الموضوع: دعوة للرقص
عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 01 / 2011, 06 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
فاطمة يوسف عبد الرحيم
أديبة وقاصّة

 الصورة الرمزية فاطمة يوسف عبد الرحيم
 





فاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these parts

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: لبنان

alert دعوة للرقص

دعوة للرقص
استلمت صديقتي دعوة لشخصين لحضور حفل زفاف "للناس اللي فوق" الذين بيدهم زمام الوطن وخيوط القضية وكانت ترغب في رفقتي إلى الحفل، الفضول دفعني للموافقة، وكان العرس في فندق سبع نجوم، فأردت إيقاف سيارتي" الكيا" المتوسطة العمر في موقف الفندق ولكني استصغرتها بين" رويز رايز والفراري" فأخرجتها إلى رصيف خارجي .
ضجت القاعة بالحضور وكلّ ما فيها مبهر، خاصة ملابس النساء التي من أحدث الموديلات، كلّ تتباهى بزينتها وتستعرض مفاتنها، وكأن العرس مسابقة للجمال والأناقة وعبارة "أنا الأجمل" تختلج فوق الشفاه وكأنّ النظرات الناقدة تجوب الأجواء والتنهيدات الحسود تزفر فوق الطاولات .
أطلّت إحدى المدعوات "أم المجد" بعودها الممشوق وطلتها البهية وأناقتها المميزة، شهقت" أم المنذر" لرؤيتها وأخذت تنظر إليها بحقد دفين وتحكي لجليستها ثرثرات غيبة ونميمة، لكنّ نظرتها الحاقدة لم تفارق" أم المجد" وأخذت كل منهما ترمي الأخرى بنظرات مشبعة بريح سموم، وتحوّل حديث العيون الحاقد إلى إشارات توحي بالغمز واللّمز ويبدو أنّ بركان الغضب انفجر، فأقبلت كلّ منهما باتجاه الأخرى وتكيل لها السباب وتبادل الاتهامات وإفشاء الأسرارالمعيبة مما يصم له الجبين
: من أين لزوجك كل هذا الجاه الذي كان مناضلا برتبة ملازم؟
: وأنت كنت تقطنين في غرفة واحدة، من أين تلك القصور ؟
: ماذا ومن بعتم حتى امتلأت جيوبكم؟
: من باع الأرض ومن اغتنى من صفقة السلاح المشبوهة ؟
:كم قبضتم عند توقيع مواثيق التنازل الظالمة ؟
ونشرتا الغسيل القذر،والكل يحاول إصلاح ذات البين وفشلت كل المحاولات وتبدّى العنف إلى تشابك بالأيدي و..... و ثمّ نجحت المحاولات في فك الاشتباك وإقرار التهدئة وخاصة أن موكب العروس قد وصل، وهذا فأل سيء للعروس التي تزوجت بعد طول انتظار، ولملمت كل واحدة ذاتها وأصلحت زينتها، وجلستا على بعد قطبين متنافرين كذئبتين ترسل كلّ منهما إلى الأخرى شواظ حقد القلوب الملتهبة بنيران الكره والغيرة .
استمرت فعاليات العرس والكلّ يتبارى في حلقة الرقص والمرح لتفريغ النفس من شوائب الزمن، والعروس تمنّي النفس بأحلام السعادة مع هذا الزوج الذي اختاره قلبها، وأضاءت آلات التصوير لتسجل الذكريات الحلوة في خضم اللحظات السعيدة .
في الختام أرادت إدارة الفندق إبهاج العرس، فبثت أغان من الفلكلورالشعبي لتثير الفرح، فنزل الجميع إلى خوض معترك الحلبة رقصا ودبكا إلى أن جلسوا متهالكين على المقاعد وفرغت الحلبة من الراقصات واستمرالغناء صادحا، وإذا ب"أم المجد" تأخذ موقعا على يمين الحلبة وتبدأ بالتقافز على نغمات "الأرغول" ، لحظات ونزلت "أم المنذر" إلى يسار الحلبة تؤدي رقصتها، كل واحدة منهما متجاهلة الأخرى، متجنبة النظر إليها وانفردت اللدودتان في الحلبة، لكن حميّة الدف والأرغول تتزايد مما جعل الأقدام تتقارب، واشتدت حميّة الدبكة ورنت الضحكات وإذا ب"أم المجد" تجلجل بصوتها الجهوري:- والله الدبكة لا تحلو إلا بتشابك الأيدي وتناظم وقع الأقدام،هاتي إيدك يا" أم المجد". وغرقت المدعوات في حالة من الذهول وألف علامة استفهام ترتسم على الشفاه، كيف جمعهما الرقص وكانتا منذ قليل في حالة شقاق ونزاع وكشف للمستور، وتفرقعت ضحكات الاستغراب هنا وهناك، وتأبط العريس يد عروسه إلى مستقبل حالم بالأماني وتأبطت اللدودتان وتشاورتا في السفر معا إلى باريس أو روما لأن هناك "كلكشن موديلات يجنن.... وعل الهوارة الهوارة ما أحلى الدبكة وما أعظم أسرارها " رمتني صديقتي بنظرة سخط : ما رأيك؟ أجبت: مريع ما رأيت !! خلت"البيست"يسبح في بركة من دماء أطفال فلسطين ودموع الأرامل وآهات المسنين،إنهم يتاجرون بالوطن ويرقصون على جراحنا ويحارون بصرف الثمن.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة يوسف عبد الرحيم ; 20 / 01 / 2011 الساعة 10 : 10 PM. سبب آخر: خطأ إملائي
فاطمة يوسف عبد الرحيم غير متصل   رد مع اقتباس