عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 12 / 2010, 48 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

الرفض وانتكاسة العقل العربى

الرفض وانتكاسة العقل العربى
يرى البعض ان القصيدة الحديثة او قصيدة التفعيلة هى نتاج الرفض الثورى الذى للشعراء الذين فقدوا الثقة فى هذا الواقغ وارىان الرفض الذى ولّد الشعر الحديث لم يكن رفضا مجانيا بقدر ما هو نتاج عقلية عربية وقعت فى مهب الريح ازاء معطى ثقافى متزبزب اصيب بانتكاسات عدة حولت العقل العربى الى مسوخ مختلفة ومن نافلة القولان التطور سمة الوجود و فى قوانيين العلم غير المتكررة ان التراكم الكمى لابد انه مؤد الى تغير نوعى وهذا ما نرى اثره مجالات الفيزياء والكيمياء وغيرها ولكن هل ينطبق هذا القانون على حركة العقل الانسانى بنفس الكيفية؟
سؤال يجيب عنه " هيجل" فيلسوف " الديالكتيك" بالايجاب فالتطور عنده يبدا فى العقل البشرى بمواجهته للعلم المادى والمحسوس ومن الدعوى ونقيضها ينشأ مركب جديد يتحول بدوره الى دعوى ثالثه فى الذهن البشرى وهكذا تستمر الحركة عبر النفى ونفى النفى الى ان تتكون للعقل الانسانى القدرة على التجريد فتظهر الفلسفة العقلية القادرة على تفسير التاريخ والتنبؤ بالمستقبل فهل حدث هذا مع العقل العربى مصدر الرفض على الثوابت من اجل التطوير؟
اننا اذا تاملنا مسيرة تطور العقل الاوربى وطبقنا عليها قانون هيجل سالف الذكر لراينا انه منذ الفلسفة المادية عند "الايونيين" فى اليونان القديمة ثم " الايليين" اصحاب المنزع الميتافيزيقى لوجدنا ان ارسطو لم يكن الا ذلك المركب بين النزعتين لكن فلسفة ارسطو وجهت بعد ذلك بالديانة المسيحية التى هى ميتافيزيقيا جديدة ليخرج من الاثنين عبر الحوار والتصادم فلسفة القرون الوسطى الجامعة بين الله والانسان عبر مؤسسة فلسفية هى الكنيسة الكاثوليكية فهل توقف العقل الاوربى عند هذا الحد ؟ لم يتوقف وانما استمرت المسيرة صاعدة فحدث الاصلاح الدينى وتم فصل الدين عن الدولة وانطلق العقل الاوربى متحررا من اشكالية الله والانسان ليطرح من جديد وعلى مستوى اعلى اشكالية الانسان والطبيعة عند هذه اللحظة حل عصر النهضة محل القرون الوسطى المظلمة حيث وضع " كوبرنيكس " النظام الفلكى الجديد محل النظام البطليموسى ودار " ماجلان " حول الارض واستبدل " فرنسيس باكون" الاستقراء بالقياس وعصف نيوتن بفيزياء ارسطو واسس ديكارت المنهج العقلانى القائم على الشك المنهجى
كل هذا كان يبشر بميلاد الحداثة وبالفعل انفجرت الثورة الصناعية وتلتها الثورة السياسية وتولت البرجوازية السلطة وواجهت ثورة " البروليتاريا " ذات الفكر الاشتراكة ومن الثورتين نشأ وضع جديد هو وضع ما بعد الحداثة فاين - ياسيدى- نضع العقل العربى على خارطة العالم بحيادية علمية لا غش فيها ولا تزوير ولا تزييف؟ اننا مصابون بتزييف الحائق بدءا من تزييف التاريخ نهاية بتزوير العلم ولعلك تتفق معى على ان العقل العربى تعرض خلال تاريخه الطويل الى هزتين عنيفتين كانتا كفيلتين بنقله من البداوة الفكرية الى حداثة جديدة تفارق معطيات الحداثة الاوربية الى معطيات عربية ينتظم فيها التراث مع التغير فى كتلة واحدة تسمى الثقافة العربية
فاما الهزة الاولى فكانت فى الحروب الصليبية تلك التى بدات بخطاب البابا " اوربان الثانى" عام 1095م يدعو فيه اوربا الى ان تستخلص بلادها من ذلك الجنس العربى الشرير الذى بادرها بالغزو فاحتل الاندلس وصقلية وهدد نورمانديا والتف حولها من جهة الاناضول تمهيدا لالتهامها جميعا وهكذا احتج الهجوم الصليبى بحجة القدس مخادعا الراى العام الاوربى وبدا فى التحرك لغزو العربوما هى الا اعوام اربعة حتى سقطت القدس فى ايديهم لتبدأ مرحلة جديدة لم يعرفها العقل العربى منذ اسقارا الدعوة الاسلامية مرحلة يواجه فيها العربى المسلم بكل كبريائه الموروث ويقينه الدينى الكامل الاخر الذى كان منذ قليل يحتل العربى بلاده الاخر الذمى دافع الجزية عن يد وهو صاغر هذا الخر الذى اذ فجأة اصبح مختلفا ومخيفا جاء اليه فى عقر داره يحتل بلاده ويبع اطفاله ويسبى نساءه ويجبره على دفع الجزية وهو صاغر وهنا حدثت هزة للعقل العربى الذى لم يكن مهيأ لمواجهة الصدمة تمهيدا لتجاوزها وفى اثناء ذلك قامت صدمخة اخرى على "فردريك الثانى" الذى دفع العلامء الى ترجمة الفكر والعربى ونقلة الى اللخة اللاتينية والتى استمرت منذ " قسطنطين الافريقى " الى ظهور مدارس الترجمة فى الكنسية واذ فجاة يكتشف العقل العربى سرقة تراثة وتحوله الى اقانيم علمية وثقافية جديدة ترتدى الثوب الاوربى البراق وتلتهم العقل العربى وتضعه فى برواز ثقافتها ولكن بشكل باهت هذه الصدمة حولت العقل العربى الى عقل استاتيكى يستمد اليته اما من حالة التقوقع واما من هذا الاخر الذى ارهبه وقضى على استقلاليته هذا الجمود كان الدافع وراء عدم قبول اى تطور يخرج من الرئة العربية لانه اعتاد ان يتنفس برئات اخرى وهذا الجمود ربما يفسر لنا اسباب حرق كتب ابن رشد
لقد نجح الغزو المادى والفكرى الغربى فى وضع العقل العربى فى حالة الجمود هذه حتى اننا نستغرب حين نكتشف ان العقل العربى ظل طوال المائتى عام التى استغرقتها الحروب الصليبية لم يلتفت الى اكتشاف العقل الاوربى او تامل اساليبه فى تطوير اليات المعرفة ولم يهتم بتجذير المنهج العلمى التجريبى الذى اكتشفه العرب او نقلوه من الثقافات الاخرى هنا توقف العقل العربى عن مسيرة عطائه العلمية والثقافية وظل ينتقل من طور الى اخر عبر هذه الحدود الى ان جاءت الهزة الثانية
الهزة الثانية تمثلت فى زرع دولة اسرائيل داخل الجسد العربى اسرائيل تلك الطبعة الحديثة لاستمرار الحروب الصليبية وتجاه هذه الهزة ايضا عجز العقل العربى عن استيعاب مفردات الحوار مع الاخر الغازى المحتل للقدس وفلسطين كامتداد للغزو الصليبى الذى تمركز فى هذه المنطقة ايضا وجعل الكلمة الاولى والاخيرة لذلك الوريث الغازى والحوار هنا ليس معناه اقامة جدل كلامى وانما حوار اثبات الذات والتفوق والقدرة على املاء القرار لقد فقد العقل العربى هذه القدرة على ان ينتج معطى ثقافى دال وقادر على ان يقود حركات ثورية ناجحة تؤكد الهوية العربية حتى ما اطلق عليه اسم " العقل العربى الثورى" فى الخمسينات و الستينات كان عاجزا مام العقل الثورى الصهيونى فى الاطروحات الثورية الناجحة اذ صورت الصهيونية نضالها على انه نضال من اجل تاكيد الشخصية القومية اليهودية المضطهدة على مر العصور وتاكيد تحرير فلسطين من الاستعمار الانجليزى والاحتلال العربى العادى للسامية لم ينجح العقل الثورى العربى فى تاكيد حتى القومية العربية
من هنا بدات حالة الشعور باغتراب العقل والتمرد على الاشكال الثابته لانه فقد الثقة فى كل شئ من هنا بدات حالات الرفض لكل اشكال التعبير القديمة فى الشعر والقصة والرواية والمسرح ومن هنا كان العقل العربى مستعدا لتقبل المناهج الغربية فى العلوم والفكر والثقافة على انها المثال البللورى القادر على سد فراغ النتكاسة العربية فى هذا العقل ونحن لا ننكر ذوبان الفواصل بين الثقافات فى ظل التقدم العلمى والثورات المعلوماتية لكن العقل العربى يفتقر الى المنهجية فى التعامل مع ثقافة الاخر ولو انه لم يتعرض للثقافة الغربية وحافظ على اتزانه منذ فورته العلمية فى العصر العباسى لكان خليقا بان ينتج فكرا اكثر حداثة مما نحن عليه الان
وهذا لا يعنى لاتمسك باشكال الدعاية القديمة فى الابداع الشعرى وغيره بقدر ما يعنى التفسير التاريخى لظاهرة الرفض والتفسير الموضوعى لها لان الرفض كان شموليا ولم يتقتصر على رفض نازك الملائكة والسياب والبياتى لالشكال الابداع الشعرى الخطابى التقليدى والعداءى اكثر منه فنى ولا على رفض ادونيس ومجموعة مجلة " شعر اللبنانية" من الماغوط وانسى الحاج لالشكال البادع الشعرى التفعيلى والتحول بناصية الشعر الى قصيدة النثر وانما امتد الى ظهور المسرح الاحتماعى ثم التعبير ثم التجريبى والرواية الكلاسيكية والواقعية الاجتماعية ورواية الخيال العلمى واللارواية والقصة الطويلة و القصيرة والاقصوصة والقصيرة جدا وغير ذلك من الاشكال الابداعية المختلفة



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس