[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
تحياتي مجدداً لكم جميعاً وشكراً جزيلا لاستجابتكم ونرجو المزيد من المداخلات المتعمقة
ما دمنا ارتأينا وضع هذه الآفة الإجرامية الخطيرة على طاولة التشريح والدراسة فلا بد أن نتعمق في دراستها وسبل التصدي لآثارها المدمرة على بلادنا وشعوبنا
هل تذكرون مجزرة قتل مجموعة من السياح منذ بضع سنوات وقبل أحداث أيلول/ سبتمبر أظن في الأقصر؟ ( المكان لست متأكدة منه أرجو التصحيح ) وحين تم القبض على المجموعة التي نفذت المجزرة تبين أن من كان يدعي أنه إمامهم والذي غسل أدمغتهم ودفعهم ونظم المجزرة ثبت أن هويته مزورة وتبين أنه صهيوني مزروع لهذا الغرض وبعد تسرب الخبر ليوم واحد في كل وسائل الإعلام ثم تم طمسه تماماً والتكتم على التحقيقات.
في تشريح هذه الظاهرة منذ بدأت ربط الكثيرون فيما بينها وبين فرقة الخوارج ، هذه الفرقة التي تصدى لها وحاول القضاء عليها سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه، وقيل فيما قيل عنهم أن لهم أزيزاً كأزيز خلية النحل في المداومة على قراءة القرآن الكريم وأنهم كانوا يديمون الصلاة حتى تتورم أقدامهم لكن كما وصفوا كان القرآن لا يغادر حناجرهم ولا يدخل صدورهم أو يهذب مشاعرهم ويرققها ولا يقوم الاعوجاج في عقولهم والقصور في فهمهم للدين.
بالنسبة لي ومنذ بدء هذه الظاهرة قمت بدراسة فرقتين وتتبع كل شيء عنهما والبحث في المراجع التي تناولت كل منهما، الخوارج ومعظمنا يعرف كل ما ورد عنها ، أما الفرقة الثانية فهي: "القناؤون " وهي شعبة قديمة من " الفريزيين " اليهود سأكتب لكم تلخيصاً عنها فيما بعد من بعض المراجع في مكتبتي عن هذه الفرقة، ما أثار اهتمامي بتتبع كل ما كتب عن هذه الفرقة هو إحياء مخابرات الكيان الصهيوني وعمليات الإرهاب والاغتيالات التي كانت تتم عبر العالم إلى أن اختفت دفعة واحدة ليظهر بدلا عنها مباشرة فرقة إسلامية تتبع ذات النهج والأسلوب الدموي في التصفيات.
لا شك أن الأيادي المنفذة هي من الشباب غير المتعلم الذين يسهل غسل أدمغتهم وتشويشها بمعلومات مغلوطة حول الجهاد وحقنهم بالكراهية.
لماذا لم يقوموا بأي عملية تخدم المسلمين؟
لماذا لم يقوموا بأي عملية ضد العدو الصهيوني؟
لماذا يشوشون في العراق على المقاومة الوطنية وكل عملياتهم موجهة ضد العزّل من إخواننا الأشور وفق مخطط طردهم من العراق إلى لبنان لإخلاء مدن الشمال منهم في عملية مخطط قضم المناطق الأشورية وضمها إلى كردستان؟؟
لماذا لا يتعرضون إلا للعزل الآمنين ولا يتعرضون للمعتدين وكل ما يقومون به يأتي وبالاً على العرب والمسلمين؟؟
السودان في طريقه إلى التقسيم فلماذا الآن بالذات مثل هذه العملية الإجرامية في مصر؟
ألف لماذا ولماذا تصب كلها في خانة واحدة يستحيل معها أن يكون العقل المدبر إلا معاديا للعروبة والإسلام ويقوم بخدمات تصب فقط في مصلحة أعداء هذه الأمة ومن يسعون لتفتيتها وإثارة الفتن والبغضاء بين أهلها.
كيف يمكن لمن تربى على مائدة الإسلام ألا يعرف حرمة الدماء؟!
وفي حرمة الدماء وحصانة النفس البريئة كيف يفعل القتلة بدم من قتلوهم يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم يقول : " يجيء المقتول متعلقاً بالقاتل ، يقول : يا رب سل هذا فيم قتلني ؟
وعقاب القتل الخلود في النار (والله لا يصلح عمل المفسدين )
وقَالَ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الْأُمُورِ الَّتِي لَا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ " [ رواهُ البخاري ] ، وقَالَ عبدالله بن عمر رضي الله عنهما : " لَا يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا " [ رواهُ البخاري ]
نعم إن أمر الدماء عظيم في الإسلام ، مهيب عند الله وكما تعلمنا على موائد الإسلام قد يغفر الله كل ذنب ما عدا حقوق العباد وأعظم الحقوق هي القتل وإزهاق النفس التي حرّم الله إلا بالحق
إلا بالحق والحق هنا قتال المعتدين في الدفاع عن النفس والوطن والأهل وهذا هو الجهاد
أدافع عن نفسي وأقاتل من يقاتلني ويسلبني بيتي ووطني ، أما عند هؤلاء الصورة مقلوبة تماما :
نقتل غدرا أبناء جلدتنا الآمنين ونثير الفتن والبغضاء في أوطاننا ونترك من يقاتلوننا ويقتلون أهالينا وأطفالنا ويغتصبون أوطاننا آمنين بل ونخدم مخططاتهم !!
قال الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: الراحمون يرحمهم الرحمن " ونبدأ كمسلمين كل عمل بقولنا: " بسم الله الرحمن الرحيم" قال سبحانه: " وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ "
لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ( 6 ) عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم ( 7 ) لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ( الممتحنة )
جاءت السيرة مليئة بصور الرحمة والرأفة، طفل شارف على الموت فاضت له عينا الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما سأله سعد ما هذا يا رسول الله؟ قال هذه الرحمة التي جعلها الله في قلوب عباده ، إنما يرحم الله من عباده الرحماء
وإذا قاتل المسلمين قال لهم: " لا تقتلوا شيخا ولا طفلا ولا امرأة ولا من لا يقاتلكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين "
ونهى عن تخويف الآمن وترويع المستأمن
وقَالَ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ ، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ
" من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً " المائدة 32
"والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النّفس التي حرّم الله إلا بالحق" الفرقان 68
اليوم تعرضت لتلخيص نظرة الإسلام في مثل هذا الإجرام، ولي عودة بإذن الله لمناقشة مداخلاتكم الكريمة وسألخص لاحقا عن فرقة " القناؤون " راجية المزيد من المداخلات لمناقشة هذا الموضوع الدموي الخطير من مختلف جوانبه
دمتم وسلمتم
هدى الخطيب
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]