رد: خاص بأخبار ونشاطات وكتابات الأديبة القاصة الدكتورة سناء الشعلان
قصص قصيرة جدا للقاصة د. سناء الشعلان
[align=justify]
أراد الأمير الشّاب الجميل أن يختار عروساً تملك قوة خارقة؛إذ رغب في أن يضمّ إلى ملكه قوة جديدة،عرّافات القصر ووصيفاته أذكين العيون في كلّ أرجاء السّلطنة،وعرضن عليها كلّ النّساء ذوات القوى الخارقة،بعضهن يملكن سحراً طاغياً،واحدة تملك حصاناً طائراً يسابق البرق،أخرى تملك سيفاً بتّاراً ينصر كلّ من ضرب به،ثانية تملك ترانيم الفرح جميعاً،ثالثاً عندها أقوى حيوان أسطوريّ لا يهزمه جيش من المصارعين،ورابعة تملك مغارة كاملة من الجوهر والنّفائس،وخامسة عندها وجه فاتن يسعد قلب العجوز،ويردّ إليه الشّباب والقوة الراحلة،وسادسة تملك ماء الحياة والخلود،لكّنها هي دون النّساء من تملك شعراً غابة،طوله يتجاوز طولهما،فيجرّ وراءها على الأرض،عندما نام في حضنها التفّ شعرها على جسدهما،ووهبهما شرنقة عشق دافئة حريريّة،ليلتها أدرك أنّ صاحبة الشّعر الطّويل هي أقوى امرأة في مملكته،فتزوّجها من ساعتها،ونعم بفردوس شعرها.
فخر النّساء خُلقت على لحظة رضا من الرّب،فلم يخلقها من طين كسائر البشر الفانين،إنّما خلقها من ماء شفّاف لا غير،سوّى كلّ شيء فيها بخصوصيّة وحرفيّة إلهيّة من ماء رقيق،بشرتها بيضاء صافية،قلبها ينبض بالصّفاء، أحاسيس عروقها شفيفة تراها من تحت جلدها،دماؤها تبض بالحياة الموهوبة بسعة للعطاء،وقلبها لا يعرف وجيباً عنيفاً،بل خريراً يشدي كلّ من يسمعه،ويهطل عليها أمطاراً ورعوداً،ولغزها الماء كان يكمن في دموعها التي لا تعرف توقّفاً إن عشقت.
وقد جاء طوفانها على غير ميعاد،وعشقت بصدق،كان على خلاف مادة خلقها،مصنوع من الصّوّان،مفطور على القسوة والصّمت،وهي مفطورة على الخرير والدّبيب الحنون، تألّمت بشدة،فأغراه ألمها،اشتدّ عشقها،فاشتدّ جبروته.
تضافرت كلُّ الأشياء الشّريرة على هزيمتها،قانون حكومة المجرّة ذبحها بسكين تلماء،منعها من أن تنفصل عن زوجها،لتعيش مع حبيبها،ومنعها طبعها الماء المخلص من أن تهجر زوجها أو تخونه لتسعد بجوار حبيبها.
تنازعها الماء والصّوان،فبكت ليل نهار دون توقّف عجزاً وتظلّماً وحرماناً،حتى غرقت في مائها الدّموع ،بعض الناس أسمَوْا مصرعها طوفان،وآخرون أسموه ظاهرة مائّية محيّرة للعلماء،وهناك من قال إنّها قادمة من كوكب مائي مجهول،لكنّني من القلة الذين قدّموا الماء نذراً لروحها كي تستريح؛فهي غريقة العشق لا الماء!!
[/align]
|