عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 12 / 2010, 56 : 03 PM   رقم المشاركة : [3]
حسن الحاجبي
حسن الحاجبي


 الصورة الرمزية حسن الحاجبي
 




حسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond repute

رد: آه يابلادنا : قراءة نقدية في الشعر العامي

غزة إذن هي الموضوع , ومن أجلها يستصرخ الشاعر غضبا في القلوب مكتوما , وصحوة في النفوس موؤودة , عبر سياق متصاعد , متوسلا إلى ذلك باعتماد المصطلحات الدالة على اللفظ , والمصطلحات الدالة على المعنى .
آه يا بلادنا ....مدخل متأوه إختاره الشاعر للإستهلال , وعلى مدى المسار المفصلي للقصيدة , تتماوج الأنساق المفاهيمية في خط حركي وجداني مكثف بالدلالات اللفظية " بطش / نار / دمار / ظلم / آهات / ..." كما بالدلالات الموضوعية " بكرة هيجي شايل صمته / خلو الطاهرة بنت الطاهرة / حبة صحوة وقوة عليه / ..." , حيث ينتقل الشاعر بسلاسة بين الحقول العاطفية من اللوعة إلى استنهاض الهمم , ومن التذكير إلى التنبيه , ومن الأسئلة الإستنكارية إلى السخرية اللاذعة , وصولا إلى استكانة ما تلبث أن تحيل على تساؤل مصيري تكون نتيجته يأس , يكاد يكون قاتلا لولا بصيص من الأمل , وصحوة ولو متأخرة , تتوخاها القصيدة في النهاية .
فالشاعر ينظر متأسيا بعين الحسرة { شوفو إزاي أهالينا , بطش الظالم فيهم وفينا } إلى غزة الرابقة في أرساف الإحتلال , ويدعو إلى إنقاذها , وتحطيم قيودها { غزة الغالية تحت النار , فكو حصارها يا أحرار } .
ومن التذكير { ياما عانينا فيكي يا دار } إلى التنبيه {لازم نثبت كرهنا ليه , ونوريله نتيجة ظلمه } تتدرج إشكالية النص , مستعرضةصورا متضافرة من الأسى البين والواضح , الذي يدفع بصاحبه إلى استنكار الحال بلسان الحال حين يقول :{إزاي يضرب وكلنا ساكت ؟ } .
..." إزاي؟ " و "ليه ؟" .. وجهان لصورة بلاغية مكثفة تلبس في المقطع السادس من القصيدة لبوسا من السخرية اللاذعة , إلى الحد الذي تختفي معه أساليب التورية والتلميح المطلوبة في مثل هكذا مواقف , حيث يتدثر النص برداء من السخرية السوداء ,يصل حد الذروة في قول الشاعر :{أوعو تقولو إن إحنا هفايا , دا احنا وزير وباشا وبيه , كراسينا شاهدة بكل نزاهة , بنخاف عالحق ونداري عليه , حتى لدرجة إننا نسكت , وطبعا نشجب وإزاي وليه }.
ومن الطبيعي جدا أن يسفر هذا الكم من التهكم وجلد الذات عن شبه انهزامية تتخذ من الصمت عنوانا وشعارا { أصل سكوتنا دا واجب } , لولا أنه ذاك الصمت الذي يسبق عاصفة السؤال { ليه نتعلم ليه نتنور , ليه نتهور ليه ليه ليه ؟ } وباعتماد صيغة دلالية لفظية مباشرة , {ليه ليه ليه ؟} تبلغ القصيدة مداها في الجهر بالإشارات والمضامين الصريحة , التي لا تحتاج إلى كبير عناء قصد استجلائها من بين ثنايا الكلمات , لعل أشدها سوداوية , ذلك الإحساس بالغبن الناجم عن قلة حيلة , وقصر يد لا حول معه ولا قوة {وكأنه ماعاد فينا النخوة , ولا إسلام ...نسبنا إليه } ولو كنت مكان الشاعر لقلت { وكأنه ماعاد فينا نخوة , ولا إسلام ننتسب إليه } .
وفي عز الإختناق {ماسك روحها مابين إديه } تنبلج فسحة من صبح قريب {لازم طبعا شوية رحمة , مع حبة صحوة وقوة عليه } هي في حكم القدر المحتوم الذي قد يتأخر قليلا , لكنه آت لا محالة , {علشان نقدر نرجع غزة , ونطوي كفاحها وآهات لياليه } .
...وبين "آه " المقدمة , و"آهات " الخاتمة يعتمد الشاعر منهاج البرهنة والإستدلال والتحليل الساخر , مما يعطي للقصيدة قوة حجاجية , من خلال رؤية شعرية منسجمة وربط للألفاظ بدلالاتها في السياق , وإن كانت غزة الحاضرة ظلا ومعنى , لم تذكر لفظا إلا مرتين , أولاهما استهلالا {غزة الغالية تحت النار } وثانيهما انتهاء { علشان نقدر نرجع غزة }.



يتبع ...
توقيع حسن الحاجبي
 قالت: أرفع رأسك عاليا فأنت عربي , قلت علميني يا سيدتي , علميني كيف يكون الرفع بعد الخضوع , علميني كيف يكون النهوض بعد الخنوع , علميني أن أستقيم واقفا , فقد أطلت الركوع .
نعم يا سيدتي ...أنا عربي لكنني موجوع .
حسن الحاجبي غير متصل   رد مع اقتباس