عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 01 / 2008, 17 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
نور الأدب
مدير الموقع


 الصورة الرمزية نور الأدب
 





نور الأدب has a brilliant futureنور الأدب has a brilliant futureنور الأدب has a brilliant futureنور الأدب has a brilliant futureنور الأدب has a brilliant futureنور الأدب has a brilliant futureنور الأدب has a brilliant futureنور الأدب has a brilliant futureنور الأدب has a brilliant futureنور الأدب has a brilliant futureنور الأدب has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: حيفا - فلسطين

نافذة على العالم الآخر - الحلقة الثالثة - لقاء الأحبة

بعد لقائي بالحاجة أمينة مرّت أيام لم أرَ تلك الأطياف أو الأجساد الشفافة و لم أسمع صوتاً أثيرياً خافتاً، حتى مارينا تلك المرأة التي سكنت بيتي من قبل و توفيت فيه كان قد مرّ أكثر من يومين لم ألمحها أو أسمع لها صوتاً إلى أن وجدته أمامي و كأن الزمن عاد سبعة و أربعين يوماً إلى الوراء....


كان الوقت قد تجاوز الثانية ليلاً و المطر غزيراً على الرغم من الحر و الرطوبة العالية التي تختص بها جزيرة مونتريال النهرية، و أنا ما زلت جالسة مسترخية فوق المقعد على الشرفة أمدّ ساقيّ باتجاه حافة الشرفة تاركة قدميّ لبلل المطر حتى جاء الصوت الحبيب الذي أعرفه جيداً و أميزه بأي شكلٍ جاء و لو كان بين آلاف الأصوات..


عمي.. يحيى..


و من لهفتي وقرب عهدي برحيله وقفت أعانقه و ما تذكرت إلا حين وجدت ذراعيّ تعانقان الفراغ و رذاذ المطر!!..


سألته عن حاله فأجابني:
" أنا بخير.. بخير جداً و لولا خوفي على أولادي من بعدي لكنت بأحسن حال و قد انتقلت من عالم المادة و كل حواجزه المتعبة التي لا يعرف ضيقها إلا من يخرج منها و يتحرر من جاذبيتها التي تبنى على التواء المكان-الزمان في حلقات دوران مستمرة تكون الروح سجينة في جسد محكوم بزمانه في عالم يحكمه الطغاة و زمان يتسيد فيه الشر فتستلب فيه أوطان و تسفك الدماء وإني في راحة بعد ضيق
في ملكوت الله الفسيح التقيت ها هنا بالأهل و الأحبة "


ثمّ أضاف: " أنا لم أحضر لزيارتك وحدي، أعرف مدى شوقك لهذا حضرت و بصحبتي أغلى هدية " ثم أشار لي " أنظري هناك " تقدمت نحو باب الشرفة فوجدت.. أبي..كان كما أذكره و كما يبدو في صوره.. شاباً وسيماً.. تنقلت بنظري بينه و بين عمي قبل أن أقترب من أبي سألت عمي:


" أبي يبدو أصغر منك بسنوات عديدة على الرغم من أنه هو الأكبر بسنوات عدّة؟ "


أجاب: " الروح جسد أثيري لا يتأثر بحلقات الزمان- المكان و الجاذبية كما شرحت لك منذ قليل و لا يكبر أو يشيخ لكنه يأخذ شكل الجسد الذي يسكنه حتى ينفصل عنه بالموت فيبدو على ذات الهيئة الأخيرة التي وصل إليها الجسد و لأن والدك حين توفي كان أصغر بكثير من العمر الذي متّ أنا فيه يظهر أثير كل روح منّا على الهيئة التي قبض عليها"


اقتربت من جسد أبي الأثيري :

" نـور.. أبي يا حبيبي.. كيف حالك؟ "

و جاء الصوت الحبيب أثيرياً رائعاً.. حنوناً عميقاً:


" أنا بخير يا ابنتي.. حبيبتي أنت و جزء لا يتجزأ من نفسي و روحي.. أطمئن عنكم باستمرار و كثيراً ما أكون معكم و بينكم أفرح لأفراحكم و أتألم لآلامكم أتعب إن تعبتم تظلم روحي و تتكسر أشعتها و تتوه مساراتها إن سالت دموع إحداكما بقلب جريح إن أنت أو أختك و أو ابنك فالروح لا تستقر بعيدة عن عالم فيه بعضها و أجزاء منها و كثيراً ما تمنيت أن استعير جسدي و إن لفترة بسيطة أمسح دموعكم و أحميكم و أبعد من يجرحكم.. أدافع و أناضل ضد من يعمل على أذيتكم و لكن هيهات فالجسد بلي و فني و لم يبقَ غير الروح طليقة بأفراحكم و أسيرة آلامكم و حال يحيى الآن كحالي فيكم فخذوا بالكم من أولاده و استوصوا بهم خيراً "


كنت أصغي له مأخوذة مبهورة سعيدة و كأني أصغي إلى سيمفونية موسيقى الروح الخالدة التي تستعذبها كل روحي و كل نفسي..


ثم أضاف: " لم يكن أمامي لحمايتكم أو تحذيركم غير وسيلتين تستعملهما أرواح الأموات مع أحبائها من الأحياء إما أثناء النوم أو عبر التخاطر و للأسف كثير من الناس لا يصغي لهذا الصوت



الهادئ المرشد "

أجبته: " نعم يا أبي كلنا نحس أحياناً بالتخاطر و قد بات الآن علما معترفا به باسم

(Telepathy) و هو علم نقل الأفكار عن بعد و عن طريق الروح التي يعرف عنها بأنها عبارة عن موجات ذات تردد عال ٍ و يقسم العلماء الأدلة إلى نوعين ذهني ( Mental) و مادي ( Phlysical) فمن النوع الأول الذهني ظاهرة التخاطر( Telepathy) ..

ضحك عمي تلك الضحكة المحببة التي اشتقت لها و أجابني " نعم في البرزخ نعلم ما يجري في العالم و لكن الصوت الداخلي ليس دائماً هو التخاطر بين الأرواح أسبابه كثيرة و عديدة فيها التخاطر و أنواعه كثيرة و فيها أسباب مرضية و عصبية إلخ.. "

سألت ما هو برزخ الأرواح أو العالم الأثيري و أين يكون؟؟

أجاب أبي: " بالمنطق الدنيوي وفق ما توصل إليه علماؤكم نستطيع أن نقول إنّ الأرواح في الفراغ الموجود بين الأرض و جميع السموات بما فيها الشمس و جميع الكواكب السيارة و حتى وفق ما أثبتت اكتشافات علم الذرة في داخل جميع الأجسام الصلبة و داخل الذرة نفسها.. أي بين البروتون و الإلكترون، فالأرواح تعيش حرة طليقة في هذه الفراغات الهائلة و تستطيع أن تنفذ من فراغات الذرة و لو كانت حائطاً من الصلب و الروح تتنقل بسرعة خمسين مرة سرعة الضوء

و هو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر و مستودع ( الأنعام 98) صدق الله العظيم

يا ابنتي المستقر هو الجسد و المستودع هو هذه الفراغات الهائلة في حياة البرزخ و التي تنتقل إليها الأرواح و تبقى وديعة مع غيرها إلى أن تقوم الساعة .. و تكون إما سعيدة و إما هائمة أو شقية لأنها تنبأ بمكانها يوم القيامة في الجنة أو النار و لعل التشبيه لهذه الحال وفق ما تعرفونه في الدنيا أقربه ما يكون بين الأحلام الجميلة و الكوابيس المخيفة و الروح تتأثر بكل شيء من أهلها في الدنيا فتسمع كلام الأحياء و تشعر بأحوالهم و تتأثر بدعواتهم الصالحة و صدقاتهم و تزورهم "

التفت إلى أبي و عمي و سألت:

" لقد حدث معي ما جعلني أمتلك خاصية رؤية الأرواح و سماعها لكني متلقية فقط لا أستطيع أن أدعو أي روح أتمنى مقابلتها و الحديث معها "

أجاب عمي: " ما دمت تمتلكين هذه الخصوصية فلن نغيب عنك طويلاً "
أجبت أنا متأكدة يا عمي يا حبيبي من أن زيارتكما لي بمشيئة الله ستتكرر فأنتما مني و أنا منكما لكنني قصدت شخصيات تاريخية أو موغلة في القدم أو شخصيات زورها التاريخ أو لم ينصفها أو أرواح ناس ليسوا بمشاهير لكنهم شهود حقب هامة في هذا العالم إلخ..






ضحك عمي و هو يسأل مداعباً بمرحه المعهود:أتريدين استغلال خصوصية وضعك لإجراء تحقيقات صحفية مع الأرواح ؟

ضحك أبي أيضاً و ضحكت بدوري

أجابني أبي و هو ما زال يضحك: " تستطيعين عبر جهاز الاتصالات الأثيري و أعني التخاطر.. ركزي في روح معينة و اطلبي منها اللقاء و ألحّي إلى أن تستجيب "

ثم أضاف:

إذا كانت روح مغرقة بعيدة عهد في الدنيا تصبح من الثقيلين و أعني تبتعد عن العالم و تنفصل عنه بعيداً و هناك نوعان من الأرواح قد لا يفيد التخاطر و الإلحاح في طلبها أولها الأولياء الصالحين إلخ لأن أرواحهم تسمو و ترتفع و كذلك عتاة المجرمين لأن أرواحهم تسجن في ظلمات سفلية، و قد يستجيب بعضٌ من الصالحين و قد يستطيع الوصول بعض المجرمين و لكن احذري الأرواح السفلية العاتية و ظلماتها....

- نعم يا أبي.. نعم يا عمي .. يكفي هذا التواصل هبة عظيمة من الله سبحانه أن ألتقي بكما فترتوي الروح من عطشها و يطمئن القلب من حيرته و تسكن النفس مع الأحبة
يتبع...









--------------

الحلقة الرابعة من نافذة على العالم الآخر
" ملكي صادق"
على الرابط التالي:
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?p=1042#post1042





نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع نور الأدب
 [frame="6 98"]
وطني الذي الجنّات بعض... صفاته
والحسنُ آيٌ من رؤى... آياته ِ
ذاك الغريب تكشّفتْ... أشواقهُ
إثر الذي أذراه من ...عبراته ِ
بل نمَّ عن وجد يعنّي... قلبهُ
سيلٌ من النيران في...زفراته ِ
تعتاده الذكرى ويلهبُ...شجوهُ
ماض ٍ طوى الأحلام... في طياته ِ
لم يبقَ منها و الزمان ...عدوّه
إلا أنين النزع في ... أنّاته ِ

وفي الموضوع نفسه له :

يا لوعة الذكرى تطوف بخاطري
فتثير فيَّ مكامن الأشجان ِ
هل كان ذاك العهد إلا غفوة
فصمت عراها أنمل الحدثان ِ
واهاً فما أبقى الزمان لمثلنا
إلا الدموع طليقة الأجفان ِ
[rainbow]
[glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082 32CD32"]نـور الدين الخطيب[/grade][/glint] "
[/rainbow][/frame]

التعديل الأخير تم بواسطة هدى نورالدين الخطيب ; 02 / 08 / 2009 الساعة 18 : 08 AM.
نور الأدب غير متصل   رد مع اقتباس