وصلتني رسالة من الأخ الدكتور ثروت ,,
وفيها هذه القصيدة ,, للديوان الألفي ,, ولم يتمكن من الدخول ,,
وهو متغيب لفترة بسبب ظروف , لا مجال لذكرها
وهو بخير يهديكم السلام ,, فوضعت القصيدة بالديوان الألفي ,
وأنشرها هنا للأمانة
حسن
غربة في ذاكرة الوطن
(1)
يا غربة المهد
دعك من النوم،
ومن النحيب المُرِّ،
واستيقظي على نداء القدس القادم
من لهيب الظلمة،
وطوفان الألم،
فالقلب تحطم،
وصرخة أطفال تموت.
(2)
على باب المساجد والكنائس
تكسرت أقداحنا،
وانطفأت شموع العرس،
في ليل انكسار أجنحة الحمام،
تكسرت أفرع الزيتون،
وطيف أحلام الصغارتموت، وتموت..
بأيدٍ شدها الشفق عند الغروب
إلى وادٍ يباع ويشترى..
بحبالٍ من الزيف،
وميزانٍ من التقتير عند ولاتنا.
(3)
مسكون بأيام الصبا،
وعطرها الأبديّ،
من نبع الشهادة
وربيع الحياة الحرّ
في زمن مضى،
مفتون بزهر النرجس
أهفو إليه ويهفو إليّ،
وقناديل المانجو
تتبعثر فوق رأسي بفعل الريح
فأشمها وتشمني
تملأني بنزق زماني،
وتختلط بزهر الرمّان..
كلها تمزقت بالظلم..
بالنار.. بالقلب الحاقدِ،
واليد التي تحرق أوراق الورد،
وتقطع أفرع الزيتون في قلب النهار
(4)
أنادي غربة المهد..
والعهد..
يا سُكنَى الوطن
تأملي يا قدس
زهر البرتقال الحزين
يحمل إليك جرّات انكسارك حافيا
يمضي بعيدا،
يلتقي والطيف العتيق
الساكن أشجار السُنط،
ومسحوق القَرَض المُصفّى
على قِرَبِ السُقَاةِ عند بابك المقدس
يتكئ على عكازه الأرجوانيّ
منتظرا أمر الرحيل الملقى
في سلَّة الكلمات من دهرٍ الفضول
هناك في قلب النجوم الغرقى
يبحث عن منقذٍ للحلمِ للحريّة
وعن معطفٍ
تائهٍ في ذاكرة الجمال
يحميه من قبح الشتاء،
وعثرة الأيام عند طُغاتِنا
الظمأى للدماء..!
(5)
لنهرب يا ربَّان الحياة معا
من غربة تموت
إلى سدرة المنتهى،
مع نزيفٍ لا ينقطع حول الهيكل
ونشعل شموعَ طفولة تنتصر،
ونترك وردة
على قبر ٍحزينٍ لطفل يحتضن لعبته،
ونمضي بنشوةٍ خائبةٍ
نمرح بين شعاب الموتى
هناكعلى أعتابك
يهزهزنا البكاء،
وتمرح في جوانحنا
أطياف السعادة في منارة للحب
شيّدها أطفال الحجارة.
***
د/ ثروت عكاشة السنوسي
مصـــــــــر
بواسطة حسن ابراهيم سمعون