فبادره بالقتال ، واضطر بايدو خان إلى الفرار إلى جهة نخجوان ، واستطاع الأمير نوروز القبض عليه ، فصار طعما لسيف غازان. واستقل غازان بالملك فطهر البلاد من ذيول الكفر والضلال وأشاع العدل وضبط أحوال البلاد ، ولكن وقعت بينه وبين الملك ناصر المصري منازعات (ص 47) فكان يقود الجيش بنفسه أحيانا ويرسل قائد جيشه أحيانا . وكان وحيد دهره وأفلاطون عصره في علم الهيئات والنجوم . ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه ، كما كان كثير الاحترام والتقدير للسادات والأشراف ، فأجرى الماء من نهر الفرات إلى كربلاء . وفي سنة سبعمائة قرر القيام بحملة على مصر فعسكر بقواته في حلب واستعد للحملة لكن ورود ما يفيد الطاعة والصلاح من جانب مصر جعله يعدل عن قراره . إلا أنه استشاط غضبا من ورود بعض الكلام السيء من جهة مصر فأرسل بعض القوات ، وتوجه هو إلى جهات تبريز، وبعد فترة قصيرة علم بفرار القائد الذي أرسله لمصر فأورثه ذلك غما ، فعين محمد خان بن أرغون وليا للعهد وفي سنة سبعمائة وثلاث انتقل إلى رحمة الله وعمره ثلاثة وثلاثون عاما. وتولى السلطان محمد خان ملك العرب والعجم فبسط العدل وطوى الظلم والبدع ورفع راية الإسلام وطبق أحكام الشرع وفرض الجزية على أهل الذمة وأجبرهم على استعمال علامات مميزة. (ص 48آ) ومات السلطان محمد خان في وقعة نويسان سنة ست عشر وسبعمائة، وكان عمره ستة وثلاثين عاما. وولي عرش السلطنة ابنه أبو سعيد بهادر. وقد قسم الممالك المحروسة والأقاليم السبعة بين أبناء أمير الأمراء جويان ، وقد وقع نار الغرام في قلب الملك على بغداد بنت الأمير جويان زوجة الشيخ حسن ايلخانى التي كانت بمدينة دلم بجهات دمشق. ولما توجه الملك إلى بغداد لقضاء فصل الشتاء زادت نار عشقه وبينما هو يترقب حلا لألمه ظهر الوزير الملقب بنصر الدين ونسب إلى الأمير جويان بحضور الملك أقبح النعوت وكاد الملك يصدق ما ادعاه الوزير ، وبلغ الخبر الأمير جويان فدبر له مكيدة للانتقام منه ، فاتهمه بوصف السلطان بالخذلان وعدم الاهتمام بالرعية كي يعزله ويأخذه معه إلى خراسان ويجد الفرصة لقتله. ولما غادر الملك بغداد إلى جهة السلطانية قتل الأمير دمشق ابن الأمير جوبان لبعض التهم التي ألصقها به بعض أرباب الغرض فحزن عليه الأمير جوبان فبدأ بوزيره ركن الدين فقتله ثم هاجم جيش الملك مع رجل شهير بقتله سبعين ألفا من الأسود اسمه جوسوار ، كما توجه إلى الشيخ علاء الدولة وشرح له حاله وطلب التوسط لدى الملك لتحقيق العدل والقصاص من قتلة ابنه . فذهب الشيخ إلى السلطان وبذل له النصح ولكن دون جدوى، ولما يئس الأمير جوبان بادر بالحرب وأخذ الثأر لكن أكثر الأمراء مالوا إلى جانب السلطان أبي سعيد فندم جوبان وعاد إلى خراسان ، ثم لجأ إلى الملك غياث الدين في هراة وكانت بينهما حقوق سابقة، لكن غياث الدين نفذ حكم السلطان فيه فقتله ونقل نعش الأمير جوبان إلى المدينة المنورة تنفيذا لوصيته. وبعد مقتله أرسل السلطان القاضي مبارك شاه إلى حسن إيلخانى ليطلب منه طلاق زوجته بغداد فطلقها ثلاثا خوفا على نفسه، فتزوجها السلطان بعد انقضاء عدتها ، وبعد ذلك مالت دولة أبي سعيد للأفول ولم يكن له والد أو أخ ، فعين بناء على نصيحة الوزير غياث الدين محمد أربا خان وهو ومن أولاد جنكيز خان وليا للعهد. وفي سنة ست وثلاثين وسبعمائة حيث بلغ أبو سعيد الثالثة والثلاثين من العمر واعتراه الضعف والمرض وأصيب بالصرع وأودع التيمارخانة (ص 49آ) واستطاع أربا خان أن يستقل بالعرش بعد محاربته بعض أمراء المغول، وبتدبير من زوجة أبي سعيد الثانية واتفاق مع والي بغداد تم نصب موسى خان وهو من سلالة جنكيز، وبعد قتال شديد قتل واستقل موسى خان بالملك وتعاقب الملوك بعد ذلك إلى أن دالت دولة آل جنكيز وهولاكو في بغداد سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة ، كما انقرضت دولتهم في إيران وأذربيجان سنة أربعين وسبعمائة
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|