عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 12 / 2010, 47 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
د.محمد شادي كسكين
طبيب أسنان - شاعر وأديب - مشرف منتدى السويد - الفعاليات الإنسانية والمركز الافتراضي لإبداع الراحلين

 الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
 




د.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really nice

الإسلام في السويد يكون أو لا يكون - الحلقة الخامسة


بسم الله الرحمن الرحيم



الإسلام في السويد : يكون أو لا يكون!


الحلقة الخامسة



السويد وحرب أفغانستان: عندما يغيب الحكماء ويدمن الساسة مشاهد الكابوي الأميركي 2/2


حرب فاشلة فلماذا ندفع نحن الضريبة؟!

لقد غاب عن ذهن الساسة السويديين ان مساهمة القوات السويدية في افغانستان يعني القبول بالممارسات التي ترتكبها القوات الأميريكية هناك , هذا من ناحية اما من ناحية ثانية فهذه الحرب فاشلة تماما ولذا فمن الغباء أن يدفع الشعب السويدي ضريبة الفشل والتورط الأمريكي من حياة وسلامة أبناءه,
وعندما افرج جوليان أسانج، صاحب موقع «ويكيليكس» الإلكتروني في نيسان الماضي 2010 بعض خباياه إلى العلن والتي تتضمن 92201 من السجلات الداخلية السرية للعمليات العسكرية والاستخبارية الأميركية في أفغانستان منذ كانون الثاني 2004 وحتى كانون الاول 2009م وفيها المقالات والخرائط والأرقام والمعلومات بالجملة تروي تفاصيل الحرب الأميركية على أفغانستان على مدى 6 سنوات! أقول عندما فعلها جوليان وجهت السويد له تهمة الإغتصاب ثم تراجعت ثم منعته من الاقامة على أراضيها! وإذا كان السؤال الهام لماذا تفعل السويد هكذا؟؟ فلأن السويديين باتوا يلعبون نيابة عن الأمريكيين " يجيب جون كافنر -المدير التنفيذي لمجلة أنديكس أون سينسورشب (عين على الرقابة)- في مقاله في صحيفة إندبندنت البريطانية بالعنوان اللافت " ويكيليكس عرى الإعلام الغربي ". ويتساءل الكاتب في مقاله في يوم الاثنين 29 نوغمبر 2010م " ما هي الحيثيات التي أدت بالنساء السويديات إلى تحريك دعوى ضد السيد أسانغ بتهمة التحرش الجنسي والاغتصاب، فقط أولئك القائمون على الدعوى يعلمون حيثياتها. ولكن مستشار السيد أسانغ القانوني في المملكة المتحدة يعتقد أن السويديين يلعبون بالنيابة عن الأميركيين. فعندما تتم إدانة شخص ما بتهم خطيرة، قد يصبح من الصعب التفريق بين الصدق والكذب في كلامه!!.



وبالـتأكيد تكشف هذه الوثائق الفضيحة وكيف أنّه بعد تسع سنوات وثلاثمئة مليار دولار صرفت على الحرب في أفغانستان، لا تزال واشنطن وحلفاؤها في حلف شمالي الأطلسي بعيدين عن الربح الذي يتحدثون عنه دائماً. وتوضح ما كسبته «طالبان» على الأرض وكيف أصبحت هجماتها أكثر تنسيقاً وتركيزاً لتصبح أقوى من قبل بكثير موقعة خسائر كبيرة في صفوف التحالف،.



كما يبدو من خلال هذه المستندات تخبط الجنود الأميركيين في المعارك وتُظهر شكاوى المارينز من عدم وجود أموال كافية لتدريب الأفغان والحفاظ على ولائهم وتبرهن الوثائق أيضاً أنّ الجيش الأميركي أعطى أحياناً معلومات مضللة، مثل قوله إنّ مروحية أميركية أُسقطت بأسلحة تقليدية، فيما كانت «طالبان» تستخدم صواريخ حديثة (تبحث عن مصادر الحرارة وتقضي عليها) أو القول إنّ الأفغان حققوا إنجازاً ما في إحدى المهمات، فيما الفضل يعود للأميركيين..



كما تكشف المستندات عن وجود فرقة كوماندوس سرية أميركية تدعى «فرقة 373» تضم عناصر من الجيش والبحرية تقضي مهمتهم باعتقال أشخاص محددين يُعَدّون من الأهم عند المقاتلين أو قتلهم. وتكشف الوثائق كيف نجحت هذه الفرقة أحياناً وفشلت أحياناً أخرى، مسببة قتل المدنيين. هكذا حصل في 11 حزيران 2007 على سبيل المثال ، حين كانت الفرقة تطارد، مع الأفغان، قائداً في «طالبان يدعى قار الرحمانين قرب جلال آباد، وانتهت المهمة بهربه ومقتل 7 من القوات الأفغانية.»



ويبدو ان الحكومة السويدية تجاهلت تقرير "بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان" الذي أوضح أن إصابات المدنيين الناجمة عن عمليات القوات الدولية بقيادة "حلف شمال الأطلسي" (الناتو) والقوات الحكومية انخفضت بنسبة 29 بالمئة بالمقارنة بالعام الماضي بفضل تغير السياسات بما يعطي الأولوية بشكل أكبر لحماية المدنيين وأبدت البعثة نوعاً من التحفظ عبَّر عنه سام ظريفي بقوله إن "القوات الموالية للحكومة كانت مسؤولة عن مقتل ما لا يقل عن223 شخصاً خلال ستة أشهر، ولا تزال قوات حلف شمال الأطلسي تفتقر إلى الاتساق في تبرير وقوع هذه الإصابات. كما لا تزال القوات الخاصة في أفغانستان تفتقر إلى الصراحة ولا تزال تمارس عملها بمنأى عن المحاسبة -10.10.2010


كما تجاهلت الحكومة اخر تحذير صدر قبل ايام عن "مجموعة الأزمات الدولية" في 29-11-2010م من أن الغربيين يفشلون في أفغانستان وأنه وبعد تسع سنوات على دخوله البلاد، لم يتمكن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من القضاء على حركة طالبان ولا من كسب تأييد الرأي العام ولا من إقامة دولة وقوات أمنية قوية وأن "الشرطة فاسدة وجشعة وعنيفة والجيش يحركه عدة رجال أقوياء " وأن عدد المدنيين القتلى ارتفع أيضًا بمعدل الثلث في النصف الأول من العام 2010.



في 20/05/2010 أعلن وزير الخارجية السويدي كارل بيلت إن إعلان موعد سحب القوات من أفغانستان أمر "خطير" لأنه يشكل رسالة سيئة للسكان وصرح بيلت في ستوكهولم لدى عودته من زيارة إلى أفغانستان، إن إعلان "مواعيد الانسحاب أمر سيء وخطير ولا أريد توجيه رسالة إلى الشعب الأفغاني نقول له فيها إننا سنتخلى عنه في هذا الوقت أو ذاك".
وأضاف إن إعلان سحب القوات كما جرى "في الماضي يشكل احد أسباب الصعوبات التي نواجهها الآن في أفغانستان" والتقى بيلت خلال زيارته إلى أفغانستان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وجدد له دعم السويد "على المدى الطويل" لاستقرار البلاد وتنميتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأن ذلك الدعم "لن يتوقف خلال السنوات المقبلة"..

الغباء وتجاهل الوقائع والتاريخ!

فجأة أعلنت السويد عن رفع درجة الخطر من حالة تهديد ارهابية من الدرجة الثانية الى الثالثة متزامنة مع حالات ممائلة في الدول الاوربية وكتب أحد المدونين السويديين متسائلاً: ماذا فعلنا لنتعرض للتهديد في بلادنا؟ ويجيب:" لقد فعلنا كل شيء رسمنا النبي محمد " صلى الله عليه وسلم, وإنتخبنا العنصريين ونقاتل في أفغانستان؟؟؟ لا يوجد أكثر مما فعلنا "
أشك أحيانا أن الساسة لا يجدون وقتا لقراءة التاريخ , التاريخ يعلمنا الكثير , وسيعلمنا أكثر حين يكون الموضوع " أفغانستان"! أفغانستان التي لم تخرج قوة عسكرية من بين مستنقعاتها وأوديتها وهضابها وجبالها منتصرة قط! إقرأوا التاريخ لتتعلموا أن كل من حاول حكم الشعب الأفغاني بالقوة هزم بدءا من الإسكندر المقدوني والقبائل الأرية والفرس الساسانيين والكوشيين و اليونان والأتراك الشرقيون والصينيون والهنود والبريطانيين والسوفييت واليوم الأمريكان!


يعلمنا التاريخ أن بريطانيا الإمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس, والتي دخلت أفغانستان عام 1838م خرجت مهزومة من أفغانستان المرة تلو المرة وبمشاهد مروعة ففي نهاية عام 1842 م قتل الأفغان 16 ألف جندي بريطاني في معركة واحدة ، كانوا هم الجيش المقاتل ضد الأفغان فيها ، ولم ينج منهم سوى طبيب عسكري واحد هرب ليبلغ قيادته بالمجزرة!



يعلمنا التاريخ أن الإمبراطورية السوفيتية التي اجتاحت افغانستان في 27 ديسمبر 1979م بعد سنوات من التدخل غير المباشر خرجت مهزومة بعد أن خلفت وراءها بقوة الدمار التي استخدمتها مليوني شهيد أفغاني وتكبدت 100 الف قتيل من جنودها !


ويعلمنا التاريخ القريب أن حركة طالبان وتنظيم القاعدة لم يتواني أو يتردد في تهديد اي دولة تشارك بقواتها على الأرض الأفغانية بل وتستخدم وجود هذه القوات كهدف للإنتقام ضد الإجراءات التعسفية أحيانا ضد مسلمي أوروبا؟!
فقد هددت حركة طالبان كلاً من كوريا الجنوبية في 22/07/2007 بعد اسرها لعدد من الرهائن الكوريين الجنوبيين والتهيد بقتلهم ما لم يتم سحب القوات الكورية من أفغانستان وهو ما تم رغم تأكيد سيئول انها إتخذت قرار الإنسحاب قبل أزمة الرهائن؟! كما هددت في شريط فيديو بثته قناة "العربية" الفضائية الاثنين 17-11-2008 فرنسا في حال لم ينسحب الفرنسيون من أفغانستان وقال زعيم عسكري في الشريط متحدّثاُ العربية بلهجة مزدوجة أن الفرنسيين "سيسمعون ردنا في باريس" في حال لم تنسحب القوات الفرنسية من أفغانستان ( 2600 شخص فرنسي في أفغانستان),
كما هددت حركةطالبان في 5-4-2010م بتصعيدالهجمات ضد القوات الألمانية بعد تمكن طالبان من قتل 3 جنود المان ليرتفع عدد قتلى القوات الالمانية الى 39 قتيل وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان لوكالة الأنباء الألمانية 'د.ب.أ'، 'سيكون هناك مزيد من القتلى في صفوف القوات الألمانية في حال استمرارتواجدها في أفغانستان'."إن الجماعة المسلحة حذرت الحكومة الألمانية والبرلمان لكي تسحب قواتها من أفغانستان ' لكنهم لم يستجيبوالذلك'. (4500 جندي الماني في افغانستان).وفي 6 مايو 2010 هددت حركة طالبان بلجيكا بتنفيذ عمليات؛ بسبب قرار الأخيرة منع ارتداء النقاب بعد تصويت مجلس النواب البلجيكي لصالح منع ارتداءالنقاب في كل البلاد. كما هددت حركة طالبان في 18 أكتوبر 2010 بشن هجوما فى هولندا إذا لم يتم الحكم ضد السياسى المعادى للإسلام "جيرت فيلدرز" المتهم بالتحريض على الكراهية والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين، والذى اتهم بمقارنه الإسلام بالفاشية، وطالب بحظر القرآن الكريم الذى شبهه بكتاب أدولف هيتلر "ماين مكامف"(كفاحى). و قال قائد طالباني فى مقابلة مع القناة التليفزيونية الهولندية "آر تى إل" إنه يرغب فى أن يعطى لهولندا درسا ساخنا لمعاداتها للإسلام ! كما إنضمت بلغاريا الى القائمة بعدما هددتها حركة طالبان في 22-10-2010م بسبب مشاركتها في عملية أفغانستان... ومع بروز أزمة التهديد بحرق المصحف الشريف 9/9/2010 من قبل القس الأمريكي برز الخوف مجدد ا وحذر القائد الأعلى للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان الجنرال ديفد بترايوس من أن هذه الخطوة قد تعرض حياة قواته للخطر لكن ساسة السويد ما زالوا لا يسمعون ولا يقرأون؟!

تعلمنا الأرقام ما لا نتعلمه من سواها وما تنقله الأرقام هو أن العام الحالي هو " العام الأكثر دموية لقوات الناتو ( حلف شمال الأطلسي ) في أفغانستان، إذ يقترب عدد قتلاها منذ بادية العام الجاري إلى 600 قتيل ؟؟ وأن علاج الجنود البريطانيين المصابين بجروح خطيرة في افغانستان يكلّف الحكومة أكثر من 500 ألف جنيه استرليني في الأسبوع، أي ما يعادل نحو 800 ألف دولار وبحسب صحيفة “اندبندانت” فإن تكلفة علاج الجنود البريطانيين الجرحى خلال الفترة من مايو/أيار إلى يوليو/تموز هذا العام بلغت 10 ملايين و250 ألف جنيه استرليني في الأقسام العسكرية في مستشفى سيلي أوك بمدينة بيرمنغهام، والتي تحصل على أكثر من مليوني جنيه استرلينيني شهرياً من وزارة الدفاع لعلاج العشرات من الجنود الذين يحتاجون إلى رعاية صحية .المصدر : دار الخليج - وتكتب صحيفة سفنسكا داغبلادت ان القوات السويدية اشتركت في مواجهات نارية اكثر من 30 مرة. واحدة من هذه المرات كانت خلال شهر تموز يوليو حيث استمرت المعارك 8 ايام متواصلة. وبالاضافة الى هذه المواجهات، فقد تعرضت القوات السويدية الى حوالي 15 عملية اعتداء بالقنابل لكن وزارة الدفاع السويدية بحسب تصريح الصحافي ميكائيل هولمستروم لم تبلغ الشعب السويدي عن هذه الاعتداءات او تلك الاعنف منها،فما الذي ننتظره؟!



واذن اي غباء يحكم عقول الساسة الذين اجلسوا السويد وحياة شعبها وابناءها على بركان قد ينفجر في اي لحظة تاثرا باي حدث صغير او كبير في العالم؟ وما المكاسب التي ستجينها السويد من وضع قواتها في خندق القوات المحتلة لأرض محتلة يصفها أحد الجنود السويديين في7 اوكتوبر 2010م على صفحات الإكسبرس السويدية بأنها " جحيم على كوكب الأرض؟؟


الحرب وتأثيرها على العلاقة مع الإسلام والمسلمين
أدى الموقف السياسي السويدي العام الموسوم بالحياد المعروف وبالمواقف الإيجابية المساندة للقضايا الإنسانية ومنها قضية الشعب الفلسطيني إلى بقاء السويد خارج دائرة مشاعر الكراهية أو الإنتقام الإسلامي ضد الكيانات والدول التي مارست الإحتلال أو الغزو أو الإهانة ضد المسلمين, هذه المشاعر التي يكنها الملايين من المسلمين للولايات المتحدة أو بريطانيا على سبيل المثال , بل إن أشد التنظيمات دموية وقوة وتشدداً إستثنت السويد من قائمة أهدافها و يكفي أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والذي لم يستثني يوماً دولة غربية أو غير إسلامية من تهديداته خرق هذه القاعدة بإستثناءه السويد من قائمة التهديد أو المساس بالأمن أو المصالح على إختلاف أصنافها وذلك في الخطاب الذي وجهه الى الشعب الأمريكي في نوفمبر 2004م حيث قال: أقول لكم إن الأمن ركن مهم من أركان الحياة البشرية، وإن الأحرار لا يفرطون بأمنهمبخلاف ادعاء بوش بأننا نكره الحرية, فليعلمنا لم لم نضرب السويد مثلا؟" أ.ه.
لقد كانت رسالة واضحة من التنظيم الأقوى عالمياً أن السويد حافظت على هامش حيادي إيجابي تجاه الإسلام والمسلمين كما أن هامش الحرية الممنوحة للمسلمين ومعتقداتهم في السويد بقيت وحتى وقت قريب محل تقدير وإحترام المسلمين. لكن استمرار رفع العديد السويدي في أفغانستان وإنتقال القوات السويدية الى عمليات حربية مشتركة مع القوات الأفغانية الحكومية وقوات حلف الناتو أدى إلى بدء التذمر والسخط الإسلامي , وفي أغسطس 2009م توعد قائد أفغاني محلي يدعى زمير جول في مقابلة مع مراسل جريدة " أفتونبلاديت " السويدية يسبر هاور وعبر المترجمة عنايت نجافيض نشر في أن يلقى الجنود السويدون الموت ذبحاً عقابا لهم على تواجدهم في أفغانستان , وتابع يقول: ربما ليس اليوم أو غدا اوبعد اسبوع لكني أعدهم أن يموتوا "!
ليت الأمر توقف عند هذا الحد إذ سرعان ما أكملها المسيء السويدي لارش فيلكس برسومه المسيئة العام 2007م وما تلاها حتى يومنا هذا في ظل حماية وصمت الحكومة والجهاز الأمني السويدي وبالطبع شاهد الملايين عملية نزع الحكاب عن مسلمة كانت تحتج على محاضرة للرسام لارش فيلكس في مدينة ابسالا في 11/5/2010م وإعتقالها أمام عدسات التصوير وجاءت ثالثة الأثافي بإنتخاب الحزب النازي العنصري لتكتمل الصورة القاتمة للسويد في أعين العرب والمسلمين وهكذا اكتملت حلقات المأساة !

دعونا نبقى في دائرة التواجد السويدي في أفغانستان لنقول أولاً إن المعتقد الإسلامي فيما يتعلق بالأرض الإسلامية ينص على وجوب مجاهدة ومقاتلة كل قدم أجنبية تطأ التراب الإسلامي عنوة وبقوة السلاح! وهذا مما لا يختلف عليه عامة فقهاء الأمةالإسلامية وعلماءها بغض النظر عن المسميات التي تستخدم هنا وهناك تارة بإسم قوات المساندة أو بعثات حفظ السلام أو الى ما غير ذلك من مسميات وتسميات! هذا المعتقد يتقارب مع المفهوم الدولي العام للسيادة على التراب الوطني والقومي لاي شعب واي أمة وكما قاتل الفيتناميون والجزائريون والهنود والعرب كل من إحتل بلادهم يقاتل الأفغان اليوم بذات المعتقد وواهم ذاك الذي يحاول اللعب بالألفاظ والضحك على الذقون! ويتسع هذا المفهوم بإعتبار أن الإسلام يعتبر كل المسلمين أمة واحدة لا تفرقها الحدود الدولية ولا الإختلافات العرقية ولا الإثنية ولا اللغوية وعليه يعتبر كل شبر من أرض إسلامية محتلة جرحاص نازفاً في قلب كل مسلم سواء أظهر ذلك أو أخفاه أو تجاهله – هذا هو الفكر الإسلامي وبالتالي لا تعتبر قضية التواجد الغربي في أفغانستان في المعتقد الإسلامي قضية أرض أفغانية محلية محتلة بقدر ما ينظر إليها المسلمون قاطبة كأرض إسلامية محتلة يتوقون إلى تحريرها سواء اشاركوا في حراك تحريرها حربا أو سلماً أم إكتفوا بأكف تلهج إلى الله بيوم قريب لحريتها! من لا يفهم هذا الفكر لا يستطيع تقييم كم لطخ التواجد السويدي في أفغانستان صورة السويد أمام المسلمين !
أما ثانياً فلقد كانت النقاط المشتركة لتحالف الأهداف والمصالح – إن جازت التسمية – المعقود بين المسلمين وأحزاب اليسار السويدي تخفف من وطأة الغضب الإسلامي وظل اليساريون – في فترات توليهم السلطة في السويد وبأيدلوجيتهم المناهضة لأمريكا والرأسمالية صمام أمان لعدم توجيه القبضة الإسلامية يوماً نحو الخد السويدي لا سيما وأن حكومات اليسار السويدي – الظاهر منها على الأقل - بقيت مؤيدة لقضايا الشرق والمسلمين تكف ثوبها عن أن يتلطخ بدم إسلامي , وبغروب شمس اليسار عن سدة الحكم في السويد منذ انتخابات العام 2006م وبتولي اليمين القريب للكيان الإسرائيلي وأمريكا سدة السلطة نزعت السويد بأيديها أخر لصاقات الجروح النازفة سراً وبات النزف واضحاً ومؤلماً!


وأخيراً ..لقد تنامت الحساسية المتبادلة بين المسلمين والسويديين في فترة السنوات العشر الأخيرة تزايداً مضطرداً وبرزت على السطح ظواهر وقضايا عديدة ساهمت كل منها على نحو ما على تبديد الثقة والتسامح بين الطرفين حتى باتت نظرة الشك والكراهية والإزدراء تتعمق أكثر مع إتساع الجالية المسلمة ونموها المضطرد والإبراز المتعمد أو غير المتعمد لقضايا الهجرة والحجاب والنقاب والطعام الحلال والمساعدات الإجتماعية والحاجة الى بناء المساجد وتناقص النمو السكاني السويدي أمام طفرة تكائر إسلامية واضحة إضافة للأثار الإقتصادية المالية العالمية الخانقة التي ألقت بظلالها على الإقتصاد السويدي .... الخ كل هذا زرع الخوف من الأخر المسلم وقاد الى عملية نفسية داخلية ثنائية تعتبر المسلم ضيفاً غريبا وثقيلاً على الجسد السويدي و تعتبر السويدي عدواً يضطهدنا في الداخل ويقتلنا في الخارج وبالتالي كان من الطبيعي أن تبرز وسائل الإعلام السويدية مقابلات وتصريحات لشابات وشبان سويديين وهم يتغنون بحلم القتال في أفغانستان رداً على مقتل الجندي كينث فالين اوكتوبر 2010م فيما كانت خطابات التحريض تتوالى على مواقع الإنترنت وصفحات الفيس بوك تنادي بالثأر ورد الإعتبار للإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم وللدم المسلم الذي اهرقته البنادق السويدية في أفغانستان!!


قلت لمسؤول سويدي كبير قبل سبعة أشهر من الأن : مشكلتكم أنكم لا تفهمون المسلمين, وأنا اتحدث عن المسلمين جميعا بعمومهم وليس عن فئة متدينة أو متشددة منهم ,أقول لك إن القران الكريم ومحمد صلى الله عليه وسلم والمساجد والحجاب والأرض الإسلامية خطوط حمراء خمسة لدى المسلمين , كل المسلمين بما فيهم أولئك الثمل في بارات إستكهولم وأبسالا ومالمو ويتبوري ! هز برأسه موافقاً! أكملت قائلاً : إنتبهوا إنكم تجازفون ! من يخترق الخطوط الحمراء يحترق! ولن نكون سعداء أبداً إذا ما إحترقت صورة السويد وإذا كنا واثقين أننا جميعاً سويديين ومسلمين سنعاني من أثار ما قد يحدث إلا أنكم وحدكم بالتأكيد ستتحملون المسؤولية عن ذلك وليس نحن ! لقد أطرق صامتاً لبرهة ثم سألني: ماذا تتوقع؟ قلت يومها : توقعوا أخباراً غير سارة على إمتداد هذه الخارطة وفي أي وقت وحي وشارع من شوراعكم وأحياء مدنكم وباقات ورود تنتظر جثامين أبنائكم العائدين من محرقة تاريخية تدعى " أفغانستان " !
د.محمد شادي كسكين
أبسالا 10 -12-2010م
- مع إكتمال تدقيق هذه الحلقة وقبيل إرسالها للنشر وردت أنباء الإنفجار في العاصمة إستكهولم – يتعرض الكاتب لهذه القضية في حلقات قادمة – .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د.محمد شادي كسكين غير متصل   رد مع اقتباس