رد: مصر التي في خاطري هي مصر التي في خاطرنا جميعا ( تحتاج عقولكم)
شجعني اخي الحبيب حسن على الكتابة والرد بسرعة بعد مشاهدتي الموضوع وقراءته فشكرا لك ايها الحبيب والملهِم
سيدتي الفاضلة اصارحك القول بأني لا أحب الخوض في أي حدث بعد وقوعه ولكن الحدث الحدث في مصر لم يحدث بعد
بل انه يقترب مع انه يقترب ببطئ لأنه ما زال يتحسس الطريق !
الأسئلة البديهية المطروحة : هل ما يحدث الآن هو نتيجة للجوع والقمع ؟
هل الأزمة هي أزمة غياب للديمقراطية وعدم تداول للسلطة ؟
هل أن النظام قد هرم وبات عاجزا عن القيام بما هو مطلوب منه على المستوى الأمريكي ؟
هل باتت الخشية من سقوط النظام بعد موت مبارك وسيطرة الأخوان المسلمون على البلد وهم القوة الأكثر تنظيما ؟
هل أن غياب شعارات العداء لأمريكا وإسرائيل تؤشر إلى أن " الثورة " تحركها أصابع المخابرات الأمريكية ؟
ولماذا لم تقم أي مجموعة من تلك التي على الأرض بالاقتراب من مقرّ السفارة الإسرائيلية حتى لو كان طاقمها قد غادر ؟!
يحضرني هنا تلك الأيام الأولى للثورة الايرانية التي تكشفت وقائعها بعد وقت ليس بالطويل .. لقد ظهر بأن المخابرات المركزية
الأمريكية صرفت ملايين الدولارات لتجييش أحياء كثيرة من العاصمة طهران ويرفعون شعارات لا تخرج عن ما يشابهها من
شعارات لا تركّز إلا على إسقاط النظام وبالتالي لا ترفع أي شعار آخر يشير لماهية التغيير .. لقد كان السباق محموما في ذلك الوقت
ما بين من يريد إسقاط الشاه ونظامه وما بين من يريد إسقاط النظام الدولي المتمثل بأمريكا وكيان العدو الصانعين والداعمين
لنظامه .. كان السباق محموما ما بين الخميني ورجالاته وما بين رجال امريكا المتخفين ومخابراتها للسيطرة على ايران فنجح الخميني
وأسقط تباعا أولئك الذين كانوا اشباها للذين يركبون موجة الغضب التي ما زال باكرا تسميتها بالثورة من وجهة نظري فالثورة
تحمل شعاراتها الواضحة فهل هنالك وضوح في لغة " الغاضبين " ؟!
لقد نجحت الثورة في ايران عندما كانت شعاراتها التعبوية تجري على كل لسان : الموت لأمريكا ؛ الموت لأسرائيل ؛ اليوم طهران وغدا فلسطين "
لقد نجحت الثورة مباشرة لوضوح توجهاتها فالشاه كان كمبارك على شفير الموت .. ولم يعد الرجل القوى فشاركت امريكا بتمويل الثورة
لتسرقها وتوجهها لكنها خسرت وقامت الثورة بتصفية عملاء امريكا الظاهرين والمستترين ثم قامت بترجمة شعاراتها وها هي ايران
الثورة قوة يهابها المهابون المرتعدون وما زالت مع فلسطين بالرغم من محاولات حرفها وحرقها عندما جروها وقالوا لنا بأنها العدو ..!
ما أشرت اليه سيدتي حول تلك الشخصيات التي خدمت أصلا في المخابرات المصرية والامريكية والتي تعتلي المنابر بلا مضامين
جعلتني أتذكر ماذا حدث في ثورة ايران وأخشى ما اخشاه بالفعل هو أن تنتصر امريكا على مصر بشعبها فيطيح بنظام عفن ليحل
بدلا عنه نظام طاجز ولكن من نفس المكون .
|