القصيدة الثانية
يا مصطفـــــــــــــــــــى اللّـــــــــــــــــــــــه .......
للشاعر /عبد المنعم أسبير
************************
قَرأتُ سِيْرَةَ حِـبِّ الله(1) في الكُتُـــــبِ
ففاضَ في القَلْبِ ذِكْرُ اللهِ ، مِنْ عَجــَبِ
فَمِنْ عُجابِ فِعالِ الخَلْقِ ، سِيرَتُــــــــــهُ
هِيَ الأساسُ ، سِواها غَيْرُ مُحْتَســـــــَـبِ
فَمُصْطَفَـى اللهِ ، فَـرْدٌ(2) لانَظيرَ لَــــــــهُ
مُحَمَّدٌ أحْمَدٌ في النّاس، في الحَسَـــب(3)
فَكَيْفَ يَغْفُلُ شِعْري مَدْحَ بِعْثَتِــــهِ
ويُطْلِقُ المَدْحَ في قُربَــــى وفي صُحــــُبِ
أسْتَغْفِـرُ اللهَ مِنْ ذّنْـبٍ أُقارِفُــــــهُ(4)
إذا تَجاهَلَ شِعْري ، سَيِّــــــــــــدَ الأدبِ
فَما الأديْـبُ أديبــاً إنْ تَجاهَلَــــــــــــــهُ
ولا القَريضُ قَريضاً(5) عاليَ الرُّتَـــــــبِ
ومِنْ فَريضَـةِ شِعْـري، أنْ أُمَجِّـــــــــــــدَهُ
في مَهْبِطِ الوَحْيِ، في البَطْحاءِ مُغْتَرَبــي
مِنْ أيْنَ أبْدأُ؟ هَلْ مِنْ بَدْءِ مَوْلِـــــــــــــدِهِ
إذْ كانَ نُوْراً، يُغَشّي(6)ظُلْمَة َ الـــدُّرُبِ؟
أمْ مِنْ بِدايَةِ أمــْرِ اللهِ ، دَعْوَتـــــــــــــِهِ
أحالَتِ القَلْبَ، مِنْ جَدْبٍ(7)إلى خَصِــــــــــبِ
أمْ مِـنْ فَواتِـحِ نَصْرٍ ، عِنْدَ هِجْرَتِــــــــــهِ
مَعَ الصَّحابَةِ ، إعْـداداً لِمُنْقَلَـــــــــــبِ(8)
مَهْمـا تَخَيّـَرَ قَلْبي ذِكْـرَ مَرحَلَـــــــــــــــةٍ
فإنَّ عَجْزِيَ مَقْطوعٌ مِنْ السَّبَـــــــــبِ(9)
فقـَدْ تَسابـَقَ كُثْرٌ مِنْ خَلائفِــــــــــــــهِ
وتابِعِيْهـِمْ ، بآلافٍ مِـنَ الكُتُـــــــــــــبِ
ولَسْتُ أمْلِكُ عِلْماً مِثْلَما مَلَكــــــــــــــــوا
وماأفاضوا ، ففيها خَيـْرُ مُكْتَتــــــــبِ
وإنَّ قُـدْرَةَ إيمـاني تُحَرِّرُنـــــــــــــــــي
مِنْ رِبْقَةِ العَجْزِ كَيْ أشْدوْ بِذِكْرِ نَبــي
لكـِنَّ ذِكْـرَهُ يُشْجِيني، فأُطْلِقُـــــــــــهُ
مـِنَ المَدامِعِ بُركانـاً مِنَ اللَّهـــــــــــَـبِ
فالبَعْضُ ذَمَّ رَسولَ اللهِ مِنْ خَبــــــــــَــلٍ
وأسْرَفَ البَعْضُ مَدْحاً في(أبي لهَبِ)(10)
فَمِنْهُمُ الهُودُ والأشياعُ(11)مِنْ غُـرُبٍ
مِمّـَنْ تَنَسَّبَ زُوْراً دونَمـا نَسَــــــــــــبِ
يامُصطفى اللهِ، يامَنْ ظَلْتَ قُدوَتَـــــنا
إنّا اقتِـداءٌ على حـــــــــبٍّ وفي رَغَـــبِ
قد حاربوكَ ، وحيّــــاً كنتَ مؤتَلِقــــــاً
بالنّور تُجلِيَ لَيلَ الشِّرْكِ في العَــرَبِ
واستَهدَفوكَ ، ومَيتاً انتَ في ألَـــــقٍ
تَحيا بنورٍ يُخيفُ العُمْيَ مِنْ غُــــــرُبِ
ياسَيِّدَ الحِلْمِ إنْ قَصَّرْتُ في زَمـــــــــَـنٍ
بالمَدْحِ شِعْراً ، فَرِفْقاً بي مِنَ العَتـَـبِ
فإنّني الآنَ ثأرٌ مِنْ أبي جَهَــــلٍ 12)
وسَيْفِيَ الشِّعْـرُ إرثٌ خَصَّنِيْهِ أبِــــــي
سأرفَعُ السَّيْفَ في حَرْفي وفي كَلِمـي
عَساكَ تَــرْضَى، فأنْجُوْ مِنْ لَظَى الغَضــَبِ
وليسَ فينا مُحـــــبٌّ مَنْ يَهـــــــابُ ردىً
ثأراً لِذاتِـكَ ، أو يَنهـارُ مِنْ رَهَــــــــبِ
فنحنُ أمّةُ سِلْمٍ غير ِذي سَلَـــــمٍ(13)
ونحـنُ أمــــــــّةُ حَرْبٍ ضـدَّ مُحتَـــــــــرِبِ
ونحنُ جُندُكَ حيّاً فوق يابســـــةٍ(14)
ونحنُ جندُكَ حيـّاً باطنَ التُّــــــــــرَبِ
فلاتُبــــــالِ إذا ما أُمـّةٌ حَقَــــــــــــدَتْ
فحاملُ الحِقْدِ في النيرانِ كالحَصَبِ(15)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) الحِبّ : الحبيب ، المحبوب .(2)فرْد: رجلٌ فرْد ، رجلٌ لانَظيرَ له.
(3)الحَسَب: شَرَفُ الأصْل.(4)قارَفَه: دا ناه. (5)القريض: الشِّعْر .
(6)غشَّى الشّئَ : غطّاه .(7) الجَدْب : المَحْل .
(8) المُنْقَلَب : المرجع، ومحلّ الإنقلاب.(9) السّبَب: الوسيلة التي
يُتوصَّلُ بها إلى الغَيْر .(10) أبو لَهَب : عمّ الرّسول.
(11) الأشياع: الأتباع والأنصار.(12) أبوجَهْل ، بسُكونِ الهاء :
هو عَمْرو بن هشام ، زعيمُ بني مخزوم في قريش ، من أعداء الرسول .
(13) السّلَم:الإستسلام , التسليم . (14) اليابسة : الأرض ،
لأنها صلبةٌ يباس.(15)الحَصَبْ :كلّ مايُلقَى في النار من وقود.